تكنوفيست تركيا الوطن الأزرق.. رسائل أعمق من قوّة المعدّات العسكرية
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
خلال الأسبوع الماضي، قمت بزيارة مهرجان تكنوفيست 2025 للتكنولوجيا والصناعات الدفاعية في إسطنبول وذلك بدعوة من إدارة الاتصال التابعة لرئاسة الجمهورية التركية. يُجسّد تكنوفيست هذا العام مفهوم "الوطن الأزرق" ورؤية تركيا للسيادة التكنولوجية والقيادة الإقليمية. ويعد هذا المشروع إنعكاساً لطموح أنقرة التكنولوجي، وديناميّة قطاع الصناعات الدفاعية لديها، وإمكانات جيلها الشاب من المهندسين والتقنيين.
يعكس مهرجان تكنوفيست التزام تركيا بتعزيز الابتكار في مجالات متنوعة، من الذكاء الاصطناعي الى الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا والاتصالات..الخ، ويركّز مهرجان هذا العام على المجال او الموضوع البحري. يظهر المهرجان إلتزام الدولة الكبير الى جانب القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس في الإستثمار في الأجيال القادمة وقطاعات الهندسة والتكنولوجيا والاتصالات والذكاء الاصطناعي والإعلام الجديد وغيرها من القطاعات الحيوية.
ولهذا الغرض تشارك مؤسسات دفاعية رائدة عادة على رأسها بايكار وروكتسان وأسلسان وتوساش بشكل مباشر وغير مباشر جنباً الى جنب مع مؤسسات الدولة -كسلاح البحرية هذا العام- بالإضافة الى المدارس والجامعات في دعم المبادرات الشبابية في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. كما وتتبنى كذلك في كثير من الحالات دعم مبادرات شبابية رائدة وواعدة بناءً على المنافسات التي يشهدها المهرجان بين الفرق المشاركة المختلفة. وتتظافر هذه الجهود مجتمعة لتشكّل بيئة تعاونية وتشاركية تهدف الى إستكشاف المهارات الصاعدة، والابتكارات الرائدة، والى تحقيق السيادة التكنولوجية.
يعكس مهرجان تكنوفيست التزام تركيا بتعزيز الابتكار في مجالات متنوعة، من الذكاء الاصطناعي الى الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا والاتصالات..الخ، ويركّز مهرجان هذا العام على المجال او الموضوع البحري. يظهر المهرجان إلتزام الدولة الكبير الى جانب القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس في الإستثمار في الأجيال القادمة وقطاعات الهندسة والتكنولوجيا والاتصالات والذكاء الاصطناعي والإعلام الجديد وغيرها من القطاعات الحيوية.وفي هذا السياق، تعتبر "المبادرة الوطنية للتكنولوجيا" ورؤية "قرن تركيا" مركزية في هذا الجهد، مما يضع تكنوفيست كعامل محفز لتحويل تركيا إلى دولة مطورة للتكنولوجيا وليس مستهلكة لها فقط. في حقيقة الأمر، فقد أثبتت الصناعات الدفاعية التركية أن أنقرة باتت في كثير من القطاعات تقود عملية التحوّل وتساهم فيها ليست على مستوى محلي او إقليمي فقط، وإنما على المستوى العالمي أيضاً. ويخلق هذا النوع من الإنجازات اعترافاً عالمياً يرفع من مكانة تركيا كمركز للابتكار، وإن كان البعض يقبل ذلك على مضض او يحاول حتى إعاقة مسيرة تركيا داخليا، وإقليمياً، وحتى دولياً.
يجذب المهرجان ملايين المواطنين الذين يتوقون الى رؤية ما ينجم عن استثماراتهم من ابتكارات على المستوى الدفاعي الوطني وما تصنعه الضرائب التي يقومون بالالتزام بتقديمها من منجزات علمية وتقنية على المستوى الوطني. ويعتبر قطاع الصناعات الدفاعية محورياً في المهرجان حيث يتم عرض منجزات تركيا الوطنية وقدراتها العسكرية وشملت هذا العام معارض للقطع الحربية البحرية وجولات ميدانية للسفن كما تمّ عرض المسيّرات التركية وعلى متنها مسيّرة "تي بي 3" الحديثة -التي تمّ تطويرها على ضوء الأداء الخرافي الذي قدّمته شقيقتها (تي بي 2) في ميادين صعبة ومتعددة من بينها سوريا، وليبيا، وأذربيجان، وأوكرانيا وغير من الأماكن ـ، والمقاتلة المسيّرة "كيزيل إلما" على متن حاملة المسيّرات الأولى في العالم "تي سي جي أناضولو".
