الذكاء الاصطناعي يدخل المعابد.. GitaGPT يقدم الإرشاد الروحي في الهند
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
بدأ في الهند ومناطق أخرى حول العالم، مصلّون للجوء إلى تقنيات ذكاء اصطناعي مُعَدَّة خصيصاً للعبادة الدينية والإرشاد الروحي، فيما يبقى السؤال هو ما الذي سيحدث عندما تصبح الآلات هي الوسيط الروحي الجديد؟.
في الهند ومناطق أخرى حول العالم، بدأ مصلّون يلجأون إلى تقنيات ذكاء اصطناعي معدّة خصيصاً للعبادة والإرشاد الديني.
يغزو الذكاء الاصطناعي اليوم أكثر المجالات خصوصية في حياة الإنسان، وهي الإيمان والروحانية، ففي الهند، حيث تتشابك الفلسفة بالدين منذ قرون، بدأ مصلون يعتمدون على أدوات رقمية مبتكرة، من أبرزها تطبيق يُعرف باسم GitaGPT لتقديم إرشاد روحي مستند إلى نصوص توصف بأنها مقدسة.
روبوت يتحدث بلسان كريشنا
تقوم فكرة GitaGPT على نموذج لغوي ذكي مدرّب على نصوص البهاغافاد غيتا — أحد أهم الكتب المقدسة في الديانة الهندوسية، الذي يضم 700 نص تمثل حوارًا بين المحارب أرجونا وإله الهندوس كريشنا، ويتيح التطبيق للمستخدمين محادثة تفاعلية تشبه الدردشة النصية العادية، لكن الاختلاف أن هذا "الصديق الرقمي" يتحدث بلسان (إله) ويقدم إجابات مقتبسة من النصوص الدينية القديمة، فعندما يكتب المستخدم تساؤلاته أو يعبّر عن همومه، تأتيه الردود بعبارات روحية ملهمة، تحمل نبرة الحكمة والإيمان، كما لو أنها موجهة إليه مباشرة من كريشنا نفسه.
من القائد الروحي إلى الخوارزمية
يقول فيجاي ميل، شاب يبلغ من العمر 25 عامًا من ولاية راجستان: "بعد أن فشلت في اختبارات التوظيف بالبنوك، شعرت بالضياع، كنت أبحث عن إجابة، فوجدت GitaGPT، كتبت مشكلتي فكان الرد: ركّز على أفعالك ولا تقلق بشأن نتائجها."، ويضيف أن تلك الكلمات لم تكن مجرد رد آلي، بل منارة رقمية أعادت إليه الإيمان بالجهد والصبر، تمامًا كما كان يجد في تعاليم القادة الروحيين التقليديين.
هل يعمل الذكاء الاصطناعي كوسيط ديني؟
بينما يرى بعض المستخدمين أن هذه الأدوات تمثل تجديدًا لطرق التواصل مع المعتقدات القديمة بلغة العصر الرقمي، يعتبر آخرون أنها قد تهدد جوهر العلاقة الإنسانية في الإيمان، القائمة على التجربة والتفاعل المباشر بين التلميذ والمعلم الروحي أو الكاهن والمصلّي، ورغم أن GitaGPT لا يدّعي تمثيل (إله) فعليًا، فإن واقعية تفاعله تجعل البعض يشعر كما لو أنه يخوض حوارًا شخصيًا مع كريشنا، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للنقاش الأخلاقي والفلسفي حول حدود الذكاء الاصطناعي في الدين.
ظاهرة عالمية
لم تعد الهند وحدها في هذا الاتجاه، فقد بدأت تظهر تطبيقات مشابهة في أنحاء العالم، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير النصوص التي توصف بالمقدسة أو تقديم النصائح الروحية في بعض الدينات، ما يعكس تحولًا عالميًا في مفهوم الإرشاد الديني، وبين من يرى في ذلك تحديثًا حتميًا لعلاقة الإنسان بالإيمان، ومن يخشى من "أتمتة الروح"، يبدو أن الذكاء الاصطناعي بدأ يقترب من تجربة تتجاوز الخوارزميات، وهو ما أطلق عليها البعض بـ"تجربة البحث عن المعنى".
وتنقل البي بي سي عن هولي وولترز، عالمة الأنثروبولوجيا والمحاضِرة في كلية ويلسلي بالولايات المتحدة، والمتخصصة في دراسة الرموز الدينية والطقوس في جنوب آسيا، قولها: "الناس يشعرون بانفصال عن مجتمعهم، وعن كبار السن، وعن المعابد، بالنسبة للكثيرين، التحدث إلى ذكاء اصطناعي عن (إله) هو وسيلة للبحث عن الانتماء، وليس مجرد تجربة روحية"، وتضيف وولترز أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى الدين أمر لا مفر منه، "وأقول إنه لا مفر منه لأنه بالفعل يحدث الآن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الهند
إقرأ أيضاً:
ختام مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول عن الذكاء الاصطناعي (صور)
اختتمت جامعة القاهرة، مساء اليوم الأحد، المؤتمر الدولي الأول عن الذكاء الاصطناعي المقام برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وعقد المؤتمر برعاية منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية وشركات التكنولوجيا العالمية.
وأعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، البيان الختامي للمؤتمر والذي تضمن الدعوة لإطلاق دعوة موحدة إلى العمل الجماعي والمسئول من أجل بناء أنظمة ذكاء اصطناعي ذكية وعادلة في آن واحد تُسخّر الابتكار لخدمة الإنسان، وتحترم القيم المشتركة، وتساهم في تحقيق تنمية مستدامة شاملة.
