الصين تعثر على "الذهب الأبيض" قرب قمة "إيفرست"
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
تعيد الصين رسم خريطة الطاقة العالمية، بعدما أعلنت عن اكتشاف ضخم لمعدن الليثيوم، المعروف بـ"الذهب الأبيض"، في منطقة نائية من جبال الهيمالايا قرب قمة إيفرست، ما أثار موجة من القلق الدولي بشأن تداعياته البيئية والجيوسياسية.
الاكتشاف الذي وصف بأنه "ثالث أكبر احتياطي لليثيوم في الصين"، يقع على ارتفاع يتراوح بين 17,700 و18,300 قدم، ويضم أكثر من مليون طن من أكسيد الليثيوم، وهو عنصر أساسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات الحديثة.
كنز استراتيجي في قلب الهيمالايا
الموقع المكتشف قرب قمة "Qiongjiagang" في هضبة تشينغهاي-التبت، لا يبعد سوى 3 أميال عن محمية جبل "تشومولانغما" الطبيعية، ويعد من أغنى المواقع بالصخور الصلبة الحاوية على معدن "سبودومين"، ما يجعله مشابهاً لحقول الليثيوم عالية الجودة في أستراليا، بحسب ما ذكره موقع "Energy Reporters" .
ويرى خبراء جيولوجيون صينيون أن هذا الاكتشاف قد يعزز جهود التحول نحو الطاقة النظيفة، خاصة في ظل السباق العالمي لتقليل الانبعاثات الكربونية. لكن التحديات اللوجستية والبيئية المرتبطة بالتعدين في هذه المرتفعات الشاهقة تثير تساؤلات جدية حول جدوى المشروع.
تعد المنطقة المحيطة بإيفرست من أكثر النظم البيئية هشاشة في العالم، حيث تعتمد على أنهار جليدية تغذي ملايين البشر بالمياه. ويخشى علماء البيئة من أن يؤدي أي نشاط تعديني إلى تلويث مصادر المياه وتسريع ذوبان الجليد، ما قد يفاقم أزمة المناخ.
كما أن استخراج الليثيوم في بيئة قاسية كهذه يتطلب طاقة هائلة، ما قد يفرغ الهدف البيئي من مضمونه، ويحول "الذهب الأبيض" من رمز للطاقة النظيفة إلى عبء بيئي جديد.
الليثيوم.. نفط القرن الجديد
في ظل تصاعد الطلب العالمي على الليثيوم، بات ينظر إليه على أنه "نفط المستقبل"، لكن السيطرة على منابعه تثير مخاوف من احتكار جيوسياسي. وبينما تمتلك الولايات المتحدة منجماً ضخماً يحتوي على 40 مليون طن من الليثيوم، تواصل الصين ترسيخ هيمنتها على سلاسل التوريد العالمية لهذا المعدن الحيوي.
ويحذر مراقبون من أن توسع الصين في استخراج الليثيوم من أراض حساسة بيئياً قد يخلق توترات دولية، ويضع العالم أمام معادلة صعبة توازن بين تحقيق التحول الأخضر دون التضحية بالطبيعة.
في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتأمين موقعها في سوق الليثيوم، تعمل أيضاً على تطوير تقنيات بطاريات بديلة قد تقلل من الاعتماد على هذا المعدن. هذه الابتكارات قد تعيد تشكيل مستقبل الطاقة، وتفتح الباب أمام حلول أقل ضرراً للبيئة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين الطاقة العالمية خريطة الطاقة معدن الليثيوم الذهب الأبيض جبال الهيمالايا قمة إيفرست إيفرست
إقرأ أيضاً:
ارتفاع النفط مع تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
ارتفعت أسعار النفط اليوم يوم الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر، مع تعزيز معنويات السوق بفضل مؤشرات مبكرة على ذوبان الجليد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما خفف المخاوف بشأن الطلب العالمي على الوقود.. بحسب رويترز.
وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت صرح يوم أمس الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب لا يزال ملتزما بلقاء الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر حيث يحاول البلدان تهدئة التوترات بشأن التهديدات بالتعريفات الجمركية وضوابط التصدير.
وأضاف أنه كانت هناك اتصالات مهمة بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع ومن المتوقع عقد المزيد من الاجتماعات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا بما يعادل 0.28% إلى 63.50 دولار للبرميل، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59.65 دولار للبرميل، بارتفاع 16 سنتا أو 0.27 %.
وفي الجلسة السابقة، استقر خام برنت على ارتفاع 0.9%، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مرتفعا 1%.
لقد دعمت احتمالات تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم أسواق النفط تاريخيا، حيث يتوقع المستثمرون نموا عالميا أقوى وزيادة الطلب على الوقود.
وكانت التطورات الأخيرة، بما في ذلك توسيع بكين لضوابط تصدير المعادن النادرة، وتهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% ، وقيود على تصدير البرمجيات بدءًا من الأول من نوفمبر، لها تأثير على معنويات السوق، ففي الأسبوع الماضي، سجلت أسعار النفط خسائر أسبوعية، وبلغت أدنى مستوياتها منذ مايو.
وكان ترامب قد أبدى شكوكه أيضا بشأن اجتماع محتمل مع شي خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية المقرر عقدها في الفترة من 30 أكتوبر الجاري إلى الأول من نوفمبر، قائلا على قناة تروث سوشيال "الآن يبدو أنه لا يوجد سبب للقيام بذلك".
وقال دانييل هاينز، المحلل في بنك ANZ، في مذكرة: "تستمر صناعة النفط في التعامل مع القضايا الجيوسياسية".
أعلنت الصين أنها ستفرض رسومًا على السفن المملوكة للولايات المتحدة التي تصل إلى شواطئها، بما في ذلك ناقلات النفط.
وقد أدى ذلك إلى إلغاء عدة رحلات في اللحظات الأخيرة وارتفاع كبير في أسعار الشحن، وفقًا لما ذكره هاينز.
وفي خطوة حدت من ارتفاع السوق، أعلن ترامب أمس الاثنين انتهاء الحرب الدائرة منذ عامين في غزة والتي قلبت منطقة الشرق الأوسط رأسا على عقب.
وفي غضون ذلك، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بما في ذلك روسيا في تقريرها الشهري يوم الاثنين إن العجز في إمدادات سوق النفط سينكمش في عام 2026، مع مضي تحالف أوبك+ الأوسع نطاقا قدما في زيادات الإنتاج المخطط لها.