تناولت وسائل إعلام إسرائيلية الأزمة العميقة التي تواجهها الحكومة والجيش في إدارة الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى فشل المستوى السياسي في تحديد أهداف واضحة للعملية العسكرية، وعجزه عن تحقيق نصر حاسم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ورأى محللون أن استمرار العمليات العسكرية لن يؤدي إلى تغيير جذري في الواقع، بل سيعيد إسرائيل إلى المربع ذاته الذي بدأت منه، مع اضطرارها للتفاوض في نهاية المطاف بشأن مصير الأسرى المحتجزين لدى حماس بعد مقتل مزيد من الجنود.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفلسطينيةlist 2 of 2كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألاسكاend of list

وقال دان هارئيل نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق في حديث للقناة الـ13 إن المستوى السياسي قاد الجيش إلى "طريق مسدود" في غزة بسبب "إدارة فاشلة" للمعركة، مضيفا أن الهدف الحقيقي من إطالة أمد الحرب قد يكون مرتبطا بالانتخابات المقبلة حتى لو كان الثمن المزيد من القتلى.

وشدد هارئيل على أن المشهد لا يقتصر على ساحة القتال، بل يتزامن مع الدفع لتمرير قانون التهرب من الخدمة العسكرية، في وقت يتكبد فيه الجنود والمخطوفون أثمانا باهظة، من دون أن يملك المستوى السياسي رؤية واضحة لما بعد العمليات في القطاع.

من جهته، رأى لواء الاحتياط دورون هارار -وهو قائد وحدة إدارة الأزمات والمفاوضات سابقا- أن إسرائيل ستجد نفسها بعد أشهر قليلة أمام نفس الوضع الراهن، وستضطر إلى الجلوس مع حماس للتفاوض على ملف الأسرى، مؤكدا أن من الأفضل الدخول في هذا المسار منذ الآن.

وأشار هارار إلى أن الإصرار على العمليات العسكرية فقط سيقود إلى نتائج مكررة، لأن "الحل النهائي" سيبقى مرتبطا بالتفاهمات السياسية، وليس بمواصلة العمليات التي تستنزف الجنود دون أفق إستراتيجي واضح.

قرارات ميدانية

وفي السياق ذاته، قال المقدم الاحتياط إيلي مايبري للقناة الـ12 إن القتال في قلب مدينة غزة يختلف كليا عن المواجهات السابقة، موضحا أن إدخال كتيبة كاملة إلى مبنى متعدد الطوابق قد يتحول إلى كارثة إذا انهار المبنى أو تعذر تأمينه، مما يعرّض قوات بأكملها لخطر الإبادة.

إعلان

ولفت مايبري إلى أن طبيعة غزة العمرانية المزدحمة تجعل أي تقدم بري محفوفا بالمخاطر، وأن إدارة المعركة في بيئة كهذه تتطلب قرارات ميدانية حساسة، ولا يمكن اختزالها بشعارات سياسية أو توقعات سريعة بحسم المعركة.

أما الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب عوفر شيلح فقد اعتبر أن إسرائيل اتخذت لأول مرة قرارا يقترب من "جريمة حرب" بشكل معلن من جانب حكومتها، مشددا على أن الجيش المستنزف لا يمكنه تحقيق النصر، لأن "هزيمة حماس عسكريا أمر مستحيل".

وأوضح شيلح أن حماس "قوة حرب عصابات مسلحة" لا يمكن القضاء عليها بالقوة العسكرية، بل فقط عبر خلق بديل قوي يفرض نفسه على المجتمع الغزي، وهو ما لم تسع إسرائيل إلى تحقيقه منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف أن رئيس الأركان إيال زامير كان يعتقد بداية أن العملية العسكرية قد تفتح الطريق أمام صفقة لتبادل الأسرى أو إضعاف حماس، لكنه وبعد مرور أكثر من 6 أشهر أدرك أن هذه الفرضية انهارت، وأن الجيش غير قادر على تحقيق انتصار إستراتيجي.

