جاب حقنا

«لأنه جاب لنا حقنا» كانت هذه العبارة ضمن تصريحات متلفزة لإحدى الفتيات ضحايا قضية مطاردة الفتيات على طريق الواحات والتى أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعى خلال الأسابيع الماضية، معلنة رفضها لأى محاولات صلح مع المتهمين، ومعبرة عن سعادتها بالحكم الذى صدر ضد المتهمين. وقالت فى مداخلة هاتفية موجهة الشكر للقضاء المصرى قائلة «جاب حقنا» وأشكر كل من دعمنا ووقف بجانبنا.

هذه الجمل العفوية التى قالتها الفتاة تعكس سعادتها التى ظهرت فى نبرة صوتها وأفصحت عن سعادتها فشتان ما بين الحالة التى كانت عليها الفتاتان وقت وقوع الحادث وتصريحاتهما عقب ذلك، والمشهد بعد صدور الحكم.

فقد لاقى الحكم ارتياحا كبيرا فى صدور المصريين الذين تابعوا تلك المطاردة من خلال مقطع فيديو كان بثا مباشرا لأحد المواطنين الشجعان الذى وثق به تلك المطاردة المرعبة وتم تداول اللايف على مواقع التواصل الاجتماعى والذى أظهر قيام قائدى 3 سيارات ملاكى بملاحقة ومعاكسة فتاتين كانتا تستقلان سيارة ملاكى أخرى بطريق الواحات بالجيزة، مما أسفر عن اصطدام سيارة الفتاتين بسيارة نقل كانت متوقفة على الطريق وتسببوا بذلك الفعل الغريب فى حدوث إصابة للفتاتين.

وعلى الرغم من أنه ما زال هناك استئناف على الحكم لكنه أثلج الصدور فلم يكن هناك أحد يعلم بهوية الضحايا وقت المطاردة والذى ظل المصور فاتح اللايف بارك الله فيه وهى إرادة القدر لإعادة الحقوق إلى أهلها حيث ظل المصور يؤكد أن السيارات الـ3 هذه تطارد سيارة الضحايا وإن التى تقودها فتاة وأخذنا نحملق فى منظر سيارات الجناة وهى تطاردهما كان منظرا بشعا أثار مخاوف الجميع، وعلى الرغم من أننى صحفية حوادث وقضايا منذ أعوام عدة فقد هالنى منظر المطاردة وهم يسدون الطريق بسياراتهم على أى سيارة أخرى ليتمكنوا من اللحاق بسيارة الضحايا والمصور يقول بصوته على الهواء مباشرة «يا جماعة العربيات دى تطارد سيارة بنات» وكنا نحملق فى هذا المنظر المخيف لدرجة أننا ظننا أنه مشهد من فيلم أكشن مرعب، حيث قالت مرافعة النيابة أن المتهمين لم يكتفوا بمطاردة الفتيات فحسب، بل تجاوزوا ذلك إلى التحرش اللفظى بهن أثناء قيادتهن السيارة. أن المطاردة لم تكن عابرة، بل تمت عن عمد وسوء نية بالإضافة إلى التسبب فى إصابتهن جراء المطاردة التى أسفرت عن اصطدام سيارتهن بمركبة نقل ثقيل، ونعود لما شاهدناه من رعب لمشهد المطاردة والجميع كان يشاهده أثناء ملاحقة الجناة وسط ذهول عقولنا مما نشاهده من مطاردة حية حتى أتانا اليقين لنفيق على صوت المصور الذى ساقه القدر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ويكون شاهدا ودليلا على هذا الجرم الفادح المرعب، ليعلن المصور بالنص «البنت عملت حادثة»، وظل يرددها لنشاهد أن سيارة الضحايا اصطدمت بمؤخرة السيارة النقل الكبيرة لتدخل سيارة الفتاة فيها ويحاول كل المتواجدين إخراج قائدة السيارة وصديقتها بصعوبة وهن مصابات، فما هذا الرعب الذى ارتكبه الجناة ضد فتيات أصبحن ضحايا عنف لغلمان قادهم طيشهم وشيطانهم لبث الرعب فى نفوس الضحايا الذين شاهدناهم وقت المطاردة وهم يحاولون الفرار من هؤلاء الجناة ولكن كيف تهرب سيارة من مطاردة 3 سيارات يقودها من أغواهم الشيطان فى تلك اللحظات العصيبة على النفوس فى أول الصباح مع فتيات آمنات خرجن ليتقابلن فى كافيه قريب لهن داخل إحدى البنزينات ويتناولن القهوة حتى تفتح المحلات أبوابها ليذهبوا لشراء فستان لحفل تخرج إحداهن. ولكن كان الصبية الموجودون بذات المكان يترصدونهم وتتبعوهم وطاردوهم بالسيارات الثلاث فى مشهد تنخلع له القلوب ليصدر الحكم فى القضية متضمنا بحبس المتهمين 3 سنوات مع النفاذ وغرامة 200 ألف جنيه لكل متهم فى الاتهام الأول، والحبس سنة مع النفاذ عن الاتهام الثانى وغرامة 100 ألف جنيه، والغرامة 50 جنيهًا عن الاتهام الثالث إتلاف السيارة الخاصة بالمجنى عليها، مع إلزامهم بتعويض مدنى 100 ألف جنيه للمجنى عليهن. 

هنا تبقى كلمة وهى أن يضع كل شاب هذا الحكم أمامه وفى ذهنه حتى لا تسول له نفسه عندما يرى أى فتاة فى أى وقت كان، أن يتحول لذئب بشرى يطاردها مثل الفريسة فنحن فى بلد القانون وكل ذئب بشرى له عقابه مهما كان.. حفظ الله الوطن.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد