إسرائيل تقصف مخيم جباليا وتجبر المدنيين على الفرار من غزة
تاريخ النشر: 24th, August 2025 GMT
صعدت إسرائيل هجومها على مدينة غزة يوم الأحد، حيث قصفت مخيم جباليا للاجئين وأجبرت العشرات من العائلات على الفرار جنوباً، مع انتشار المجاعة والأمراض في ظل الحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يقرب من 23 شهراً والحصار المميت المستمر منذ خمسة أشهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لواءه 401 عاد إلى جباليا “لتدمير البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها”.
وأفاد فلسطينيون بشن غارات جوية متواصلة وعمليات هدم في الشجاعية والزيتون وصبرا وجباليا، كجزء من ما تسميه إسرائيل عملية “عربات جدعون 2”.
ويأتي التصعيد في أعقاب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة لاحتلال مدينة غزة بعشرات الآلاف من الجنود الأسبوع الماضي، والتي ستبدأ بعد حصار المدينة لمدة شهرين، بحسب إذاعة تل أبيب الرسمية.
وتأتي العمليات العسكرية الموسعة رغم قبول حماس لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما الذي تم التوصل إليه بوساطة القاهرة والدوحة، والذي طرحه في البداية المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن أكثر من 1.3 مليون شخص يعيشون في المدينة، بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل، محذرا من أن الغزو سيكون “تصعيدا خطيرا، وتهديدا مباشرا لمئات الآلاف من أرواح المدنيين، وجريمة حرب” نظرا لانهيار النظام الصحي.
وأدانت عشرات المنظمات الدولية لحقوق الإنسان هذه الخطة، محذرة من موجة أخرى من عمليات القتل الجماعي والنزوح.
استهداف طوابير المساعداتقالت مصادر طبية إن 16 فلسطينيا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع الأحد، سبعة منهم أثناء انتظارهم مساعدات غذائية.
وأفاد مستشفى العودة بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين في غارة على نقطة توزيع مساعدات وسط قطاع غزة.
وفي مستشفى المعمدانية الاهلي توفيت امرأة في غارة منفصلة على حي الزيتون.
في الوقت نفسه، أعلنت خدمات الطوارئ عن سقوط قتيل وعدد من الإصابات بالقرب من نقطة إسعاف شمال رفح.
وفي الجنوب، أفادت الجزيرة بإطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية على خان يونس.
وتأتي هذه الهجمات بعد يوم من وقوع واحدة من أكثر الحوادث دموية في الأسابيع الأخيرة، عندما قُتل 58 فلسطينياً، من بينهم 16 كانوا يقفون في طوابير للحصول على المساعدات.
المجاعة تودي بحياة المزيد من الناسمع تساقط القنابل، اشتدّ الجوع. أعلنت وزارة الصحة في غزة أن ثمانية أشخاص – بينهم رضيع عمره شهر واحد – لقوا حتفهم جوعًا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة ضحايا الجوع منذ أن شنّت إسرائيل حربها الإبادة الجماعية على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 289 شخصًا، بينهم 115 طفلًا.
في الثاني من مارس/آذار، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع، حيث قطعت عنه الغذاء والوقود والمياه والمساعدات، مما أدى إلى خلق ظروف مجاعة على مدى الأشهر الخمسة التالية.
وفي أواخر شهر يوليو/تموز فقط، وفي أعقاب الغضب العالمي ، بدأت تل أبيب في السماح بمرور بعض الإمدادات عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل ، في حين تفرض مصر قيوداً صارمة على الشاحنات وعرقلة متكررة من جانب الاحتلال.
أعلنت الأمم المتحدة رسميا يوم الجمعة حالة المجاعة في غزة – “الأولى على الإطلاق التي يتم تسجيلها في الشرق الأوسط” – وألقت باللوم على “عرقلة إسرائيل المنهجية” للمساعدات.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأزمة بأنها “كارثة من صنع الإنسان، واتهام أخلاقي، وفشل للإنسانية نفسها”.
وقالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن ظروف المجاعة تؤثر الآن على نحو 500 ألف شخص في محافظة غزة، وهو ما يمثل حوالي ربع السكان، بما في ذلك المدينة.
وقال التصنيف الدولي للأمن الغذائي إن إعلان المجاعة يتم عند تجاوز ثلاث مستويات – الحرمان الشديد من الغذاء، وسوء التغذية الحاد، والوفيات المرتبطة بالجوع – وهي المعايير التي يؤكد أحدث تحليل للتصنيف أنها قد تم استيفاؤها الآن.
