الإفتاء: العنف الأسري ضد الزوجة والأبناء لا علاقة له بالإٍسلام
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن العنف الأسري سواء كان ذلك في حق الزوجة أو أحد من أفراد الأسرة ممنوع بالاتفاق، ويجب الوقوف ضده.
وتابعت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: فممارسة العنف ضد الزوجة لا علاقة له بالإسلام؛ فالأصل في الشرع حرمة الإيذاء بكل صوره وأشكاله؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: «أَلا أُخْبِرُكُم بِالمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ على أموالِهِم وأنفُسِهِم، والمُسلِم مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ» أخرجه أحمد.
ونوهت بأنه ينبغي على الزوجين أن يُحسِنَا العشرة فيما بينهما؛ مصداقًا وتطبيقًا لقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19].
العنف الأسرى
قالت دار الإفتاء المصرية، إن العنف الأسري منكر مذموم من الناحية الشرعية، وتشتد الحرمة إذا مُورِس ضد الأنثى داخل الأسرة وهو أشد إذا مُورِس ضد الزوجة.
وأضافت دار الإفتاء فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه قد بَنَتِ الشريعةُ معاملةَ المرأة على أساس المودة والرحمة؛ ومن ثم فضرب الزوجة أو التعرض لها بالعنف حرام شرعًا.
وما ذكرته آية سورة النساء من الضرب إنما هو صورة من صور التأديب اللائق بوضع معيَّن، وله ضوابطه التي تناساها الناس حتى وصلوا في التطبيق إلى نقيض مقصوده؛ فلا مانع حينئذٍ من منعه وتجريمه وَفقًا لتغيُّر النظم القانونية والاجتماعية، ويكون منعه هو الموافق لفعل النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم ولمقاصد الشريعة الغرَّاء وأخلاقها.
أسباب العنف الأسريوتعددت أسبابُ العنفِ داخل الأُسر على اختلاف بيئاتها ومستوياتها، ويمكن تلخيص أهمها في النقاط الآتية:
1- العواملُ النفسيةُ التي ترجع إلى الشخص ذاته كالإحباط، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، ونحو ذلك من العوامل.
2- سوء تنشئة الزوج أو الزوجة، كنشأتهما في بيئة تلجأ إلى العنف وتستخدمه، فالعنف يُنْتِجُ العنف، والاضطراب يورث انعدامَ التوازن في التفكير والسلوك.
3- تعاطي المواد المخدِّرةِ التي تُفقِدُ الإنسان عقله، وتحكمه في تصرفاته، وتُودي به إلى ارتكابِ أعمالِ عُنْفٍ في محيط أسرته ومجتمعه.
4- الأنا وحب الذات، هذه الصفة التي تدفع صاحبَها إلى حب التملُّكِ والسيطرة؛ وبالتالي يستخدم شتى الأساليب في سبيل تحقيق رغبته ولو وصل الأمر إلى العنف.
5- ضعف الوازع الديني، والبعد عن الأخلاقِ الحميدة التي حثَّ الإسلامُ أتباعَه على الاتصاف بها، ومنها الرحمة والرفق والحلم.
6- غياب القدوة المنضبطة في سلوكها وتفكيرها مما فتح المجال لانتشار المفاهيم والتصرفات الخاطئة.
7- انتشار الموادِّ التي تحضُّ على العنف في وسائل الإعلام المختلفة بل والألعاب الترفيهية الإلكترونية.
وأمَّا مظاهرُ العنف الأُسَرِيِّ في المجتمعات المسلمة، فمن أهمها:
1- التعدي على أحد أفراد الأسرة بالضرب، كضرب الزوجِ زوجَتَه، مما يسبب الإضرار البدني والنفسيَّ بل وأحيانًا يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة القتل.
2- عقوق الأبناء لآبائهم.
3- التفكك الأسَرِيُّ، وفقدان لغة الحوار، واتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
4- ارتفاع نِسَبِ الطلاق.
5- تشريد الأطفال، وارتفاع ظاهرة أطفال الشوارع.
6- انعدام الأخلاق الإسلامية في التعامل بين أفراد الأسرة.
علاج العنف الأسرى
وبعد هذا العرض الموجز لأنواع العنف، وأسبابه، ومظاهره يمكن اقتراح علاج لهذه الظاهرة؛ من خلال مراعاة الآتي:
1- تقوى الله عز وجل، والالتزام بأوامره، والانتهاء عن نواهيه؛ ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
2- نشر توعية مجتمعية تحذر من العنف الأسري وتبين خطورته على النشء، وتماسك الأسرة والمجتمع؛ من خلال المؤسسات التعليمية والإرشادية.
3- اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بمشكلة العنف الأسري، وإصدار مواد تعالج هذه الظاهرة.
4- تفعيل قانون تجريم العنف الأسري حتى يلقى كل مخطئ جزاءه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العنف الأسرى الإفتاء الإسلام الزوج الزوجة أسباب العنف الأسري أفراد الأسرة العنف الأسری ضد الزوجة التی ت
إقرأ أيضاً:
خطيب الجمعة بـ الأزهر: إفشاء أسرار البيوت ونشر الخلافات الزوجية جريمة أخلاقية
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العوارى، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "منزلة الأسرة في الإسلام"، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية حرصت في أحكامها وتشريعاتها على استقرار المجتمع وترابط أفراده وسلامة بنيانه، ولما كانت الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء هذا الصرح العظيم الذي شاءت إرادة الله أن يعمر به الأرض ويرقي حضارتها، أراد الله لهذه اللبنة أن تكون سليمة وبعيدة كل البعد عن عوامل الفرقة ومعاول الهدم، لأنه متى سلمت الأسرة، سلم المجتمع، ومتى أصيبت الأسرة، أصيب المجتمع بالعطب والتفكك، وترتب على ذلك انهيار بنانه وهدم قواعده.
وأوضح أن القاعدة الأولى لبناء الأسرة هي حسن اختيار الزوجين لبعضهما؛ بأن يكون اختيارًا سليمًا وسديدًا وصحيحًا، لا تتحكم فيه المشاعر والعواطف فحسب، بل يجب مراعاة الطرفين لما هو أسمى وأبقى من ذلك، فنرى النبي صلى الله عليه وسلم يحث الرجل والمرأة على حسن الاختيار، وأن يكون هذا الاختيار قائمًا على تقوى من الله ورضوان، لا لمنصب ولا لمال أو جاه، ولا لحسب أو نسب، وإن كانت هذه الأمور مقدرة ومطلوبة في الإسلام، شريطة أن تكون محصنة بحصانة الدين والتقوى، وقد جاء في شأن المرأة: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وفي شأن الرجل: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، مبينًا أن هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الأسرة، التي هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فحسن الاختيار هذا إنما هو لبناء أسر سليمة مستقرة ومطمئنة، يعيش في ظلالها الوافر أولاد وبنات خالين من العقد النفسية والأمراض السلوكية، التي تعد ثمرة للتنازع والتناحر بين الزوجين؛ لأن الاختيار لم يكن سليماً من البداية، فتكثر النزاعات وتكثر الخصومات بين فردين، كل منهما في الحقيقة من الآخر، وقد جعل المولى عز وجل من دلائل إرادته وإحاطة علمه أن تكون المرأة من جنس الرجل، يختارها ويسكن إليها، يقول تعالى: {ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها}.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري أنه يجب على الزوج والزوجة أن ينتبها، وأن يغض كل منهما الطرف عن هفوات الآخر، حتى تستقيم الحياة، وحتى يصلح النسل، فيكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم، لا أن ينجبا أولاداً ثم يتركونهم بسبب النزاع والفرقة، فينشأون نشأة غير سوية، ويصبحون قنابل موقوتة تهدم لا تبني، وتخرب لا تعمر؛ بسبب ما يحدث بين الزوج والزوجة، وهكذا، فإن استدامة العلاقة الزوجية مرهونة بمدى التزام الطرفين بهذه المبادئ السامية.
وأوصى خطيب الجامع الأزهر الرجل بالتخلي عن كبريائه، والمرأة بالتخلي عن عنادها؛ حتى تستقر الحياة ويطمئن الأولاد وتكون النشأة صالحة يحبها الله ورسوله، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يريد لنا الذرية والنسل الصالح، لا المعقد الذي لا يصلح لشيء؛ فهو يباهي بنا الأمم بكثرة الأولاد الصالحين الذين تربوا في كنف أبوين كريمين، مبيناً حاجة الأمة إلى تدبر أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لتصحيح المسار؛ فقد امتلأت ساحات القضاء ودور الإفتاء بالمشاكل الزوجية التي أصبحت معقدة لا يوجد لها حلول، بسبب التهور الذي يقع من كليهما، في حين أن الدين يأمرهما بأن يكون كل منهما سكناً للآخر، حتى ينشأ الأولاد نشأة كريمة بعيدة عن هذه المهاترات، فتسعد الأسرة ويسعد المجتمع.
وأشار خطيب الجامع الأزهر إلى أن البيوت تبنى على عوامل متعددة وقواسم مشتركة يجب أن يعيها الرجل والمرأة على حد سواء، فالمجتمع يجني ثماراً مرة من التفكك الأسري، ويتيَتم الأطفال في حياة الآباء والأمهات، ويجعل التحكم في الرؤية وكيفيتها من الأولاد مادة للغيظ والكيد، يريد الإسلام الحفاظ على الأسرة؛ لأنه يعلم مكانتها وقدرتها في بناء مجتمع سليم راسخ الأركان غير مفكك، من هنا، وضعت الشريعة قاعدة هامة يجب على الزوجين العيش بها، والتعامل من خلالها، وتطبيقها في حياتهما وسائر أمورهما، وهي المعاشرة بالمعروف، يقول تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، لا بد من تحقيق هذه القاعدة حتى تسلم البيوت والأسر من الدمار والتفكك والانهيار، فقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر، رضي الله عنه، فقال: "إني أكره زوجتي ولا أحبها"، فالتفت إليه عمر لفتة عتاب وتنبيه قائلاً: "أو تُبنى البيوت على الحب وحده؟".
وحذر خطيب الجامع الأزهر إفشاء أسرار البيوت إذا اختلف الزوجان، حيث ينشر كل منهما عورة الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذا مصيبة كبرى وانفلات أخلاقي، داعياً الجميع إلى أن يعودوا إلى ربهم، وأن يتقوا الله في أولادهم، وأن يفعلوا الخير لعلهم يفلحون.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
خطبة الجمعة الجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العوارى مجمع البحوث الإسلامية منزلة الأسرة في الإسلام الشريعة الإسلامية أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
إعلان
يوم على الافتتاح
أخبار مهرجان الجونة
المزيدأخبار
المزيدإعلان
خطيب الجمعة بـ "الأزهر": إفشاء أسرار البيوت ونشر الخلافات الزوجية جريمة أخلاقية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
31 19 الرطوبة: 40% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب مهرجان الجونة السينمائي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك