هل يفتح اتفاق غزة الباب أمام تسوية بالجنوب اللبناني؟
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
بيروت- في الوقت الذي ينصرف فيه اللبنانيون إلى تفاصيل أزماتهم اليومية وسط تدهور اقتصادي وسياسي متواصل، تلوح في الأفق أسئلة أعمق تتصل بمستقبل الدولة وموقعها في مرحلة إقليمية تتشكل ملامحها بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
فلبنان الذي لطالما كان مرآة لتقلبات الإقليم يجد نفسه اليوم أمام مفترق دقيق: إما الانخراط في مسار سياسي جديد يعيد تعريف دوره في معادلات المنطقة، وإما البقاء في حلقة المراوحة التي تجعله رهينة التوتر والعزلة.
ويواكب لبنان الرسمي تنفيذ اتفاق وقف النار في غزة، وسط ترقب لارتداداته على الجبهة الجنوبية التي ظلت مشتعلة رغم هدنة نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ورغم التزام لبنان حينها ببنود الاتفاق، فإن إسرائيل امتنعت عن تطبيقه كاملا، مما أبقى الحدود الجنوبية في حالة هشة يتأرجح فيها الهدوء الحذر بين خروقات إسرائيلية متكررة وغارات متقطعة.
مسارات محتملة
وعلى وقع هذا المشهد، تتقاطع في بيروت قراءتان متباينتان:
الأولى، ترى أن اتفاق غزة يمكن أن يشكل مدخلا لمسار تفاوضي جديد يفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في الجنوب، ويعيد ترتيب الأولويات الأمنية والسياسية في لبنان. أما الثانية، فترجح أن يكون وقف إطلاق النار محطة عابرة تسبق مرحلة أكثر تعقيدا مع احتمال تصاعد التوترات على ضفّتي الحدود.وفي السياق، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون، الغارات الإسرائيلية التي تلت وقف النار في غزة، متسائلا إن كانت تل أبيب تسعى لتوسيع نطاق المواجهة، ومؤكدا أن "حماية المدنيين أولوية وطنية لا يجوز التهاون فيها".
وشدد عون على أن التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية يشكل شرطا أساسيا لتهيئة مناخ تفاوضي متوازن، لافتا إلى أن "المسار الذي تشهده المنطقة لا ينبغي للبنان أن يعاكسه".
وذكر الرئيس اللبناني بتجربة ترسيم الحدود البحرية عام 2022 التي أُنجزت برعاية أميركية وأممية، معتبرا إياها نموذجا لإمكان تحقيق تفاهمات تحفظ السيادة والمصالح الوطنية ضمن أطر قانونية واضحة، مضيفا "التفاوض ليس تنازلا بل وسيلة لحماية الحقوق في زمن التحولات الكبرى".
في المقابل، تتقدم على الضفة الأخرى مقاربة أميركية تدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ضمن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، في حين تحاول القوى اللبنانية التوفيق بين مقتضيات الأمن الداخلي وحسابات الدور الإقليمي.
إعلانويرى مراقبون تحدثوا للجزيرة نت أن لبنان يسير فوق خيط رفيع، إذ يحاول تثبيت الاستقرار في الجنوب دون الانزلاق إلى مواجهة واسعة، وفي الوقت ذاته يسعى لعدم خسارة موقعه في أي تسوية سياسية مرتقبة في المنطقة.
وبين واقعية الحوار ومخاوف التصعيد، يبدو أن لبنان يدخل مرحلة اختبار سياسي جديد، تختبر فيها قدرته على إدارة التوازنات الدقيقة بين الداخل والخارج بما يؤمن حماية للاستقرار الهش ومنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى حافة المواجهة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، جوني منير، إن التطورات الإقليمية الأخيرة ستنعكس حتما على لبنان، معتبرا أن بيروت لا يمكن أن تبقى بمنأى عما يجري في غزة، "بحكم الترابط بين الجبهتين" على حدّ تعبيره.