يتراوح مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من المرحلة الأولى “الأمن الغذائي” إلى المرحلة الخامسة “المجاعة/الكارثة الإنسانية”.
ومن المتوقع أن يتدهور الوضع أكثر: فبحلول نهاية سبتمبر/أيلول، وفقاً للأمم المتحدة، من المتوقع أن يواجه أكثر من 640 ألف شخص في غزة حالة الجوع الكارثية من الدرجة الخامسة، مع 1.14 مليون شخص في حالة الطوارئ من الدرجة الرابعة و396 ألف شخص آخرين في حالة الأزمة من الدرجة الثالثة.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة أيضًا من أن سوء التغذية لدى الأطفال يتصاعد “بوتيرة كارثية”، حيث عانى أكثر من 12 ألف طفل من سوء التغذية الحاد في شهر يوليو/تموز وحده – وهو ما يمثل زيادة ستة أضعاف منذ يناير/كانون الثاني.
وتشير التوقعات إلى أن عدد الأطفال المعرضين لخطر الموت سيتضاعف ثلاث مرات منذ مايو/أيار الماضي ليصل إلى 43400 طفل بحلول يونيو/حزيران 2026.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني – معظمهم من النساء والأطفال – ونزوح ما يقرب من جميع السكان عدة مرات.
Tags: قصف مخيم جبالياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: قصف مخيم جباليا أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكرملين: لم نطلع على المقترحات الأمريكية المعدلة وقد لا نرحب بها .. وأوكرانيا تقصف سفينتين روسيتين في بحر قزوين
عواصم "وكالات": قال يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية في الكرملين الجمعة إن موسكو لم تطلع على المقترحات الأمريكية المنقحة التي جرى تقديمها بعد أحدث جولة من المحادثات مع أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن روسيا قد لا ترحب ببعضها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء إن كييف اتفقت على النقاط الرئيسية لخطة إعادة الإعمار بعد الحرب خلال محادثات مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين كبار آخرين.
وأضاف زيلينسكي أن العمل على "وثيقة اقتصادية" يمضي قدما وأن أوكرانيا "متفقة تماما مع الجانب الأمريكي".
وتسعى الولايات المتحدة إلى إنشاء صندوق استثماري في أوكرانيا لقطاعات تشمل المعادن النادرة كمحور أساسي في إعادة إعمار البلاد بعد الحرب.
وقال أوشاكوف الجمعة إن الجانب الروسي لم يطلع بعد على المقترحات الجديدة، لكنه أشار إلى أن موسكو قد لا تنظر إليها بشكل إيجابي.
وأوضح للصحفيين "لم نطلع على النسخ المنقحة من المسودة الأمريكية. عندما نراها، قد لا يعجبنا الكثير من الأمور، هذا ما أشعر به".
وأضاف أنه من المتوقع أن يشارك مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون في "جلسة نقاش" مطلع الأسبوع، وأن الكرملين بحاجة إلى معرفة ما ستسفر عنه.
شريكا غير موثوق
برأظهر استطلاع للرأي أن غالبية الألمان لا تؤيد زيادة تدخل الولايات المتحدة في سياسات الدول الأوروبية.
ووفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد "فالن" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، اعتبر 90% من المشاركين أن تدخل واشنطن غير مقبول، بينما أيده 8% فقط.
كما رأى 84% من الألمان أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تعد شريكا موثوقا لأمن أوروبا، في حين كانت النسبة في يونيو2020 خلال ولايته الأولى 89% لصالح اعتبارها شريكا موثوقا.
وتأتي هذه النتائج بعد نشر استراتيجية أمنية أمريكية جديدة الأسبوع الماضي، والتي انتقدت ما وصفته بفقدان الديمقراطية وحرية الرأي في أوروبا. وجاء في الوثيقة: "الهدف يجب أن يكون مساعدة أوروبا على تصحيح مسارها الحالي"، مع الإشارة إلى أن "تزايد نفوذ الأحزاب الأوروبية الوطنية" يعد مؤشرا إيجابيا.
وفيما يتعلق بحرب أوكرانيا، أظهر الاستطلاع انقساما في الآراء؛ إذ رأى 44% من الألمان أن على أوكرانيا قبول التخلي عن الأراضي التي تحتلها روسيا لإنهاء الحرب، بينما أيد 42% مواصلة القتال لاستعادة هذه المناطق.
