دراسة: زيادة انبعاثات غازات الدفيئة والاحتباس الحراري بوتيرة متسارعة
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
استمر تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري الذي بدأ في عام 2023، وفقا لأحدث تقييم سنوي للمناخ أجرته الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية، حيث تتكثف تركيزات غازات الدفيئة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بوتيرة متسارعة، وتسبب كثيرا من مظاهر الطقس المتطرف.
وحسب التقييم السنوي للمناخ الصادر عن الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية، ارتفعت تركيزات ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الأكثر تسببا في الاحتباس الحراري، بمعدل قياسي في عام 2024، لتتطابق مع عام 2015، باعتباره أكبر زيادة سنوية منذ بدء التسجيل في عام 1960.
وتأتي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المقام الأول من حرق الوقود الأحفوري، والذي يستمر أيضا في الزيادة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من عقود من الاتفاقيات العالمية لإبطاء الانبعاثات.
وذكر التقرير أن درجة الحرارة العالمية السنوية على اليابسة والمحيطات كانت الأعلى المسجلة في سجلات الرصد، مشيرا إلى أن عام 2024 شهد ارتفاعا غير طبيعي في درجات الحرارة في معظم أنحاء العالم، وأسهم في العديد من التغيرات المستمرة في مؤشرات المناخ الرئيسية.
كما أشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في عامي 2023 و2024 نتج على الأرجح عن تضافر النشاط البشري والتقلبات الطبيعية، كما أن ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والتي تُسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ لم يُظهر أي تباطؤ في زياداتها.
وحطم عام 2024 الأرقام القياسية القاتمة لدرجات الحرارة العالمية وتركيزات الغازات الدفيئة التي سُجّلت قبل عام واحد فقط.
وأسهمت الحرارة الزائدة في تكثيف دورة المياه، حيث ذكر التقرير أن إجمالي هطول الأمطار ليوم واحد في جميع أنحاء العالم بلغ مستويات قياسية، مما يشير إلى زيادة في شدتها. كما زادت معدلات ذوبان الأنهار الجليدية بشكل متسارع.
إعلانوفقدت فنزويلا آخر أنهارها الجليدية في عام 2024، وشهدت كولومبيا المجاورة أيضا ذوبان نهر جليدي. وفي جميع أنحاء العالم، فقدت جميع الأنهار الجليدية الـ58 التي ترصدها الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية كتلتها خلال عام 2024.
وقال تشارلز ماكونيل، مساعد وزير الطاقة السابق، ومدير مركز إدارة الكربون في مجال الطاقة بجامعة هيوستن: "لقد أنفقنا تريليونات الدولارات لمعالجة تغير المناخ، وكان ذلك غير فعال نسبيا، لكن إذا كان كل ما نفعله هو الاستمرار في دعوة السياسيين إلى الفنادق الفاخرة في أنحاء العالم للتحدث، فلن نصل إلى أي مكان".
وحسب التقرير، يُعتبر سجل تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الدليل الأبرز على تأثير الأنشطة البشرية على الغلاف الجوي.
وأظهر التقرير أيضا ارتفاع تركيزات غاز الميثان، وهو غاز يزيد من درجة حرارة المناخ بشكل أسرع بكثير من ثاني أكسيد الكربون، ويمثل حوالي 30% من الارتفاع العالمي في درجات الحرارة.
ويُنظر إلى تقليل انبعاثات غاز الميثان، والذي يأتي من مجموعة واسعة من المصادر، على أنه وسيلة سريعة للحد من الاحتباس الحراري على المدى القريب.
وبدأ ارتفاع تركيزات غاز الميثان في التسارع حوالي عام 2014، وزادت انبعاثاته بشكل أكبر منذ عام 2020، وفقا للتقرير. وقال ديفيد ليون، كبير علماء الميثان في صندوق الدفاع البيئي: "هناك غموض كبير حول مصدر غاز الميثان. ويدور جدل واسع حول هذا الموضوع بين العلماء".
وتأتي بعض انبعاثات الميثان من استخراج الوقود الأحفوري، لكن النظريات السائدة تشير إلى انبعاث كميات كبيرة من الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية المشبعة بالمياه نتيجة لتغيرات المناخ والاستخدام المكثف للأراضي. كما تُطلق الماشية ومكبات النفايات كميات كبيرة من الميثان.
وقال روبرت دان، كبير خبراء الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، والمحرر الرئيسي للتقرير، إن الانبعاثات من المصادر الميكروبية (التي تشمل الماشية والأراضي الرطبة الطبيعية والبحيرات) زادت بشكل كبير منذ عام 2008، وهناك أيضا زيادات طفيفة بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري منذ ذلك الحين تقريبا.
واستند تقرير الجمعية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي في إصداره الـ35 إلى عمل 590 باحثا ومحررا أكاديميا من 58 دولة. وحلل 6 مجموعات بيانات لدرجات الحرارة العالمية، بالإضافة إلى عشرات المجموعات الأخرى من المراصد في العالم، بما في ذلك مرصد الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، الذي يقيس ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ عام 1958.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تغي ر المناخ ثانی أکسید الکربون الجمعیة الأمیرکیة الاحتباس الحراری فی الغلاف الجوی للأرصاد الجویة أنحاء العالم غاز المیثان الکربون فی عام 2024 فی عام
إقرأ أيضاً:
«الصحة» تنجز المحطة السابعة من حملة «الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض»
سامي عبد الرؤوف (الشارقة)
أخبار ذات صلةأنجزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص، المحطة السابعة من حملة «الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض»، تحت شعار «سلامتكم غايتنا»، التي تستهدف الوصول إلى عشرة آلاف عامل في الشارقة، بالتزامن مع فترة حظر العمل وقت الظهيرة.
