تسريب خطير .. إسرائيل مهددة بكارثة جديدة شبيهة بـ7 أكتوبر
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
القدس المحتلة - وكالات
كشفت تسجيلات مسرّبة بثّتها القناة الإسرائيلية 12 عن تصريحات مثيرة للرئيس السابق للمخابرات العسكرية في جيش الاحتلال أهارون هاليفا، أقرّ فيها بأن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تكن نتيجة "فشل استخباراتي" أو "خطأ فردي"، بل بسبب "خلل عميق ومتجذّر في النظام الإسرائيلي برمته"، داعيا إلى "تفكيكه وإعادة بنائه".
وأوضح هاليفا في التسجيلات أن الاستقالة من منصبه جاءت "تحملا للمسؤولية أمام كارثة بهذا الحجم"، منتقدا قادة سياسيين وعسكريين فضّلوا البقاء في مناصبهم، معتبرا أنهم "خائفون ولا يستطيعون النظر إلى أنفسهم في المرآة".
وفي استعراضه لساعات ما قبل الهجوم، أشار هاليفا إلى أن بطاقات هواتف إسرائيلية تم تفعيلها مساء الجمعة قبل العملية، لكنه لم يتلق أي بلاغ جدي حتى ساعات الفجر، مشيرا إلى أن جهاز "الشاباك" أكد في تقدير موقف فجر ذلك اليوم أن "كل شيء تحت السيطرة".
وأضاف موجها انتقاده للجهاز: "أين كنتم وأين ذهبت المليارات التي تصرف عليكم؟".
كما اتهم هاليفا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه سمح لحماس وحزب الله بتعزيز قدراتهما العسكرية، وتجاهل أزمة الأسرى وتصاعد الأحداث في القدس، قائلا: "كان كل شيء معروفا لكنه فضّل إبقاء حماس قوية لأسباب خاصة".
وفي موقف أثار صدمة واسعة، قال هاليفا إن "مقتل 50 ألف فلسطيني في غزة أمر ضروري للأجيال القادمة"، معتبرا أن على الفلسطينيين "أن يعيشوا نكبة بين حين وآخر ليدركوا الثمن".
وبعد التسريبات، أصدر هاليفا بيانا أقر فيه بمسؤوليته الكاملة عن كارثة السابع من أكتوبر، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية "لاستخلاص العِبر ومنع تكرار مثل هذه الكارثة".
وكان هاليفا قدّم استقالته العام الماضي عقب الهجوم، فيما ترفض الحكومة الإسرائيلية حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق رسمية، بحجة أن ذلك قد يثير الانقسام ويضر بالجيش.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل يشهد موقف ألمانيا من إسرائيل تحولا تدريجيا بسبب غزة؟
أكد السفير الإسرائيلي السابق إيلان مور -في مقال له بصحيفة هآرتس- أن على الإسرائيليين فهم أن ألمانيا لا تفكر في التراجع عن التزامها تجاه إسرائيل، بل تسعى للوفاء به، لكن بمسؤولية وتروّ، على حد تعبيره.
وتابع مور -وهو سفير سابق لإسرائيل في كل من كرواتيا والمجر، ونائب للسفير في ألمانيا- أن الالتزام التاريخي لألمانيا مع إسرائيل يفرض عليها أن تعبر عن موقفها الأخلاقي بوضوح حتى مع شريك مقرب مثل تل أبيب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استطلاع: أغلبية الألمان يؤيدون الاعتراف فورا بدولة فلسطينlist 2 of 2لوموند: في تعامله المأساوي مع غزة نتنياهو هارب إلى الأمام فأوقفوهend of listوأضاف أن العلاقات بين الطرفين ليست على وشك الانكسار، لكنها تدخل مرحلة جديدة من الحذر المتبادل، فـ"الشراكة العميقة -خاصة المتجذرة في ذكريات أليمة- لا تقاس فقط بلحظات التضامن، بل أيضا بقدرتها على استيعاب الخلافات".
وزاد أن الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية يعد اختبارا لعلاقة البلدين، معبرا عن أمله في أن تكون أسسها قوية بما يكفي لتحمل الخلافات الحالية.
وخلافا لفرنسا وبريطانيا وكندا، لا تعتزم ألمانيا الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، معتبرة أن الخطوة يمكن أن تُتخذ بعد مفاوضات إسرائيلية فلسطينية.
