حكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروط
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم كتابة القرآن الكريم على الأرض للمساعدة على الحفظ؟ ففي بعض الكتاتيب في البلاد الإسلامية لا يتوفر لدى التلاميذ أو بعضهم ألواح لكتابة القرآن الكريم عليها بغرض حفظه وتعلمه، ولا وسيلة أمامهم إلا أن يكتبوه على الأرض، وإلا سيضيع على كثيرٍ منهم فرصة الحفظ في الكتاتيب.
وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: ما دامت الكتابة على الأرض هي الوسيلة المتاحة لهؤلاء التلاميذ لحفظ القرآن الكريم في البلدان المسؤول عنها ولم تتوفر الألواح اللازمة لهم أو لبعضهم للكتابة عليها فإنه يجوز شرعًا الكتابة على الأرض للضرورة، بشروط.
شروط كتابة القرآن على الأرض
وأوضحت ان هذه الشروط هى: أن يكون ذلك في بقعةٍ تُحمَى من وطئها أو الجلوس عليها أو وضع شيء فوقها، وتكون الكتابة بطاهرٍ وعلى طاهر، ويكون محو الكتابة بالأيدي لا بالأرجل، بحيث يُتَعامَل مع هذه الكتابة وموضعها بمنتهى الاحترام والتقدير الواجبين لآيات القرآن الكريم، هذا مع التنبيه على أن ذلك موضع حاجة وضرورة يزول بزوالها، ونهيب بالمسلمين أن ينفقوا في مثل هذه المصارف ولو من الزكاة؛ فإن تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه من الجهاد في سبيل الله.
أدوات تدوين القرآن الكريم
وبينت ان الصحابة استخدموا الكتابة في تدوين القرآن الكريم وحفظه؛ فكانوا يكتبونه على ما يتيسر لهم الكتابة عليه؛ من العُسُب (جمع عَسِيب، وهو جريد النخل)، واللِّخاف (جمع لَخْفة، وهي الحجارة العريضة الرقيقة)، والرِّقَاع (جمع رُقعة، من جلد أو ورق أو كاغد)، كما رواه البخاري في "صحيحه" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرآن حيث قال: "فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ والرِّقاع واللِّخاف وصدور الرجال"، وإنما عمدوا إلى الكتابة على مثل هذه الأدوات -التي قد لا تصلح لكتابة القرآن الكريم في عصرنا-؛ لأنها كانت هي المتاحة لهم في عصرهم.
حكم كتابة القرآن على الأرض
ونوهت انه إذا كانت الكتابة على الأرض هي الوسيلة المتاحة لتحفيظ القرآن في هذه البلدان ولم تتوفر الألواح للطلبة أو بعضهم في هذه الكتاتيب فإنه لا مانع حينئذٍ من الكتابة على الأرض؛ بشرط أن لا يوطَأ المكان الذي يُكتَب فيه القرآن ولا يُوضَع عليه شيء.
ولا يشكل على ذلك الآثار الواردة في النهي عن كتابة القرآن الكريم على الأرض؛ من مثل ما رواه ابن بطة في "الإبانة" والمستغفري في "فضائل القرآن" وغيرهما عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُكْتَبَ القرآنُ على الأرض"؛ فإن علَّة النهي هي: أنَّ ذلك مَظِنَّةُ وَطْئِه؛ لأن الأرض من شأنها أن توطأ، وفي هذا امتهان للقرآن الكريم، وهو من الكبائر، وتعمد فعله كفرٌ.
ومقتضى ذلك أنه حيث تنتفي مظنة الوطء فلا تحريم؛ لأن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فحيث وُجِدَ الامتهانُ حرُم الفعل، وحيث انتفى انتفت الحرمة.
وهذا يوضحه ما رواه أبو عُبَيْد القاسم بن سلَّام في "فضائل القرآن" (ص: 121، ط. دار ابن كثير)، وابن بطة في "الإبانة" (5/ 325، ط. دار الراية)، والمستغفري في "فضائل القرآن" (1/ 200) عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: "لا تكتبوا القرآنَ حيثُ يُوطَأُ"، وبوَّب له الحافظ المستغفري بقوله: "باب ما جاء في النهي عن كتابة القرآن على الأرض أو على شيء يُوطَأ؛ تعظيمًا له".
وقال العلامة الشيخ الضباع في رسالته "فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن": [ولا يجوز كتبه على الأرض، ولا على بساط، ونحوه مما يُوطَأُ بالأقدام] اهـ.