الرسالة الأساسية للمهرجان هي التأكيد على دوره ليس في استكشاف المواهب الوطنية فحسب، وإنما في تنميتها والدفع قدما بها الى الأمام لجعل تركيا دولة رائدة في مجال التكنولوجيا والصناعات الدفاعية على مستوى العالم. من الشخصيات المهمة في في المهرجان، شخصية سلجوق بيكار، الذي كان قيادته محورية في تنمية قوة عاملة ماهرة، وفي إشراك المبتكرين الشباب في مشاريع مرتبطة بالدفاع. وفي هذا السياق، يضمن تكنوفست تدفقًا مستمرًا من المواهب، مما يتماشى مع هدف تركيا في تحقيق الاستقلالية التكنولوجية.
وتتعاون المؤسسات التعليمية من المدارس الابتدائية وحتى الجامعات مع الجهات الداعمة لتكنوفيست حيث يتم مد المهرجات بفرق من الشباب المتنافس على الابداعات التكنولوجية، وهي رسالة تؤكد على دور الشباب في صياغة مستقبل تركيا ليس على المستوى السياسي فحسب وإنما الاقتصادي والتقني والعسكري والتكنولوجي أيضاً. وتعزز مسابقات مثل مسابقة العلوم الدولية للأطفال والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية الاهتمام المبكر بالتكنولوجيا فرص واعدة للموهوبين، بينما توفر شراكات الجامعات الإرشاد وفرص العمل. يزرع المهرجان عقلية "يمكننا القيام بذلك"، كما أشار الرئيس التنفيذي لـتوساش وهي الشركة القائمة على تطوير مقاتلة "خان" المحلية من الجيل الخامس، مما يحول الشباب من مستهلكين للتكنولوجيا إلى منتجين. هذه التحول أمر حاسم لأهداف تركيا على المدى الطويل، حيث يضمن وجود قوة عاملة ماهرة لدفع الابتكار في قطاعات الدفاع والطيران والمدني. إن التركيز على العمل الجماعي، والفخر الوطني، ومهارات حل المشكلات يعد الشباب بشكل أفضل للمساهمة في رؤى تركيا لعامي 2053 و2071.
تكنوفيست هو بمثابة مرآة لجهود تركيا ومساعيها في تحقيق الاستقلال التكنولوجي، والاتسفادة من قطاع الدفاع لديها لمعالجة التحديات الأمنية الإقليمية، والاستثمار بشكل كبير في شبابها لضمان مستقبل مستدام.على الصعيد الوطني، يعزز تكنوفيست الوحدة والفخر من خلال تسليط الضوء على قدرات تركيا وذلك على حقوقها كما هو الحال في مفهوم "الوطن الأزرق". تعزز رواية "الحملة الوطنية للتكنولوجيا" الاعتماد على الذات لدى المواطنين ويعزز الثقة في مستقبل تركيا التكنولوجي. على الصعيد الإقليمي، يؤكد استضافة تكنوفيست في جمهورية شمال قبرص التركية والتركيز على الوطن الأزرق النفوذ البحري والجيوسياسي لتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، في ظل محاولات بعض الدول التعدي على حقوق تركيا أو تقويض دور انقرة او منعها من استثمار حقوقها. يعزز توسيع المهرجان الى دول أخرى الروابط مع العالم التركي والعربي والاسلامي، مما يبرز تركيا كقائد إقليمي في التكنولوجيا. على الصعيد الدولي، تجذب المشاركة العالمية الشركات الناشئة والمبتكرين والمستثمرين، مما يضع تركيا كلاعب تنافسي في المشهد التكنولوجي العالمي. إن عرض التقنيات العسكرية المتقدمة هو بحد ذاته رسالة قوّة للأصدقاء والأعداء على حد سواء.