ودعا المؤتمر جميع الأطراف من حكومات ومؤسسات أكاديمية وشركات ومجتمع مدني إلى التحرك بمسئولية في حوكمة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI)، لما تحمله هذه التقنيات من فرص هائلة ومخاطر تتطلب وضوحًا وشفافية وتعاونًا دوليًا.
وجدّدت جامعة القاهرة تأكيد التزامها بمواصلة دورها القيادي في دعم مسيرة الذكاء الاصطناعي المسئول، برؤية واضحة، ونهج أخلاقي، وتعاون منفتح مع مختلف الشركاء محليًا وإقليميًا ودوليًا.
تفاصيل مؤتمر الذكاء الاصطناعيوعلى امتداد يومين حافلين بالحوار البنّاء والتفاعل الهادف واستشراف المستقبل، شكّل المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة CU-AI Nexus 2025 ملتقى استثنائيًا ساهم في توحيد جهود صناع القرار وقادة الفكر ورجال الصناعة ورواد الأعمال، وبمشاركة ما يزيد على ٣٥٠ متحدثا رئيسيا وخبيرا متخصصا، في حدث فريد شارك فيه أكثر من ٢٠ ألف مشارك، وكان هدفه خلق لغة حوار مشتركة بين الاوساط الاكاديمية والقطاع الصناعي لأجل بلورة رؤية مشتركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي.
وشهدت فعاليات المؤتمر تنظيم أكثر من ثمانين جلسة حوارية وملتقى، شارك فيها من المهتمين والخبراء والطلاب، مما رسّخ مكانة جامعة القاهرة كمنصة فكرية رائدة تقود مسيرة التحول نحو ذكاءٍ اصطناعيٍ مسئولٍ وشامل، يوازن بين الابتكار والتنمية المستدامة، ويجعل من العلم والتكنولوجيا دعامتين رئيسيتين للتقدم الإنساني.
واستعرض الوزراء وكبار المسئولين خارطة الطريق الاستراتيجية لمصر في دمج الذكاء الاصطناعي داخل قطاعات الصحة والتعليم والعمل والاتصالات.
وأكدت الجلسات أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مهمة لتحسين جودة الخدمات العامة ورفع كفاءة المؤسسات، مع الحرص على ترسيخ دور مصر الريادي في قيادة الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، على أسس من الشفافية، واحترام حقوق الإنسان، والاستدامة، والرقابة البشرية الواعية.
وعرض الرؤساء التنفيذيون ورواد الأعمال كيف يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة فرصًا أوسع للنمو والابتكار والمنافسة عالميًا.
وأكدت الجلسات أهمية تطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع الوصول إلى موارد الحوسبة المتقدمة مثل وحدات معالجة الرسومات (GPU)، وتشجيع سياسات البيانات المفتوحة لدعم الابتكار.
وشددت المناقشات على ضرورة أن يكون الابتكار قائمًا على احترام الخصوصية، وأن تُصاغ تشريعات مرنة تشجع على الإبداع، مع التركيز على تنمية المواهب والكفاءات الشابة لبناء منظومة متكاملة لريادة الأعمال، تعتمد على النماذج مفتوحة المصدر لتقليل الحواجز أمام دخول السوق.
ناقشت الجلسات الحوارية الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في مجالات الطب والتمريض وعلوم الليزر والأمن السيبراني والصناعات المستدامة.
ومن تطبيقات التشخيص التنبئي إلى أنظمة المستشفيات الذكية والكشف عن التزوير الرقمي، أبرز المؤتمر قدرة مصر المتنامية على تحويل البحث العلمي إلى حلول عملية وأخلاقية تخدم المجتمع.
وأكد المشاركون أهمية توفير قواعد بيانات ضخمة وآمنة، إلى جانب قدرات حوسبية متقدمة، لتسريع الانتقال من مرحلة البحث إلى التطبيق العملي.
وناقش خبراء القانون والتقنية دواعي الحاجة إلى وضع أطر تشريعية واضحة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، تضمن الشفافية والمساءلة والعدالة. ودعا المؤتمر إلى شراكات متعددة الأطراف بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، لضمان توافق التطورات التقنية مع المعايير الأخلاقية وحقوق الإنسان وحماية البيئة.
وأكدت الجلسات أهمية نشر الوعي بالذكاء الاصطناعي ودمجه في منظومات التعليم والتدريب بما يواكب متطلبات المستقبل، وتم التركيز على تمكين المرأة ودعم الاشخاص ذوي الإعاقة (ذوي الهمم)، وضمان تكافؤ الفرص في الوصول إلى وظائف المستقبل، كما شدد المشاركون على ضرورة ربط المناهج الدراسية بسوق العمل وتعزيز التعليم القائم على المهارات والإبداع.
جدد المؤتمر تأكيد التزام مصر بدعم الحوار الإفريقي والدولي حول الذكاء الاصطناعي، والعمل على تبادل الخبرات وبناء القدرات بين الدول. ودعا المشاركون إلى اعتماد مبادئ مشتركة للذكاء الاصطناعي الأخلاقي تتوافق مع توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون عبر الحدود لنشر المعرفة والتقنيات الحديثة في دول الجنوب العالمي.