والأسبوع الماضي، من يسمّونه حميدتي يرسل وفدًا إلى مصر:
::: خلوا الجيش يقيف، ونحن نقيف، وننسحب من كل المدن. لكن…
وبعد كلمة (لكن) الوفد يزرع اللغم، واللغم هو أن الوفد يكمل حديثه بقوله:
نحتفظ بأسلحتنا.
ومصر ترفض الوساطة.
لكن حدث الأسبوع لم يكن هو هذا.
الحدث كان هو… أن قوسين يتشكلان الآن:
قوس للدعم
وقوس للجيش.


وقوس الدعم… هو:
سوقطرا… إثيوبيا… اليمن الجنوبي… جنوب السودان… أفريقيا الوسطى… تشاد… حفتر.
ومصر تجعل عُمّان تبتعد عن سوق المواشي هذا.
وفي مواجهة القوس هذا يقوم قوس آخر، وهو:
الصومال… تركيا… قطر… الأردن… مصر… إرتريا.
والجميع في انتظار السعودية.
والتسليح تهبط طائراته الآن من دولة متقدمة جدًا في عالم السلاح،
وطائرات تحمل الأسلحة هذه تقوم وتقع قادمة من إيران… تركيا… الصومال (من قاعدة تركية هناك).
ومخابرات الغرب تقرأ الوضع هذا الأسبوع وتصل إلى أن الدعم السريع لن يبقى عشرة أيام إن أطلق الجيش ما عنده… تحت انقطاع تسليح الإمارات وحفتر.
ومجزرة المثلث التي يقوم فيها الجيش بهرد الأسلحة الليبية الأسبوع الماضي تجعل الدعم يبحث عن مداخل أخرى.
وكاكا في تشاد يغلق الحدود يومًا ويفتح الحدود يومًا… والمعارضة التشادية تبدأ مرحلة هجوم جديدة.
والدعم الذي كان يستخدم سعة الصحراء الواسعة لإخفاء عرباته يجد أن الصحراء كلها مكشوفة تحت أقمار جيش السودان… وأقمار جهات أخرى.
والأسبوع الماضي يتميّز بشيء هو:
موجات استسلام من الدعم…
وما تحمله المواقع هو (عينة)، والجيش يمنع نشر أخبار أفواج الاستسلام…
وصحف عالمية يقول المعلقون فيها إن أخبار الاستسلام والموت الواسع ومنع النشر أشياء (تحذّر) من أن الجيش يعتزم… إبادة… الدعم السريع.
قالوا… الجيش يخشى الهدنة لأنه يخشى أن يلتقط الدعم أنفاسه (التي هي مرتزقة جدد… وأموال إماراتية) ثم يعاود الحرب…
…….
التعليق في كل مكان يقول إن الإمارات تفوق إعلامها على الغباء لما نشر مشاهد الإبادة في الفاشر،
وأن العالم لم يلتفت إلى حرب السودان التي تهدر لعامين،
لكن مجازر الفاشر التي تفوق التصوّر، والتي ارتكبها الدعم، ونشرها الدعم، جعلت أكثر من عشر عواصم عالمية، وجعلت الكونغرس، والعموم البريطاني، والإعلام العالمي، يتحول ضد الدعم… ثم ضد الإمارات…
والإعلام العالمي الذي يشرح للناس يقول إن كاكا في تشاد يبحث الآن عن مهرب من جيشه… ومهرب من الإمارات.
فالرئيس كاكا جيشه يتكوّن من الزغاوة… ولهذا يعلن عمدة الزغاوة الأسبوع الماضي: (إننا لن نوقف الحرب حتى نضع يدنا على الخرطوم).
الإعلام يقول إن الزعيم الزغاوي إنما يخاطب أموال الإمارات.
قالوا… لكن الإمارات التي تبحث عن وسيلة للتملّص من الحرب لن تستطيع الاستمرار… حتى تصل الخرطوم…
ومعلّق سوداني يضيف إلى الجملة هذه قوله: (ولا حتى أم دافوق).
والعشرة يوم باقي منها حدّاشر يوم…
إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

