أكدت دار الإفتاء المصرية، أن السيد البدوي من أولياء الله الصالحين، مشيرة إلى أن السيد أحمد البدوي رضي الله عنه عارفٌ إمامٌ مقرئٌ فقيهٌ من كبار علماء الأمة؛ فقد كان فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي، وكان معتنيًا بكتاب "التنبيه" للشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

جاء ذلك في إجابتها عن سؤال: «هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟».

من هو السيد البدوي

وذكرت دار الإفتاء، الاسم والنشأة لسيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.

آلاف المريدين .. شوبير يعلق على احتفالات مولد السيد البدويليس مصريا.. تعليق عمرو أديب على حضور 3 ملايين مواطن مواد السيد البدويزوار السيد البدوي يتمايلون فرحا بمديح ياسين التهامي بساحة المسجد الأحمدي بطنطامديح ياسين التهامي بساحة الأحمدي يشعل الأجواء في الليلة الختامية لمولد السيد البدوي18 ماكينة طوارئ و75فنيا.. جنوب الدلتا تنجح في تأمين التغذية الكهربائية لمولد السيد البدويمحافظ الغربية: العمل مستمر لتوفير الراحة والأمان لرواد مولد السيد البدويمحمود التهامي يحيي الليلة الختامية لمولد السيد البدوي بطنطامحافظ الغربية يتابع ميدانيًا انتظام الخدمات بمحيط مسجد السيد البدويمحافظ الغربية يتابع ميدانيًا انتظام الخدمات بمحيط مسجد السيد البدوي..و يلتقي الزوار أثناء الاحتفالاتطنطا تتلألأ بنور مولد السيد البدوي.. عروس الدلتا تحتفي بروح الإيمان والمحبة

هل السيد البدوي من أولياء الله؟

وأوضحت دار الإفتاء: أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه؛ بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.

والسيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه].

 بركات السيد البدوي على طنطا

وأكملت: ومن بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].

التبرك باسم السيد البدوي 

وواصلت: وبلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوي" تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه، كما ذكره صاحب "رياض السيرة والأدب، في إكمال شرح عمود النسب" (1/ 3، ط. دار الفتح).

واستطردت: وكإمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدي" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].

وختمت: وهذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ كما قال الله جل في علاه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا» [مريم: 96].

طباعة شارك السيد البدوي السيد أحمد البدوي أولياء الله دار الإفتاء هل السيد البدوي من الأولياء من هو السيد البدوي هل السيد البدوي من أولياء الله السيد البدوي من أولياء الله التبرك باسم السيد البدوي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيد البدوي السيد أحمد البدوي أولياء الله دار الإفتاء هل السيد البدوي من أولياء الله السيد البدوي من أولياء الله البدوی رضی الله عنه السید أحمد البدوی من الأولیاء دار الإفتاء باسم السید أن السید

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يشهد الاحتفالية الكبرى للمولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف

شهد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، مساء اليوم، فعاليات الاحتفالية الكبرى التي نظمها المجلس الأعلى للطرق الصوفية احتفالًا بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، وذلك بالسرداق المقام بمنطقة الصاري بمدينة طنطا، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعضو مجلس الشيوخ، وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور مجدي عاشور عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ جابر البغدادي الداعية الإسلامي، والدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية، واللواء أحمد أنور السكرتير العام للمحافظة، والعميد أركان حرب وائل فتحي المستشار العسكري للمحافظة، والمهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وممثلي الطرق الصوفية، وحشود غفيرة من المواطنين والزائرين من مختلف محافظات الجمهورية والدول الإسلامية.

بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة حدادًا على روح العالم الجليل فضيلة الشيخ أحمد عمر هاشم، تقديرًا لعطائه العلمي والدعوي الكبير، ثم عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، لتبدأ بعدها كلمات السادة العلماء والمشايخ المشاركين في الفعالية.

وفي كلمته، رحب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية بضيوف المحافظة من العلماء ورجال الدين والقيادات الصوفية، مؤكدًا أن المولد الأحمدي حدث ديني وروحي عالمي يضع طنطا على خريطة السياحة الدينية في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن هذا الحدث الذي يتجدد كل عام يمثل رمزًا لوحدة المصريين على المحبة والتسامح والإخاء، ويُبرز الوجه المشرق لمصر في التعايش ونشر قيم الخير والسلام.

