مدينة ديوكوويه الإيفوارية توظّف الزواج لتضميد جراح الماضي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في مدينة ديوكوويه التي مزقتها أعمال العنف الانتخابية والمجازر الجماعية قبل أكثر من عقد، يقول نشطاء السلام إنهم وجدوا وسيلة فعالة لتجنب تكرار سفك الدماء: "زيجات المصالحة" بين الجماعات المتنازعة.
فقد تزوج العشرات من الرجال والنساء من مجتمعات مختلفة خلال السنوات الأخيرة، بعد مشاركتهم في أنشطة شبابية نظمتها منظمة محلية غير ربحية تُدعى "ليمبيا" والتي قدمت الدعم والإرشاد للأزواج.
ومع اقتراب الانتخابات الجديدة يوم السبت، تواصل "ليمبيا" جهودها وتخطط لتنظيم 10 زيجات جماعية مدنية في ديوكوويه مطلع العام المقبل.
يقول مدير المنظمة أليكسيس كانغو "هذه الزيجات ستُنتج أحفادًا وأبناء أحفاد… سيُجبرون على مشاركة كل شيء من التراث واللغة".
"الزواجات المختلطة تجلب السلام"من بين الأزواج الذين خاضوا هذه التجربة بدعم من "ليمبيا" مارتينيز بودي من جماعة الغيري، وإليزابيل كواديو آهو من جماعة الباولي. وقد أعلنا نيتهما الزواج عام 2012، بعد عام من المجزرة التي شهدتها ديوكوويه.
ووقعت المجازر في ذروة القتال الذي اندلع إثر رفض الرئيس السابق لوران غباغبو الاعتراف بهزيمته أمام خلفه الحسن وتارا.
ووفقًا لتقرير صادر عن "هيومن رايتس ووتش" فإن قوات مؤيدة لوتارا قتلت مئات الأشخاص، معظمهم من جماعة الغيري التي تُعتبر مؤيدة لغباغبو. وقد نفت حكومة وتارا دعمها لتلك القوات.
وفي ذلك الوقت، حاول والدا كواديو وبودي ثنيهما عن الزواج، بل إن أقارب كواديو رددوا شائعات كاذبة بأن جماعة الغيري تمارس أكل لحوم البشر.
ولكن الزوجين مضيا في خطتهما وتزوجا بملابس تقليدية ومجوهرات ذهبية، واجتمعت العائلتان في مراسم الزواج.
إعلانوقال بودي "مع مرور الوقت، فهم الآباء أننا مصممون على العيش معا".
ويأمل كانغو في تكرار هذا النموذج، قائلا "قبل وبعد الانتخابات، سنبذل كل ما في وسعنا لوقف العنف في المدينة، حتى يتمكن هؤلاء الأزواج من مواصلة حياتهم بسلام".
خلفية انتخابية متوترةرغم أن التحضيرات للانتخابات الحالية تسير بهدوء، إلا أن تقريرا صادرا عن مجموعة الأزمات الدولية في أغسطس/آب الماضي أشار إلى أن كوت ديفوار لم تشهد انتخابات سلمية تماما منذ عام 1995.
وتقع ديوكوويه على بعد 400 كيلومتر غرب العاصمة التجارية أبيدجان، في منطقة إنتاج الكاكاو الرئيسية، والتي شهدت لعقود نزاعات عنيفة على الأراضي بين جماعات مثل الغيري وأخرى ذات جذور من دول مجاورة أو مناطق مختلفة من كوت ديفوار.
وبلغت هذه النزاعات ذروتها خلال أعمال العنف التي أعقبت انتخابات 2010-2011، في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم.
وكان غباغبو، المنتمي إلى جماعة البيتي الأصلية جنوب غرب البلاد، يرفض ترشيح وتارا المنتمي إلى جماعة الديولا باعتباره "مرشحا للأجانب".
أما وتارا، المصرفي الدولي السابق، فيسعى في الانتخابات الحالية للفوز بولاية رابعة، وقد ركّز على تحويل البلاد إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في المنطقة.
