أزياء جريئة وأسرار خلف الكواليس.. تايلور سويفت تحيي أسلوب راقصة الاستعراض
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يكشف كل ألبوم جديد مع الفنّانة الأميركيّة تايلور سويفت عن حقبة مختلفة، وكل حقبة تفرض زيًّا جديدًا. وهذه المرة، تجسّد سويفت روح الراقصة البرّاقة في لاس فيغاس لألبومها المقبل The Life of a Showgirl.
وتختلف إطلالات الألبوم الجديد عن المعاطف الصوفية، وفساتين الدانتيل المطرّزة التي ظهرت في ألبوم "Folklore" في العام 2020، أو قبعات الـBaker Boy النحاسية في ألبوم "Red "في العام 2012.
وفي بودكاست "New Hights" الذي يقدمه حبيبها ترافيس كيلسي مع شقيقه الأكبر جيسون، قالت سويفت إنها كتبت الألبوم خلال الجزء الأوروبي من الجولة. وقال كيلسي: "كنتِ تعيشين حرفيًا حياة راقصة الاستعراض". لتضيف سويفت: "إنه عن الحياة خلف كل ذلك، الحياة التي تتجاوز العرض".
View this post on InstagramA post shared by Taylor Swift (@taylorswift)
تظهر سويفت على غلاف الألبوم مرتدية حمالة صدر نصفية مزيّنة بالكريستال، تتدلّى منها خيوط من الجواهر على طول جسدها، وهي مغمورة فيما يبدو أنه حوض استحمام. وفي صورة أخرى، تقف وذراعاها ممدودتان فيما ترتدي زيًا آخر مستوحًى من راقصات الاستعراض، مغطّى بالأحجار اللامعة. لكن هذه الأزياء الجريئة والمفعمة بالبريق تتجاور بصريًا مع مسارح فارغة وإضاءة خضراء باردة، في إشارة ربما إلى اللحظات الصامتة والأكثر وحدة بعد انصراف الجميع.
يُعَد الظهور بأزياء مكشوفة جدا اتجاهاً جديداً لسويفت، وهي ليست الفنانة الاستعراضيّة الأولى التي تعتمد هذا الأمر. فلطالما استلهم نجوم البوب المعاصرون صورة "راقصة الاستعراض". وغالبًا ما تعود جذور هذه الصورة إلى قاعات الموسيقى الباريسية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث اشتهرت راقصات الكورس، أو عروض الـ Burlesque، أو راقصات المراوح، بأزيائهن المتطابقة البراقة، وغالبًا ما كانت كاشفة. أما راقصة الاستعراض في لاس فيغاس، التي أصبحت لاحقًا علامة فنية قائمة بذاتها، فهي ترتبط اليوم أكثر بحمالات الصدر الكريستالية على شكل أقفاص، وسراويل الـ Diamanté اللامعة، وريش الرأس الطويل الفاخر.
وقد ارتدت نجمات مثل بيونسيه، وكايتي بيري، وماريا كاري جميعًا هذا الزي الأيقوني في مراحل مختلفة من مسيرتهنّ. فقد ظهرت كاري به في فيديو كليب "I Stay in Love" العام 2009، وبيري في"Waking up in Vegas" في ذات العام، بينما ارتدته بيونسيه خلال عرض في منتجع ترفيهي بمدينة أتلانتيك سيتي العام 2012.
أما كريستينا أغيليرا، فقد أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأسلوب “راقصة الاستعراض” بفضل أدائها اللافت لأغنية Lady" Marmalade" في فيلم "Moulin Rouge"، وهي أيضًا منتجة تنفيذية للعرض المسرحي "Burlesque: The Musical" الذي يُعرض حاليًا في West End بلندن. وفي جولتها العام 2005، أدّت كايلي مينوغ أربع أغنيات على الأقل مرتدية بودي كريستالي لامع، مع ذيل ضخم من الريش وتاج رأسي ضخم من الريش الفاخر.
وفي الفترة الأخيرة، ارتدت آديسون راي، التي دخل ألبومها الذي يحمل اسمها للعام 2025 قوائم الموسيقى في الولايات المتحدة الأميركيّة والمملكة المتحدة، حمالة صدر على شكل قفص مرصّعة بالأحجار في فيديو كليب أغنية High Fashion.
