مولد السيد البدوي.. «سعد الدين الهلالي» يوضح حكم التبرك بأضرحة الأولياء
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
في أجواء الاحتفال بمولد السيد البدوي، والذي يشهد سنويًا توافد آلاف الزوار إلى مدينة طنطا، عاد الجدل الديني مجددًا حول مشروعية التبرك بالأضرحة وزيارة الأولياء الصالحين، بين من يعتبرها مظهرًا من مظاهر المحبة والاقتداء، ومن يراها نوعًا من المبالغة في التوسل بغير الله.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رؤيته المتوازنة حول القضية خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» المذاع عبر قناة «MBC مصر»"، مؤكدًا أن هذه المسائل فقهية خلافية يجب تجاوزها دون تشدد أو اتهام.
وأشار الهلالي إلى أن بناء الأضرحة والتبرك بالأموات أو الأحياء والمبالغات في التوسل بهم من القضايا التي لا ينبغي أن تكون سببًا للجدال، مستشهدًا بالقاعدة الفقهية: «لا جدال ولا مشاحة في المختلف فيه»، موضحًا أن الفقه الإسلامي قائم على التعددية وأن اختلاف الآراء فيه رحمة لا نقمة.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة الاعتماد على الله مباشرة دون وسائط، مستشهدًا بحديثه لابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».
وأضاف الهلالي أن الخطاب الديني المنصف هو الذي يذكّر الناس بأن الله معهم في كل وقت ومكان، دون الحاجة للتعلق بالبشر، مبينًا أن السؤال عن كرامات الأولياء أمر لا يعلمه إلا الله، فالقرآن والنبي لم ينصّا على شخص بعينه يتمتع بكرامات خاصة، مشيرًا إلى أن بعض المتاجرين بالدين يستغلون هذه المفاهيم لمصالحهم.
وتابع أن الأقطاب الأربعة «عبد القادر الجيلاني، أحمد الرفاعي، أحمد البدوي، إبراهيم الدسوقي» عاشوا بعد النبي بقرون، موضحًا أن الكرامات منح إلهية يمنحها الله لمن يشاء، مسلمين كانوا أو غيرهم، ولا تقتصر على الأموات.
كما لفت إلى أن الدعاء أمام القبور أو التوسل بالأولياء يعتمد في المقام الأول على النية، مستشهدًا بقول النبي: «إنما الأعمال بالنيات»، مؤكدًا أن مصيبة الخطاب الديني الحالي تكمن في ربط الناس بالبشر بدلاً من ربطهم بربهم.
وختم الهلالي حديثه بالتأكيد على أن الإيمان الصافي يقوم على التوحيد الخالص، وأن ضبط الزيارات الدينية للأضرحة والمقامات، وعلى رأسها قبر النبي صلى الله عليه وسلم، يهدف للحفاظ على العقيدة الصحيحة وتجنب أي مظاهر قد تُخرج الممارسة الدينية عن إطارها السليم.
اقرأ أيضاًمحمود التهامي يشعل أجواء الليلة الختامية لمولد البدوي بطنطا.. إنشاد ومديح في حضرة قطب الأقطاب
محافظ الغربية: حملات مكثفة لإعادة الانضباط بمحيط الساحة الأحمدية بعد انتهاء مولد البدوي
وسط إجراءات مكثفة.. محافظ الغربية يتابع ميدانياً احتفالات الليلة الختامية لمولد البدوي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السيد البدوي الدكتور سعد الدين الهلالي مولد السيد البدوي الأولياء الصالحين
إقرأ أيضاً:
هل يجب الإلتزام بكل أفعال النبي ومالمقصود بالبدعة .. الإفتاء توضح
أوضحت دار الإفتاء المصرية في حديث فقهي موسَّع رؤيتها لمعنى البدعة والتمييز بينها وبين ما يُعرَف بالسنة الحسنة، مؤكدة أن الخلاف بين العلماء في هذا الباب كان نابعًا من اختلافهم في تحديد نطاق المفهوم ومدلوله الشرعي.
وأشارت الإفتاء إلى أن طائفة من العلماء اتجهت إلى توسيع معنى البدعة، معتبرة أنها تشمل كل ما استجد بعد عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء تعلّق بالعبادات أو المعاملات، وبغض النظر عن كونه محمودًا أو مذمومًا، واستند أصحاب هذا الاتجاه إلى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وعدوا من أمثلة ذلك صلاة التراويح جماعة كما وصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله نعمت البدعة هي، إضافة إلى ما استحدثه المسلمون بعد ذلك من مؤسسات خدمية وتعليمية تعود بالنفع على المجتمع.
وقد تبنى هذا الاتجاه عدد من العلماء كالإمام الشافعي والعز بن عبد السلام والنووي وغيرهم، واعتبروا البدعة الحسنة مرادفة للسنة الحسنة التي يُقصد بها كل أمر مستحدث ينسجم مع مقاصد الشريعة.
أما الاتجاه الآخر فقد ضيّق مدلول البدعة وقصره على كل أمر يُخترَع في الدين ويشبه أحكام الشريعة دون أصل لها، ورأى أصحابه أنها مذمومة على الدوام، مستندين إلى الحديث الذي جاء فيه كل بدعة ضلالة.
وميّز هذا الاتجاه بين البدعة بهذا المفهوم وبين السنة الحسنة التي تُستمد من عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين، ومن أبرز أصحاب هذا الرأي الإمام مالك والشاطبي وابن حجر الهيتمي وغيرهم.
وبيّنت دار الإفتاء أن الحقيقة أن الاتجاهين لا يتعارضان من حيث الجوهر؛ فالعلماء الذين استخدموا مصطلح البدعة الحسنة لم يقصدوا ما يخالف الشرع، بل ما يوافق مقاصده ويقع ضمن قواعده العامة، ولذلك فإن السنة الحسنة والبدعة الحسنة في نظرهم شيء واحد.
وفيما يتعلق بالسؤال المتداول حول وجوب التقيّد بكل ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرفيًا، أكدت الإفتاء أن الاتباع في العبادات مطلوب قدر الاستطاعة في ضوء قوله خذوا عني مناسككم، إلا أن القراءة في الصلاة ليست محصورة في آيات محددة كان يقرأ بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن قرأ بسور أخرى فلا يُعد مبتدعًا لأن الأمر في ذلك واسع، استنادًا لقول الله تعالى فاقرءوا ما تيسر من القرآن.