هل كتابة القرآن على الأرض تدخل تحت الامتهان؟
ولفتت الى أن الامتهان غير متصور في هذا الموضع؛ فإن الكتابةَ على الأرض المفروضةَ هنا -حيث لا ألواح يُحفَظُ أو يُكتَب عليها- إنما هي وسيلة لتعليمه وتَعَلُّمه، ليظل محفوظًا بين المسلمين في هذه البلدة أو ذلك الموضع الذي لا يجد أهله من وسائل الكتابة لأولادهم غير ذلك، مع الحفاظ على الأرض المكتوبة عليها من أن تُوطَأ أو أن يُجلَس عليها.
وليس مجرد كتابة القرآن على الأرض من غير امتهان حرامًا؛ فكتابة آيات القرآن الكريم على القبر -مثلًا- ليست حرامًا في المعتمد عند الشافعية، مع أنها كتابة على الأرض، وقد علَّلُوا ذلك بإمكان تلافي المحاذير التي تؤدي إلى الامتهان.
قال العلامة الشمس الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (3/ 34، ط. دار الفكر): [وما ذكره الأذرعي من أن القياسَ تحريمُ كتابة القرآن على القبر؛ لتعرضِه للدوس عليه والنجاسِة والتلويثِ بصديد الموتى عند تكرار النبش في المقبرة المسبلة: مردود بإطلاقهم، لاسيما والمحذورُ غيرُ محقَّق] اهـ.
ويشهد لجواز كتابة الذكر على الأرض عند انتفاء الامتهان ما رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى - حكايةً عن زكريَّا على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: 11]، قال: "كتب لهم على الأرض: أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا"، نقله عنه الآلوسي في "روح المعاني" (8/ 391، ط. دار الكتب العلمية)، ثم قال: [وهو الرواية الأخرى عن مجاهد، لكن بلفظ: "على التراب"، بدل على الأرض] اهـ.
وفي هذا كتابة نبي من الأنبياء لشيء من ذكر الله تعالى على الأرض؛ توصُّلًا بذلك إلى إرشاد قومه ووعظهم.
وقد نص الفقهاء على أن الامتهان إنما يتحقق بالقدرة على الحالة الكاملة مع العدول عنها، وأن وجود الضرورة ينفي الامتهان؛ فأجازوا لمن لا يستطيع كتابة القرآن بيديه أن يكتبه برجله، مع أنهم قد نصوا على أنه لا يجوز محو الكتابة من اللوح بالقدم.
قال الشيخ عبد الحميد الشرواني الشافعي في "حواشيه" على "تحفة المحتاج" لابن حجر (9/ 91، ط. المكتبة التجارية): [وقع السؤال عن شخص يكتب القرآن برجله؛ لكونه لا يمكنه أن يكتب بيديه؛ لمانع بهما. والجواب عنه -كما أجاب به شيخنا الشوبري-: أنه لا يحرم عليه ذلك -والحالة هذه-؛ لأنه لا يعد إزراءً؛ لأن الإزراء أن يقدر على الحالة الكاملة وينتقل عنها إلى غيرها، وهذا ليس كذلك. اهـ. ع. ش] اهـ.
كما أجازوا بعض الصور التي ظاهرها الامتهان؛ حفاظًا على الكليات الخمس؛ وذلك لأن وجود الضرورة يمنع مِن كون ذلك امتهانًا.
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 177، ط. دار الكتب العلمية): [سُئِل بعضُ الشافعية عمن اضطُر إلى مأكول ولا يتوصل إليه إلا بوضع المصحف تحت رجله. فأجاب: الظاهر الجواز؛ لأن حفظ الروح مُقَدَّمٌ ولو من غير الآدمي؛ ولذا لو أشرفت سفينة على الغرق واحتيج إلى الإلقاء أُلقِيَ المصحفُ؛ حفظًا للروح، والضرورة تمنع كونَه امتهانًا، كما لو اضطر إلى السجود لصنم؛ حفظًا لروحه] اهـ.
كما أن الامتهان لا يكون كذلك إلا بتحقق القصد إليه؛ ولذلك نص الفقهاء على أن بصق أولاد الكتاتيب على ألواح القرآن لمسح للكتابة لا يُعَدُّ امتهانًا؛ لوجود الحاجة الداعية إلى ذلك مع عدم قصد الامتهان، ومن المقرر أن "الحاجة تُنَزَّل منزلة الضرورة".
جاء في "فتاوى العلامة الشهاب الرملي الشافعي" (1/ 31، ط. المكتبة الإسلامية): [سُئِل عما تفعله أولاد الكتاتيب من البصق على ألواح القرآن والعلم؛ لأجل المسح؛ هل يجب على من يراهم منعهم من ذلك؟ وإذا فعله بالغ أثم أو لا؟ فأجاب: بأنَّ الحاجة داعية إلى ذلك، ولم يقصد به المكلَّفُ الامتهانَ] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن حفظ القرآن کتابة القرآن الکریم حکم کتابة القرآن على أن
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء تواصل مجالس المحافظات لبيان أحكام حمل المصحف وتلاوة القرآن
واصلت دار الإفتاء المصرية عقد مجالسها الإفتائية في عدد من المساجد على مستوى محافظات الجمهورية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف، ضمن جهودها المستمرة لنشر الوعي الديني الصحيح وتوضيح الأحكام الشرعية.