ونظمت الحملة، التي تستمر محطاتها طوال شهري يوليو وأغسطس، فعالية في مسرح الجامعة القاسمية بالشارقة، استهدفت 150 عاملاً وعاملة، حيث قدم فريق الحملة محاضرات توعوية حول مخاطر التعرض للإنهاك وأعراضه ووسائل تقديم الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى توفير فحوص مجانية للنظر وضغط الدم ومستوى السكر في الدم، فضلاً عن توزيع مستلزمات الوقاية الشخصية من أشعة الشمس والمواد الغذائية والمياه والهدايا على الفئة المستهدفة من جميع الجنسيات.
وعبر العمال والعاملات عن سعادتهم بالفرق الميدانية للحملة، وعن تقديرهم للجهود التي تبذلها الجهات الحكومية والخاصة للحفاظ على صحة العمال، وترسيخ بيئة عمل آمنة، بما يتماشى مع أرقى المعايير الدولية.
محاضرات توعوية
تستهدف الحملة في محطاتها آلاف العمال في مواقع مختلفة، شملت نادي الشارقة الثقافي الرياضي، ونادي الحمرية الثقافي الرياضي، ونادي الذيد الثقافي الرياضي، ونادي كلباء الثقافي الرياضي، والمركز الثقافي بخورفكان، ونادي دبا الحصن الثقافي الرياضي.
وتقدم الفرق المتخصصة محاضرات توعوية عن مخاطر الإنهاك الحراري وآليات الإسعافات الأولية، إلى جانب فحوص طبية ميدانية، وتوزيع مستلزمات وقائية لدعم العمال وحمايتهم من الإنهاك الحراري، وتستمر الحملة في محطات ومواقع أخرى مثل مصنع الإسمنت في الشارقة، ومسرح الجامعة القاسمية.
وتأتي الحملة انطلاقاً من أن الاستدامة المجتمعية تبدأ من صحة الإنسان، واعتبار حماية العاملين في بيئات العمل المكشوفة، ركيزة استراتيجية في مسار التنمية المستدامة، وبما ينسجم مع نهج الدولة في تمكين الإنسان، وتحقيق التوازن بين بيئة العمل والصحة العامة، في ظل مناخ صيفي يتطلب إجراءات وقائية متقدمة، ومن خلال نشر الوعي الصحي بمخاطر الإصابة بالإنهاك الحراري والأمراض المتسببة بها.
وتتضمن أنشطة الحملة زيارات ميدانية، حيث جرت توعية العمال بالإجراءات الصحية الواجب اتباعها، وتقديم إرشادات لأصحاب العمل في المصانع والمواقع الإنشائية حول أهمية تطبيق التدابير الوقائية لضمان بيئة عمل آمنة.
كما تشمل الأنشطة فئات أخرى جديدة هذا العام كعمال النظافة والعاملين في محطات الوقود والحدائق العامة ومواقف السيارات وخدمات التوصيل والعاملات، بهدف تزويدهم بالمعلومات الضرورية للحد من مخاطر الحرارة والإنهاك الحراري، مما يترجم أهداف الوزارة في حماية الصحة العامة، وتعزيز جودة الحياة بالدولة.
تحسين جودة الحياة
أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن استكمال هذه المحطات يشكل خطوات حيوية ضمن المبادرة التي تعكس التزام الدولة بحماية صحة العمال، انسجاماً مع المعايير الدولية وتوجهات «عام المجتمع»، مشيرة إلى أن الحملة تترجم قيم المسؤولية المجتمعية، وتعزز التعاون بين مختلف الجهات، بما يسهم في تحسين جودة الحياة الصحية في الإمارة، وتوفير بيئة عمل تراعي سلامة الإنسان وصحته، بما يواكب معايير منظمة الصحة العالمية.
وتبرز الحملة، الدور الاستراتيجي الذي تؤديه الشراكات الحكومية مع القطاع الخاص في تعزيز الصحة العامة، كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التعاون البنّاء وتبادل المعرفة والخبرات، لترسيخ أواصر العمل المثمر بين الشركاء، وتحقيق الأهداف الطموحة للوزارة بتعزيز جودة الحياة الصحية في الدولة، من خلال توعية العمال بلغات مختلفة في معظم مواقع العمل بإمارة الشارقة، وتقديم خدمات صحية ميدانية، مما يشكل حافزاً لتكثيف المبادرات الداعمة للفئات الأكثر عرضة للتحديات الصحية خلال فصل الصيف.
تعزيز الوعي المجتمعي
تترجم الحملة التزام الوزارة بحماية صحة العاملين وتعزيز الوعي المجتمعي، ويأتي إطلاقها هذا العام تحت مظلة «عام المجتمع»؛ لتجسد مدى التلاحم بين المؤسسات والأفراد في دعم صحة الإنسان والارتقاء بجودة حياته. وأكدت الوزارة، أن الحملة فرصة لترسيخ التلاحم الوطني لخدمة الإنسان، وتتطلع إلى رفع مستوى التأثير الإيجابي من خلال توسيع نطاق التوعية، وتوفير الفحوص والخدمات الميدانية بلغات متعددة، بما يضمن دمج فئة العمال في المنظومة الصحية والوقائية، ويرسخ ثقافة السلامة في مواقع العمل.