بوابة الوفد:
2025-12-13@15:25:56 GMT

التوقعات الحيوية للاقتصاد الحيوى (٣)

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

تناولنا فى المقالين السابقين دور التوقعات الحيوية للاقتصاد فى تحليل بعض المؤشرات، بهدف فهم وتوقع الاتجاهات الاقتصادية المستقبلية. والتى اكتملت بتدشين السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية التى تعتبر إطاراً شاملاً يحقق التكامل والتناسق بين برنامج عمل الحكومة، ورؤية مصر 2030، مع الأمل بأن تكون السردية الوطنية للتنمية الإقتصادية تمثل نقلة فى أسلوب التخطيط الاقتصادى فى مصر، خاصة مع حرص القيادة السياسية على وضع المواطن فى قلب العملية التنموية، ولكن هذا يتطلب الخروج من عباءة صندوق النقد الدولى ومحاكاة نجاحات نماذج دول جنوب شرق آسيا لاسيما ماليزيا، والصين، التى تبنت خطة اقتصادية وطنية خالصة، إستطاعت من خلالها مواجهة التحديات وتحسين جودة حياة المواطنين.

ولذلك نرى أن مصر أمام فرصة تاريخية لإعادة صياغة نموذجها الاقتصادى، القائم على تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة وبالتالى فإننا نرى أن هذه المرحلة تتطلب ضرورة وجود نموذج اقتصادى يساعد على تنمية القدرات الإنتاجية والتحول الهيكلى، وتعزيز الحماية الاجتماعية، من خلال، أولاً: دعم استدامة النمو وضمان التقاسم العادل لثماره. ثانياً: دعم تكافؤ الفرص وضمان الازدهار، ثالثاً: دعم ديناميكية الأعمال والأسواق الشاملة، رابعاً: الحوكمة وبناء حكومة فعالة ومستجيبة للمواطن وذلك من خلال تعزيز المساءلة والشفافية ومكافحة الفساد بكافة أشكاله خاصة الإدارى منه.
لذا نرى أن دعوة الرئيس السيسى إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع الصين تمثل دفعة نحو تحقيق الأهداف السابقة عبر مناقشة فرص الإستثمار المشترك، وإمكانيات توسيع مجالات التعاون فى القطاعات ذات الأولوية،لدعم مجالات الصناعة، والتكنولوجيا، والنقل، والبنية التحتية والطاقة النظيفة. الصين تمثل شريكاً استراتيجياً مهماً لمصر، فالعلاقات المصرية الصينية تقوم على تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، وتمتد لأكثر من 70 عاماً، كما تقوم تحت مظلة تدعيم عملية المواءمة بين رؤية «مصر 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية، بهدف تعظيم الاستفادة من المزايا التنافسية للبلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو 17 مليار دولار فى عام 2024، صحيح أنه ليس فى صالح مصر إلا أن الصين تعد من أكبر 5 شركاء استثماريين لمصر، لذا كان استقبال الرئيس السيسى، مو دينغيه، رئيس مجلس إدارة مجموعة الصين الوطنية للهندسة الكيميائية (CNCEC)، ما هو إلا تكريس لتوجه الدولة نحو تحقيق الأهداف السابقة. على اعتبار أن الدولة المصرية توفر الكثير من المزايا والحوافز للمستثمرين الأجانب والمحليين، كما تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. لذا فإننا نطالب بضرورة بذل وتنسيق الجهود الوطنية لتحسين بيئة الاستثمار من خلال الإصلاحات التشريعية، وإنشاء وحدات دعم للمستثمرين، وتوفير حوافز استثمارية متنوعة، الوجه الصينى نحو مصر يمثل إدراكاً صينياً لموقع مصر الجيواقتصادى الفريد كجسر بين أفريقيا وأوروبا، وثروتها من الموارد الشبابية والطبيعية، لكنه يطرح فى الوقت ذاته أسئلة مُلحة بشأن التوازن بين المنافع المتبادلة وحماية الاقتصاد المحلى. وإن كنا نرى عظم استفادة مصر من تعزيز التعاون الاقتصادى مع الصين، حيث يجذب تحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية وربطها بالموانئ استثمارات أجنبية مباشرة متزايدة، ما يوفر فرص عمل ويلبى الطلب المحلى ويعزز الصادرات.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق الرئيس السيسي فرص الإستثمار المشترك

إقرأ أيضاً:

ساويرس: التدريب المهني وتصدير العمالة "طوق النجاة" للاقتصاد ونستثمر مليار جنيه سنوياً في التنمية المستدامة

أكد المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مجموعة أوراسكوم للاستثمارات القابضة ومؤسس ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، أن الحل الحقيقي لأزمة البطالة في مصر يكمن في دمج التكنولوجيا الحديثة مع التدريب المهني المحترف، مشيداً بنموذج منصة "شغلني" الذي نجح في تحويل التوظيف إلى "بيزنس" ذي أثر مجتمعي مستدام.