وتناولت المجالس هذا الأسبوع موضوعًا بعنوان: «أحكام التعامل مع المصحف الشريف وتلاوة القرآن الكريم»، بمشاركة نخبة من أمناء الفتوى بالدار، وبحضور جماهيري واسع من المصلين وطلاب العلم الذين تفاعلوا مع القضايا المطروحة بالأسئلة والنقاشات.
وفي القاهرة، استهل فضيلة الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سلسلة المجالس الإفتائية بمجلسه المنعقد في مسجد سيدنا الحسين، حيث تناول أحكام حمل المصحف وقراءته، موضحًا الفروق بين التلاوة من المصحف والتلاوة عن ظهر قلب، وحكم قراءة الحائض للقرآن، كما تطرق إلى مسائل أخرى في فقه الزكاة عند زيادة المال في منتصف العام، وأحكام التلاوة بغير تجويد، مؤكدًا ضرورة الجمع بين العلم بالقرآن والعمل به.
وفي مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، عقد فضيلة الشيخ سيد فارق، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مجلسًا علميًّا تناول فيه أحكام مس المصحف للجنب والحائض والنفساء، وحكم القراءة من المصحف بغير طهارة، وقراءة القرآن من الهاتف المحمول. وأجاب فضيلته عن أسئلة الجمهور التي تناولت التعامل مع شركات التمويل، وحكم الحج بالتقسيط، وكيفية التوبة من الذنوب، مؤكدًا أن مقاصد الشريعة تدعو إلى التيسير ورفع الحرج عن الناس في عباداتهم ومعاملاتهم.
وفي مسجد بلال بالمقطم، عقد فضيلة الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مجلسًا إفتائيًا تناول فيه بيان أنواع الحدث وأحكام الطهارة المتعلقة به، موضحًا الفرق بين الحدث الأكبر والأصغر وما يترتب عليهما من أحكام الغسل والوضوء. كما أجاب فضيلته عن عدد من أسئلة الحضور التي دارت حول أحكام التيمم، والتعامل مع حالات الوسوسة في الطهارة، وحكم السحر وطرق الوقاية منه، مؤكدًا في ختام المجلس أهمية الطهارة باعتبارها شرطًا لصحة العبادات ومظهرًا من مظاهر تعظيم شعائر الله.
وفي إطار المجالس المنعقدة في مساجد العاصمة، شهد مسجد السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها مجلسًا علميًّا مماثلًا لفضيلة الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، دار الحديث فيه حول آداب تلاوة القرآن الكريم وأحكام الطهارة المتعلقة بها، كما أجاب فضيلته عن أسئلة الحاضرين المتنوعة حول فضل التلاوة وأثرها في تزكية النفس.
كما انعقد مجلس الفقه والإفتاء بمسجد طارق بن زياد بمدينة الشروق بحضور فضيلة الشيخ شريف هاشم، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذي تناول أحكام القراءة من المصحف أثناء الصلاة، وقراءة الحائض، واستعارة مصحف المسجد، وحكم الحلف بالمصحف وتعامل المسلمين مع المصحف البالي، مؤكدًا وجوب تعظيم كلام الله تعالى وصيانته عن الامتهان.
وفي مسجد الفردوس بمدينة 15 مايو، حاضر فضيلة الشيخ أحمد خليفة همام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بمشاركة فضيلة الشيخ هاني السويدي من وزارة الأوقاف، حيث تناولا الأحكام المتعلقة بحمل المصحف وتلاوته، إلى جانب أسئلة عن فقه العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الجنائز.
أما في مسجد زون 3 بدار مصر الأندلس بالتجمع الخامس، فقد أدار فضيلة الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب أمين الفتوى بدار الإفتاء مجلسًا إفتائيًا تناول فيه أحكام مس المصحف للمحدث والجنب، وتعامل المكفوفين مع المصحف بطريقة "برايل"، وحكم المصحف الإلكتروني والحلف به، بمشاركة إمام المسجد فضيلة الشيخ إسلام أحمد عبدالرحيم، الذي أكد على ضرورة تعظيم كتاب الله والحرص على نشر آداب تلاوته بين الناشئة.
وفي سياق متصل، انعقد مجلس آخر بمسجد الحكمة 2 بالهضبة الوسطى بالمقطم لفضيلة الشيخ إبراهيم الأنور أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذي أجاب عن أسئلة تتعلق بالطهارة والوضوء وقراءة القرآن لغير المتوضئ وقضاء الصلوات الفائتة، بينما شهد مسجد أبي بكر الصديق بالشيراتون مجلسًا إفتائيًا حاضر فيه فضيلة الشيخ خالد جهامة أمين الفتوى بدار الإفتاء، تناول فيه فضل تلاوة القرآن الكريم وآدابه وأحكام قراءته للمحدث والجنب والحائض وتعلُّم التجويد وأثره في تحسين الأداء القرآني.