لكن منظمات حقوق الإنسان انتقدت سجل الحكومة في العدالة، خاصة بعد إصدار عفو عام 2018 شمل العديد من الجرائم المرتكبة خلال الحرب.
وقد وصف وتارا العفو بأنه "مبادرة رحمة من الأمة تجاه أبنائها وبناتها" لتجنب العنف مستقبلا.
قصص فردية تُجسّد المصالحةقال سليمان طه، من جماعة الغيري في ديوكوويه، إن ما يحدث على الأرض أهم مما يُقال في المحاكم.
وقد تزوج من الديولا (ماتوما دومبيا) عام 2019، ويعيش بسلام في حي ديولا حتى في فترات التوتر. وقد تلقى الزوجان دعما من منظمة "ليمبيا".
وقال طه "الزيجات المختلطة تجلب السلام للمجتمعات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الخميس| إطلاق كتاب "جراح ومتمرّد: حياة وأعمال مجدي يعقوب" في الجامعة الأمريكية
تحتفل دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بإطلاق النسخة الورقية من كتاب "جراح ومتمرّد: حياة وأعمال مجدي يعقوب الرائدة"، من تأليف سايمون بيرسون وفيونا غورمان، وبمقدمة بقلم ماري آرتشر يوم الخميس المقبل بقاعة إيوارت التذكارية، حرم الجامعة الأمريكية بالتحرير.
تتزامن الاحتفالية مع عيد ميلاد البروفيسور السير مجدي يعقوب ال90، وتشمل حواراً خاصاً معه يجريه أحمد الغندور، مؤسس ومقدّم البرنامج العلمي الشهير على يوتيوب "الدحيح".
يسرد كتاب "جراح ومتمرّد" الرحلة الاستثنائية للسير مجدي يعقوب، جرّاح القلب المصري الذي غيّر بعلمه وابتكاراته المذهلة عالم جراحة القلب على مستوى العالم. فمن نشأته الأولى في مدينة بلبيس في دلتا النيل، إلى عمله التاريخي في لندن، تحكي السيرة قصة مثابرة وعبقرية علمية ورؤية إنسانية فريدة.
وبالاعتماد على وصول غير مسبوق إلى أرشيف يعقوب وزملائه ومرضاه، يقدم هذا العمل الموثق صورة شاملة عن كيفية ريادته لعمليات زراعة القلب والرئتين في بريطانيا، وتأسيسه أكبر مركز لزراعة القلب في العالم في مستشفى هارفيلد بلندن، واستمرار عطائه في مجاله حتى اليوم من خلال مؤسسة مجدي يعقوب للقلب التي تنقل خدمات جراحة القلب المتقدمة إلى المناطق الأكثر احتياجًا في إفريقيا، مثل مركز أسوان للقلب والمستشفى الجديد الجاري إنشاؤه في القاهرة.
قال توماس وِيلشاير، المدير التنفيذي لدار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "تفخر دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بكونها الناشر لكتاب "جرّاح ومتمرّد" من تأليف سيمون بيرسون وفيونا غورمان. وأضاف: "يصدر هذا الكتاب المهم الآن في نسخة ذات غلاف ورقي ميسّرة لجمهور أوسع، احتفاءً بعيد الميلاد التسعين للسير مجدي يعقوب. يوثّق هذا العمل مسيرته الاستثنائية، ونحن فخورون بالمساهمة في نشر قصته للعالم. فالكتاب لا يسلّط الضوء على إنجازات مسيرة مهنية فريدة فحسب، بل يعكس أيضًا الأثر الإنساني العميق لحياة كُرّست في خدمة العلم والإنسانية والرحمة."
وأضافت ناديا النقيب، رئيسة التحرير والمشرفة على المشروع: "يُظهر كتاب "جراح ومتمرّد" الإنسان خلف العناوين، والدافع والشغف اللذين حرّكا السير مجدي يعقوب لتحقيق إنجازاته الرائدة في جراحة القلب والبحث العلمي، فضلًا عن التزامه الدائم بتحسين حياة عدد لا يُحصى من البشر من خلال عمله الخيري."