وأكد المحافظ أن المحافظة استعدت مبكرًا لهذه المناسبة المباركة بتكثيف جهود الأجهزة التنفيذية ورفع كفاءة المرافق والخدمات في محيط المسجد الأحمدي والمناطق المجاورة، إلى جانب تزيين شوارع المدينة واستقبال الزائرين بما يليق بمكانة طنطا وسمعة الغربية، مشددًا على أن راحة الزوار وسلامتهم تمثل أولوية قصوى، موجهًا الشكر للجهات الأمنية والتنفيذية على جهودهم في التنظيم وتأمين الاحتفالات.

وقال المحافظ في كلمته: «ما أروع أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نتذكر على دربه أولياء الله الصالحين في مسيرتهم الحافلة بالعطاء والخير، وأن ننشر في المجتمع قيم المحبة والإخاء والتسامح التي دعا إليها الإسلام، وأن نشارك جميعًا في بناء وطننا بالعلم والعمل والأخلاق».

من جانبه، وجّه الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الشكر لمحافظ الغربية على جهوده في الإعداد والتنظيم، مشيدًا بما لمسه من تعاون كبير من أجهزة المحافظة لضمان راحة الزائرين، مؤكدًا أن اجتماع الأحباب في رحاب السيد البدوي مناسبة تُجدد فيها القلوب العهد مع الله على العمل والإخلاص وخدمة الوطن.

كما اكد فضيلة الدكتور أسامة الأزهري عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة العطرة،مشيرا الى  أن الاحتفاء بأولياء الله الصالحين هو احتفاء بسيرتهم العطرة التي جسدت معاني الإيمان الصادق والعمل المخلص، مشيرًا إلى أن هؤلاء العلماء والعارفين بالله قدّموا نماذج مضيئة في العبادة والعلم وخدمة الناس، فكانوا دعاةً إلى الخير ومصدرًا لنشر المحبة والسلام في المجتمع.

وأضاف وزير الأوقاف أن أولياء الله الصالحين كانوا عنوانًا للتسامح والرحمة والاعتدال، ومثالًا يُحتذى في بناء الإنسان وخدمة الوطن، مؤكدًا أن استلهام سيرهم العطرة هو طريق لترسيخ القيم الإيمانية والأخلاقية التي يقوم عليها جوهر الدين الإسلامي الحنيف.


فيما أكد فضيلة الدكتور علي جمعة أن حضور هذا الجمع المبارك من العلماء والمواطنين والزائرين من داخل مصر وخارجها يبرهن على أن السيد أحمد البدوي لا يزال رمزًا حيًا للمحبة والكرم والعلم، داعيًا الجميع إلى استلهام سيرته في نشر الخير بين الناس.

كما تحدث الدكتور مجدي عاشور عن المعاني الإيمانية التي يحملها المولد الأحمدي، معتبرًا أنه مناسبة لترسيخ القيم الدينية والإنسانية في النفوس، فيما أشار الشيخ جابر البغدادي إلى أن هذا الجمع الطيب في رحاب السيد البدوي يعكس حب المصريين لأولياء الله، وشكر محافظ الغربية على ما يبذله من جهد لراحة الزائرين وإحياء هذا التراث العظيم.

واختتمت الاحتفالية بالابتهالات الدينية والمدائح النبوية التي صدحت في سماء طنطا، وسط أجواء روحانية مهيبة، تجسد مكانة العارف بالله سيدي أحمد البدوي كأحد أبرز رموز التصوف في العالم الإسلامي، وتؤكد أن محافظة الغربية ستظل دائمًا منارة للدين والعلم والتاريخ، ووجهة مضيئة على خريطة السياحة الدينية في مصر والعالم.

مقالات مشابهة

  • زوار السيد البدوي يتمايلون فرحا بمديح ياسين التهامي بساحة المسجد الأحمدي بطنطا
  • مديح ياسين التهامي بساحة الأحمدي يشعل الأجواء في الليلة الختامية لمولد السيد البدوي
  • بعد مليونية مولد السيد البدوي.. سعد الدين الهلالي يوضح الحكم الفقهي في التبرك بأضرحة الأولياء
  • محافظ الغربية: حملات مكثفة لإعادة الانضباط بمحيط المسجد الأحمدي بعد انتهاء مولد السيد البدوي
  • حكم الطعن في ولاية سيدي أحمد البدوي
  • الدكتور محمد إبراهيم العشماوي يجيب على الأسئلة الصعبة.. هل كان السيد البدوي جاسوسا شيعيا؟
  • من هو سيدي أحمد البدوي وأهم كراماته ووصيته؟
  • محافظ الغربية يشهد احتفالية المولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف
  • محافظ الغربية يشهد الاحتفالية الكبرى للمولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف