سخط في غزة من "العودة الشكلية" لعمل البنوك
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
غزة - خاص صفا
يسود غضب واسع في قطاع غزة بعد إعلان عدد من البنوك المحلية استئناف عملها بشكل جزئي داخل بعض المناطق، في خطوة وصفها المواطنون بأنها "عودة شكلية" لا تلبي احتياجاتهم الفعلية في ظل الأزمة الإنسانية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها القطاع بعد عامين من الحرب.
ورغم إعلان البنوك فتح أبوابها لساعات محدودة، فإن الخدمات المتاحة بقيت ضيقة النطاق، واقتصرت على حل المشكلات في الحسابات البنكية وبعض المعاملات الإدارية، فيما توقفت عمليات الإيداع والسحب النقدي بشكل طبيعي، الأمر الذي جعل من العودة المصرفية أقرب إلى إجراء رمزي منها إلى خدمة حقيقية.
ويعاني قطاع غزة من فقدان شبه كامل للسيولة النقدية منذ بداية العدوان الإسرائيلي، ما أدى إلى تآكل العملة المتداولة بأيدي المواطنين ورفض بعض التجار والباعة التعامل بها لتلفها الشديد.
المواطن معاذ إسماعيل (45 عامًا) عبّر عن استيائه قائلاً: "ذهبنا إلى البنك بعد إعلان عودة العمل فيه، لكننا لم نجد شيئًا تغيّر، الصفوف طويلة، والخدمات معطّلة، ولا يمكننا فعل أي شيء مفيد".
وأضاف في حديثه لوكالة "صفا" أن الخدمات التي تقدمها البنوك "شكلية"، ولا تعبّر عن حاجة المواطن المستنزف الذي يعيش منذ عامين في ظروف حرب متواصلة، داعيًا سلطة النقد إلى إدخال السيولة النقدية إلى قطاع غزة وفتح خدمات البنوك بشكل كامل.
أما المواطنة آمنة طبيل فقالت إنها لم تتوجه إلى البنك رغم إعلان استئناف العمل فيه، معتبرةً أن ما يجري "تلاعب واضح على المواطنين".
وأضافت: "من الأجدر بالبنوك وسلطة النقد فتح جميع الخدمات دون قيود، لا أن تُفتح الأبواب فقط لحفظ ماء الوجه".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت منشورات ساخرة من طريقة عمل البنوك، كتب أحد النشطاء سليمان أبو صبحة: "بنوك غزة غدًا تعلن فتح أبوابها لتقديم الخدمات التالية: شحن للهواتف النقالة، إنترنت قوي للتصفح، تقديم التهاني بانتهاء الحرب، وجلسات هادئة!"
من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي أحمد أبو قمر أن افتتاح فروع البنوك دون إتاحة السحب والإيداع الفعلي "لا يُحدث أي تغيير جوهري في المشهد المالي المتأزم"، مشيرًا إلى أن "فتح الأبواب بلا سيولة يبقي الحسابات مجمّدة ويجبر المواطنين على اللجوء إلى السوق السوداء ودفع عمولات باهظة للحصول على النقد".
وأوضح أبو قمر أن "العودة الشكلية للعمل المصرفي لا معنى لها ما لم تُضخ أموال نقدية حقيقية تتيح التعامل الطبيعي بين الأفراد والمؤسسات"، معتبرًا أن "السيولة هي شريان الحياة الاقتصادية وضمان استمرار النشاط التجاري ودفع الأجور".
وأشار إلى أن "الدمار الذي طال 95% من البنية المصرفية في غزة تسبب بخسائر بمئات الملايين من الدولارات"، مضيفًا أن "تشغيل فروع محدودة بشكل مرحلي لا يكفي دون خطة عاجلة لتأمين السيولة وحماية مدخرات المواطنين".
وبيّنت التقارير الدولية أن كلفة إعادة الإعمار المالي تُقدّر بنحو 42 مليون دولار، "غير أن الحاجة الفورية تتمثل في كبح السوق السوداء وضمان وصول النقد إلى الفروع والصرافات"، وفق أبو قمر.