قرار تاريخيوأكد أن على إسرائيل وشعبها أن يصغوا إلى ألمانيا وحججها المبدئية، وأن يدركوا أن أي خلاف ليس بالضرورة خيانة، غير أنه أشار إلى أن على ألمانيا -في المقابل- التصرف "بحساسية وحكمة بما يليق بعلاقة نشأت من ألسنة حريق التاريخ، فألمانيا تتحدث لا لأنها نسيت، بل لأنها تتذكر تماما"، على حد تعبيره.
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن بداية الشهر الجاري أن ألمانيا ستوقف صادراتها إلى إسرائيل من المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في قطاع غزة، وذلك ردا على خطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة.
وفي دفاعه عن القرار، قال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية ألمانية رسمية حينها: "تقف جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى جانب إسرائيل منذ 80 عاما. ولن يتغير شيء من ذلك، وسنواصل مساعدتها في الدفاع عن نفسها".
إعلانوشدد على أن تضامن ألمانيا مع إسرائيل لا يعني "أنه يتعين علينا اعتبار أن كل قرار تتوصّل إليه الحكومة هو قرار جيد وندعمه إلى حد تقديم المساعدة العسكرية بما في ذلك الأسلحة".
ووُجّهت انتقادات علنية في صفوف "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" -الذي يتزعّمه ميرتس- لحظر الأسلحة الجزئي الذي فرضه المستشار، بما في ذلك في المنظمة الشبابية للحزب التي اعتبرت أن الخطوة تتعارض مع المبادئ الأساسية الحزبية والألمانية.
العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل ليست على وشك الانكسار، لكنها تدخل مرحلة جديدة من الحذر المتبادل، والشراكة العميقة -خاصة المتجذرة في ذكريات أليمة- لا تقاس فقط بلحظات التضامن، بل أيضا بقدرتها على استيعاب الخلافات
بواسطة السفير الإسرائيلي السابق إيلان مور
كفى شعورا بالذنبويرى المتتبعون أن نبرة ميرتس حيال إسرائيل تشهد تشددا منذ أشهر مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.
ويشرح السفير السابق إيلان مور أن من الواجب على تل أبيب متابعة رسائل برلين بقلق، لكنه أكد أن على برلين -من جهتها- أن تتجنب خطوات أحادية قد تزعزع استقرار المنطقة أو "تبعث برسائل خطأ إلى أعداء إسرائيل".
وذكر أنه مع استمرار الحرب على غزة، و"سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، والدمار الواسع، والتقارير عن انهيار إنساني، تصاعد الضغط في ألمانيا ضد إسرائيل"، واتهم من سماهم بـ"اليسار الراديكالي، وممثلين عن المهاجرين المسلمين، وشباب تقدميين" بالدفع باتجاه سياسة جديدة مضمونها "كفى شعورا بالذنب، نعم للمسؤولية العالمية".
زلزال سياسي وعسكريغير أنه أوضح أن الجيل الأكبر وتيار الوسط في السياسة الألمانية يعتقدون أن المحرقة تفرض التزاما ألمانيا خاصا تجاه إسرائيل وأمنها.
يُذكر أن الكاتبة الإسرائيلية أنطونيا يمين كانت قد أكدت -في مقال نشرته صحيفة "نيوز 12" الإسرائيلية قبل أيام- أن ألمانيا بقرارها حظر إرسال أسلحة لإسرائيل تبعث برسالة واضحة وصادمة مفادها أنه بعد 80 عاما على انتهاء المحرقة، لم تعد ذكرى الهولوكوست تمنح الحصانة التلقائية لإسرائيل.
وأوضحت الكاتبة أن القرار بتعليق جزئي لصادرات السلاح والعتاد العسكري إلى إسرائيل يشكل تحولا حاسما، يرسل رسالة مفادها أن ألمانيا لم تعد تمنح الدعم التلقائي لإسرائيل.
وأشارت إلى أن هذا القرار يشكل زلزالا سياسيا وعسكريا، نظرا لأن ألمانيا تُعد المورد الثاني لأجهزة الجيش الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة، وتلعب دورا محوريا في الدعم الأمني والسياسي لإسرائيل داخل أوروبا.