بعد مماتك اجعل لك أثر في مكة           سقيا المعتمرين في أطهر بقاع الأرض            ورّث مصحفا من جوار الكعبة المشرفة

2025/11/23 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة أنعى لكم مكتبتي بمنزلي بامتداد حلة كوكو: حرقوها عن آخرها2025/11/23 لا يكفّ الوليد مادبو عن توريط نفسه في كل حرف يكتبه أو ينطقه2025/11/23 يبدو أن حمدي رزق وهو ينفض الغبار عن ذكرياته القديمة، لم يجر أي تحديث لنظام معلوماته2025/11/23 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حبات العاصفة)2025/11/23 إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة السلام في السودان و مفاجأة الإسلاميين2025/11/23 تمثال الجندي العائد .. رمزية تتجاوز السياسة2025/11/23

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأسبوع الماضی

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: أحمد رجب وصناعة الوعي

في قلب الحرب التي تعصف بالسودان، يتجلّى الدور الصاعد للشباب في الإعلام الرقمي كواحد من أهم التحولات الاجتماعية والسياسية في البلاد. فهذه الظاهرة ، امتداد طبيعي لأنماط شهدتها دول خرجت من صراعات قاسية وتمكّنت عبر أدوات الإعلام الجديد من إعادة تعريف ذواتها واستعادة قوتها الخشنة والناعمة رغم الانهيار المجتمعي و الخزلان السياسي.

إن صعود أسماء شبابية مثل أحمد صبري رجب يعكس نقلة نوعية في دور الإعلام “المواطن الصحفي” ، حيث لم يعد صانع المحتوى مجرد فاعل ثقافي، بل أصبح جزءًا من معادلة القوة داخل بيئة الصراع. فالحرب في السودان لم تعد حربًا بالسلاح وحده، بل حرب أفكار وشرعية، تستهدف تشكيل الوعي العام كما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حين وصفها بأنها “حرب تُدار بالوكالة وتستهدف بنية الدولة ومواردها”.

إن آلاف الشباب الذين لبّوا نداء “حرب الكرامة” لم يحملوا السلاح فقط، بل حملوا الكاميرا والقلم والمنصات التفاعلية، وصنعوا رواية مضادة لماكينات التضليل، وأسهموا في إعادة الثقة للسودانيين، بإمكانية عودة الحياة إلى الخرطوم واستعادة الدولة لمواقعها. ومن هنا يبرز نشاط صبري وغيره من الشباب السوداني باعتباره استجابة وطنية مبتكرة تستعمل الإعلام الرقمي لتعزيز الثقة، وبناء المعنويات، وتثبيت رواية الدولة.

وتكريم شركة زين لصبري بالأمس كصانع للمحتوي ، إشارة إلى دخول القطاع الخاص على خط تشكيل الوعي العام ودعم خطاب الدولة في لحظة التواثق الوطني وتراص الصفوف لنصرة البلاد. وهذه خطوة تتسق مع تحول عالمي تعتبر فيه الشركات الكبرى المنتبهة، الإعلام الرقمي جزءًا من الأمن المجتمعي.

وعلى المستوى السياسي، فإن حضور محتوى وطني واسع الانتشار يمثل استعادة سيادة الدولة على مجال الإعلام والمعلومات. فالصور التي ينشرها صبري عن عودة الخدمات والتعافي، أو تلك التي تفضح الانتهاكات الوحشية في الفاشر، تتحول إلى رسائل سياسية تستعيد الثقة الداخلية، وتضع المجتمع الدولي أمام مشاهد توثّق حجم الألم السوداني. لقد أعاد الشباب تشكيل صورة السودان أمام العالم حين صنعوا موجة تضامن واسعة مع ضحايا الفاشر، كاشفين بشجاعة جرائم الدعم السريع وداعميه.

