الجزيرة:
2025-12-13@16:28:58 GMT

ماذا وراء إصلاح صناديق التقاعد في المغرب؟

تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT

ماذا وراء إصلاح صناديق التقاعد في المغرب؟

الرباط- عاد ملف إصلاح أنظمة التقاعد في المغرب ليطفو مجددا على السطح وسط تصاعد الضغط المالي على الصناديق وصعوبة توازن مواردها مع التزاماتها المتزايدة.

وخلق هذا الوضع حالة من الحذر والترقب لنتائج الحوار الاجتماعي المنتظر، خشية أن تمس التعديلات حقوق المتقاعدين المكتسبة أو تقلص من قيمة معاشاتهم.

وتتحدث الحكومة عن إصلاح شامل يهدف إلى ضمان استدامة الأنظمة المالية للصناديق وحماية السلم الاجتماعي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على تنافسية الاقتصاد الوطني.

خطوط حمراء

في المقابل، ترفع النقابات "خطوطا حمراء"، مهددة بالتصعيد إذا تم المساس بحقوق المتقاعدين أو بإجراءات مثل رفع سن التقاعد أو تقليص نسبة المعاشات. ويستعيد الجميع في ذاكرتهم تجربة الإصلاح السابق، الذي رغم محاولاته، رافقه تذمر واسع وأثار احتجاجات.

وقد كشفت دراسة رسمية عن مؤشرات مالية "مقلقة" في صناديق التقاعد الأساسية شملت:

تسجيل نظام الصندوق المغربي للتقاعد -المعاشات المدنية (القطاع العام)- عجزا تقنيا بلغ 7.2 مليارات درهم (720 مليون دولار) في 2024، رغم زيادة الاشتراكات والمزايا. انخفاض الاحتياطيات بنسبة 7.1% مقارنة بعام 2023. بلغ العجز التراكمي منذ 2014 ما يقارب 60.3 مليار درهم (6 مليارات دولار)، نصفها فقط في السنوات الخمس الأخيرة. سجل النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد (المؤسسات العمومية والجماعات الترابية) فائضا بـ1.2 مليار درهم (120 مليون دولار). سجل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (القطاع الخاص) فائضا بـ4 مليارات درهم (400 مليون دولار) سنة 2024، لكنهما لا يزالان يعانيان من نقص في التسعير. أما الصندوق المغربي المهني للتقاعد (نظام تكميلي)، فقد حافظ على أداء إيجابي بفائض 8.2 مليارات درهم (820 مليون دولار).

ولم يتجاوز معدل النمو السنوي للصناديق 1.2% خلال 5 سنوات، مما يعكس هشاشة التوازن المالي العام للنظام ويطرح إشكالية الاستدامة المستقبلية.

أسماء الأنباري: الإصلاحات السابقة كانت تستند إلى المعيارية (الجزيرة)جذور الأزمة

قامت الحكومة المغربية بإصلاح أنظمة التقاعد سنتي 2016 و2021 من أجل وضع حد للاختلالات الناتجة عن سوء التدبير لسنوات طويلة.

إعلان

وتؤكد الباحثة في الحماية الاجتماعية أسماء الأنباري -للجزيرة نت- أن الإصلاحات السابقة كانت تستند إلى "المعيارية"، أي تعديل المقاييس مثل رفع سن التقاعد أو زيادة الاشتراكات، من دون تغيير جوهري في هيكل النظام، مما أدى إلى تأجيل استنزاف الاحتياطيات فقط دون معالجة الدين الضمني، وهو الالتزامات المستقبلية للنظام، وذلك يعني استمرار هشاشة الوضع المالي.

بدوره، يقول المحلل الاقتصادي المغربي محمد جدري -للجزيرة نت- إن هذه الإجراءات أجلت العجز من 2022 إلى 2028 فقط، من دون حلول جذرية. ويرى أن التأخير في إصلاح أنظمة التقاعد يكلف المغرب خسائر مالية يومية تقدر بملايين الدراهم، مشيرا إلى أن ضعف الحوكمة وعدم استثمار الأموال في مشاريع إنتاجية ذات عوائد مرتفعة يمثلان أحد الأسباب الجوهرية في إفلاس الصناديق.

