يشهد المشهد السياسي والأمني في بريطانيا جدلًا حادًا بعد إعلان وزارة الداخلية عن توجيهات جديدة تشجع الشرطة على كشف عِرق وجنسية المشتبه بهم في القضايا البارزة، وهي خطوة تقول الحكومة إنها تستهدف مواجهة الشائعات على مواقع التواصل، لكن ناشطين يرونها انزلاقًا نحو "تسييس العرق" وإعادة إنتاج الخطاب الشعبوي الذي تصاعد في السنوات الأخيرة.



وزيرة الداخلية، يفيت كوبر، اعتبرت أن هذه السياسة ستحد من المعلومات المضللة التي تلهب الرأي العام، كما حدث في قضية مقتل ثلاث طالبات في ساوثبورت العام الماضي، حين انتشرت شائعات كاذبة عن هوية الجاني وأدت إلى احتجاجات واسعة. لكن المنظمات الحقوقية تحذر من أن القرار، إذا طُبّق بشكل واسع، سيؤدي إلى تعزيز الصور النمطية وربط الجريمة بفئات عرقية ومهاجرين، ما يهدد النسيج الاجتماعي.

سياق سياسي متوتر
تأتي هذه الخطوة في بيئة سياسية مشحونة، حيث تزايد نفوذ الخطاب الشعبوي اليميني بعد البريكست، ونجحت أحزاب مثل "ريفورم يو كيه" في توظيف قضايا الهجرة والجريمة لزيادة التأييد الشعبي، عبر اتهام السلطات بـ"التكتم" على جنسية أو وضع المهاجرين في القضايا الجنائية. هذه الضغوط السياسية غذت خطابًا عامًا يطالب بمزيد من "الشفافية"، لكن منتقدين يرون أن الأمر مجرد ستار لشرعنة التمييز.

مخاطر أمنية ومجتمعية

الحقوقيون، مثل إيني شودري من "المجلس المشترك لرعاية المهاجرين"، يرون أن القرار سيؤدي عمليًا إلى زيادة تعرض المجتمعات السوداء والبُنية للاستهداف، خاصة في ظل تاريخ الشرطة البريطانية مع التحيزات العرقية. بيتر هيربرت من "جمعية المحامين السود" ذهب، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" اليوم، أبعد، محذرًا من أن هذه السياسة قد تستخدم كأداة لـ"السياسة الصافرة للكلاب" — وهي رسائل مشفرة تستثير مشاعر الخوف والتمييز دون إعلانها صراحة.

بين التجربة والتحديات

وتشير "الغارديان" إلى أن تجارب سابقة أظهرت أن نشر هذه المعلومات قد ينجح أحيانًا في إخماد الشائعات ـ كما في حادث الدهس في ليفربول عام 2024 ـ لكنه في أحيان أخرى يخلق جدلًا أكبر عندما لا تُنشر التفاصيل، مما يزيد الضغط على الشرطة لكشف معلومات حساسة في كل قضية، ما قد يضر بالتحقيقات أو يزيد من الانقسامات.

في النهاية، يقف القرار على خط رفيع بين تعزيز الثقة العامة والوقوع في فخ استغلال العرق والجنسية لأغراض سياسية. وبينما تصر الحكومة على أنه أداة للشفافية، يخشى كثيرون أن يكون الباب قد فُتح أمام موجة جديدة من الشعبوية التي توظف الأمن لمعاداة المهاجرين وتقسيم المجتمع البريطاني أكثر.

https://www.theguardian.com/uk-news/2025/aug/13/plans-for-uk-police-to-reveal-suspects-ethnicity-a-recipe-for-dog-whistle-politics-say-campaigners

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية بريطانيا التفاصيل بريطانيا امن خطة تفاصيل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأمن يكشف هوية شاب اعتلى سور كوبري وحديقة ويؤدي حركات خطرة أعلى عمود إنارة

كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ملابسات ما تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بقيام أحد الأشخاص باعتلاء سور أحد الكباري بدائرة قسم شرطة الحدائق والتعلق بعامود إنارة وأداء حركات استعراضية معرضاً حياته والآخرين للخطر.

أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة له معلومات جنائية، مقيم بدائرة قسم شرطة الوايلى، وبمواجهته تبين أنه يهذى بعبارات غير مفهومة.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية.. وجارى التنسيق مع الجهات المعنية لإيداعه بإحدى المصحات النفسية.

إصابة 3 أشخاص في انهيار عقار بإمبابة

الداخلية تضبط 4 أشخاص جمعوا بطاقات الناخبين لتوجيهم للتصويت لصالح مرشح بإسنا في الأقصر

مقالات مشابهة

  • ماذا نعلم للآن عن البحث وتقفي أثر المسلح بإطلاق النار بجامعة براون؟
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • توقيف 14 شخصاً تورطوا في أعمال شغب رياضي بالدرالبيضاء
  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • سرقة 600 قطعة أثرية ثمينة من متحف بريطاني
  • 6 إجراءات.. "الجوازات" توضح خطوات الإبلاغ عن فقدان هوية مقيم
  • هكذا وصف مراسل الغارديان أوضاع الضفة عقب زيارته الأولى منذ 20 عاما
  • العثور على جثة مجهولة وناقصة الأجزاء بشاطئ المعدية بالبحيرة و تحقيقات مكثفة لكشف هوية صاحبها
  • الأمن يكشف هوية شاب اعتلى سور كوبري وحديقة ويؤدي حركات خطرة أعلى عمود إنارة
  • قائد الثورة الإيرانية: الغرب يسعى لتغيير هوية شعبنا منذ قرن