جدل بريطاني حول كشف هوية المشتبه بهم في ظل تصاعد الشعبوية اليمينية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
يشهد المشهد السياسي والأمني في بريطانيا جدلًا حادًا بعد إعلان وزارة الداخلية عن توجيهات جديدة تشجع الشرطة على كشف عِرق وجنسية المشتبه بهم في القضايا البارزة، وهي خطوة تقول الحكومة إنها تستهدف مواجهة الشائعات على مواقع التواصل، لكن ناشطين يرونها انزلاقًا نحو "تسييس العرق" وإعادة إنتاج الخطاب الشعبوي الذي تصاعد في السنوات الأخيرة.
وزيرة الداخلية، يفيت كوبر، اعتبرت أن هذه السياسة ستحد من المعلومات المضللة التي تلهب الرأي العام، كما حدث في قضية مقتل ثلاث طالبات في ساوثبورت العام الماضي، حين انتشرت شائعات كاذبة عن هوية الجاني وأدت إلى احتجاجات واسعة. لكن المنظمات الحقوقية تحذر من أن القرار، إذا طُبّق بشكل واسع، سيؤدي إلى تعزيز الصور النمطية وربط الجريمة بفئات عرقية ومهاجرين، ما يهدد النسيج الاجتماعي.
سياق سياسي متوتر
تأتي هذه الخطوة في بيئة سياسية مشحونة، حيث تزايد نفوذ الخطاب الشعبوي اليميني بعد البريكست، ونجحت أحزاب مثل "ريفورم يو كيه" في توظيف قضايا الهجرة والجريمة لزيادة التأييد الشعبي، عبر اتهام السلطات بـ"التكتم" على جنسية أو وضع المهاجرين في القضايا الجنائية. هذه الضغوط السياسية غذت خطابًا عامًا يطالب بمزيد من "الشفافية"، لكن منتقدين يرون أن الأمر مجرد ستار لشرعنة التمييز.
مخاطر أمنية ومجتمعية
الحقوقيون، مثل إيني شودري من "المجلس المشترك لرعاية المهاجرين"، يرون أن القرار سيؤدي عمليًا إلى زيادة تعرض المجتمعات السوداء والبُنية للاستهداف، خاصة في ظل تاريخ الشرطة البريطانية مع التحيزات العرقية. بيتر هيربرت من "جمعية المحامين السود" ذهب، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" اليوم، أبعد، محذرًا من أن هذه السياسة قد تستخدم كأداة لـ"السياسة الصافرة للكلاب" — وهي رسائل مشفرة تستثير مشاعر الخوف والتمييز دون إعلانها صراحة.
بين التجربة والتحديات
وتشير "الغارديان" إلى أن تجارب سابقة أظهرت أن نشر هذه المعلومات قد ينجح أحيانًا في إخماد الشائعات ـ كما في حادث الدهس في ليفربول عام 2024 ـ لكنه في أحيان أخرى يخلق جدلًا أكبر عندما لا تُنشر التفاصيل، مما يزيد الضغط على الشرطة لكشف معلومات حساسة في كل قضية، ما قد يضر بالتحقيقات أو يزيد من الانقسامات.
في النهاية، يقف القرار على خط رفيع بين تعزيز الثقة العامة والوقوع في فخ استغلال العرق والجنسية لأغراض سياسية. وبينما تصر الحكومة على أنه أداة للشفافية، يخشى كثيرون أن يكون الباب قد فُتح أمام موجة جديدة من الشعبوية التي توظف الأمن لمعاداة المهاجرين وتقسيم المجتمع البريطاني أكثر.
https://www.theguardian.com/uk-news/2025/aug/13/plans-for-uk-police-to-reveal-suspects-ethnicity-a-recipe-for-dog-whistle-politics-say-campaigners
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية بريطانيا التفاصيل بريطانيا امن خطة تفاصيل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رئيس ديوان المحاسبة يبحث مع نقيب الصحفيين إطلاق هوية رقمية
صراحة نيوز-أكد رئيس ديوان المحاسبة، الدكتور راضي الحمادين، خلال لقائه نقيب الصحفيين الأردنيين، الزميل طارق المومني، أمس الاثنين، أن الديوان يعمل بأعلى درجات المهنية للحفاظ على المال العام وصون المؤسسات وحمايتها.
وقال إن التقارير التي يصدرها الديوان تأتي في إطار رسالته الرقابية لتعزيز النزاهة والشفافية وحماية مقدرات الدولة، مبينا أن الديوان سيطلق قريبا هوية رقمية جديدة تعكس القيم المؤسسية والحداثة في تدقيق القطاع العام.
وكشف الحمادين، أن التقرير السنوي المقبل للديوان سيتضمن محورا يتناول البلديات، والشركات المملوكة للحكومة بنسبة 50 بالمئة فأكثر، والوزارات والدوائر الحكومية، لافتا إلى ملف الإعلانات البلدية والقضائية المنشورة في الصحف، بما ينسجم مع أحكام القانون ويضمن عدالة التوزيع وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها.
من جهته، قال المومني، إن ديوان المحاسبة يقوم بدور رقابي مهم على المال العام ويحظى بتقدير المواطنين، مؤكدا حرص النقابة على تعزيز التعاون معه بما يخدم المصلحة العامة ويصون حرية الإعلام.
وأضاف إن النقابة معنية بدعم حرية الإعلام في ممارسة الرقابة المسؤولة بعيدا عن أي ابتزاز أو ممارسات غير مهنية.