وحسب جدري، فإن القيود القانونية التي تحد من حرية الاستثمار، خصوصا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، تلعب دورا في تقليص مردودية الأموال، حيث توضع في صندوق الإيداع والتدبير بعائد ضعيف يبلغ فقط حوالي 3%.

محمد جدري: الإجراءات السابقة أجلت العجز من 2022 إلى 2028 فقط من دون حلول جذرية (الجزيرة)

وقال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمتابعة ملف التقاعد في يوليو/تموز الماضي، إن "إصلاح أنظمة التقاعد ضرورة ملحة لضمان الاستقرار المالي وحماية حقوق المتقاعدين، مع الحفاظ على السلم الاجتماعي".

من جانبها، شددت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي على أهمية التوازن بين الإصلاحات المالية والاجتماعية في إطار رؤية شاملة، موضحة أن "تحدي التقاعد يقتضي مقاربة متكاملة تحافظ على تنافسية الاقتصاد الوطني دون المساس بحقوق العاملين".

في المقابل، يؤكد محمد بوزكيري عضو المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد -للجزيرة نت- أنه لم يتم إطلاع المجلس الإداري لا على خلاصات الاجتماع ولا على تفاصيله. وتساءل: "هل هناك فعلا عزيمة لإحداث إصلاح حقيقي في آخر شهور ولاية هذه الحكومة، أم هو تكتيك حكومي لتأجيل الإصلاح إلى ما بعد 2026؟".

خالد السطي يرفض تحميل العمال أعباء الأزمة (الجزيرة)حلول ممكنة

واقترحت دراسة سابقة على الحكومة بناء نظام تقاعدي جديد بقطبين، مع رفع إسهامات الأجراء والمشغلين، وتسقيف المعاشات، واحتساب الأجر المرجعي على كامل المسار المهني بدل آخر 8 سنوات، مع ضبط معادلة المساهمة بين الأجير والمشغل.

ويؤكد المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب خالد السطي رفضه تحميل الشغيلة أعباء الأزمة، "لأن اختلالات صناديق التقاعد ليست مسؤوليتها، بل نتيجة سياسات عمومية خاطئة". وعبّرت النقابات الممثلة في الحوار الاجتماعي (الاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل)، في بيانات منفصلة عن رفضها أي مساس بحقوق المتقاعدين.

وتتباين الحلول المقترحة بين إصلاحات معيارية تركز على تعديل بعض مقاييس النظام مثل رفع سن التقاعد وزيادة نسبة الاشتراكات أو تقليص المعاشات، وبين إصلاحات هيكلية تعيد التفكير في آلية التمويل نفسها.

إعلان

ويرى السطي ضرورة توحيد أنظمة التقاعد ضمن إصلاح هيكلي شامل يضمن الاستدامة والعدالة الاجتماعية، مع الالتزام بعدم المساس بالحقوق المكتسبة وحماية كرامة المتقاعدين. ويبرز ضرورة فتح حوار اجتماعي مسؤول مع الفرقاء الاجتماعيين، بدل فرض حلول جاهزة تؤدي الشغيلة تكلفتها.

بينما يؤكد جدري أهمية مراعاة خصوصية المهن الشاقة، داعيا إلى إصلاح جبائي يقلل العبء الضريبي على الأجراء، مع تعزيز الحوكمة والشفافية في إدارة الصناديق.

من ناحيتها، توضح الخبيرة الاقتصادية أسماء الأنباري أن الإصلاحات الممكنة قد تتجاوز الحل المعياري إلى أخرى هيكلية تشمل الانتقال إلى أنظمة الرسملة أو نماذج هجينة تجمع بين التوزيع والرسملة، وربط المعاشات بعوامل مثل أمد الحياة ومتوسط الأجور، كما هو معمول به في بعض الدول.

