خالد الجندي: "المتعالمون" أخطر من الجاهلين.. والجاهل بجهله فتنة تهدد العقول والدين
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التعالم، أي ادعاء العلم دون معرفة، أصبح من الظواهر المؤرقة في المجتمع، محذرًا من خطورته على الدين والعقول، ومؤكدًا أن هذا النوع من الجهل أشد خطرًا من الجهل الصريح.
وروى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، عن موقف وصفه بـ"العجيب" وقع له أمس، قائلًا: "الراجل كان قاعد بينكر السنة، وبيتكلم في تأويل الآيات والأحاديث بدون أي دليل، وبيقول مفيش حاجة اسمها سنة، وإنه لا يؤمن إلا بالقرآن فقط"، معتبرًا أن هذه الحالة تمثل نموذجًا لما سماه "الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل"، وهو من أخطر الأصناف، حسب تعبيره.
وأضاف الجندي: "الموضوع ده بيتكرر كتير في حياتنا، وبيبقى تقيل جدًا على أصحاب التخصص، واللي فاهمين هم بيقولوا إيه، لما يلاقوا حد بيتكلم في العلم من غير علم، وخبط عشواء".
واستشهد الشيخ خالد الجندي، بكلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي قسّم الناس إلى أربعة أصناف، قائلًا: "رجل يعلم ويعلم أنه يعلم، فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم، فذلك غافل فذكّروه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم، فذلك طالب علم فعلّموه، أما الرابع، فهو رجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم، فذلك أجهلوهم، فاجتنبوه".
وأكد الجندي أن "الصنف الرابع" – كما وصفه – أصبح متفشيًا، مضيفًا: "ربنا يكفينا شره، لأنه بيبقى مش عارف، ومش داري إنه مش عارف، وده أخطر من الجهل نفسه، اللهم احفظنا من الفتن، وثبّتنا على طريق العلم الصحيح، وأكفنا شر المتعالمين الذين يضلّون الناس وهم يظنون أنهم مهتدون".
أن إنكار السنة النبوية بدعوى الاكتفاء بالقرآن فقط هو أمر يناقض المنطق والدين، ويكشف جهلًا واضحًا بطبيعة العلوم الشرعية، خاصة علم الرواية الذي من خلاله وصل إلينا القرآن نفسه، مشددًا على خطورة التعالم وادعاء المعرفة دون علم.
وروى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، موقفًا دار بينه وبين أحد الأشخاص، قال فيه: "الراجل كان قاعد بينكر السنة، وبيقول مفيش حاجة اسمها سنة، وإنه لا يؤمن إلا بالقرآن وبس، وبدأ يتكلم في تأويل الآيات والأحاديث على هواه، ودي مشكلة كبيرة، لأن إنكار السنة بيهد أركان الدين، خصوصًا لما ييجي من حد مش دارس ولا فاهم".
وتابع: "قلت له يا عم اتعلمت الصلاة منين؟ قال لي ورثناها، طب ورثناها منين؟ من السنة، من النبي ﷺ، اللي شرح لنا ما لم يُفصّل في القرآن، وبعدين هو نفسه بيؤمن بالقرآن اللي جه عن طريق علم الرواية، والقرآن ما جاش على فلاشة، ده جه بالتواتر، عن طريق أجيال نقَلت عن أجيال".
وأوضح الجندي أن "حتى إذاعة القرآن الكريم لما تذيع، بتقول لك: يُتلى عليكم برواية حفص عن عاصم، أو ورش عن نافع – يعني روايات، فهل نقبل رواية القرآن وننكر رواية السنة؟ طيب اللي نقلوا روايات القرآن بالتواتر، هم نفسهم اللي نقلوا السنة".
وأضاف: "الراجل قال لي إنه بيؤمن بروايات القرآن فقط، قلت له: المفاجأة إن اللي نقلوا لك روايات القرآن هم نفس الرواة اللي نقلوا السنة، فإزاي تآمن ببعض وتكذّب بعض؟!".