وقال الخبير الاقتصادي إن "الرؤية المطلوبة لإنعاش الاقتصاد الغزّي تقوم على ضخ السيولة المنتظمة عبر القنوات الرسمية، وتوسيع أنظمة الدفع الرقمي، وبناء الثقة مع المواطنين من خلال إلغاء العمولات المبالغ فيها وضمان الودائع".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: بنوك غزة سلطة النقد
إقرأ أيضاً:
دليلك لعمل حر ناجح.. 5 أسئلة مصيرية يجب أن تعرف إجابتها
لم يعد العمل الحر مجرد خيار ثانوي أو خطة بديلة عند البعض، بل أصبح إستراتيجية ضرورية نحو الاستقلالية والإبداع يفكر فيها أكثر من ثلث الموظفين، وفق دراسة حديثة أشارت إليها مجلة "فوربس" الأميركية.
والأسباب وراء ذلك واضحة، ومنها أن تكون أنت المتحكم في دفة مسيرتك المهنية، وتتمتع بمرونة اختيار مكان عملك وزمانه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليست مزحة.. إبريق شاي يساعد على التعافي من الإدمانlist 2 of 2الإنهاك الرقمي.. 5 خطوات لحماية صحتك النفسية في العملend of listولكن، قبل أن تخطو هذه الخطوة المحورية، ننصح بالاستفادة بهذا الدليل الذي يضع بين يديك 5 ركائز أساسية، لا غنى عنها لبناء مسار مهني حر ومستدام.
وضوح الرؤية وتحديد الوجهةقبل أي شيء آخر، عليك أن تحدد بدقة متناهية ماذا تريد من العمل الحر. هل هو مشروعك الأساسي ومصدر دخلك الرئيس الذي ستترك من أجله وظيفتك الحالية؟ أم هو عمل جانبي يهدف لزيادة دخلك وإشباع شغفك؟
إجابتك هي حجر الزاوية الذي ستبني عليه كل شيء: نوعية العملاء الذين ستستهدفهم، وإستراتيجية التسعير التي ستعتمدها، وأهدافك المالية. هذا الوضوح سيحميك من الوقوع في فخ شائع، لكي لا تجد نفسك قد هربت من روتين الوظيفة لتبني لنفسك سجنا جديدا بقيود مختلفة.
عقلية رائد الأعمالكونك تمتلك عملا خاصا مستقلا يعني أنك المدير الأوحد لمشروعك، وهذا يتطلب منك إتقان مهارات إضافية قد تتجاوز خبرتك الفنية في مجال عملك، وأهم هذه المهارات:
التسعير الإستراتيجي: تحديد أسعار تعكس قيمة عملك وتضمن ربحيتك. صياغة العقود: حماية حقوقك ووضع أطر واضحة للتعاون. الوعي الضريبي: فهم التزاماتك المالية والقانونية. إدارة العملاء: بناء علاقات مهنية قوية ومثمرة. قراءة السوق وتحديد القيمةليس من الحكمة الانطلاق في العمل الخاص من دون دراسة واعية للسوق. لذا من الضروري أن تستكشف المنصات الاحترافية، وتحلل المشاريع والمهارات المطلوبة.
تذكر أن مهمتك ليست بيع خدمة، بل تقديم قيمة حقيقية وحلول لمشكلات يواجهها عملاؤك. كلما كانت القيمة التي تقدمها فريدة ومطلوبة، زادت قدرتك التنافسية ورسخت مكانتك في السوق.
لا تحرق مراكبكقد يدفعك الحماس إلى "حرق المراكب" وترك وظيفتك فورا من أجل التفرغ الكامل للعمل الخاص. قبل هذه الخطوة الجريئة، ننصح بأن تقيّم وضعك المالي بواقعية: هل تملك "ملاءة مالية للطوارئ"؟ والمقصود هنا مدخرات كافية لتغطية نفقاتك المعيشية لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر على الأقل.
إعلانإذا لم تكن مستعدا بعد، فإن البدء بشكل متدرج والاحتفاظ بوظيفتك بينما ينمو عملك الحر هو الخيار الأكثر حكمة واستدامة.
الشغف وقود الاستمراريةإذا كنت تترك وظيفة لأنها لا تمنحك الرضا، فلا تكرر الخطأ باختيار مجال عمل حر لا يلهب حماسك.
الشغف هو الشرارة التي تتحول إلى إبداع يلمسه العميل، وهو الدرع الذي يحميك في مواجهة التحديات وضغوط الأوقات الصعبة. إنه الفارق بين من يستمر وينمو، وفي المقابل من يستسلم وينسحب عند أول عقبة.