بعد نحو 10 أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار بين #لبنان وإسرائيل.. آلاف العائلات اللبنانية النازحة تنتظر بدء إعادة الإعمار، وحزب الله يقول إن شروطًا سياسية تؤخر تمويل العملية | تقرير: كاترين حنا#الأخبار pic.twitter.com/wl5Sd6XyRC
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 15, 2025
وأوضح منير في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحا بتصريحاته الأخيرة حين أثنى على رئيس الجمهورية اللبنانية، ودعا لإستكمال مسار نزع السلاح باتجاه حزب الله، في حين عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوبب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بغزة- عن موقف مغاير تماما، وفق منير.
وأشار إلى أن نتنياهو قد يلجأ إلى التصعيد في لبنان، في ظل الضغوط الداخلية المتزايدة التي يواجهها. ورأى أن تصريحاته الأخيرة، التي أكّد فيها أن الحرب لم تنته وأن مجموعات جديدة تعيد بناء نفسها، تعكس احتمال عودة التوتر من البوابة اللبنانية، معتبرا أن التصعيد قد يُشكل بالنسبة لنتنياهو مخرجا من أزماته السياسية والقضائية.
وفيما يتعلق بالموقف اللبناني من التفاوض مع إسرائيل، أوضح منير أن هذا الموقف ليس جديدا "فهناك لجنة ثلاثية تبحث الأوضاع في الجنوب والهدنة، وهي لجنة تفاوض لبنانية إسرائيلية غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة، وربما تنضم إليها الولايات المتحدة لاحقا".
وختم بالقول إن "هدف هذه المفاوضات يتركز على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات، واستعادة الأسرى، وتثبيت السيادة على الحدود"، مؤكدا أن "الرئاسة اللبنانية لا ترى مانعا من استمرار هذا المسار طالما يظل محصورا في الإطار الأمني والعسكري، ولا يتعداه إلى أي شكل من أشكال التطبيع".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، توفيق شومان "إننا فعليا أمام محاولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لكنها ما زالت هشة، فالخروقات لم تتوقف بعد"، موضحا أن "اليوم شهد خرقا جديدا، وكذلك أمس، وكأن النموذجين اللبناني والسوري يُطبَّقان على غزة من حيث ما يمكن وصفه بسياسة اليد الطويلة، التي تبقي التوتر قائما دون الوصول إلى مواجهة شاملة".
ويرى شومان في حديثه للجزيرة نت، أن الوضع في الجنوب اللبناني لن يشهد "عدوانا إسرائيليا واسع النطاق" وإن كانت وتيرة الاعتداءات مرشحة للارتفاع، لكنه يستبعد أن تتطور الأمور إلى حرب شاملة كتلك التي اندلعت بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024.
إعلانوبحسب قراءته، فإن إسرائيل تسعى لتحقيق 3 أهداف دون الانجرار إلى حرب كبرى:
استمرار الاعتداءات بما يحفظ الضغط العسكري. منع عودة السكان إلى قراهم الحدودية. عرقلة عملية الإعمار وإبقاء الأهالي في حالة دائمة من الخوف والتهجير.ويتابع شومان "تحقق هذه الأهداف يجعل نتنياهو في غنى عن توسيع الحرب، إذ لا يرغب في تحمل أعباء عسكرية وسياسية إضافية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال تمسك بالمفاصل الاقتصادية اللبنانية، ولا سيما ما يتصل بالتدفقات المالية في إطار إدارتها الهادئة للمشهد اللبناني".
تهدئة مشروطةمن جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، خلدون الشريف، أن ما حصل في شرم الشيخ بشأن غزة شكّل بلا شك خطوة نحو وقف إطلاق النار، إلا أنه وصف هذا التهدئة بأنها "هشة" ولم تؤمِّن السلام بشكل حقيقي أو مستدام.
وعن تصريح الرئيس اللبناني حول مفاوضات محتملة مع إسرائيل، يوضح الشريف، للجزيرة نت، أن الحديث كان مرتبطا بالمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية التي جرت عبر وسيط أميركي، أي ضمن إطار سياسي محدود وواضح.