وتناول الشيخ خالد الجندي، شبهات الطعن في صحة بعض الأحاديث، قائلًا: "قال لي إن في روايات غلط في السنة، قلت له: ما هو فيه نُسَخ مزوّرة من القرآن بتنتشر على السوشيال ميديا، بنلغي عشانها القرآن؟ لا طبعًا، نرجع للمتخصصين يميّزوا الصح من الغلط، زي ما الدولة بتميّز العملة الأصلية من المزيفة".
وتابع: "قلت له: الناس بتروح للبنوك عشان الصيارفة يفرزوا العملة المزيفة من الأصلية، ونفس الفكرة في علم الحديث، فيه صيارفة، علماء متخصصين، يفرّقوا بين الحديث الصحيح والضعيف، مش أي حد يقول رأيه ويشكك في السنة بدون علم".
واستشهد الجندي بآية من القرآن ليوضح ضعف فهم من ينكرون السنة قائلًا: "سألته عن معنى قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)، سألته يعني إيه (غرابيب سود)؟ مردش، وقال لي: قول أنت، قلت له: طالما مش عارف ترجع للي يعرف، مش تعك وتقول مافيش سنة".
وحذر من خطورة الجهل المقنّع بالعلم: "المشكلة مش في اللي مش عارف، المشكلة في اللي مش عارف ومش عارف إنه مش عارف؛ عشان كده قلت له، لو أنت مش قادر تفسر آية بسيطة في القرآن، فكيف تنكر السنة وتتكلم في العلم الشرعي بدون أهلية؟".
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القرآن الشیخ خالد الجندی لا یعلم أنه فی القرآن مش عارف قلت له قال لی قائل ا
إقرأ أيضاً:
الكلية الفنية العسكرية مصنع العقول الدفاعية.. واللواء البيومي: نجمع بين الانضباط والابتكار
أكد مدير الكلية الفنية العسكرية، لواء أشرف ضياء الدين البيومي، أن الكلية مؤسسة تعليمية شاملة، وقلب نابض للابتكار العسكري والتقني لتعزيز الأمن القومي المصري.
وأوضح اللواء البيومي، خلال كلمته بحفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، بينها الدفعة «62» فنية عسكرية، دفعة الفريق فخرى محمـد سعيد العصار، أن المنظومة التعليمية داخل الكلية تواكب أحدث المناهج العالمية، وتخضع لتطوير دوري مستمر يدمج بين العلوم الهندسية والتقنية الحديثة، مع التدريب العسكري الصارم والانضباط.
وقال: نستهدف أن يكون الطالب قادرًا على مواجهة التحديات، وهو ما يجعل من الكلية مصنعًا للمهندسين العسكريين القادرين على الابتكار وتحويل الفكر إلى فعل استراتيجي.
وأشار البيومي إلى أن الكلية قامت بتوسيع بنيتها الأكاديمية، بإضافة شعب وأقسام متخصصة لتواكب التطورات التكنولوجية في مجالات التسليح، وتخصصات دقيقة تلبي كافة احتياجات القوات المسلحة.
وبين أن طلاب الكلية لا يتلقون التعليم النظري فقط، بل تأهيلًا متكاملاً علميًا وأخلاقيًا وثقافيًا، يجمع بين المعرفة الأكاديمية والانضباط العسكري، ليخرج ضابطًا قادرًا على القيادة بكفاءة عالية.
وأشار إلى أنه وسط هذه البيئة التعليمية، نرسخ بين الطلاب القدرة على التفكير النقدي واتخاذ القرار في مواقف حقيقية، مع تعزيز الوعي بالمسئولية الوطنية.
وأكد مدير الكلية الفنية العسكرية أن عملية اختيار الطلبة تخضع لمعايير دقيقة، تشمل الفحص الطبي واللياقة البدنية والقدرات الثقافية والفكرية، وفق أسس واضحة من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وتابع: كل طالب يحصل على دعم كامل، معنويًا وأكاديميًا، ويكتسب مهارات تؤهله للحصول على بكالوريوس في الهندسة العسكرية وشهادة إتمام الدراسة العسكرية.
