أسباب فشل الزواج والعلاقات الأسرية بالشرع
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
الزواج.. قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ عدم الإحاطة بأهمية عقد الزواج (الميثاق الغليظ)، وما يصاحبه من عدم الاستعداد والتأهُّل المناسب المشتمل على معرفة الضوابط والأسس التي ينبني عليها؛ يُعدُّ من أهم أسباب فشل العلاقة الزوجية والأسرية في السنوات الثلاث الأولى في معظم حالات الطلاق فينبغي الاستعداد لذلك بشكل كامل.
وأوضحت الإفتاء أن الشرع الشريف شدد على ما لعقد الزواج من قدسية ومكانة، وتقدير واحترام، فوصفه الشرع بأنه ميثاق غليظ؛ فقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]؛ وذلك لكي ينبِّه الزوجين إلى أن هذا العقد مستمر ومقاوم للعواصف الأسرية والأزمات الحياتية والصعاب المختلفة
وأضافت أن من المعاني الطيبة التي تتألف بها قلوب الأزواج،هو تحمُّلِ كلِّ منهما لحقوقه وواجباته؛ فقد قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
أسباب استقرار الحياة في الزواج:
من أسبابِ استقرار الحياة الزوحية أن يلتمسَ كلٌّ مِن الزَّوجين العذرَ لصاحبه، وأن يعينه قدر استطاعته، وأن يتغاضى عمَّا صغُر من عيوبه؛ مُستشعرًا مسئوليتَه تجاه الأسرة والأولاد بعيدًا عن الشِّجار والصَّخب والتَّلاوُم، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا يَفْرَكْ -لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ». [أخرجه مسلم]
الزواج:
ويعد التفاهم، وتقارُب الفكرِ، والطبعِ، والعاداتِ بين شريكي الحياة أمور تزيد من السعادة الزوجية، وتساعد على حسن التواصل وإدارة المشكلات.
الزواج:
وورد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ». [أخرجه ابن ماجه]
والزواج هو الطريق لإقامة الأسرة التي هي أساس قيام المجتمع، ولذلك اهتم به الشرع اهتمامًا كبيرًا؛ فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
استقرار الزواج في الشرع :
كما حرصت الشريعة على إبراز عددٍ من المعاني الطيبة تتألف بها قلوب الأزواج حتى يعيشون في سعادة زوجية:
فمنها: التأكيد على أن صلة الزوجية هي صلة الجزء بكله، والكل بجزئه، فالأصل أن يَحْمِلَ كلٌّ منهما الآخر ويُكَمِّله ويسكن إليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21].
ومنها: أنها جعلت الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة؛ إرساء لما في هذين المعنيين من معاني الإنسانية البحتة الخالية من النظرة المصلحية أو الجفوة العاطفية؛ فقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
قال الإمام الواحدي في "التفسير الوسيط" (3/ 431، ط. دار الكتب العلمية): [جعل بين الزوجين المودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان، وما من شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما] اهـ.
الزواج
وضمانًا لتطبيق واستمرارية هذه المعاني، أكَّد الشَّرعُ الشريف على إحسانِ العِشْرة بين الزوجين حالَ تحمُّلِ كلِّ منهما لحقوقه وواجباته؛ فقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزواج فشل الزواج أحكام الزواج فقال تعالى
إقرأ أيضاً:
"سقف التوقعات".. استشاري علاقات أسرية تكشف عن سبب صادم وراء انهيار العلاقات الزوجية
قالت نيرمين البحيري، استشاري العلاقات الأسرية، إن كثيراً من الأزمات الزوجية تنشأ بسبب ما أسمته بـ”سقف التوقعات”، موضحة أن المشكلة تبدأ عندما يضع كل طرف في العلاقة صورة ذهنية مثالية عن الآخر تتجاوز إمكانياته وقدراته الواقعية، وذلك خلال لقائها في برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” على قناة “CBC”.
وأضافت خلال لقائها أن كلا الطرفين يدخل العلاقة وهو محمل بتصورات عالية عن السعادة والتفاهم دون إدراك حقيقي لطبيعة الحياة المشتركة، فتنهار هذه التوقعات تدريجياً مع أول صدام واقعي، مما يؤدي إلى الإحباط والشعور بالخزلان وربما نهاية العلاقة إذا لم يُحسن الطرفان التعامل معها.
وتابعت نيرمين البحيري، أن الخطوة الأولى في التعامل مع سقف التوقعات هي تغيير النظرة إلى العلاقة الزوجية، معتبرة أنها “مساحة للتربية الإلهية”، يتعلم فيها الإنسان كيف يخرج من دائرة “الأنانية” والتفكير الأحادي إلى إدراك أن الزواج قائم على شراكة ثلاثية الأبعاد: أنا، والآخر، وربنا.
وأوضحت أن العلاقة الناجحة تقوم على مبدأ “نحن”، وليس “أنا”، لأن التفكير الجماعي هو ما يبني التفاهم ويقوي الرابط بين الزوجين، مؤكدة أن كثيراً من الأزواج يفشلون لأنهم يركزون على ما يريدونه من الطرف الآخر، وليس على ما يمكنهما فعله معاً لإنجاح العلاقة.
وأكدت استشاري العلاقات الأسرية أن إدارة التوقعات هي المفتاح الحقيقي لاستقرار الحياة الزوجية، داعية كل من يفكر في الزواج إلى أن يبدأ من وعيٍ ناضج يدرك أن العلاقة تحتاج إلى عمل مشترك وتفاهم متبادل، لا إلى انتظار مقابل أو عطاء أحادي الاتجاه.
وشددت على أهمية أن يسأل كل طرف نفسه: “العلاقة دي عايزة منّا إيه؟”، وليس فقط “أنا عايزة منك إيه؟”، موضحة أن هذا التحول في التفكير يحوّل العلاقة من ساحة صراع إلى فريق واحد يسعى لتحقيق السعادة المشتركة.