وفاة الفنان اليمني علي عنبه في القاهرة
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
توفي الفنان اليمني علي عنبه، أحد أبرز الأصوات الغنائية الشعبية، في العاصمة المصرية القاهرة، إثر نوبة مرض سكر حادة ومفاجئة أنهت حياته على الفور، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من الوسط الفني.
وكان الفنان الراحل يقيم مؤخرًا في القاهرة استعدادًا لتصوير عدد من الأعمال الفنية الجديدة، قبل أن يتعرض للأزمة الصحية المفاجئة، رغم محاولات إسعافه العاجلة التي لم تُفلح في إنقاذه.
ويُعد علي عنبه من الأصوات الشعبية التي برزت خلال السنوات الماضية، وحقق شهرة واسعة بأدائه المميز للأغاني الشعبية اليمنية، وأصدر أكثر من 13 ألبوما منذ عام 2007، كان آخرها بعنوان "ياهاجري".
ونعى الفنان حسين محب الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً: "بقلب يعتصره الألم والحزن والأسى، وفي هذه اللحظات المؤلمة، أنعي وفاة أخي وصديقي الفنان علي عنبه"، مضيفًا أن "علي غادر فجأة دون سابق وداع، وكان مدرسة تعلم منها الفن".
رحيل عنبه يُعد خسارة كبيرة للساحة الفنية اليمنية، التي فقدت بصوت رحيله أحد أبرز وجوهها في زمن الحرب.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
وفاة الفنان علي عنبة تُعيد التذكير بإرهاب الحوثي ضد الفن
أعادت حادثة الوفاة المفاجئة للفنان الشعبي علي عنبة في العاصمة المصرية القاهرة، التذكير بسياسة التضييق التي مارستها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المجال الفني خلال السنوات الماضية.
وتوفي الفنان الشعبي علي عنبة، فجر السبت، في القاهرة جراء نوبة سكر حادة أصابته، بعد أقل من شهر على استقراره في مصر، إثر قراره الرحيل من صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وكان الفنان عنبة قد ظهر في مقطع فيديو العام الماضي، كشف فيه لأول مرة عن معاناته مع القضاء في صنعاء لأكثر من خمس سنوات للفصل في قضية "درج" أقامها أمام منزله.
وأشار إلى أنه ظل لمدة خمس سنوات يتردد على المحاكم في صنعاء، قائلاً: "وأنا لا أعلم أشارع من؟"، حسب قوله، دون أن يتم الفصل في القضية، في إشارة إلى تعرضه للابتزاز بشكوى كيدية.
وعبّر الفنان علي عنبة، بشكل ساخر، عن سخطه من معاناته وهو يشير إلى ملف يحمله بيده، قائلاً إنه لم يعد يحمل العود أو قصائد الأغاني، بل يحمل أوراق الشكاوى والمحاكم.
وختم الفنان عنبة حينها مقطع الفيديو بصوت غاضب، مؤكداً أنه بات يفكر في بيع منزله ومغادرة البلاد للبحث عن عيشٍ في مكان آخر، بسبب عدم إنصاف القضاء في صنعاء.
هذه المغادرة أقدم عليها الفنان الراحل مؤخراً، بحسب ما كشفه مقربون منه، بعد قيام ميليشيا الحوثي بإصدار قرار يمنع استمرار حفلات الأعراس في مناطق سيطرتها بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ضمن مساعيها للتضييق على أي مظاهر ترتبط بالفن والثقافة.
وأوضح المقربون أن هذا القرار شكّل ضربة قاصمة للفنان الراحل على عكس باقي الفنانين، إذ إن عنبة معروف بفنه الشعبي وطابعه الخاص الذي يرتبط غالباً بالحفلات الليلية، وهو ما أدى إلى توقف نشاطه تماماً.
وأضافوا أن ذلك دفعه إلى اتخاذ قرار نهائي بمغادرة اليمن مع عائلته نحو مصر ليستقر فيها، أملاً في استئناف نشاطه من هناك، قبل أن يُصدم محبوه ومتابعوه بخبر وفاته المفاجئة فجر السبت.
اللافت في هذا السياق، أن وفاة الفنان عنبة جاءت بعد يوم واحد من مقاطع مصوّرة لعدد من الممثلين المقيمين في مناطق سيطرة الميليشيا، وبعضهم من الموالين لها، يشكون فيها من أوضاع معيشية صعبة لهم ولأسرهم.
وشكا هؤلاء الممثلون في المقاطع المصوّرة التي نشروها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من تخلي سلطة الميليشيا عن دعمهم مالياً رغم مواقفهم الداعمة لها ضد السلطة الشرعية.
إلا أن شكوى هؤلاء الممثلين تضمنت إدانة غير مباشرة لسياسة الميليشيا، بالتأكيد أن سوء أوضاعهم يعود بالدرجة الأولى إلى غياب النشاط الفني في مناطق سيطرتها، على عكس الوضع في المناطق المحررة.
حيث تمنع الميليشيا الحوثية منذ سنوات أي إنتاج درامي خاص في مناطق سيطرتها، وتحصر النشاط الفني بما يتلاءم مع مشروعها وفكرها، ويمكن توظيفه ضد خصومها، ضمن سياستها العدائية التي تمارسها منذ انقلابها ضد الفن والثقافة في اليمن.