ونبه إلى أن ما يتم يُصنع قاعدة صلبة من الضباط المتفوقين القادرين بما يضمن تحقيق الاستراتيجية الوطنية في تطوير القوات المسلحة وتعزيز الأمن القومي.
ويكتسب الطلاب خبرات واسعة عبر التفاعل مع نظرائهم في جامعات مختلفة حول العالم، لتبادل الخبرات ومقارنة الأداء في بيئات تعليمية متنوعة.
ويترك التفوق المصري في العلوم والهندسة والانضباط العسكري انطباعًا مميزًا، ويصبح هؤلاء الخريجون المتميزون لاحقًا أعضاء هيئة تدريس، ما يضمن استمرار نقل المعرفة وتطوير البرامج الأكاديمية.
ويخضع الطلاب خلال الدراسة لتدريب علمي وبدني وانضباطي وعسكري مكثف، ليكونوا جاهزين لتولي المسؤوليات الكبرى فور تخرجهم.
الأوائل من الخريجين يتم انتقاؤهم للانضمام إلى هيئة التدريس بالكلية، للبدء في الدراسات العليا، ما يعكس حرص الكلية على صقل الكفاءات الداخلية وصناعة جيل من الباحثين العسكريين المؤهلين.
تستند عملية تطوير التعليم في الكلية إلى تأهيل أعضاء هيئة التدريس لنيل الدكتوراه في الهندسة من جميع المدارس العسكرية.
وتحرص الكلية على توفير بيئة تعليمية متقدمة تشمل رقمنة الامتحانات، فضلًا عن المنهج العلمي الذي يشمل المعامل والمحاكيات وأنظمة التعليم العملية.
وفيما يتعلق بالمنهج الوجداني والمعرفي، فهناك تركيز على أن يسعى لرفع الوعي والانضباط والمسؤولية لدى الطالب، ليكون مؤهلاً لإدارة مهام وطنية كبرى بثقة وكفاءة.
وأضاف مدير الكلية الفنية العسكرية أن الكلية أسست مركزًا متخصصًا للأنظمة غير المأهولة، مثل الطائرات والسيارات والغواصات والمجنزرات.
وتنظم الكلية مسابقات سنوية ومشاركة دولية لتقييم الابتكار، وفيما تضمن هذه الجهود استفادة الدولة الكاملة من قدرات ومخرجات الكلية، فقد وجه البيومي رسالة للخريجين وأسرهم، مهنئًا إياهم على إنجازهم.
وأوضح أن التخرج بداية لمسئولية عظيمة، داعيًا الخريجين لمواصلة تطوير قدراتهم، ليظلوا دائمًا أهلاً للمهام المقدسة، حماة للأمن القومي، وحاملي راية مصر عالية، مزدانة بالعلم والانضباط والتفوق.
وشهد الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مراسم الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، الدفعة «76» بحرية دفعة الفريق تامر عبد العليم محمـد والدفعة «62» فنية عسكرية دفعة الفريق فخرى محمـد سعيد العصار والدفعة «8» كلية الطب بالقوات المسلحة دفعة اللواء طبيب محمـد سعد الدين محمـد على عمر والدفعة «5» من حملة المؤهلات العليا والدورة «2» فروسية دفعة الفريق أول صدقي صبحى والدفعة «4» ضباط متخصصين دفعة الفريق إبراهيم عبد الغفور العرابى.
وجاء ذلك بحضور عدد من الوزراء والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق أول ركن صدام حفتر نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي وعدد من المحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين ورؤساء الجامعات والشخصيات العامة والإعلاميين وأسر الخريجين.
اقرأ أيضاًالكلية الفنية العسكرية توقع اتفاقين في مجال تكنولوجيا المعلومات وتشغيل المنشآت المالية
مدير الكلية الفنية العسكرية: التخصصات محكومة بالرغبات والاهتمامات