مغردون: الخط الأصفر 2025 بغزة توأم الخط الأخضر 48
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لم يغادر جيش الاحتلال الإسرائيلي مشهد الميدان، بل أعاد رسمه بطريقة مختلفة، إذ شرع في وضع مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر لتحديد ما يعرف بـ"الخط الأصفر" داخل القطاع، وهو نطاق تمركز قواته في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وقع بوساطة قطرية ومصرية وتركية وأميركية.
في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي من عمق محافظات قطاع غزة إلى هذا الخط الجديد الذي لا يزال يشكل حدودا فعلية لانتشاره، رغم الحديث عن "انسحاب تدريجي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مغردون بعد القصف الإسرائيلي على غزة: ما تغير فقط هو الوتيرةlist 2 of 2زياد زهر الدين يثير الجدل بشأن حقيقة مغادرته منصب القنصل السوري بدبيend of listووفقا للخرائط التي نشرت لخطوط الانسحاب، يبقى جيش الاحتلال مسيطرا على نحو 50 إلى 58% من مساحة القطاع، على أن تستكمل المراحل التالية لاحقا، من دون تحديد مواعيد واضحة لتنفيذها.
وقد أثار انتشار مقاطع فيديو وصور تظهر الجرافات الإسرائيلية وهي تنقل مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر ولافتات معدنية تحذيرية جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
خرق لبنود الاتفاقورأى مدونون أن الاحتلال يسعى لتكريس وجود دائم داخل غزة تحت غطاء اتفاق وقف إطلاق النار، وأن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر مدة طويلة في ظل غياب جدول زمني واضح للمرحلة الثانية.
#الكيان_الصهيوني يبدأ بوضع كتل خرسانية لتعليم مايسمى بالخط الاصفر وهو اخر حد احتله من قطاع #غزة مايعد انتهاكاً صارخاً لشروط وقف اطلاق النار pic.twitter.com/4COomYyFvT
— نـ ــ.ـورس مـ ـ.ـ ـ هاجـ ــ. ـر (@bb_ii26) October 20, 2025
وأوضح آخرون أن شروع الجيش الإسرائيلي في وضع كتل خرسانية بارتفاع يتجاوز 3 أمتار على طول الخط يعدّ انتهاكا واضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة لفرض واقع ميداني جديد قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وأكد مدونون أن هذه الخطوة تمثل استمرارا لسياسة الاحتلال القائمة على ترسيخ السيطرة من دون إعلان حرب شاملة أو تهدئة حقيقية، في مشهد يعيد إنتاج معادلة "لا حرب كاملة.. ولا سلام ممكن".
خط جديد.. أم حدود جديدة؟تساءل عدد من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي عن طبيعة "الخط الأصفر" الذي وضعه الجيش الإسرائيلي في غزة، وذكّرهم المشهد بـ"الخط الأخضر" الذي رسم حدود إسرائيل عام 1948.
إعلانوأشاروا إلى أن الخط تحول إلى حاجز فعلي يمنع الفلسطينيين من الاقتراب، بعد نشر الجيش مكعبات إسمنتية مطلية باللون الأصفر ولافتات تحذيرية على طول امتداده.
الجيش الإسرائيلي يبدأ بوضع حواجز لتحديد الخط الأصفر داخل قطاع #غزة والتي يمنع على الفلسطينيين تجاوزها#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/x0OrIZrkYr
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 20, 2025
وكتب أحد الناشطين: "الخط الأصفر في 2025 توأم الخط الأخضر عام 1948″، في إشارة إلى أن الاحتلال يعيد إنتاج فكرة ترسيم الحدود بالقوة.
بينما علق آخر بالقول إن "هذا الخط الأصفر ليس مجرد فاصل ميداني، بل استمرار لحرب الإبادة بأدوات جديدة".
