ممارسات إدارية ناجحة: توسيع دائرة الحوافز التشجيعية
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
من الطبيعي أن يطمح أي موظف للوصول إلى المناصب العليا، خصوصا المراكز القيادية والإدارية والإشرافية بدرجاتها المختلفة، لأسباب متعددة، أهمها نيل الدرجات المالية المخصصة لتلك المناصب، وحب السلطة والقيادة، والحصول على النفوذ والرفعة والشأن والجاه والتأثير، ونيل الشرف والفخر، والتدرج في مناصب أعلى، وغيرها الكثير من الأسباب.
لكن من الخطأ حصر الحوافز التشجيعية في المناصب القيادية والإشرافية فقط، واعتبارها الغاية الأساسية الوحيدة التي يطمح كل موظف للوصول إليها، فلو اطلعنا على عدة سيناريوهات، لوجدنا أولها أن هناك الكثير من الموظفين الذين ساهموا في تحقيق إنجازات ونتائج إيجابية ومتميزة في مجال عملهم واختصاصهم الوظيفي، كوفئوا بترقيات لمناصب قيادية وإشرافية معينة -وهم يستحقون فعلا- ولكن ما لم ننتبه له أن نجاحهم وتميزهم توقف بعد توليهم تلك المناصب.
ولو انتقلنا إلى السيناريو الثاني، فسنجد فيه أن هناك من تتم ترقيتهم لوظائف قيادية مختلفة، ولكن -مع الأسف- لا يحملون سمات أو صفات أو مهارات أو خبرات قيادية أو إدارية لشغل تلك المناصب الجديدة، بالرغم من كفاءتهم وتميزهم وتفوقهم في مراكزهم الوظيفية السابقة، وتحقيقهم إنجازات ونتائج إيجابية ساهمت في رفع مؤشرات الأداء المؤسسي للوحدة إلى مستويات عالية محققة لأهدافها العامة، وربما نرى كذلك أن لبعضهم اختصاصات وظيفية أكثر أهمية من اختصاصات مسؤوليهم في الوحدة نفسها.
ما ذكرته سابقا من وقائع وسيناريوهات حقيقية حاصلة، وليس الهدف منها التقليل من مهاراتهم أو تحطيم أحلامهم ومعنوياتهم، بل الغاية هي تشجيعهم على استمرارهم وبقائهم في مراكزهم الوظيفية التي حققوا فيها النجاح والتميز، وتحفيزهم ودعمهم، ومكافأتهم بكل ما يستحقون بحسب أهميتهم وخبراتهم ومساهمتهم في تحسين وتطوير أداء الوحدة وتحقيق أهدافها وبرامجها، حتى ولو كان حجم المكافآت أعلى من بعض المناصب القيادية في الوحدة نفسها. ومن هذه الوظائف مثلا ما يتعلق بالاختصاصات والمجالات التخطيطية والفنية والمهنية المختلفة، والمالية والمحاسبية والتدقيقية، والقانونية والرقابية، والتشغيلية واللوجستية، والإعلامية والتنسيق والعلاقات العامة والموارد البشرية وغيرها.
والحقيقة الأخرى التي ربما سيتعجب منها الكثير، أن هناك من الناس -من الجنسين- من يملكون صفات وسمات قيادية وإدارية حقيقية بدرجات متفاوتة لأسباب وعوامل وراثية أو اجتماعية، أو نتيجة تجارب وظروف مروا بها في حياتهم، أو من خلال مهارات وخبرات سابقة مكتسبة، وبعضهم لا يملكون أية مهارات أو خبرات إلا في مجال القيادة والإدارة فقط، فالقيادة والإدارة قبل أن تكونا تخصصا مهنيا، أو اختصاصا علميا يدرس في المناهج العلمية، هما سمتان فطريتان مغروستان في جميع البشر، ولكن بدرجات ومهارات ومزايا وأساليب مختلفة ونسبية بين كل إنسان. ونسبة قليلة من هؤلاء البشر من يتحلون بصفات قيادية عالية ربانية، يمكن ملاحظتها من خلال أساليب وطرق تعاملهم مع الموضوعات التي تحال إليهم، والإشكاليات والمعاضل والتحديات وتصرفاتهم بشأنها. ومع ذلك، يجب أن نعلم أن المسؤول لا يختلف عن زملائه الآخرين في العمل، بكونه موظفا مثلهم، ويشتركون معا في أداء مهامهم المختلفة ضمن منظومة إدارية واحدة، وتحت قيادة عليا واحدة، كل في مجال عمله واختصاصه الوظيفي.