ويخلص إلى أن كل ما طرحه عون يندرج ضمن الطرح السياسي الطبيعي للبنان تجاه إسرائيل، مع الإشارة إلى أن إسرائيل ما زالت تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية، وتستمر في الاعتداءات اليومية، بما في ذلك الاغتيالات والتدمير، وكان آخرها تدمير نحو 300 آلية في منطقة المصيلح، وهو ما يستدعي، بحسب الشريف، تحركا دوليا لوقف الاعتداءات، وعلى رأس الدول المؤثرة الولايات المتحدة الأميركية.
ويشير الشريف إلى أن هذا الالتزام له جذور تاريخية، مستذكرا القمة العربية التي عقدت في بيروت وأفرزت المبادرة العربية للسلام، التي تبناها لبنان آنذاك والجامعة العربية، وتقوم هذه المبادرة على أساس حلّ الدولتين، على أن تكون الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس.
ويؤكد المحلل السياسي أن لبنان، ضمن مسار السلام الإقليمي، يلتزم حتى اليوم بالمبادرة العربية، وأي خطوات سياسية يقررها العرب، يلتزم بها لبنان كذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وقف إطلاق النار للجزیرة نت فی الجنوب النار فی فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسؤولون للجزيرة نت: إسرائيل تخرق بند المساعدات والمعابر في اتفاق وقف النار
غزة- ينقضي غدا الخميس، الأسبوع الأول على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وضع حدا لحرب إسرائيلية دموية ومدمرة استمرت عامين كاملين على قطاع غزة.
وبموجب هذا الاتفاق كان يفترض أن تسمح إسرائيل بدخول 600 شاحنة من المساعدات والإمدادت الإنسانية المتنوعة، إضافة إلى شاحنات بضائع وسلع تجارية للقطاع الخاص، من أجل الاستجابة للإغاثة العاجلة لنحو مليونين و300 ألف فلسطيني، عانوا ويلات الحرب والحصار والتجويع.
وتؤكد مصادر في هيئات دولية ومحلية تحدثت إليها الجزيرة نت، أن دولة الاحتلال لم تفِ -حتى كتابة هذا التقرير- بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وتتذرع بحجج واهية، وتضع عراقيل أمام تدفق المساعدات والإمدادات الإنسانية والإغاثية، وأهمها مستلزمات الإيواء العاجل، وتلك الخاصة بالقطاع الصحي، وآليات وأدوات التعامل مع الركام والأنقاض، وصيانة المرافق والقطاعات الحيوية.
ذرائع الاحتلال
كما تنصلت إسرائيل من التزاماتها بخصوص إعادة تشغيل معبر رفح البري، كما كان مقررا، اليوم الأربعاء، وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي عبر الأراضي المصرية، الذي لا يزال محتلا منذ اجتياحه وتدميره إبان العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة لمدينة رفح في السادس من مايو/أيار 2024.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مسؤولة في هيئات محلية ودولية، أن إسرائيل تتذرع بقضية جثامين الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة في غزة، وتتهرب من الإيفاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار بخصوص فتح معبر رفح البري المخصص لسفر الأفراد، وحركة العمل على معبر كرم أبو سالم التجاري، ومعبر كوسوفيم العسكري، المخصصين لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية.
وفي حين سمحت إسرائيل، الأحد الماضي، وهو اليوم الأول لعمل المعابر عقب التوصل للاتفاق، بدخول بضع مئات من شاحنات تجارية للقطاع الخاص، فإنها لم تسمح سوى بدخول 173 شاحنة من المساعدات الإنسانية من أصل 600 شاحنة يوميا ينص عليها الاتفاق.
ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الدكتور إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت، إن الاحتلال أدخل هذه الشاحنات القليلة، الأحد الماضي، ومنع دخول أي شاحنة الاثنين والثلاثاء الماضيين، لدواع غير مقنِعة.
إعلانوبحسب المسؤول الحكومي فإن أغلبية محتويات الشاحنات الـ173 هي مواد ثانوية، وليست ذات أولوية مُلحة وعاجلة كمستلزمات الإيواء والصيانة والصحة، بينها 3 شاحنات من غاز الطهي، و6 أخرى من الوقود.
ويحتاج قطاع غزة لأكثر من 50 شاحنة غاز طهي ووقود يوميا، لسد العجز الهائل لصالح الاستهلاك المنزلي وعمل المرافق البلدية والصحية والحيوية، وذلك بعد نحو 7 شهور لم تدخل منها أي كمية للقطاع منذ أن نكث الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار السابق، واستأنف حربه على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.
المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي بغزة للجزيرة: نطالب بتسريع فتح المعابر وإدخال المستلزمات الطبية الضرورية، وستكون الأولوية في السفر عند فتح معبر رفح للمرضى والجرحى#الأخبار pic.twitter.com/sPvzs6Bi8c
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 15, 2025
فتح المعبروطالب الثوابتة الوسطاء والولايات المتحدة الأميركية بضرورة الضغط على دولة الاحتلال للإيفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح والمعابر التجارية فورا وبدون تأخير.
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن الاحتلال لم يسمح، اليوم الأربعاء، بإدخال سوى عدد محدود من شاحنات المساعدات، بينها عشرات الشاحنات المحملة بمواد إغاثية تابعة لمنظمة الغذاء العالمي، وبضع شاحنات محملة بمواد صحية وطبية.
وحسب الثوابتة فإن الاحتلال لم يلتزم أيضا بتعهداته وبما تم التوافق عليه بخصوص إدخال الخيام، حيث كان من المفترض خلال الأسبوع الأول من توقيع الاتفاق السماح بإدخال 20 ألف خيمة للإيواء العاجل للنازحين. ويُقدّر أن 288 ألف أسرة فقدت منازلها وليس لها مأوى، وهي بحاجة ماسة لخيام وبيوت متنقلة.
وحول معبر رفح البري، كشف المسؤول الحكومي الثوابتة أن الاتفاق ينص على التزام الاحتلال بإعادة إعمار وتجهيز وتهيئة الجانب الفلسطيني من المعبر المدمر، تمهيدا لإعادة فتحه وتشغيله، أمام سفر الحالات الإنسانية التي لها أولوية السفر بالمرحلة الأولى، كجرحى الحرب والمرضى والطلبة.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن أكثر من 17 ألف جريح ومريض ينتظرون بفارغ الصبر فتح المعبر، وهم بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج في الخارج، إذ لا تتوفر الإمكانيات لعلاجهم في مستشفيات القطاع شبه المنهارة.
ويوضح الثوابتة أن الاتفاق ينص على إعادة فتح وتشغيل المعبر وفق آلية واتفاق المعابر لعام 2005، مع وجود بعثة مراقبة أوروبية.
ويتفق رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، مع الثوابتة على أن الاحتلال لم يفِ حتى اللحظة بالتزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، سواء من حيث كمية ونوعية المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وحتى الـ600 شاحنة من المساعدات التي ينص عليها الاتفاق، يرى الشوا في حديثه للجزيرة نت، أنها لا تكفي الاحتياجات الهائلة بالنسبة للغزيين، وأغلبيتهم من النازحين والمشردين الذين فقدوا منازلهم، وفقدوا كذلك مصادر الرزق والدخل خلال عامي الحرب.
إعلانوأكد ضرورة السماح بتدفق المساعدات بأنواعها بدون سقف عددي، وأن تراعي الاحتياجات والأولويات للسكان، وبما يعجل من عمليات الاستجابة الإنسانية العاجلة، وإعادة الحياة للقطاعات الحيوية.
ويقول رئيس الشبكة إن شاحنات البضائع التجارية لا تعالج الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، خاصة بعد شهور من التجويع الممنهج، ولا تزال الأسعار في الأسواق مرتفعة جدا ولا تناسب أغلبية الغزيين ممن هم تحت خط الفقر، ويعتمدون في معيشتهم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، التي يتوجب تدفقها بشكل كبير وعاجل.
ووفقا للشوا، فإن القطاع بحاجة عاجلة لنحو 300 ألف خيمة لإيواء النازحين، وآليات ثقيلة للتعامل مع أطنان هائلة من الركام وإعادة فتح الشوارع المغلقة، وإمدادات لإغاثة القطاع الصحي، ولعمل البلديات، لافتا إلى أن الاحتلال لم يدخل أي شيء من هذه الاحتياجات مع انقضاء الأسبوع الأول من اتفاق وقف إطلاق النار.