التوقعات الحيوية للاقتصاد الحيوى (٣)
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
تناولنا فى المقالين السابقين دور التوقعات الحيوية للاقتصاد فى تحليل بعض المؤشرات، بهدف فهم وتوقع الاتجاهات الاقتصادية المستقبلية. والتى اكتملت بتدشين السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية التى تعتبر إطاراً شاملاً يحقق التكامل والتناسق بين برنامج عمل الحكومة، ورؤية مصر 2030، مع الأمل بأن تكون السردية الوطنية للتنمية الإقتصادية تمثل نقلة فى أسلوب التخطيط الاقتصادى فى مصر، خاصة مع حرص القيادة السياسية على وضع المواطن فى قلب العملية التنموية، ولكن هذا يتطلب الخروج من عباءة صندوق النقد الدولى ومحاكاة نجاحات نماذج دول جنوب شرق آسيا لاسيما ماليزيا، والصين، التى تبنت خطة اقتصادية وطنية خالصة، إستطاعت من خلالها مواجهة التحديات وتحسين جودة حياة المواطنين.
لذا نرى أن دعوة الرئيس السيسى إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع الصين تمثل دفعة نحو تحقيق الأهداف السابقة عبر مناقشة فرص الإستثمار المشترك، وإمكانيات توسيع مجالات التعاون فى القطاعات ذات الأولوية،لدعم مجالات الصناعة، والتكنولوجيا، والنقل، والبنية التحتية والطاقة النظيفة. الصين تمثل شريكاً استراتيجياً مهماً لمصر، فالعلاقات المصرية الصينية تقوم على تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، وتمتد لأكثر من 70 عاماً، كما تقوم تحت مظلة تدعيم عملية المواءمة بين رؤية «مصر 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية، بهدف تعظيم الاستفادة من المزايا التنافسية للبلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو 17 مليار دولار فى عام 2024، صحيح أنه ليس فى صالح مصر إلا أن الصين تعد من أكبر 5 شركاء استثماريين لمصر، لذا كان استقبال الرئيس السيسى، مو دينغيه، رئيس مجلس إدارة مجموعة الصين الوطنية للهندسة الكيميائية (CNCEC)، ما هو إلا تكريس لتوجه الدولة نحو تحقيق الأهداف السابقة. على اعتبار أن الدولة المصرية توفر الكثير من المزايا والحوافز للمستثمرين الأجانب والمحليين، كما تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. لذا فإننا نطالب بضرورة بذل وتنسيق الجهود الوطنية لتحسين بيئة الاستثمار من خلال الإصلاحات التشريعية، وإنشاء وحدات دعم للمستثمرين، وتوفير حوافز استثمارية متنوعة، الوجه الصينى نحو مصر يمثل إدراكاً صينياً لموقع مصر الجيواقتصادى الفريد كجسر بين أفريقيا وأوروبا، وثروتها من الموارد الشبابية والطبيعية، لكنه يطرح فى الوقت ذاته أسئلة مُلحة بشأن التوازن بين المنافع المتبادلة وحماية الاقتصاد المحلى. وإن كنا نرى عظم استفادة مصر من تعزيز التعاون الاقتصادى مع الصين، حيث يجذب تحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية وربطها بالموانئ استثمارات أجنبية مباشرة متزايدة، ما يوفر فرص عمل ويلبى الطلب المحلى ويعزز الصادرات.رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق الرئيس السيسي فرص الإستثمار المشترك
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة: لا وقود ولا غاز لغزة إلا للبنية التحتية الحيوية
القدس المحتلة - الوكالات
أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها لن تسمح بدخول الوقود والغاز إلى قطاع غزة إلا في حدود الاحتياجات الإنسانية الأساسية، المرتبطة بتشغيل المرافق الحيوية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن القرار يأتي في إطار ما وصفته تل أبيب بـ"ضبط استخدام المواد الحيوية"، خشية تسربها إلى جهات عسكرية في غزة، في حين شددت الأمم المتحدة على أن القيود المفروضة على الوقود تفاقم الأزمة الإنسانية وتعرقل جهود الإغاثة.