الصرب.. موسم للعطاء والجمال المتجدد في محافظة ظفار
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تشهد محافظة ظفار هذه الأيام أجواء موسم الربيع، المعروف محليًا باسم "الصرب"، والذي يمتد لثلاثة أشهر، حتى 21 ديسمبر من كل عام. ويتميز هذا الموسم بطقسه الجميل ومناظره الطبيعية الخلابة، حيث يعد أحد أهم المقومات السياحية التي تجذب الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها. ويشهد هذا الموسم صفاء الأجواء بعد انقشاع الضباب، وتفتح الأزهار، وهبوب النسائم الباردة، ما يضفي على الطبيعة رونقًا خاصًا يجذب عشاق السياحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
وتتسم أجواء الموسم باعتدال الطقس، وانخفاض نسبة الرطوبة، وصفاء الجو، ما يتيح للسياح فرصة الاستمتاع بالهدوء والطبيعة، إلى جانب سطوع الشمس وهدوء أمواج البحر.
ويظل موسم "الصرب" فرصة مميزة للاستمتاع بالطبيعة والهدوء، وموسمًا زاخرًا بالعطاء والخيرات الاقتصادية التي تثري حياة سكان المحافظة وزوارها على حد سواء. ومع استمرار جهود الترويج السياحي، يمكن لهذا الموسم أن يصبح وجهة رئيسية للسياحة الداخلية والخارجية، بفضل ما يقدمه من تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التراث.
كما يعد من أهم المواسم الاقتصادية في المحافظة، حيث يشهد إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية الموسمية مثل الذرة، والفاصوليا المحلية، والخيار، التي تنمو في المناطق الجبلية والسهلية. كما يصاحب الموسم ازدهار إنتاج العسل الطبيعي، وزيادة كميات الأسماك السطحية والقاعية ذات القيمة الغذائية العالية، مثل الشارخة، وسمك الكنعد، والسردين، والصافي، والشعري. إضافة إلى ذلك، يشهد الموسم نشاطًا خاصًا يُعرف بـ"الرعي الربيعي" أو "خَطِيل الإبل"، حيث ينقل ملاك الإبل قطعانهم من السهول أو مناطق خلف الجبال (المعروفة محليًا بـ"القطن") إلى المراعي التي أغلقت مع بداية موسم الخريف. وخلال هذه العملية، يردد الملاك الفنون التقليدية المغناة والأبيات الشعرية، في أجواء اجتماعية تعكس التراث العريق لسكان المنطقة.
وما إن ينتهي موسم الخريف، حتى يتوافد المصورون والمغامرون من داخل سلطنة عمان وخارجها إلى المحافظة، لتوثيق أجواء الموسم والترويج له، ويفضل الكثيرون هذا الموسم على الخريف نظرًا لقلة الزحام، وإمكانية زيارة المناطق التي يصعب الوصول إليها خلال موسم الخريف بسبب كثافة الضباب وانعدام الرؤية خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن المعالم المميزة لموسم "الصرب" هي "الضواغي"، وهو مهرجان بحري مصغر تعيشه سواحل ظفار، حيث يجتمع الصيادون فيه لتجهيز شباك عملاقة تحمل في قوارب "السنبوق"، ثم تنشر في أماكن تجمع الأسماك قبل أن تسحب إلى الشواطئ وهي ممتلئة بحصاد البحر الثمين. وتشكل "الضواغي" مصدر دخل رئيسي للكثير من سكان المنطقة الذين يعملون في مهن ترتبط بالصيد، مثل غزل الشباك، وتجفيف الأسماك، والنقل، والتسويق، والتبريد، والتخزين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: موسم ا
إقرأ أيضاً:
تحت شعار «عزّك وملفاك».. انطلاق موسم الدرعية 2025– 2026 احتفاءً بإرث التاريخ وأصالة المكان
تحت شعار "عزّك وملفاك"، أعلنت هيئة تطوير بوابة الدرعية، اليوم، عن تقويم فعاليات موسم الدرعية 2025 – 2026، الذي يشكّل حراكًا ثقافيًا وسياحيًّا يحتفي بإرث الدرعية وتاريخها العريق.
وجاء الإعلان خلال اللقاء الإعلامي الذي أقيم في الدرعية، وشهد إطلاق هوية الموسم الجديدة التي تجمع بين التاريخ والثقافة والفنون والابتكار، من خلال برامج تنطلق في الأول من نوفمبر 2025م، مرحبةً بالعالم بروح الضيافة السعودية الأصيلة.
