الثورة نت:
2025-10-08@04:53:04 GMT

سلاح المقاومة ووقف الحرب

تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT

 

ليس هنالك من منطق سياسي أو عسكري، أو من واقعية تحترم موازين القوى، أن تتفق عدّة دول غربية وحتى عربية، على ربط وقف الحرب الإبادية الإجرامية في قطاع غزة، بتجريد حركة حماس والفصائل الأخرى من السلاح، ثم إجراء ترتيبات “لليوم التالي” لوقف الحرب، على قياس بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.
كان من الممكن أن تُفهم هذه المواقف، لو أن الجيش الصهيوني قضى على قوات المقاومة، واحتلّ قطاع غزة، وأذلّ الشعب الذي لم يخضع للقتل الجماعي والتجويع والحرمان من الدواء والماء.

ولكن، أن يفشل جيش الاحتلال والطيران في تحقيق هدف الحرب البريّة والحرب الإبادية، فمن العيب أن تحقق الضغوط السياسية، والتهويل الدولي، وبعض العربي، ما لم تستطع الدبابة والطائرة تحقيقه.
والأنكى، أن الذين يفاوضونه ليوقفوا الحرب ويطلقوا الأسرى، هو وفد من حماس (باسم فصائل المقاومة والشعب)، ما يجعل اشتراط تجريد حماس من السلاح، وفرض اتفاق بناء على قياس نتنياهو المجرم الفاشل المهزوم، خارج كل معقول سياسي، إن لم يكن ستاراً لمواصلة جريمة حرب الإبادة والتجويع.
إن حجّة نتنياهو، ومن ورائه ترامب، في تجريد حماس من السلاح، هو الخوف من أن تتكرّر عملية طوفان الأقصى، وهي عملية من قِبَل شعب تحت الاحتلال، وقد اغتصب وطنه منذ العام 1948.
لا حاجة إلى إضافة دحض آخر لهذه الحجّة، ذلك كون الأحداث الكبرى في التاريخ لا تتكرّر مرتين، بمكانها وشخوصها وظروفها، وإذا كانت ستتكرّر، أو لا بدّ من أن تتكرّر، فستأتي من معادلة أخرى، مكاناً وزماناً، ورجالاً وموازين قوى. ولهذا، فإن تشديد التخويف من عملية طوفان أقصى أخرى يُراد منه مواصلة القتل الجماعي والحرب لذاتهما.
لهذا، فإن كل من يربط وقف الحرب في غزة بشرط نزع سلاح حماس والمقاومة، لا يريد وقف الحرب، أو يخطئ في تبني الموقف الذي يوقف الحرب؛ لأن هذا الشرط ظالم لأغلب أبناء قطاع غزة، وغير واقعي، ويجب التخلي عنه، إذ من غير المعقول من جهة أخرى أن يترك قطاع غزة مجرداً من سلاح المقاومة، فيما تصريحات نتنياهو، وحليفيه بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعلن جهاراً نهاراً عن احتلال القطاع، واستكمال المجازر، والمضيّ إلى ترحيل من يتبقى من سكانه المليونين والمائتي ألف. طبعاً، لا أحد يستطيع أن يتحدث عن ضمانات تحول دون ذلك، وأمامنا تجربة حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة.
تبقى نقطة يجب أن ينتبه لها البعض، من مثقفين فلسطينيين وعرب، وهي اعتبارهم لعملية طوفان الأقصى بأنها مغامرة، لم تحسب موازين القوى جيداً. فهؤلاء ينكرون حقيقة دامغة لحجتهم؛ وهي ما ثبت من إعداد مسبق من قِبَل قيادة المقاومة، لخوض حرب بريّة ضد جيش العدّو، دامت بنجاح عسكري حاسم طوال 22 شهراً، وما زالت مستعدة لأشهر قادمة. وثبت أن الجيش الصهيوني ما كان بمقدوره أن يستمر بالحرب لبضعة أشهر، دون إمداد عسكري أمريكي يومي، لا سيما بالقذائف والذخائر.
أما حرب الإبادة البشرية، التي وُجِّهت للمدنيين، كما حدث في حرب غزة، فلا يُلام قادة طوفان الأقصى على عدم توقعها. وهي حرب محرّمة، بناء على القانون الدولي والعرف العسكري، ولم يسبق أن مورست كما مورست في غزة، في أيّ حربٍ فلسطينية، أو في العالم، منذ قرنين على الأقل. فاللوم فيها، يجب أن يصبّ على تجريم مرتكبها، وعلى من لم يوقفها من يومها الأول.

*كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بيان هام لحركة حماس بمناسبة ذكرى معركة طوفان الأقصى

غزة|يمانيون
قالت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى المباركة، إن يوم السابع من أكتوبر يمثل يوم العبور المجيد، الذي خط فيه أبناء فلسطين، وأبناء المقاومة الباسلة، السطر الأول على طريق حرية فلسطين.
وأكدت الحركة، في بيانها، أن المعركة لا تزال مستمرة، وتداعياتها مستمرة تُلقي بظلالها السياسية والعسكرية على المنطقة والإقليم، مشيرة إلى أن عامين شكلت فيهما المعركة نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري للمنطقة.
وأوضحت الحركة، أن عامين من العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني الصامد، تخلله مجازر بحق المدنيين العزل، وسط صمت وتواطؤ دولي وخذلان عربي، لم تكسر صمود المقاومة وشعبنا، بل عززت الالتفاف حول المقاومة وتمسك الشعب بحقوقه المشروعة.
وذكرت، أن خلال هذين العامين قدم الشعب الفلسطيني وقادته كوكبة كبيرة من الشهداء على طريق الحرية، وعلى رأسهم الشهيد الكبير إسماعيل هنية، وقائد الطوفان العظيم الشهيد يحيى السنوار، وصالح العاروري، ومحمد الضيف، وغيرهم من الشهداء العظام.
وأكدت الحركة أن المقاومة الفلسطينية ستستمر في الدفاع عن ثوابتها وحقوقها الوطنية، وأن سلاح الشعب الفلسطيني مشروع ومقدس، ويمثل الطريق الوحيد لمواجهة العدو، مع التمسك بحق تقرير المصير، والحفاظ على القدس والأقصى وكل فلسطين.

مقالات مشابهة

  • بين طوفان الأقصى وتسونامي الأكاذيب .. الأمم المتحدة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي
  • بيان هام لحركة حماس بمناسبة ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • "حماس" في الذكرى الثانية لـ"طوفان الأقصى": العدوان على غزة فشل في تحقيق أهدافه
  • نتنياهو تعليقًا على ذكرى "طوفان الأقصى": لم ننجح في تدمير حماس حتى الآن
  • حماس: طوفان الأقصى.. عامان من الصمود الأسطوري والمواجهة
  • فصائل فلسطينية: لا يحق ولا يجوز لأي أحد التنازل عن سلاح الشعب
  • هل خدمت طوفان الأقصى قطاع غزة أم منحت إسرائيل فرصة تدميره؟
  • بدء المفاوضات بين حماس وإسرائيل في مصر بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار
  • تصاعد الخلافات داخل حكومة نتنياهو مع ضغط ترامب لإنهاء حرب غزة
  • بن غفير وسموتريتش يمنحان نتنياهو الضوء الأخضر لصفقة غزة بشرط العودة للقتال إذا لم يفكك سلاح حماس