الجيش اليمني في عهد المسيرة القرآنية .. بناء إيماني وعقيدة جهادية راسخة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في مشهد متغير تعيشه اليمن منذ انطلاق المسيرة القرآنية، برز الجيش اليمني كقوة غير تقليدية، أعادت صياغة المفهوم الكلاسيكي للجندية، متجاوزًا الإطار المادي والتكتيكي إلى فضاء إيماني وروحي استند إلى عقيدة قرآنية واضحة، راسخة، جعلت من الجندي اليمني حاملًا لمشروع تحرري، لا يقتصر على الدفاع عن الحدود، بل يمتد إلى الحفاظ على الهوية، المبادئ والثوابت الدينية والوطنية.
يمانيون / تقرير / خاص
مع انطلاق المسيرة القرآنية بقيادة السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، وما تلاها من أحداث وصولاً إلى ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر المجيدة ، الثورة التي أعادت تشكيل وبناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس إيمانية ، وتشكلت معها ملامح جديدة للمجتمع اليمني، وأعيد تشكيل العقيدة القتالية للجيش اليمني لتكون عقيدة مستقلة مستندة إلى القرآن الكريم، بعيدة عن التبعية والارتهان للنفوذ الأجنبي أو الولاءات السياسية المتقلبة، نحن لا نقاتل من أجل سلطة أو حزب، نحن نجاهد في سبيل الله، دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، هذا التعبير الذي ترسخ في قلوب المجاهدين، كدلالة على التحول العميق في البنية النفسية والعقائدية للمقاتل اليمني.
لم تعد المعسكرات مراكز تدريب تقليدية تُعلّم الجنود مهارات القتال فقط، بل تحولت إلى مدارس إيمانية تغرس مفاهيم الولاء لله، البراءة من أعداء الله، التضحية، الصبر، والمسؤولية أمام الأمة، ينهلون دروس يومية في تفسير القرآن الكريم، ومحاضرات ثقافية ترسخ القيم القرآنية، وتغرس مبدأ أن الجندية مسؤولية أخلاقية ودينية، لا مجرد وظيفة.
هذه الأنشطة شكلت في مجموعها البنية الإيمانية للمقاتل اليمني، الذي يخوض معركته متسلحًا بالقناعة قبل السلاح، وبالإيمان قبل التدريب.
عقيدة الجهاد .. مشروع أمة لا معركة ظرفية
في سياق المواجهات الممتدة التي يخوضها الجيش اليمني ، لم تعد كلمة جهاد مجرد شعار، بل صارت جزءًا من سلوك يومي ومبدأ تأسيسي في فهم الواقع والتعامل معه، الجهاد في نظر هذا الجيش المؤمن ليس فقط قتالًا ضد عدوان خارجي، بل هو مشروع تحرري شامل، جهاد ضد الاحتلال والتدخل الأجنبي، وجهاد ضد الفساد والظلم، وجهاد لبناء دولة قوية ذات سيادة، تستمد قوتها من قيمها لا من دعم الخارج، والجندي اليمني في هذا الإطار لا يرى نفسه موظفًا يؤدي واجبًا، بل مجاهدًا يحمل رسالة.
الهوية الإيمانية اليمنية .. منطلق وطني جامع
أعادت المسيرة القرآنية تشكيل مفهوم الهوية الوطنية لتكون امتدادًا طبيعيًا للهوية الإيمانية، فجعلت من الإيمان والانتماء إلى الإسلام المحمدي الأصيل أساسًا للوحدة الوطنية، لا الطائفية أو الجغرافيا أو العرق، وقد كان الجيش أكثر الجهات التي تجسدت فيها هذه الهوية عمليًا، عبر، وحدة الصف في الجبهات بين مختلف المكونات والمناطق، والولاء لله والرسول، لا للأشخاص أو الأحزاب، وإحياء قيم التضحية والإيثار والكرامة والحرية.
رسالة افتخار من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) بالجيش اليمني
في كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) اليوم، رسم صورة متكاملة لرؤية المسيرة القرآنية حول مستقبل اليمن عسكريًا وإيمانيًا واجتماعيًا، ركّز السيد القائد على عدد من المحاور الرئيسية التي تعكس أولويات القيادة والنبرة العامة للاستراتيجية الوطنية، وتضمن حديثه عبارة جوهرية ، وهي أن : الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية.
وقال السيد القائد إنّ المسيرة استمرت ونمت وتعاظمت وقادت هذا الشعب العظيم في إطار هويته الإيمانية لتمتد بركاتها وصوتها وصداها وأثرها على مستوى عالمي وفي دور عالمي، يضع هذا التصوير البُعد الإيماني والرسالي للمسيرة في مركز الخطاب الرسمي، ويقدّمها كقيمة ذات طابع إقليمي ودولي.
وأشار إلى أنَّ أبناء هذه المسيرة وأبناء شعبنا العزيز بهويته الإيمانية المقدسة ازدادوا ثباتًا وارتقاءً رغم التضحيات، وهو خطاب تعبوي يُعزّز النفوذ الاجتماعي للحركة ويشكل منطلقًا لتعبئة مستمرة، مؤكداً أن اليمن أصبح البلد الأول في كل الدول العربية في الإنتاج الحربي والصناعة الحربية، وأنّ الإنتاج يمتد من المسدس إلى الكلاشينكوف وسلاح المدفعية والقناصات إلى الطائرات المسيّرة والصواريخ بأنواعها، هذا التأكيد يهدف لبناء انطباع بالقدرة الذاتية على التصنيع العسكري وتقليل الاعتماد الخارجي.
وذكر السيد القائد أن الإنتاج الصاروخي في بلدنا في مسار تطوير مستمر، وهناك إنجاز كبير في مجال الطائرات المسيّرة وإبداع وتطوير مستمر، ما يرسل رسائل رادعة ويرفع من معنويات الداخل.
كما أكد السيد القائد أن هناك “نجاحات كبيرة جدًا مع البناء والتربية الإيمانية، والتثقيف القرآني ومع المهارة العسكرية والتدريب والتأهيل على كل المستويات بما في ذلك المستويات القيادية، هذا الربط بين التربية الإيمانية والكفاءة القيادية يؤسس لنموذج تربوي عسكري يجمع الإيمان والمهارة.
كما أعلن يحفظه الله عن الإنجاز الكبير في التعبئة بالتدريب لأكثر من مليون مجاهد مع التثقيف القرآني والتربية الإيمانية والروحية الجهادية، مؤكدًا استمرار العمل بوتيرة وزخم كبير، هذا يعكس اعتمادًا على تعبئة واسعة كأداة أساسية في الاستراتيجية الدفاعية.
الثوابت والمبادئ .. خطوط حمراء في المعركة
من أهم ما يميز الجيش اليمني في عهد المسيرة القرآنية هو التمسك الصارم بالثوابت الوطنية والدينية، وأبرزها، التحرر من الوصاية الأجنبية، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين، والوقوف إلى جانب المستضعفين في كل مكان.
تلك الثوابت تمثل بوصلة لا تتغير في خضم التحولات السياسية والعسكرية.
جيش العقيدة والإيمان
بينما اعتمدت الكثير من الجيوش العربية على الدعم الخارجي والتدريب الغربي، أثبت الجيش اليمني، في ظل المسيرة القرآنية، أن الاقتراب من الهوية الإيمانية وتكريس الروحية الجهادية قد خلق نموذجًا لقوة داخلية مستمدة من الإيمان الشعبي، وتضمين السيد القائد لعبارة واضحة وصريحة مفادها أن الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية، يجعل من هذا الطرح حجر زاوية في فهم السياسات الدفاعية والتعبوية للمرحلة القادمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المسیرة القرآنیة الهویة الإیمانیة الجیش الیمنی السید القائد
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: جولة العامين من الصراع شرسة جدا وموقف شعبنا مشرف
وقال السيد القائد في كلمة له اليوم في استشهاد القائد الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري أن المواجهة الساخنة جدا على مدى عامين تميزت فيها مواقف الأحرار الذين استجابوا لله وتحركوا بالدافع الإيماني والإنساني والأخلاقي لاتخاذ الموقف الصحيح لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء.
واكد :"مواجهة شعبنا في الجولة المهمة لعامين من الصراع كانت شرسة جدا لكن موقف شعبنا كان موقف مشرّف وفخر وشرفٍ وعزٍ وكرامة، وأداء واجب مقدس، ولم يكن موقفا هامشيا أو عبثيا أو مستهترا أو متهورا.
واشاد السيد القائد بالحضور الشعبي الكبير في تشييع الشهيد الغماري واصفا له بانه كان واسعا وكبيرا ويعبر عن عن ثبات الموقف لافتا الي علاقة شعبنا الحميمية بالقوات المسلحة والتي يعتبرها يده الضاربة باعتبارها تعبّر عن توجهاتها وتطلعاته.
واضاف :شعبنا العزيز يرى في المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة والأمن أنها منه وإليه وأنها تعبّر عن تطلعاته وتتحرك معه في الموقف الواحد.
ووصف السيد القائد الشهيد الغماري وسائر الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وما قبل ذلك بانهم "عنوان أساس من عناوين الموقف الصادق والعظيم لشعبنا العزيز"
واستطرد بالقول:" شعبنا انطلق في موقفه بأعلى مستويات الرشد والحكمة والمسؤولية باعتبار قيام شعبنا بالمسؤوليات المقدّسة هو عمل ينال به الشرف والمجد والكرامة والعز في مقابل من تحرك في مواقف مخزية ومعيبة
موضحا بان عطاءات شعبنا وتضحياته من المصاديق الجلية الواضحة لصدق موقف الشعب وصدق موقفه على كل المستويات .. مبينا ان "شعبنا رفع راية الجهاد في سبيل الله في مواجهة طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل، و في نصرة الشعب الفلسطيني، والتمسك بقضايا الأمة الكبرى"