وتستمد الهوية الجديدة إلهامها من وادي حنيفة مصدرًا دائمًا للمعرفة والإبداع، ومن مكانة الدرعية التاريخية بوصفها مهد الدولة السعودية الأولى، مجسدةً مفهوم الالتقاء الثقافي الذي يعكس قيم الريادة والفخر وكرم الضيافة.
ويضم الموسم هذا العام أكثر من 10 برامج توزعت على مناطق تاريخية وطبيعية، صُممت وفق معايير عالمية مبتكرة لتقديم تجربة استثنائية تناسب مختلف الفئات، وتحكي قصة تجمع بين أصالة الماضي وإبداع الحاضر، مستحضرةً قيم الوحدة والفخر بالهوية الوطنية المتجذّرة في الدرعية.
وخلال اللقاء قالت مديرة موسم الدرعية أحلام آل ثنيان إن شعار عزّك وملفاك يعبر عن جوهر الهوية الجديدة التي تستحضر تاريخ الدرعية، مهد الدولة السعودية، وتجسّد قيمها في فخر الريادة وكرم الضيافة، من خلال برامج نوعية هي الأكبر مقارنة بالنسخ السابقة، لتعزيز مكانة الدرعية كوجهة تاريخية وثقافية استثنائية.
وأضافت أن الموسم يمثل حراكًا ثقافيًا متجددًا ينطلق من رمزية وادي حنيفة مصدر إلهام، ليقدّم مفهوم الالتقاء الثقافي بأسلوب مبتكر تتناغم فيه الأصالة مع الإبداع المعاصر، تأكيدًا لالتزامنا بالتطور المستمر.
واختتمت آل ثنيان تصريحها بالقول: "صُممت برامج الموسم لتكون مساحة فريدة للتعبير عن أصالة الدرعية، وملتقى لتبادل الخبرات، ونموذجًا للاستدامة الثقافية الملهمة للأجيال القادمة".
ويقدم موسم الدرعية 2025 – 2026 تجربة متكاملة عبر مجموعة من البرامج المصممة بعناية لتناسب جميع الفئات من العائلات والشباب والزوار المحليين والدوليين، إذ يشمل برنامج “ليالي الدرعية” في حي المريّح تجربة تجمع بين الثقافة والموسيقى الحية والفنون وتجارب التذوق، فيما يركّز برنامج “سوق الموسم” في منطقة الطوالع على ثقافة كيوت اليابانية القديمة، احتفاءً بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية السعودية اليابانية.
ويقدّم برنامج "منزال" تجربة ضيافة فاخرة مطلة على وادي صفار، بينما يحتفي مهرجان “طين” في حي الطريف بفنون العمارة النجدية الأصيلة، ومهرجان الدرعية للرواية في حي البجيري بفنون السرد والقصة، في حين يفتح الزلال مجمعه التراثي أمام الزوار ليجسد ثراء الثقافة السعودية بتجارب استثنائية، إلى جانب برنامج “صدى الوادي” الذي يحتفي بالفنون الشعبية مثل السامري والعروض الشعرية والموسيقية.
وينقل معرض "هل القصور" في حي الطريف الزوار إلى قلب الحياة السياسية والاجتماعية في الدرعية، فيما يقدم برنامجا "مسلّية" و"الحويط" في حي الظويهرة فعاليات متنوعة تناسب الأطفال والعائلات، إلى جانب فعاليات وورش عمل متنوعة في حي سمحان.
ويعكس الموسم التزام هيئة تطوير بوابة الدرعية بمبادئ الاستدامة والتكامل المجتمعي، إذ صُممت جميع البرامج للحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيز المشهدين الاقتصادي والسياحي في المنطقة، مع التركيز على تمكين الحرفيين والمواهب الوطنية، واستقطاب الشراكات المحلية والدولية الداعمة لتطوير التجربة الثقافية في الدرعية.
ويأتي موسم الدرعية ضمن الاستراتيجية الشاملة للهيئة الرامية إلى تعزيز مكانة الدرعية كـ”مهد تأسيس الدولة السعودية” ومنصة دائمة للحراك الثقافي، بما يرسّخ حضورها العالمي، ويدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تطوير قطاعات السياحة والثقافة، بوصفها رافدًا رئيسًا للتنمية المستدامة والاقتصاد الإبداعي في المملكة.