ودّع أبو مصعب شقيق الصحفي الفلسطيني الشهيد أنس الشريف، بكلمات مؤثرة،  شقيقه الذي اغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ضمن قصف استهدف ستة من الصحفيين، بينهم أربعة من قناة "الجزيرة".

وقال أبو مصعب في حديثه إن أنس لم يكن مجرد مصور أو صحفي، بل كان "روحاً، وأخاً، وصديقاً وزميلاً لكل من عرفه".

 

شقيق أنس الشريف: "كل من تكلم بحق أنس خصيمنا أمام الله، والاحتلال وأذنابه حرضوا عليه، وواحد ما بزعل على أنس ما عنده إحساس، لسنا معترضين على حكم الله". pic.twitter.com/46FQt2A8RN — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) August 12, 2025
وأضاف: "سنتان كاملتان تعرض خلالها بيتنا للاستهداف، استشهد والدي، لكنه واصل المسيرة متحدياً التهديدات التي طالت عائلته، حتى نال الشهادة". 

وأكد أن أنس كان أصغر إخوته، لكنه كان الأقرب إلى قلبه، وأن "كل من أساء إليه سيكون خصيمهم أمام الله".

وأشار أبو مصعب إلى أن أنس هو الشهيد الثالث في العائلة بعد والده وشقيقه الأكبر شادي، مبيناً أنه منذ صغره كان مولعاً بالكاميرا، يلتقط التفاصيل بدقة، بدافع شغفه بالإعلام. 


ونشأ أنس في مخيم جباليا وتخرج في كلية الإعلام، وبرز اسمه منذ عام 2018 في تغطية مسيرات العودة، خاصة في المناطق الشمالية، حيث عُرف بجرأته وانتشرت صوره على نطاق واسع.

ووثق أنس أحداث 2021 والتصعيدات اللاحقة، ناقلاً صورة غزة إلى وكالات دولية، ومع اندلاع حرب 2023 واصل عمله الميداني متعاوناً مع قناة "الجزيرة"، حتى أصبح أيقونة إعلامية في التغطية الميدانية، رغم التهديدات الإسرائيلية العلنية التي طالته.

وكان القصف الأخير قد أودى بحياة الصحفيين أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل، ومحمد الخالدي، لترتفع حصيلة الإعلاميين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 238 صحفياً.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي حرب الإبادة الجماعية في القطاع للشهر الثاني والعشرين، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 61 ألفا و499 فلسطينياً، وإصابة 153 ألفا و575 آخرين، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة تفتك بالسكان، بينهم أطفال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطيني الشفاء غزة جباليا فلسطين غزة الشفاء جباليا انس الشريف المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أنس الشریف

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: اغتيال الشريف ورفاقه عملية برعاية إسرائيل تهدف لإسكات الحقيقة

نشرت صحيفة "إندبندنت" افتتاحية وضعت فيها صورة الصحافي الفلسطيني البارز أنس الشريف الذي استشهد مع زمرة من رفاقه الصحفيين في غارة استهدفت خيمتهم الأحد الماضي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن رعاية دولة لقتل الصحفيين هي وسيلة أخرى للحد من حرية التعبير، مؤكدة أن "اغتيال القوات الإسرائيلية مراسل الجزيرة وزملائه هو تذكير مرعب بأن مسؤولية إخبار العالم عن الدمار والتكلفة البشرية تقع على عاتق المراسلين المحليين وحدهم عندما تمنع منظمات الأخبار الدولية من دخول منطقة حرب".

 وأضافت أن "حياة الشريف هي مثل حياة أي روح زهقت في الحرب،  لكن اغتياله المستهدف إلى جانب أربعة من موظفي الجزيرة الآخرين الذين لقوا حتفهم معه، يثير تساؤلات أكثر أهمية حول الطريقة التي أدارت بها إسرائيل الحرب".

وأشار إلى أن "استهداف الجيش الإسرائيلي لصحافي معتمد عمل في الجزيرة وسابقا في رويترز، هو تطور لا يمكن النظر إليه إلا بقدر من الرعب. فلم يكن موته من نوع الأضرار الجانبية الحتمية التي يمكن أن تحدث في أي حرب، بل بالأحرى، كان الشريف هدفا لاغتيال برعاية الدولة".


وتزعم "إسرائيل" أن الشريف كان "إرهابيا"، وينتمي إلى حماس وقائدا لخلية فيها، وقدمت بعض الأدلة الوثائقية، لكن هذا لم يقنع المراقبين المستقلين الذين فحصوها، ويثير تساؤلا حول سبب عدم نشرها في وقت أبكر، إن كانت مقنعة إلى هذا الحد.

وذكرت الصحيفة أنه "من المؤكد أنها لا تقدم أي سبب قانوني لقتله، ناهيك عن قتل زملائه في قناة الجزيرة، المراسل محمد قريقع، والمصوران مؤمن عليوة وإبراهيم ظاهر، ومساعدهما محمد نوفل، الذين لم يزعم الإسرائيليون أن لهم أي صلة بحماس".

وتعلق الصحيفة أن "الحقيقة، كما هي الكليشيه، هي أول ضحايا الحرب، والحقيقة هي أن إسرائيل، على غير العادة، منعت الصحافيين الدوليين من تغطية الصراع. وتقول السلطات الإسرائيلية إنه ليس من الآمن القيام بذلك، وهي مفارقة قاتمة بالنظر إلى مصير شريف. ولكن هذا ليس من اختصاصهم الحكم عليه: بل هو أمر ينبغي أن يُترك للعديد من المؤسسات الإخبارية، بما في ذلك صحيفة إندبندنت، التي أرسلت بكل فخر صحافيين شجعان إلى مناطق أكثر خطورة على مدى عقود عديدة".

