احتفل العالم في العاشر من أكتوبر باليوم العالمي للصحة النفسية في وقت يشهد تناميًا ملحوظًا في معدلات الاضطرابات النفسية حول العالم. ومما لا شك فيه أن الصعوبات المالية التي يواجهها الأفراد تترك أثرًا كبيرًا على صحتهم النفسية؛ إذ أنّ الضغوط الناتجة عن الديون، وفقدان الوظيفة، أو عدم الاستقرار المالي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق، والاكتئاب، والتوتر النفسي.
ولا يمكن إغفال أن الحالة النفسية تتأثر أيضًا بعوامل أخرى تشمل البيئة الاجتماعية، والتجارب الشخصية، والعوامل الوراثية ما يجعل لكل فرد تجربة فريدة في مواجهة الضغط المالي، إلا أن الأزمات المالية تبقى من أبرز المحفزات التي قد تفاقم الاضطرابات النفسية، خاصةً لدى من يفتقرون إلى الدعم النفسي، أو المهارات المالية الكافية لإدارة أزماتهم. فتشير الدراسات إلى أن التوتر والاكتئاب يؤثران مباشرة على طريقة تفكيرنا، واتخاذنا للقرارات المالية؛ فحين يشعر الإنسان بالضغط المالي يهيمن عليه ما يُعرف باستجابة «النجاة» ما يدفعه للتركيز على النجاة الفورية بدل التخطيط طويل المدى. هذا قد يؤدي إلى الإنفاق العاطفي، أو تأجيل التعامل مع الالتزامات المالية، أو اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة، وهكذا تتحول الضغوط النفسية إلى عبء مالي إضافي، وتشكل حلقة مغلقة تحتاج إلى وعي، وانضباط لكسرها.
تختلف ردود الفعل تجاه الأزمات المالية بين الأفراد كما ذكرنا؛ فبعض الأشخاص يواجهون الضغوط المالية كتحدٍّ يمكن تجاوزه بينما يشعر آخرون بالعجز، والضغط النفسي العميق. وفي بعض المجتمعات يُنظر إلى الاستعانة بالمختصين النفسيين أنها ضعف أو عار ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بصمت. ومن هنا يؤكد خبراء علم النفس والاقتصاد السلوكي أن تحسين الصحة النفسية هو استثمار مالي ناجح؛ فالشخص المتوازن نفسيًا يكون أكثر قدرة على إدارة ميزانيته، والتخطيط لمستقبله، واتخاذ قرارات عقلانية في ظل تقلبات السوق. وفي المقابل يسهم الاستقرار المالي في تقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالسيطرة على الحياة؛ لتتضح العلاقة التبادلية بين الصحة النفسية والرفاه المالي. فيمكن للأفراد كسر دائرة الضغط المالي والنفسي عبر الوعي بهذه العلاقة المعقدة، وطلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة، وممارسة التأمل والوعي الذاتي، والتثقيف المالي المبكر، وإعادة تعريف مفهوم النجاح المالي بحيث يرتبط بالسلام الداخلي، وليس فقط برصيد البنك.
ذلك أنه بين رصيد البنك والحالة النفسية خيط خفيّ لا يراه الكثيرون، لكنه يؤثر في تفاصيل حياتنا اليومية. وحين نصالح المال مع النفس نستعيد توازننا، ونكتشف أن الثراء الحقيقي يبدأ من الداخل.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«وأتموا الحج والعمرة لله».. سامح حسين يؤدي مناسك العمرة رفقة زوجته وبناته
أدى الفنان سامح حسين مناسبك العمرة برفقة زوجته وابنتيه فاطمة ومريم، معربًا عن سعادته بتلك الرحلة العظيمة، وداعيًا لكل مشتاق زيارة بيت الله الحرام.
سامح حسين: ما أعظمها من رحلةوشارك سامح حسين متابعيه بـ«فيسبوك» بصورة من داخل الحرم المكي برفقة زوجته وابنتيه، وعلق: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ، الحمد لله ما أعظمها من رحلة، اللهم تقبل، يا رب اكتبها لكل مشتاق».
سامح حسين يتعرض لأزمة صحيةوكان سامح حسين قد كشف مؤخرًا عن تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، حيث كتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ما أضعف الإنسان، لكن ما ألطف وأكرم وأرحم الله، بفضل الله فترة صعبة ومرت بخير وسلام، شكرا لدعواتكم الطيبة ولسؤالكم واهتمامكم، وآسف جدا لو فيه حد مقدرتش أرد عليه».
آخر أعمال سامح حسينيشار إلى أن آخر أعمال سامح حسين كان فيلم «استنساخ»، والذي صدر في عام 2025 ويتناول قصة تتشابك فيها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بمشاركة عدد من النجوم أبرزهم هبة مجدي، هاجر الشرنوبي، أحمد صيام، أحمد السلكاوي، ومحمد عز، وهو من تأليف وإخراج عبد الرحمن محمد
سامح حسين: هنلف بمسرحية «وحيد في المنزل» كل محافظات الجمهورية.. فيديو
سامح حسين يؤدي مناسك العمرة في أحدث ظهور