لكن ما الذي يجذب نجمات البوب إلى الواجهة المتلألئة لراقصة الاستعراض؟ قد يكون الأمر في الأسلوب الأنثوي، أو المكياج، أو الأزياء المعقدة المصممة لخطف أنظار الجمهور وإبراز جمال الإضاءة المسرحية. وربما يشعرن أيضًا بألفة مع هؤلاء الراقصات الموهوبات، بعيدًا عن البريق واللمعان الظاهر من خلال تقدير التزامهن، وموهبتهن، وصلابتهنّ.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء مشاهير موضة نجوم هوليوود
إقرأ أيضاً:
بين نذر الشر وغياب التدخل المبكر… حادثة الطبيبة التي هزّت الرأي العام
الأيام الماضية لم تكن عادية على السودانيين، فوسائل التواصل ضجّت بالحديث عن جريمة بشعة راحت ضحيتها طبيبة، قتلت على يد طليقها. لم يكن وقع الخبر صادماً فقط لبشاعته، بل لأنه لم يأتِ من فراغ.
كل من تابع الحكاية يعرف أن هناك نذرًا وإشارات سبقت الحادثة، وكأن القدر كان يرسل إنذارات متتالية، لكن أحداً لم يلتقطها بجدية.
نار تحت الرماد في مثل هذه القضايا، كثيراً ما نسمع عن تهديدات، مضايقات، وربما اعتداءات سابقة، لكنها تمر مرور الكرام. إما أن تُقابل بالتجاهل، أو تُحال إلى جلسات صلح وتدخلات أهلية تحاول إطفاء النار… بينما تحت الرماد يظل الجمر متقداً. هذه الحلول، رغم نواياها الطيبة، قد تترك الباب مفتوحاً أمام المعتدي ليستمر في سلوكه، حتى يقع ما لا تُحمد عقباه.
بين العرف والقانون لسنا ضد الحلول الاجتماعية والمجتمعية، فديننا الحنيف يحض على الإصلاح، وأعرافنا السودانية تقوم على التسامح والسعي للصلح. لكن الحقيقة أن الزمان تغيّر، والنفوس تغيّرت، وضغوط الحياة صارت أثقل، فلم تعد الكلمة الطيبة وحدها كافية لردع من عزم على الأذى. هنا يبرز دور القانون، لا ليحل محل الأعراف، بل ليكون سنداً لها، وحاجزاً يمنع الشر قبل أن يقع.
المادة 118… القانون الذي يسبق الجريمة قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991 منح النيابة والمحاكم أداة مهمة اسمها “الإجراءات الوقائية” في مادته 118. الفكرة ببساطة أن الدولة تستطيع التحرك قبل وقوع الجريمة إذا ظهرت مؤشرات خطر، عبر:
1. استدعاء الشخص المشتبه فيه.
2. أخذ تعهد عليه بعدم التعرض أو الإخلال بالسلام العام.
3. إلزامه بضمانة مالية أو بكفيل.
4. وضعه تحت مراقبة الشرطة إذا لزم الأمر.
السلام العام هنا لا يعني فقط استقرار الدولة، بل أيضاً أمان الأفراد في حياتهم اليومية، وأن يعيشوا بلا خوف أو تهديد أو إزعاج متكرر.
كيف نحمي أنفسنا؟
1. الإبلاغ المبكر: لا تنتظر حتى يتحول التهديد إلى اعتداء جسيم، أبلغ الشرطة و النيابة فوراً.
2. التعامل الجاد من السلطات: الشرطة و النيابة يجب أن تتعامل مع البلاغات الوقائية بجدية، فهي ليست شكاوى عابرة.
3. تكامل العرف مع القانون: يمكن الجمع بين الصلح الاجتماعي والتعهد القانوني، لردع المعتدي وفتح باب الإصلاح في آن واحد.
4. مراقبة الشرطة: في الحالات التي تشكل خطراً حقيقياً، المراقبة الوقائية قد تنقذ حياة.
ختامًا حادثة الطبيبة رحمها الله جرس إنذار لنا جميعاً. النذر لا تأتي عبثاً، والشر في الغالب يعلن عن نفسه قبل أن يضرب. المادة 118 موجودة لتكون حائط صد، لكن تفعيلها يحتاج وعياً من المجتمع، وجدية من الجهات المختصة، حتى لا نكتفي بالبكاء على ضحايا كان بالإمكان إنقاذهم.
✍️ عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
14 أغسطس 2025م