وبحسب شيلح، فإن زامير يسعى حاليا إلى إرضاء المستوى السياسي عبر إبقاء الجيش في مواقع دفاعية، وتنفيذ عمليات جوية وبرية محدودة فقط، لمنع حماس من إعادة بناء قوتها، من دون الادعاء بإمكانية القضاء عليها.

وخلص المحللون إلى أن إسرائيل عالقة في معركة استنزاف طويلة الأمد، وأن المستوى السياسي يفتقر إلى إستراتيجية بديلة، مما يجعل احتمالات التسوية أو العودة إلى طاولة المفاوضات أكثر ترجيحا من أي حسم عسكري على الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات المستوى السیاسی

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يوسع نطاق العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية ،اليوم السبت، بأن جيش الاحتلال يوسع نطاق العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة .

المفوضية السامية لحقوق الإنسان: مقتل 1760 فلسطينيًا في غزة أثناء انتظار المساعدات جيش الاحتلال يعلن غلق نفق تابع لحماس شمال غزة

واستشهد ثلاثة فلسطينيين، مساء أمس الجمعة، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لخيام نازحين غربي مدينة غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلطسينية "وفا" عن مصادر طبية القول إن طيران الاحتلال قصف خياما تؤوي نازحين في حي "الرمال"، غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين، على الأقل، وإصابة آخرين.

وفي يت لحم، أغلقت قوات الاحتلال، مساء اليوم، طريقا فرعيا في بلدة "تقوع"، جنوب شرقي البلاد.

وأفاد مصدر محلي بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل "الحلقوم" بالسواتر الترابية في منطقة "البقعة" قرب المدخل الغربي، المؤدي إلى حي سكني.

يشار إلى أن قوات الاحتلال شددت من إغلاقها على بلدة "تقوع"، من خلال إغلاق مداخلها وطرقها الرئيسية والفرعية.

الخارجية الفلسطينية" تدين قرار الاحتلال تجميد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية بالقدس 

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجميد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية بالقدس، وفرض ضرائب باهظة على ممتلكاتها؛ بهدف تعطيل قدرتها على أداء عملها في كافة المجالات.

واعتبرت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم /السبت/ - أن هذا القرار يندرج في إطار استهداف الاحتلال للمقدسات الفلسطينية عامة، والمقدسات المسيحية والمؤسسات والممتلكات التابعة لها، وللوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، وكجزء من حرب الاحتلال المفتوحة على شعبنا لتصفية قضيته العادلة وحقوقه المشروعة.

 

الخارجية الفلسطينية: ندين التحريض الإسرائيلي على حق شعبنا في تجسيد دولته على الأرض

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدعوات الإسرائيلية التحريضية على فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وتجسيدها الحي في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية كنواة للدولة الفلسطينية.


وقالت الخارجية الفلسطينية - في بيان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - "إن هذه الدعوات امتدادا لجرائم الإبادة والتهجير والضم ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وهي تندرج في إطار الانقلاب الإسرائيلي المستمر على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة"..

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يوسع نطاق العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة
  • ترامب يطالب نتنياهو بتسريع العمليات العسكرية في غزة
  • إعلام إسرائيلي: ترامب طلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية في غزة
  • إعلام عبري: ترامب طلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية في غزة
  • ترامب طلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية في غزة.. تفاصيل
  • إعلام إسرائيلي: الألوية النظامية في الجيش تستعد لإجراء مناورات بغزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش شكل وحدة خاصة مهمتها اغتيال الصحفيين في غزة
  • الخارجية: ما يسمى بـ «إسرائيل الكبرى» أمر لا يمكن القبول به أو السماح بحدوثه
  • تقرير إسرائيلي: الجيش يواصل استعداده لاحتلال مدينة غزة وهذا ما تقوم به حماس