صفقة تاريخية بين OpenAI وAMD لبناء بنية تحتية بقدرة 6 جيجاوات
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أعلنت شركة OpenAI عن شراكة استراتيجية كبرى مع شركة AMD لاستخدام رقاقاتها في بناء بنية تحتية ضخمة للحوسبة بقدرة تصل إلى ستة جيجاوات، في واحدة من أكبر الاتفاقيات التقنية في العالم.
ومن المتوقع أن تدر هذه الصفقة على AMD عشرات المليارات من الدولارات، مما يجعلها منافسًا قويًا لـNVIDIA التي كانت حتى وقت قريب المزود الرئيسي لتقنيات OpenAI.
تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة فقط من إعلان OpenAI عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار مع شركة NVIDIA لإنشاء مراكز بيانات تعتمد على رقائقها لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
ويبدو أن الشركة التي يقودها سام ألتمان تسعى إلى تنويع شركائها ومصادرها التكنولوجية لتسريع عملياتها وتقليل اعتمادها على جهة واحدة.
ووفقًا لبيان OpenAI الرسمي، ستلعب AMD دور الشريك الاستراتيجي الأساسي في مجال الحوسبة المتقدمة لتسريع عمليات نشر تقنيات الشركة على نطاق واسع.
وستستخدم OpenAI وحدات معالجة الرسومات من سلسلة Instinct الخاصة بـAMD، على أن يتم إطلاق أول جيجاوات من هذه الوحدات خلال النصف الثاني من عام 2026 باستخدام أحدث رقاقات MI450.
وقال سام ألتمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، تعليقًا على الصفقة: "ستمكننا ريادة AMD في مجال الرقاقات عالية الأداء من تسريع التقدم في الذكاء الاصطناعي وتقديم فوائده للعالم بشكل أسرع وأوسع".
إحدى المفاجآت في الصفقة هي منح OpenAI حق شراء 160 مليون سهم من AMD بسعر رمزي يبلغ سنتًا واحدًا للسهم. ووفقًا لبنود الاتفاق، ستُستحق هذه الأسهم تدريجيًا عند تحقيق مراحل محددة من التعاون، تبدأ مع تشغيل أول جيجاوات من البنية التحتية المشتركة. وفي حال تنفيذ كامل الاتفاق، قد تمتلك OpenAI ما يصل إلى 10% من أسهم AMD، وهو ما قد يغير موازين القوى في صناعة الرقاقات العالمية.
هذه الشراكة تأتي ضمن سلسلة من التحالفات الكبرى التي تعقدها شركات التكنولوجيا العملاقة في سباقها نحو قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي. ففي صفقتها السابقة مع NVIDIA، تخطط OpenAI لاستخدام رقاقات الشركة لإنشاء ما لا يقل عن 10 جيجاوات من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، مع استثمار إجمالي يصل إلى 100 مليار دولار سيتم ضخه على مراحل بالتزامن مع كل توسع جديد في القدرة التشغيلية.
ومن المقرر أن تبدأ هذه العمليات أيضًا في النصف الثاني من عام 2026، مما يشير إلى أن ذلك العام قد يكون نقطة التحول الكبرى في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالميًا.
ولا تقتصر علاقات OpenAI على NVIDIA وAMD فحسب، إذ تواصل الشركة تعاونها الاستراتيجي مع Microsoft التي تعد أكبر المستثمرين فيها، حيث ضخت أكثر من 13 مليار دولار مقابل نحو 49% من أرباح OpenAI، هذا التعاون أثمر عن دمج تقنيات ChatGPT داخل منتجات Microsoft مثل Bing وOffice، ما ساعد على توسيع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي في حياة المستخدمين اليومية.
وفي الوقت نفسه، تشهد الساحة تحالفات متقاطعة بين عمالقة التكنولوجيا الآخرين. فقد استثمرت NVIDIA مؤخرًا نحو 5 مليارات دولار في شركة Intel لتطوير وحدات معالجة مركزية مخصصة تجمع بين خبرة NVIDIA في الذكاء الاصطناعي وقدرات Intel في معالجات x86، وهو ما يعزز التكامل بين تقنيات الشركتين داخل أنظمة البنية التحتية المتقدمة.
المحللون يرون أن دخول AMD بقوة في هذا السباق يمثل نقطة تحول في صناعة الرقاقات، التي كانت تهيمن عليها NVIDIA خلال السنوات الأخيرة. فبينما تواصل OpenAI تطوير تقنياتها بسرعة غير مسبوقة، فإن تنويع الشراكات مع AMD وNVIDIA وMicrosoft يعزز مرونتها وقدرتها على توسيع نطاق أعمالها عالميًا دون الاعتماد على جهة واحدة.
بهذه الخطوة، تبدو OpenAI في طريقها لبناء منظومة حوسبة هائلة قادرة على دعم الجيل التالي من نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهو ما قد يغير موازين الصناعة بأكملها بحلول عام 2026، ويؤسس لحقبة جديدة من التنافس في مجال الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي التوليدي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
اختارت مجلة "تايم" الأميركية مهندسي الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025، وفي مقدمتهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، التي أصبحت خلال العام الجاري الشركة الأعلى قيمة في العالم بفضل هيمنتها على الرقائق المستخدمة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة، في تقرير موسّع، إن هوانغ (62 عاما) تحول من مدير لشركة متخصصة في بطاقات الرسوميات إلى أحد أبرز قادة الثورة التقنية الحالية، مشيرة إلى أن نفوذ إنفيديا تجاوز المجال التجاري ليصبح عاملا مؤثرا في السياسة الدولية وصناعة القرار، مع تصاعد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونقلت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لهوانغ خلال زيارة رسمية "أنت تستولي على العالم".
ووفقًا للمجلة، شهد عام 2025 سباقا عالميا كبيرا لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما تراجعت النقاشات المتعلقة بمخاطرها لصالح تسريع تبنّيها. وأكد هوانغ أن "كل صناعة وكل دولة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياه بأنه "أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا".
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن عدد مستخدمي تطبيق "شات جي بي تي" تجاوز 800 مليون مستخدم أسبوعيا، في حين اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا وغوغل وتسلا، على استثمارات ضخمة لتسريع تطوير النماذج الذكية وإدماجها في منتجاتها وخدماتها، مما دفع بعض الخبراء لوصف هذا التوسع بأنه "ثقب أسود" يبتلع رؤوس الأموال العالمية.
2025 was the year when artificial intelligence’s full potential roared into view, and when it became clear that there will be no turning back.
For delivering the age of thinking machines, for wowing and worrying humanity, for transforming the present and transcending the… pic.twitter.com/mEIKRiZfLo
— TIME (@TIME) December 11, 2025
تحذيروفي المقابل، حذّر باحثون من تطور قدرات الأنظمة الذكية على الخداع والمناورة والابتزاز، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى المضلل والمقاطع المزيفة.
إعلانوكشفت المجلة أن الشركات المطوّرة للنماذج الكبرى تبنّت خلال العام الماضي أساليب جديدة لتدريب الأنظمة، تقوم على السماح للنموذج بـ"التفكير" في الإجابة قبل إصدارها، الأمر الذي عزز قدراته المنطقية ورفع الطلب على خبراء الرياضيات والفيزياء والبرمجة والعلوم المتخصصة لإنتاج بيانات تدريبية أكثر تعقيدًا.
وخلص تقرير "تايم" إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحوّل فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبح محركا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأحد أكثر أدوات المنافسة بين القوى الكبرى تأثيرًا منذ ظهور الأسلحة النووية.