كما أقيم مجلس آخر بمسجد السيدة فاطمة الزهراء بمدينة نصر لفضيلة الدكتور مصطفى الأقفهصي أمين الفتوى بدار الإفتاء بمشاركة الدكتور محمد محمود، حول أحكام تلاوة القرآن سرًّا وجهراً، وقراءة الحائض والنفساء، وكيفية التخلص من أوراق المصحف البالية، وحكم وضع المصحف في السيارة بقصد التبرك.
أما فضيلة الشيخ علي قشطة أمين الفتوى بدار الإفتاء فقد عقد مجلسه بمسجد التيسير بمنطقة البساتين، متناولًا أحكام مس المصحف وما يرتبط بها من آداب وأخلاق وهوية دينية ووطنية تؤكد ارتباط المصريين بكتاب الله تعالى ومكانته في وجدانهم.
وفي محافظة الجيزة، انعقد مجلس الإفتاء بمسجد العزيز الوهاب بمدينة الشيخ زايد بحضور فضيلة الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، حيث تناول الأحكام المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم، وأجاب عن عدد من الأسئلة المتنوعة في فقه الصلاة والصيام والأحوال الشخصية، مشددًا على أهمية التثبت من مصادر الفتوى وعدم الانسياق وراء فتاوى غير المتخصصين.
كما شهد مسجد علي غريب بمنشأة القناطر مجلسًا آخر لفضيلة الشيخ أحمد صالح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، تناول فيه حكم مس المصحف للمرأة أثناء الحيض، وقراءة القرآن من الهاتف المحمول، والوضوء في الحمام، وحمل المصحف في الحقيبة أثناء دخول دورة المياه، مع تأكيده على ضرورة توقير كتاب الله وتجنب كل ما يُعد امتهانًا له.
وفي محافظة القليوبية، انعقد مجلس الإفتاء في الجامع الكبير بمدينة الخصوص بحضور فضيلة الشيخ علي عمرو عبد اللطيف، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بمشاركة الشيخ مصطفى عبد النبي إمام وخطيب وزارة الأوقاف، حيث تناول المجلس أحكام تعظيم المصحف وشعائر الله، والفرق بين الفرض والواجب، وأعمال العقل في التشريع، وأحكام الوقف والابتداء في التلاوة، مؤكِّدَين أن القرآن الكريم هو منطلق البناء القيمي والحضاري للأمة.
أما في صعيد مصر، فقد شهد مسجد البقلي بمحافظة أسيوط مجلسًا علميًّا حاضر فيه فضيلة الشيخ حسنين الخشت، أمين الفتوى بدار الإفتاء، تناول فيه أحكام التعامل مع المصحف الشريف وتلاوة القرآن، وأجاب عن أسئلة فقهية متعددة من الجمهور حول الطهارة والصلاة والزكاة، مشددًا على ضرورة تعظيم كلام الله والعمل بأوامره ونواهيه.
وفي الإسكندرية، عقد فضيلة الشيخ أحمد علي أحمد أمين الفتوى بدار الإفتاء مجلسه الإفتائي في مسجد سيدي بشر الشيخ بمحافظة الإسكندرية، حيث تحدث عن آداب التعامل مع المصحف وطرق تكريمه، وحكم حمله للجنب والحائض، وقراءة القرآن من الهاتف المحمول، مع تفاعل واسع من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم لدور دار الإفتاء في التوعية الدينية الرشيدة.
وفي محافظة الغربية، عقد المجلس الإفتائي في مسجد سيدي أحمد البدوي بمدينة طنطا، حاضر فيه فضيلة الشيخ إبراهيم عبدالسلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، حيث تناول فضل الدعاء وآدابه، وأجاب عن أسئلة تتعلق بفوائد البنوك وأحكام صلاة المسافر، موضحًا ضوابط الفتوى في القضايا المعاصرة.
وتأتي هذه المجالس في إطار حرص دار الإفتاء المصرية على تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين في مختلف المحافظات، ونشر الفهم الوسطي الصحيح للقرآن الكريم وأحكامه، وتوضيح المفاهيم الشرعية بما يواكب مقاصد الشريعة الإسلامية ويعزز قيم الوسطية والتيسير والتفاعل الإيجابي مع قضايا الناس. ومن المقرر أن تتواصل هذه المجالس بصفة دورية ضمن خطة دار الإفتاء لنشر العلم الشرعي الرشيد وترسيخ الصلة بين المؤسسة الدينية والجمهور.