خلاصة القول هو أنّ تكنوفيست هو بمثابة مرآة لجهود تركيا ومساعيها في تحقيق الاستقلال التكنولوجي، والاتسفادة من قطاع الدفاع لديها لمعالجة التحديات الأمنية الإقليمية، والاستثمار بشكل كبير في شبابها لضمان مستقبل مستدام. إن الرسالة الوطنية للمهرجان تتمحور حول الفخر والاعتماد على الذات والقدرة على الإنجاز بشكل يضع تركيا كقوة صاعدة في الساحات التكنولوجية والدفاعية العالمية. من خلال تمكين جيلها الشاب، يضمن تكنوفيست ألاّ يكون صعود تركيا التكنولوجي مجرد رؤية، بل واقع ملموس أيضاً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه تركيا العسكرية تركيا صناعة عسكر رأي تطورات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والتکنولوجیا والاتصالات الصناعات الدفاعیة الوطن الأزرق على المستوى هذا العام على مستوى
إقرأ أيضاً:
فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيلماً من 62 دولة
انطلقت في الدوحة اليوم الخميس فعاليات النسخة الـ13 من مهرجان الدوحة الدولي للأفلام، بمشاركة واسعة من 97 فيلماً يمثلون 62 دولة، وبرنامج سينمائي ضخم يرسّخ مكانة العاصمة القطرية كأحد أبرز مراكز صناعة السينما في الشرق الأوسط.
غير أن الحضور الفلسطيني اللافت هذا العام بدا العنوان الأوضح للمهرجان، إذ اختارت إدارته افتتاح الحدث بالفيلم المؤثر "صوت هند رجب"، الذي يوثّق اللحظات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند رجب ويعيد طرح مأساة الأطفال تحت نيران الاحتلال أمام جمهور دولي واسع.
فلسطين في قلب الافتتاح
فيلم الافتتاح "صوت هند رجب" لم يكن مجرد اختيار فني، بل رسالة سياسية وأخلاقية واضحة، فالمهرجان ـ الذي يستمر حتى 28 نوفمبر ـ يفتتح فعالياته بقصة طفلة هزّ صوتها العالم، قبل أن تتحول شهادتها الأخيرة إلى رمز جديد لمعاناة الفلسطينيين، بعد نيل الفيلم جائزة لجنة التحكيم الكبرى "الأسد الفضي" في مهرجان فينيسيا الأخير.
ويؤكد هذا الاختيار، بحسب مراقبين، أن الدوحة تستخدم منصتها السينمائية الأكبر لقول إن فلسطين ليست حضوراً عابراً في سينما المنطقة، بل قضية مركزية تتصدر الشاشة الكبرى كلما سنحت الفرصة.
97 فيلماً.. وصعود مكانة قطر السينمائية
وتشهد نسخة 2025 مشاركة لافتة من السينمائيين حول العالم، حيث تقدم الأفلام التسعة والتسعون باقة متنوعة من القصص الإنسانية والإبداعية. ويقول المسلم إن المهرجان يهدف إلى تعزيز موقع قطر كمنصة عالمية لصناعة السينما، خاصة بعد إطلاق المسابقة الدولية ولجنة تحكيم دولية لأول مرة، ما يعدّ خطوة نوعية تضع الدوحة في موقع أكثر تأثيراً في خريطة المهرجانات الدولية.
وتبلغ قيمة جوائز المهرجان 300 ألف دولار موزعة على أربع مسابقات رئيسية: الأفلام الطويلة، الأفلام القصيرة، "صُنع في قطر"، وبرنامج "أجيال" المخصص للشباب.
المهرجان.. منصة فكرية وجمالية
ويمتد برنامج المهرجان لثمانية أيام، تتوزع فعالياته في مواقع ثقافية بارزة مثل كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، حيث تشمل الفعاليات عروضاً مجتمعية، وندوات حوارية، وبرامج شبابية، وورشاً تفاعلية، تجمع بين السينمائيين والباحثين والفنانين.
كما يمنح المهرجان مساحة واسعة للإبداع المحلي عبر قسم "صُنع في قطر" الذي يقدم عشر تجارب جديدة لصناع أفلام قطريين، تعكس تنوعاً لافتاً في الموضوعات والرؤى الفنية.
سينما فلسطين.. صوت يعلو من الدوحة
ويتوقع أن يكون الحضور الفلسطيني الأبرز هذا العام محطّ اهتمام نقاد وصحفيين دوليين، إذ يقدّم المهرجان فسحة نادرة لتعزيز حضور القصص الفلسطينية في مهرجانات كبرى، في وقت يتصاعد فيه الطلب على الأفلام الوثائقية التي تكشف حقائق الميدان بعيداً عن التسييس والتعتيم الإعلامي.
وإذ تنطلق فعاليات المهرجان اليوم، فإن فيلم "صوت هند رجب" يبدو مرشحاً ليكون الحدث الأبرز، ليس فقط لأنه يفتتح الدورة، بل لأنه يحمِل وجهاً فلسطينياً صغيراً استطاع أن يهزّ الضمير العالمي ويحوّل مهرجان الدوحة إلى منصة جديدة لصوت لا يزال يتردد.. صوت هند.