أما بشأن فرص التوصل إلى هدنة، فقد شكك 78% في جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعي لوقف دائم لإطلاق النار، مقابل 16% اعتبروا أنه مهتم بذلك، وكان بينهم نسبة مرتفعة من مؤيدي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وشمل الاستطلاع 1295 شخصا ممن يحق لهم التصويت، وأجري بين 9 و11 ديسمبر الجاري عبر الهاتف والإنترنت.
ضغوط قوية
خُيِّل لروسيا أنها قادرة على التخلص من زيلينسكي في غضون أيام من خلال غزو أوكرانيا في فبراير 2022. لكنه صمد وصار على نحو غير متوقع رمزا للمقاومة ضد عدو قوي.
واليوم، يواجه زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق الذي كان حديث العهد بالسياسة عند انتخابه عام 2019، أحد أصعب التحديات منذ اندلاع الحرب مع روسيا.
ومع تقدم الجيش الروسي على خطوط الجبهة، وفي ظل فضيحة فساد كبيرة في قطاع الطاقة أضعفته وأدت إلى إقالة أبرز مساعديه أندريه ييرماك المتورط فيها، تسعى واشنطن إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطة سلام يرى فيها زيلينسكي استسلاما.
ناهيك عن ذلك، ومع ترديده خطاب الكرملين، يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا في ظل الحرب، وهو أمرٌ أبدى زيلينسكي استعداده للقيام به إذا ضمنت الولايات المتحدة وأوروبا أمن العملية الانتخابية.
لكن الرئيس الأوكراني البالغ من العمر 47 عاما تكونت لديه خبرة لتجاوز المحن. فبينما كان الجيش الروسي يتقدم نحو كييف في أواخر فبراير 2022 وسط وابل من القصف أجبر ملايين الأوكرانيين على الفرار، رفض العرض الأمريكي بالإجلاء، وواظب على نشر مقاطع فيديو يومية من كييف لرفع معنويات مواطنيه، وقال فيها منذ البداية "لن نلقي السلاح".
الطعن في قرار المفوضية الأوروبية
أكد البنك المركزي الروسي، اليوم في تعليقه على خطط المفوضية الأوروبية المتعلقة بأصوله المجمدة لدى الاتحاد الأوروبي والبالغة نحو 200 مليار يورو، أن البنك "يحتفظ بالحق في الدفاع عن حقوقه بكل الوسائل المتاحة، دون إشعار مسبق". وقال البنك المركزي الروسي، في بيان: "أصدر بنك روسيا بيانًا بشأن خطط المفوضية الأوروبية لاستخدام أصوله، في ضوء نشر المفوضية الأوروبية في 3 ديسمبر الماضي على موقعها الإلكتروني الرسمي بيانًا، حيث أشارت إلى حلين لدعم احتياجات أوكرانيا التمويلية في 2027-2026، ومشروع لائحة المفوضية الأوروبية، ومقترح إنشاء قرض تعويضات لأوكرانيا، والتي تتضمن استخدام أصولها المودعة لدى المؤسسات المالية التابعة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مركز إيداع يوروكلير، دون موافقة بنك روسيا المركزي"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء الجمعة.
ألمانيا تستدعي السفير الروسي
اتهمت الحكومة الألمانية روسيا بتنفيذ هجوم إلكتروني واسع وحملة تضليل خلال الحملة الانتخابية للبرلمان الألماني (بوندستاج)، واستدعت السفير الروسي إلى مقر وزارة الخارجية، حسبما صرح متحدث باسم الوزارة في برلين الجمعة.
وأوضح المتحدث أن الهجوم الذي وقع في أغسطس 2024 ضد أنظمة المراقبة الجوية الألمانية يمكن ربطه بوضوح بمجموعة القرصنة الروسية "فانسي بير"، مشيرا إلى أن "المعلومات الاستخباراتية تثبت مسؤولية جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) عن هذا الهجوم".
قصف سفينتين روسيتين
قالت القوات الخاصة الأوكرانية الجمعة إنها نفذت عملية بالتعاون مع ما وصفتها بأنها حركة مقاومة محلية لضرب سفينتين روسيتين تنقلان أسلحة ومعدات عسكرية في بحر قزوين.
ولم تحدد القوات موعد تنفيذ الضربة. وقال مسؤول أوكراني الخميس إن طائرات مسيرة أوكرانية ضربت للمرة الأولى منصة نفط روسية في بحر قزوين، مما أدى إلى تعطيل استخراج النفط والغاز من حوالي 20 بئرا.
ولم يذكر بيان القوات الخاصة على تيليجرام كيفية إصابة السفينتين أو حجم الأضرار. وقالت إن السفينتين أصيبتا قبالة ساحل جمهورية كالميكيا الروسية.