لا حوار رئاسيا مع حزب الله في المرحلة الراهنة بل مع بري فقط
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": ليس سراً أن رئيس المجلس نبيه بري لم يكن مرتاحاً لسقوط اتفاقه مع الموفد الرئاسي الاميركي توم براك بعد ساعات قليلة على اللقاء الذي جمعه به في عين التينة، عقب ضغوط أميركية وسعودية كادت تطيح براك نفسه، بسبب مواقف مرنة من "حزب الله " اعتبر فيها ان الحزب سياسي بذراع عسكري!
وليس سراً كذلك امتعاض بري مما وُصف في أوساطه بالانقلاب على الاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية قبيل الجلسة الشهيرة لمجلس الوزراء، والذي كان يقضي بالاكتفاء بالتزام الحكومة حصرية السلاح وتكليف الجيش وضع الخطة التنفيذية وانما من دون الالتزام بمهلة زمنية محددة بل لن يتم تحديد تلك المهل الا بعد حوار يقوده عون مع القوى السياسية بمن فيها الحزب.
لكن بالرغم مما سمي في عين التينة "خديعة" تعرض لها بري مرتين، لم يخرج عن الالتزام لأصول العمل الدستوري، كما يقول القريبون منه، اذ أبقى خطابه السياسي تحت سقف الدستور، ورفض استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، بل أصر على ان يقتصر التعبير عن رفض القرار الحكومي بالانسحاب، وليس بالتصويت ضده. وهو في ذلك ترك الباب مفتوحاً امام امكانية البحث في تصحيح القرار، كما أعلنت حركة "امل" التي يرأسها بالنيابة عنه.
ليس سراً ايضاً ان القرارات الحكومية الاخيرة في شأن السلاح واهداف ورقة براك (المختلفة عن الورقة المتفق عليها سابقاً)، والمعطوفة على الموقف الموحد لرئيسي الجمهورية والحكومة من زيارة المسؤول الايراني إلى بيروت قد حاصرت بري الذي خرج عن تمايزه عن الحزب ليتماهى معه بالكامل خشية من اي ارتدادات سلبية على القاعدة الشيعية وجمهور الفريقين.
هذه التطورات أرخت انطباعاً في الوسط السياسي عن تأزم العلاقة بين بري ورئيس الجمهورية، وهي كانت تتسم بود استثنائي ازعج في بعض الأحيان رئيس الحكومة الذي بدأ انه يغرد خارج سرب الرئيسين. وبلغ الأمر في إعلام الثنائي ان يتحدث عن توقف الحوار بين عون والحزب والحركة، وان بري ابلغ استياءه إلى عون لنقضه التفاهم بينهما. وفي حين لا تنفي اوساط عين التينة هذا الانزعاج وقد كشفت عنه "النهار" قبل ايام، نفت اوساط قصر بعبدا وجود مثل هذا الجو او انقطاع الحوار بين رئيس الجمهورية وبري، مؤكدة ان العلاقة "جيدة جداً". اما عن الحوار مع الحزب فكشفت ان لا حوار معه في المرحلة الراهنة، بل مع بري فقط، في إشارة إلى أن الحوار الذي كان قائماً عبر الوسطاء قد توقف بعد الزيارة التي قام بها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى قصر بعبدا في نهاية تموز الماضي، ولم يكرر الزيارة منذ ذلك الحين. الأمر الذي فُهم منه ان الحزب هو من أوقف الحوار، من دون ان يكون هناك إعلان واضح عن ذلك. تجدر الاشارة إلى ان الزيارة الأخيرة لرعد إلى بعبدا جاءت ضمن المساعي الجارية لإيجاد مخرج لبند حصرية السلاح الذي كان مطروحاً على جلسة مجلس الوزراء الثلثاء الماضي. وبعدما صدر القرار الحكومي من خارج التفاهم الحاصل، توقف الكلام بين الحزب وبعبدا. مواضيع ذات صلة كيف سيتعامل "حزب الله" مع المرحلة المقبلة؟ Lebanon 24 كيف سيتعامل "حزب الله" مع المرحلة المقبلة؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حصریة السلاح إلیکم ما حزب الله
إقرأ أيضاً:
المخاطر المترتبة على نزع سلاح حزب الله في الظروف الراهنة
بقلم : مريم سليم ..
في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من جنوب لبنان وضعف الجيش اللبناني من حيث العتاد والقدرة على الردع، وغياب أي ضمانة دولية أو إقليمية لحماية لبنان من أي عدوان جديد، فإن نزع سلاح حزب الله في هذا التوقيت ينطوي على مخاطر جسيمة، من أبرزها:
۱. تعريض لبنان لفراغ دفاعي خطير يفتح الباب أمام أي اجتياح أو عدوان إسرائيلي جديد دون قدرة على الردع الفعّال.
۲. انهيار منظومة الردع التي تشكّلت عبر سنوات بفضل سلاح المقاومة، ما قد يغري العدو بالاعتداء مجدداً.
۳. فقدان ورقة التفاوض الاستراتيجية في أي محادثات مستقبلية حول الحدود، الأسرى، أو الموارد الطبيعية (الغاز والنفط).
۴. زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية من قبل العدو وحلفائه على الدولة اللبنانية الضعيفة لفرض شروط إضافية.
۵. تهديد السيادة الوطنية عبر جعل لبنان معتمداً كلياً على قوات دولية أو وعود دبلوماسية ثبت فشلها في ردع العدوان سابقاً.
۶. تشجيع الجماعات الإرهابية أو العملاء المحليين على التحرك بحرية أكبر في الداخل اللبناني.
۷. إضعاف الموقف العربي والإسلامي الداعم للمقاومة وتحويل لبنان إلى ساحة مفتوحة أمام مشاريع التطبيع والهيمنة.
۸. إمكانية تقسيم لبنان أو فرض مناطق عازلة في الجنوب تحت ذرائع أمنية إسرائيلية.
۹. انخفاض الروح المعنوية للشعب اللبناني الذي يرى في المقاومة رمزاً للصمود والعزة.
۱۰. تحويل لبنان إلى ساحة ابتزاز دائم من قبل القوى الكبرى والكيان الإسرائيلي، ما يهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي.
إن هذه المخاطر تؤكد أن أي خطوة نحو نزع سلاح المقاومة في ظل الظروف الحالية ليست سوى مغامرة خطيرة تهدد أمن لبنان واستقراره، وتضعه تحت رحمة عدو تاريخي لم يتوقف يوماً عن انتهاك سيادته.