وتشير الأنباري إلى أن اختيار السيناريو المناسب قرار سياسي، يتطلب دراسة معمقة للوضع الاقتصادي والديمغرافي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات إصلاح أنظمة التقاعد ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

النائب أيمن أبو الرب ينتقد موازنة بلا إصلاح

صراحة نيوز – قال النائب أيمن أبو الرب خلال مناقشة الموازنة العامة للدولة إن الموازنة الحالية «مكررة ولا جديد فيها، وتغيير الأرقام لا يغيّر النهج ولا يحقق خروجًا من الصندوق»، مشددًا على أن المواطن ما زال المصدر الرئيس لإيرادات الحكومة.

وأضاف أبو الرب أن الرواتب لم ترتفع للعام السادس عشر على التوالي، مؤكدًا حاجة الموظفين والمتقاعدين لرفع الرواتب لمواجهة غلاء المعيشة، داعيًا الحكومة إلى التخفيف عن المواطنين وتحقيق عدالة اقتصادية. وأشار إلى أن العجز في الموازنة يصل إلى 2.125 مليار دينار، والفوائد على الدين العام 2.26 مليار دينار، مما يفاقم الاعتماد على القروض الربوية، مستشهداً بآيات قرآنية تحذر من الربا.

وتساءل النائب عن عدم استغلال الموارد الوطنية من الغاز والطاقة المتجددة والصخر الزيتي، مشيرًا إلى محدودية المشاريع الرأسمالية المدرجة بالموازنة والتي تبلغ 144 مليون دينار فقط، غير كافية لتلبية الاحتياجات التنموية. ودعا إلى ترشيد النفقات الحكومية ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة.

وأكد أبو الرب أن العفو العام العادل عن الموقوفين سياسيًا وجنائيًا يمكن أن يوفر نحو 100 مليون دينار سنويًا لصالح التعليم والصحة والنقل، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وحماية الأردن من محاولات الإضعاف والتفريق بين أبناء الوطن.

وأشار النائب إلى مظلومية محافظة الزرقاء، حيث يفتقر لواء الرصيفة لمستشفى حقيقي وخدمات أساسية، مطالبًا بتحسين البنية التحتية وتوفير متنزهات ومناطق ترفيهية، ورفع أقضية مثل الأزرق والظليل وبيرين لتصبح ألوية مكتملة الخدمات.

واختتم أبو الرب كلمته بالدعاء للأردن بالاستقرار والرخاء وحفظ شعبه، وللفلسطينيين بالنصر والتحرير القريب للقدس والأقصى.

مقالات مشابهة

  • هل وضع “الضمان الاجتماعي” آمن؟.. الدراسة الاكتوارية تجيب
  • الضمان الاجتماعي يعلن نتائج الدراسة الاكتوارية الـ11
  • عاجل | دراسة اكتوارية للضمان الاجتماعي تظهر الحاجة لتعديلات تشريعية على قانونها
  • بعد مقتل زميلته وإصابته بطلقة في الرأس.. ماذا حلّ بعنصر الحرس الوطني الأمريكي بإطلاق النار بواشنطن؟
  • ماذا وراء استبعاد توني بلير من مشهد إدارة غزة في المرحلة المقبلة؟
  • التضامن الاجتماعي تشارك في ورشة عمل تحت عنوان "تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر.. من الالتزامات العالمية إلى العمل الوطني"
  • ماذا حدث في مباراة المغرب وسوريا| تفاصيل
  • النائب أيمن أبو الرب ينتقد موازنة بلا إصلاح
  • نقيب الصحفيين يعلق على تحرك الحكومة لمواجهة الشائعات.. ماذا قال؟
  • خالد أبو بكر يعلق على مشروع الحكومة لتغليظ عقوبات الشائعات.. ماذا قال؟