سياسة حصر الحوافز في المناصب القيادية فقط، تولد آثارا سلبية في الوحدة، وتفسد روح التعاون والانسجام والثقة بين موظفيها، وتزرع بينهم الشكوك والخلافات والمشاحنات، وتؤدي في النهاية إلى ضعف الإنتاج وخلخلة الأداء المؤسسي للوحدة.
وختاما، فالحلول المثالية البديلة لهذه الممارسات الإدارية هي إعادة رسم وتشكيل خطط وبرامج الحوافز، تبدأ بتحديد وتصنيف وتنظيم جدول الحوافز التشجيعية في باقات مختلفة، وتوزيعها على مراكز واختصاصات وظيفية متعددة، تحددها كل وحدة بما يتناسب مع اختصاصاتها ومتطلبات عملها وأهدافها وخططها وبرامجها، بالاعتماد على حجم مخصصاتها المالية المتعلقة ببند المكافآت وتوفرها، ومكافأة المجيدين في تلك المراكز الوظيفية المختلفة لتشجيعهم على البقاء في مراكزهم الوظيفية واستمرارهم فيها للاستفادة القصوى من مهاراتهم وخبراتهم وقدراتهم، لتحقيق أعلى المؤشرات وأفضل النتائج لأداء الوحدة، وأن يحظى كل موظف متميز باهتمام من قبل إدارته العليا، وتذكيرها له بأهمية دوره في العمل، وبأن الحوافز ليست محصورة في المناصب القيادية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المناصب القیادیة
إقرأ أيضاً:
6 استخدامات مبتكرة لأداة نوت بوك إل إم بعيدا عن الدراسة
أحدث تطبيق "نوت بوك إل إم" المختص بالذكاء الاصطناعي -والذي طرحته "غوغل" مؤخرا- ضجة كبيرة فور توفره للمستخدمين، وذلك للمزايا العديد التي يوفرها، خاصة في قطاع التعليم والدراسة عموما.
لكن حصر استخدامات التطبيق في قطاع التعليم يُعد إنقاصا من قدره الكبير، كونه يملك العديد من الاستخدامات الأخرى التي تطرقت إلى جوانب مختلفة عن الدراسة.
وتعتمد هذه الاستخدامات بشكل رئيسي على قدرات الذكاء الاصطناعي المتوفرة فيه، سواء كانت لتوليد النصوص أو الصور أو حتى مقاطع الفيديو عند استخدام الاشتراكات المدفوعة.
وفيما يلي مجموعة متنوعة من الاستخدامات التي يمكن الاستفادة من التطبيق فيها، وهي صالحة للاستخدام، سواء كان من نسخة الهواتف المحمولة أو الحاسوب.
1- توليد نصوص البودكاست للاستخدام مع التسويق الإلكترونيمما لا شك فيه أن البودكاست أصبح إحدى أهم الأدوات المستخدمة في التسويق الإلكتروني، ولكن يواجه بعض المستخدمين صعوبة في توليد النصوص الخاصة به.
وبفضل قدرات تطبيق "نوت بوك إل إم" يمكنك تحويل التدوينات المختلفة والمصادر النصية الكبيرة إلى نصوص بودكاست مبسطة وواضحة.
كما يمكنك تحويل هذه النصوص إلى مقاطع صوتية ومقاطع فيديو مبسطة باستخدام التطبيق أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، فضلا عن تسجيلها مباشرة.
ولا يقتصر هذا الاستخدام على قطاع التسويق الإلكتروني فقط، بل يمكن أن يمتد إلى توليد البودكاست الترفيهي أو التعليمي بشكل مباشر وسريع.
وتعتمد جودة المحتوى المنتج من الأداة -سواء كان صوتيا أو نصيا على جودة المصادر المقدمة إليه، وبفضل قدرته على تلخيص النصوص والمصادر الكبيرة- فإن النموذج يستطيع تحويل المصادر الاحترافية العميقة إلى نصوص بودكاست مبسطة وسريعة الاستخدام.
2- استخدامات متعددة في التسويق الإلكترونييمكن الاستفادة أيضا من "نوت بوك إل إم" في العديد من الأنشطة المتعلقة بالتسويق، بدءا من تحليل حملات التسويق الناجحة لمعرفة نقاط قوتها وإعادة إنتاجها في الحملات التالية.