ومن منظور سياسي أوسع، يتقاطع هذا الدور مع واحدة من أهم قضايا الأمم المتحدة الحديثة: كيف يتحول الإعلام الرقمي من أداة لتغذية الصراع إلى أداة لتعزيز الأمن والسلام و الاستقرار؟

وفي السودان، تتجلى الإجابة: شباب صنعوا إعلامًا وطنيًا مضادًا للفوضى والتضليل، وأعادوا بناء جسور الثقة بين المجتمع والدولة. ولفهم هذا التحول، يجدر النظر إلى تجربتين إقليميتين بارزتين: التجربة اللبنانية حين سقطت مؤسسات الدولة “1975 – 1990” ، حمل شباب الإعلام الرقمي العبء الأكبر في كشف التآمر وصناعة سردية وطنية جديدة أساسها وحدة البلاد. منصات مثل Megaphone أعادت تشكيل الوعي الجمعي، وصارت مصدرًا موثوقًا يفوق الإعلام التقليدي.

كذلك التجربة الرواندية “1990 – 1993” بعد الإبادة الجماعية، أدركت رواندا أن معركة البناء تبدأ من معركة الوعي. فأسست إعلامًا شبابيًا إيجابيًا يواجه خطاب الكراهية، ويزرع الثقة بين الناس ، ويعيد تشكيل صورة الدولة عالميًا.

ومن خلال مقارنة هذه التجارب مع ما يقوم به شباب السودان اليوم، يتضح أن صعود أحمد صبري وأمثاله، ليس حدثًا استثنائيا، بل ولادة فاعل اجتماعي سياسي جديد أصبح جزءًا من معادلة القوة في السودان ما بعد الحرب، وحارسًا لوعي المجتمع في لحظة السقوط والنهضة.

إن هذا الدور المهم لا يرمم فقط الشرخ الاجتماعي الذي أحدثته الحرب، بل يؤسس لمرحلة يكون فيها الإعلام الرقمي أحد ركائز استعادة الدولة لسيادتها ومكانتها الإقليمية والدولية.

تجدر الإشارة بحسب #وجه_الحقيقة في هذا السياق إلى أن رعاية هذه المواهب والمبادرات لا يمكن أن تظل جهودًا فردية أو مبادرات من شركات خاصة ، بل تحتاج إلى حضور واضح للمؤسسات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام. فهذه المؤسسات تمتلك القدرة على تحويل التجارب الفردية إلى مشاريع وطنية مستدامة، من خلال وضع سياسات داعمة، وتوفير منصات تدريب وتمويل، وخلق بيئة ترعى الإبداع وتستثمر فيه باعتباره قوة ناعمة وفاعلة تساهم في إعادة بناء الدولة وترميم النسيج الاجتماعي في مرحلة ما بعد الحرب.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الخميس 27 نوفمبر 2025م [email protected]

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/11/27 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة المملكة وسعيها لإحلال السلام في السودان2025/11/27 مقال البرهان في صحيفة وول ستريت جورنال2025/11/27 معركة الفاشر برهنت حقيقة قاسية للمليشيا2025/11/27 العميل سلك وآخرين2025/11/27 تبيّن في النهاية إنّه السَنبلة والقحتنة، مثلها مثل الكوزنة2025/11/27 القحاتة دايما شغالين مدافع قشاش قدام حراسة مرمي الدعم السريع2025/11/27شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات علاء نقد قد شرب مع سادته في نيالا موية الرهيد والوادي 2025/11/27

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • مقتل 80 شخصا إثر فيضانات التي اجتاحت جنوب تايلاند
  • الأبراج التي لا يحبها برج القوس
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تقاسيم…)
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: أحمد رجب وصناعة الوعي
  • الجيش ينشر فيديوهات من الجلسة الحوارية التي جرت بين العماد هيكل وطلاب جامعة الروح القدس
  • البرهان يكتب: حقيقة الحرب في السودان
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أيام الحمر…)
  • يوسف عبدالمنان يكتب: مع كيكل
  • البرهان يكتب لوول ستريت جورنال عن حرب السودان
  • الجيش يقول أنه صدّ هجوماً للدعم السريع ببانوسة