 أعرب "ساويرس" عن سعادته بنجاح منصة "شغلني" في إثبات أن العمل التنموي يمكن أن يكون مربحاً وجاذباً لرؤوس الأموال، مشيراً إلى أن دخول مستثمرين كبار في هذا المجال يؤكد وجود "دراسة جدوى" حقيقية (Business Case) للعمل الاجتماعي، وهو ما يضمن استمراريته وتطوره بعيداً عن مفهوم التبرع التقليدي، قائلاً: "توفير فرصة عمل وفتح باب رزق لشخص أفضل وأكثر بركة من مجرد التبرع المادي".
وأشار ساويرس إلى التحول الجذري الذي أحدثته التكنولوجيا في سوق العمل، حيث انتقلت عملية البحث عن وظيفة من الطرق التقليدية إلى التطبيقات الذكية، مما سهل الوصول لملايين الشباب. ومع ذلك، شدد على أن الفجوة في السوق المصرية لا تزال ضخمة، حيث تمثل نسبة البطالة -حتى لو كانت 10%- ملايين الأشخاص، مؤكداً أن السوق بحاجة إلى "20 شركة مثل شغلني و20 مؤسسة مثل ساويرس" لإحداث تغيير ملموس.
وطرح المهندس نجيب ساويرس رؤية لتطوير الاقتصاد عبر "تصدير العمالة المدربة"، مستشهداً بتجربة دولة أوزبكستان التي نجحت حكومتها في خلق مناخ استثماري وتدريبي لتأهيل الشباب وتصدير خدماتهم للخارج. ودعا إلى تبني هذا النهج في مصر لرفع كفاءة العامل المصري وجعله مطلوباً دولياً.
واستعرض ساويرس تجربة "مؤسسة ساويرس" في الاستثمار في البشر، موضحاً الفارق الهائل الذي يحدثه التدريب المعتمد. وضرب أمثلة بقطاعات التمريض، والضيافة، والعمالة البحرية، حيث ترتفع رواتب الخريجين من 2000 جنيه إلى 15 و20 ألف جنيه شهرياً بعد حصولهم على شهادات معتمدة وتدريب لغوي وسلوكي (Etiquette)، مما يغير حياتهم وحياة أسرهم بالكامل في غضون عام واحد.
شدد على التزام مؤسسة ساويرس المستمر تجاه المجتمع، كاشفاً أن الميزانية السنوية للمؤسسة تبلغ حوالي مليار جنيه مصري، يتم توجيهها بالكامل لمشاريع تنموية تهدف لخلق فرص عمل حقيقية وتدريب عالي الجودة، معرباً عن دعمه الكامل لمبادرات التوسع في محافظات الصعيد لخدمة المناطق الأكثر احتياجاً.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تستضيف الاجتماع الــ 43 للّجنة رفيعة المستوى للاقتصاد المستدام للمحيطات
  • اقتصاد السعودية ينمو 4.5% في 2026 مع تباطؤ التضخم
  • فيلم "الست" يكسر التوقعات ويتصدر قائمة شباك تذاكر السينمات
  • الإمارات تستضيف اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاقتصاد المستدام للمحيطات
  • انكماش غير متوقع للاقتصاد البريطاني يثير شكوكاً حول توقعات بنك إنجلترا
  • اعتدال الحراراة في الشمال وأمطار خفيفة على الساحل الشرقي مع رياح نشطة في الجنوب الغربي
  • أين المُنخفض الجوي الآن؟ و ما هي التوقعات للساعات القادمة؟
  • ساويرس: التدريب المهني وتصدير العمالة "طوق النجاة" للاقتصاد ونستثمر مليار جنيه سنوياً في التنمية المستدامة
  • مدبولى: تحسن أداء للاقتصاد المصري.. والمؤسسات الدولية تتوقع 5.2% للنمو
  • الصين تهيمن وتعيد رسم خارطة المعادن الحيوية في أفريقيا