وينطبق هذا الأمر على كل جوانب الحملة التسويقية بدءا من النصوص الرئيسية والفرعية للحملة وحتى مقاطع الفيديو والصور المستخدمة فيها، فضلا عن أنواع الحملات التسويقية المختلفة بدءا من حملات البريد الإلكتروني والتدوينات وحتى حملات منصات التواصل الاجتماعي.
إعلانكما يستطيع النموذج تحويل البيانات المولدة من الحملات التسويقية إلى رسوم بيانية وعروض تقديمية واضحة يمكن عرضها على العملاء أو استخدامها لدراسة الحملات التسويقية الناجحة.
3- تجهيز العروض التقديمية للشركات والمشاريعيواجه بعض رجال الأعمال عادة تحديات جمة عند محاولة تجهيز العروض التقديمية التي تضم معلومات وتفاصيل عن تاريخ الشركة ورحلتها ونجاحاتها السابقة وحتى أهدافها المستقبلية.
وبفضل قدرة النموذج على فهم المعلومات من المصادر المختلفة ثم إعادة توليدها على شكل عروض تقديمية فإن "نوت بوك إل إم" يُعد خيارا مثاليا لتوليد مثل هذه العروض التقديمية وتحضيرها.
ويمكنك أن تقوم بتزويد الأداة بمجموعة من البيانات التي ترغب في استخدامها بالعرض التقديمي وحتى ترجمة الأرقام والبيانات المختلفة إلى معلومات يمكن لغير المختصين فهمها بسهولة.
4- مساعد الطهي الاحترافييستطيع "نوت بوك إل إم" الاحتفاظ وتنظيم وصفات الطهي المختلفة، ويوجد العديد من المستخدمين الذين يفضلون هذا الاستخدام.
لكنْ لا تقتصر قدرات النموذج على هذا الأمر فقط، بل يمتد الأمر إلى البحث وبناء وصفات جديدة بناء على الوصفات المخزنة داخل التطبيق والمستخدمة بكثرة من قبلك.
ويمكنك تزويد النموذج بالمكونات التي تمتلكها والمتوفرة في منطقتك، ثم تطلب منه البحث عن وصفات تستخدم هذه المكونات بشكل مبتكر ومختلف عن الطرق المعتادة.
وتستطيع أيضا تزويد النموذج بعدد من كتب الطهي ومصادره المختلفة، ثم تطلب منه البحث عن الوصفات سهلة التطبيق، والتي يمكن استخدامها بناء على المكونات التي تمتلكها.
5- مساعد كتابة احترافييُعد هذا الاستخدام من أكثر الاستخدامات المهملة في النموذج، فهو يستطيع أن يتحول إلى مساعد كتابة احترافي مع القصص والروايات كبيرة الحجم، والتي تملك العديد من التفاصيل.
ويواجه بعض الكتّاب تحديات عدة عند كتابة الروايات الكبيرة التي تضم تفاصيل عدة وعالما متشعبا مليئا بالتفاصيل والأحداث الداخلية، ويمكن للنموذج أن يراجع ما تقوم بكتابته ويقارنه بتفاصيل العالم الذي قمت ببنائه.
ويمكن القول إن النموذج يحافظ على ترابط الرواية واتساقها مع العالم الذي تدور فيه، وينطبق هذا الأمر أيضا على نصوص الألعاب والأفلام وغيرها من العوالم الإبداعية.
6- تحضير الرحلات المحليةيمكن وصف هذا الاستخدام بكونه أقرب إلى مرشد سياحي محلي متاح في هاتفك طوال اليوم، فبدلا من السؤال عن المزارات الشائعة في المناطق المختلفة تستطيع تزويد النموذج بمجموعة من البيانات والمصادر المحلية التي تتحدث عن التراث المحلي لأي منطقة، ثم تقوم الأداة بتوليد رحلة محلية غنية بالتفاصيل مع تقديم شرح واف لكل منطقة تزورها.
كما تستطيع تصميم التحديات المحلية التي تدور حول التراث المحلي للمناطق المختلفة باستخدام الأداة أيضا، وبفضل قدرتها الكبيرة على فهم وإعادة استخدام المعلومات فإنها تكون أحيانا أفضل من المرشد المحلي المعتاد.