قمة ترامب بوتين بين رسائل التهدئة وضبابية المواقف الأمريكية.. الملف الأوكراني في صدارة التعقيدات
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
شهدت ولاية ألاسكا انعقاد قمة جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء اعتبره مراقبون محطة مهمة في مسار العلاقات بين واشنطن وموسكو.
القمة، التي استمرت لساعات، حملت رسائل متباينة بشأن فرص تحسين العلاقات الثنائية، غير أن الملف الأوكراني ظل العنوان الأبرز والأكثر تعقيدًا، وسط غياب نتائج ملموسة يمكن أن تضع حدًا للحرب الدائرة هناك.
أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن المباحثات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورغم وصفها بأنها “مثمرة”، إلا أنها لم تُسفر فعليًا عن أي نتائج ملموسة أو خطوات واضحة لوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال عنبر في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد: "كل التنازلات التي قدمها الرئيس الأمريكي، سواء بعدم فرض قيود على الغاز الروسي أو الاكتفاء بسياسة العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والتعريفات الجمركية، لم تحقق أي نجاح مع الأطراف المعنية، بل انعكست بالسلب على الاقتصاد الأمريكي نفسه".
وأضاف: "اضطرت الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن عدد من هذه السياسات أو حتى تجميدها، حمايةً للاقتصاد المحلي، خاصة بعدما أثبتت الحرب التجارية مع الصين أنها لم تُضعف بكين كما كان يُروّج، بل على العكس، حققت الصين معدلات نمو لافتة، بينما تكبّد الاقتصاد الأمريكي تبعاتها".
وتابع: "السياسات الأمريكية تجاه هذه الملفات تتسم بعدم الوضوح والضبابية، وهو ما يحمل مخاطر جسيمة على الاستثمارات العالمية، وعلى مستقبل الشركات التي كانت واشنطن تسعى لنقلها من الصين، لكنها عادت مجددًا إلى هناك".
وأشار الخبير السياسي إلى أن إدارة ترامب لم تكن بصدد تقديم تنازلات بهدف إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقدر ما كانت مضطرة للظهور بهذا الشكل، حتى لو لم تُعلن ذلك بشكل مباشر.
واختتم عنبر تصريحاته قائلًا: "ترامب يحاول تصدير صورة للعالم بأنه يسعى لإحلال السلام في مناطق الصراع، وربما يتطلع من وراء ذلك إلى نيل جائزة نوبل للسلام، لكن ما يقوم به في حقيقته لا يعدو كونه محاولة فاشلة، تفتقر إلى الذكاء السياسي، وتكشف عن تناقض الإدارة الأمريكية في إدارة أزماتها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملف الأوكراني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فلاديمير بوتين الحرب الأوكراني أمريكا قمة ألاسكا الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو، إن العرض الأوكراني الأخير يهدف ظاهريًا إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة دونباس، من خلال تحويل المنطقة إلى منطقة فاصلة خالية من السلاح، مع انسحاب القوات الأوكرانية والاحتفاظ بالإشراف الأمريكي المباشر.
وأوضح خلال اتصال هاتفي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الكرملين يرفض هذا المقترح، مشيرًا إلى أن روسيا لا ترغب بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي المتبقية دون صبغة قانونية، وأن الأمر يتعلق بضرورة حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وعدم قبول أي صيغة قد تُضعف سيادتها الفعلية على هذه الأراضي.
وأضاف ملحم أن ما يميز هذا العرض هو تعديلات أوكرانيا على خطة ترامب الأصلية، حيث لا تتطلب الانسحاب الكامل من دونباس، بل الانسحاب الجزئي للقوات الأوكرانية من حوالي 30% من مقاطعة دونيتسك، على أن تُترك المنطقة منزوع السلاح تحت إشراف أمريكي.
وأشار إلى أن الخطة لا تقدم أي تنازلات لروسيا بشكل ملزم، وأن الجميع—الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا وروسيا—يسعى لتحقيق نوع من "الاستراحة" في الحرب دون تقديم حلول نهائية أو الاعتراف بالسيطرة بشكل قانوني، ما يجعل التسوية مرهونة بالاعتراف بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، وهو ما ترفضه أوكرانيا في الوقت الحالي.
وأكد الدكتور ملحم أن الشكل النهائي للتسوية الذي قد ترضى موسكو عنه يجب أن يتضمن انسحابًا كاملًا للقوات الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك، مع اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، مقابل وقف إطلاق النار عند خطوط الجبهتين في زابوروجيا وخيرسون، واعتبار خط الجبهة الحالي هو الخط النهائي.
وأوضح أن هذا الموقف يعكس رغبة روسيا في تثبيت مكتسباتها العسكرية والاستراتيجية، ومنح نفسها ضمانات واضحة قبل أي اتفاق سلام أو تسوية نهائية، مؤكدًا أن أي تسوية مستقبلية ستعتمد على مدى التزام الأطراف بتنفيذ هذه الشروط بشكل كامل.