احتلال جزئي طويل الأمدواعتبر مغردون أن "الخط الأصفر" لم يعد مجرد مؤشر على نهاية الحرب، بل تحول إلى رمز لمرحلة جديدة من الاحتلال الهادئ المموّه بالاتفاقات، تدار فيها غزة من بعيد عبر خرائط وتحذيرات ميدانية بدلا من الاجتياحات العسكرية المباشرة.
الاحتلال الصهيوني ينشر مكعبات أسمنتية تحمل إشارات باللون الأصفر على طول الخط الأصفر داخل قطاع #غزة حيث يسيطر الجيش على نحو 60% من مساحة قطاع #غزة.
يبدو بأن الأحتلال الصهيوني لن ينسحب من #غزة خلال الفترة الحالية. pic.twitter.com/l5j2NueRBD
— Talal Ibrahim (@Talal81ibrahim) October 21, 2025
ورأى آخرون أن هذا الخط يمثل نموذجا لاحتلال جزئي طويل الأمد، يبقي غزة تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من دون تحمل تبعات الإدارة المدنية، في مشهد يعكس -بحسب وصفهم- "انسحابا شكليا يخفي بقاء فعليا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وسم الجیش الإسرائیلی باللون الأصفر الخط الأصفر
إقرأ أيضاً:
مغردون بعد القصف الإسرائيلي على غزة: ما تغير فقط هو الوتيرة
في مشهد يعيد إلى الأذهان الأيام الأولى من حرب الإبادة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 9 أيام.
ووجد سكان غزة أنفسهم مجددا أمام مشهد مألوف من الألم والموت، وكأن الحرب لم تتوقف يوما بعد تنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات في وقت متقارب، مستهدفة أحياء سكنية ومواقع مختلفة، مما أسفر عن دمار واسع وحالة من الهلع بين السكان.
44 شهيدًا ارتقوا منذ فجر اليوم جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
الصورة من مستشفى العودة في النصيرات – حيث تتكدس جثامين الشهداء في مشهدٍ يختصر حجم المأساة، ويكشف أن الإبادة لم تتوقف يومًا pic.twitter.com/J9q2isz4ub
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) October 19, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2زياد زهر الدين يثير الجدل بشأن حقيقة مغادرته منصب القنصل السوري بدبيlist 2 of 2المغرب يتوج بكأس العالم للشباب لأول مرة.. فرحة عربية وتفاعل واسعend of listوأفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 40 فلسطينيا وإصابة العشرات في أنحاء القطاع، جراء الغارات العنيفة التي شملت استهداف خيام نازحين ومدرسة تؤوي نازحين ومبنى يعمل فيه صحفيون.
جدل واسع حول نوايا إسرائيلأثار هذا الخرق لاتفاق وقف إطلاق النار جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي بين سكان قطاع غزة ونشطاء فلسطينيين، حيث تباينت القراءات حول أهداف التصعيد الإسرائيلي.
ورأى مغردون أن طريقة القصف وبيان الجيش الإسرائيلي الذي أشار إلى تنفيذ "سلسلة غارات" يدلان على أن الرد الإسرائيلي سيكون على نسق غارات جوية مركزة دون العودة إلى وتيرة الإبادة الواسعة التي شهدها القطاع في مراحل سابقة.
لم تتوقف عملية التطهير العرقي في فلسطين منذ أكثر من ثمانية عقود، وهذه “الهدنة” ليست سوى واجهة زائفة أخرى.
العائلات الفلسطينية تصاب بالذعر وتهرب بعد أن قصف الاحتلال الاسرائيلي مبنىً سكنيًا في مخيم النصيرات للاجئين pic.twitter.com/rN6sECuWBy
— حسام شبات (@HossamShabat) October 19, 2025
إعلانوأضاف آخرون أن الرد السريع والمكثف يعكس رغبة إسرائيل في استغلال المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها خلال فترة تسلُم الأسرى، خاصة المتعلقة بفتحات الأنفاق والمواقع التي لم يكن مطلعا عليها من قبل، مشيرين إلى أن هناك "صيدا ثمينا" لا يريد جيش الاحتلال التفريط فيه.
تصعيد لأهداف سياسية وتأجيل للمفاوضاتفي المقابل، اعتبر مدونون أن هذا التصعيد يأتي في إطار مماطلة إسرائيلية متعمدة لتأجيل الدخول في المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي تتضمن انسحابا من نصف مناطق القطاع، وتشكيل لجنة لإدارة غزة، وهو ما تعتبره إسرائيل بداية لتبلور "اليوم التالي للحرب".
فجأة عاد القتل.. قصف منازل، اغتيال، قصف مواطنين، قصف مراكز إيواء، قصف خيام، حزام ناري شرق خانيونس!
كل أنواع القتل، القهر، مشاهد الوداع، قصص القهر التي لا تُوثقها عدسة، كأن تودّع جدّة حفيدها الناجي الوحيدة من مجزرة إسرائيلية سلبت كل أهله في مارس الماضي !
فجأة يتصدر القتل نشرات…
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) October 19, 2025
كما أشار آخرون إلى أن عودة جيش الاحتلال للقصف كانت متوقعة، ولكن على "الطريقة اللبنانية" أي قصف مركز ومحدود دون العودة إلى نسق الإبادة السابق، في محاولة لفرض معادلة جديدة ميدانيا وسياسيا.
كأنه اليوم الأول للحربوكتب ناشطون عبر منصات التواصل يقولون "منذ بداية الاتفاق، إسرائيل لم تنفذ أي بند من المرحلة الأولى، وهي من تنتهك الاتفاق الآن. تريد اتفاقا على الطريقة اللبنانية" وقد اختلقت الفرصة لذلك "وهذا ما يحدث الآن. وفعلها لن يتوقف، حتى وإن لم ترد المقاومة".
وأضاف آخر "وكأنه اليوم الأول للحرب على غزة… عادت السماء لتمطر نارا، عشرات الغارات في لحظات، ورائحة الموت تملأ الهواء من جديد".
وأكد مدونون أن ما حدث اليوم يعكس النهج الذي تسعى إسرائيل لترسيخه في غزة خلال المرحلة المقبلة، معتبرين أن الحرب فعليا لم تتوقف أبدا، وأن القصف والطلعات الجوية استمرت رغم الاتفاق، ولم يلتزم جيش الاحتلال بأي من بنود الهدنة الهشة، سواء من حيث الانسحاب، أو إدخال المساعدات، أو فتح معبر رفح.
وأجمع كثير من سكان غزة على أن ما يجري اليوم لا يختلف كثيرا عما عاشوه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حين كانت كل فترة تشهد مناوشات وغارات محدودة يقولون عنها ساخرين "بدأت الحفلة" قبل أن يتدخل الوسطاء لإعلان وقف مؤقت للنار يعيد الأمور إلى ما كانت عليه.
لكنهم يؤكدون أن الفارق اليوم كبير؛ فالقصف بات أشد كثافة وأوسع نطاقا وأكثر دموية من أي وقت مضى، ولم تعد الغارات تقتصر على مواقع محددة أو مناطق خالية، بل باتت تطال بيوت المدنيين ومخيمات النازحين ومرافق الإغاثة، لتترك خلفها مشاهد دمار تذكر بأقسى مراحل الحرب.
ويصف الغزيون المشهد بأنه "نسخة محدثة من الحرب ذاتها" لكن بوتيرة أقل انتظاما وأكثر غموضا، في ظل غياب أي أفق سياسي واضح، وتراجع الثقة في جدوى الاتفاقات والضمانات التي لم تصمد سوى أيام معدودة.
ويرون أن استمرار التصعيد بهذا الشكل يعكس رغبة جيش الاحتلال في إبقاء القطاع في حالة استنزاف دائم، دون العودة إلى حرب شاملة أو الذهاب إلى تهدئة حقيقية، في محاولة لترسيخ معادلة جديدة عنوانها "لا حرب كاملة ولا سلام ممكنا".
إعلان