وأدت السياسة الإسرائيلية إلى استحالة رصد أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي والإبلاغ عنها بشكل مستقل بالطريقة التقليدية.

وأوضحت أن "الصور التي التقطت خلال رحلات المساعدات الأخيرة، والتي نشرتها صحيفة إندبندنت لأول مرة، تقدم صورة عن مكان بدائي قاحل مثل القمر، في مكان كانت فيه الأحياء تعج بالحياة والصخب وتنتشر فيه فيه بساتين الزيتون".

وذكرت "أعطت هذه الصور، إلى جانب تحقيقات الشريف وزملائه، للعالم فكرة عن الطريقة غير المتناسبة التي تتصرف بها إسرائيل. والنتيجة هي أن إسرائيل تتهم بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ويستخدم مصطلح "إبادة جماعية" بشكل متزايد في سياق حرمان سكان غزة من الغذاء والدواء".


وأضافت أنه "في غياب الرقابة الدولية الكاملة، اضطر صحافيو غزة أنفسهم تحمل مسؤولية أداء هذه المهمة الأساسية. ووضعوا أنفسهم طوعا في مرمى النيران لإبلاغ العالم عن دمار قطاع غزة وخسائره البشرية ولتقييم مدى النشاط الإرهابي ولتسليط الضوء على محنة الأسرى الذين لا تزال حماس تحتجزهم. وبارتدائهم سترات واقية وخوذات "صحافة"، كان ينبغي أن يحصلوا على الحماية المعتادة الممنوحة لجميع الصحافيين، ولكانوا حصلوا عليها لو كانوا أمريكيين أو سعوديين مثلا".

وأكدت "تقول إن الغالبية العظمى من الصحافيين الـ 232 تقريبا الذين لقوا حتفهم في حرب غزة كانوا فلسطينيين، وهي إحصائية تكاد تتحدث عن نفسها. ويرى مشروع "ثمن الحرب" التابع لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة، فإن عدد الصحافيين الذين قتلوا في غزة يفوق عدد القتلى في الحربين العالميتين وحرب فيتنام وحروب يوغوسلافيا، وحرب الولايات المتحدة في أفغانستان مجتمعة".

وأشارت إلى ما كتبه الكاتب الفلسطيني الذي يعيش بالمنفى، أحمد نجاد في الصحيفة نفسها، من أن مقتل الشريف هجوم على الحقيقة نفسها،ـ قائلة: إن "هذه الهجمات على حرية التعبير والفكر لا تقتصر، للأسف، على مناطق الحرب، وأشارت إلى عتقال مئات المتظاهرين السلميين في لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع وكيف انتشرت آثار الحرب في غزة والنقاشات الحادة المحيطة بها، في جميع أنحاء العالم، أو على الأقل، إلى تلك المناطق التي لا يزال فيها الاختلاف ممكنا، وتظل الصحافة فيها غير خاضعة لسيطرة الدولة نسبيا".

وأضافت "قد يكون صحيحا، كما يلمح وزراء الحكومة البريطانية بغموض، أن حركة فلسطين عازمة على القيام بأنشطة يجهلها مؤيدوها، لكن هذا لا يبرر احتجاز كبار السن الذين لا ذنب لهم سوى حمل قطعة من الورق المقوى عليها رسالة وممارسة حقهم في حرية التعبير".

وأكدت "دولة تسعى للحصول على دعم حلفائها في جميع أنحاء العالم لن تنجح في جذب الآخرين إلى قضيتها من خلال حرمان المراسلين الدوليين، بل وحكومات الدول الأخرى ومواطنيها، من الوصول إلى الحقيقة".

وختمت بالقول "إذا رأت إسرائيل أن أفعالها مبررة، فعليها أن تسمح بالتدقيق فيها بدقة، بما في ذلك تغطية الحرب التي يبدو أنها تنوي شنها. وفي النهاية، لن يثير قتل الصحافيين سوى صدمة المجتمع الدولي. وعلى بنيامين نتنياهو أن يتذكر هذا".

مقالات مشابهة

  • إندبندنت: اغتيال الشريف ورفاقه عملية برعاية إسرائيل تهدف لإسكات الحقيقة
  • أنس الشريف.. شاهد وشهيد
  • آخرهم أنس الشريف.. الاحتلال يغتال الصحافة لطمس الحقيقة ما القصة؟ «فيديو»
  • غزة تنعى صوتها وعيناها: أنس الشريف وزملاؤه شهداء في سبيل الحقيقة
  • العربية لحقوق الإنسان: اغتيال الشريف جريمة إسرائيلية ممنهجة لإسكات الحقيقة
  • أنس الشريف في وصيته: لم أتوان عن نقل الحقيقة وأموت ثابتا على المبدأ
  • مقررة أممية: إسرائيل تحاول قتل الحقيقة وأنس الشريف كان صحفيا شجاعا
  • شاهد.. تشييع جثماني أنس الشريف ومحمد قريقع بعد استشهادهما
  • شاهد: استشهاد الزميلين أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلي الجزيرة في غزة