السيد القائد يكشف : هذا هو الأساس الذي قام عليه الجيش اليمني وهذا هو واقع الجيوش العربية والإسلامية
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
وجه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، عددًا من الرسائل المهمة التي عكست عمق الوعي والبصيرة في قراءة الواقع الإقليمي والإسلامي، مؤكدًا على ثوابت الشعب اليمني الإيمانية والجهادية، ومبرزًا الأثر الكبير للشهداء في مسيرة الأمة، حيث قدم السيد القائد توضيحات هامة في سياق كلمته وفي إطار الموقف الإيماني الجهادي ، منها ، ثبات الشعب اليمني كمصدر إلهام للأجيال، ومكانة الشهداء وأثرهم المستمر، وأهمية الروحية الجهادية والهوية الإيمانية في مواجهة التحديات، وواقع الجيوش العربية والإسلامية في ظل الأحداث المفصلية التي تمر بها الأمة.
يمانيون / خاص
أكد السيد القائد أن موقف الشعب اليمني يمثل مدرسة متكاملة في الثبات والصمود والعزم والإيمان، حيث قال: موقف شعبنا مدرسة معطاءة تزود الأجيال باليقين والبصيرة والعزم، تستنهضهم لمواجهة التحديات كيفما كانت،
هذا الموقف ليس مجرد ردّ فعل، بل هو نهج حياة، يحمل سمات القوة المستمرة والتغلب على التحديات دون ملل أو فتور، وأشار السيد القائد إلى أن هذا الثبات يُعدّ من أهم ما يميز الشعب اليمني في مواجهة الظروف، وهو ما يجعله متفرّدًا في تفاعله الواعي مع القضايا الكبرى.
وتوقف السيد القائد عند مكانة الشهداء، واصفًا إياهم بأنهم نجوم مضيئة في طريق الأمة، حيث قال: شهداؤنا الأعزاء ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات، وأكد أن للشهداء أثرًا عمليًا وروحيًا في حياة الأمة، حيث تسهم تضحياتهم في إلهام الأجيال ورفاق الدرب، وتغرس في المجتمع القيم العليا والمعاني الإيمانية والإنسانية، كما أشار إلى أن الشهداء هم في موقع رفيع عند الله، لما قدموه من بذلٍ صادقٍ في سبيل قضايا الأمة، وخاصة قضية مواجهة العدو، وخدمة الحق والكرامة والحرية.
وأكد السيد القائد على أهمية الروحية الإيمانية في بناء المجاهد الحقيقي، موضحًا أن الجيش اليمني انطلق من هذا الأساس بقوله: الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية، هذا المفهوم يقدم نموذجًا مختلفًا عن الجيوش التقليدية، حيث يرتبط أداء الجندي والمجاهد بمستوى إيمانه وفهمه لقضيته، لا فقط بانضباطه العسكري، وفي هذا الإطار، يشير السيد القائد إلى أن النجاح في مواجهة التحديات الكبرى لا يكون بالعدد والسلاح فقط، بل بالنية والروح والهدف.
ومن أبرز ما جاء في الكلمة هو الطرح المباشر حول الغياب التام للجيوش العربية والإسلامية عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث قال السيد القائد: أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونا؟ ليس لها صدى ولا أثر ولا موقف!، وأوضح أن هذا الغياب يعود إلى فقدان الوجهة الصحيحة والأساس الإيماني الذي يمكن أن يوجّه هذه الجيوش نحو المواقف الحقيقية، معتبرًا أن الاستثناء الأبرز في هذا السياق هو الجمهورية الإسلامية في إيران، وقوى المقاومة الصادقة، هذا الطرح لا يكتفي بالنقد، بل يُقدّم بديلًا يتمثل في الجيوش المؤمنة المرتبطة بمبادئ العقيدة والجهاد، والتي تملك الاستعداد للقيام بواجبها.
وشدد السيد القائد على أن القيم الإيمانية لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تشمل بناء الإنسان كعنصر فاعل في المجتمع، حيث قال: القيم الإيمانية الراقية تبني الإنسان في اتجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصرا خيراً فاعلا في هذه الحياة، ومن هذا المنطلق، فإن الجهاد والثبات ليسا فعلًا ظرفيًا، بل عملية تربية مستمرة تبني إنسانًا يحمل مشروعًا، ويعيش من أجل قضية، ويؤمن بأمته وهويته.
وربط السيد القائد بين تجربة المسيرة القرآنية الجهادية وبين أثر الشهداء في تشكيل الوعي العام، مؤكدًا أن ما زرعه الشهداء لا يضيع، بل يظهر في صمود الجبهات، وتماسك الجبهة الداخلية، واستمرار المسيرة، في تجربتنا على مدى كل الأعوام في المسيرة القرآنية الجهادية لمسنا الأثر الكبير للشهداء في وجدان الناس، في واقع رفاقهم وأمتهم، وهذا يؤكد أن مشروع المسيرة ليس مشروعًا عسكريًا فقط، بل مشروع تربوي، إيماني، وبنيوي يغيّر الإنسان ويبني أمة.
ومن خلال محاور الكلمة المتعددة، أعاد السيد القائد التأكيد على أن الثبات، الجهاد، التضحية، والبصيرة هي الأسس التي تُبنى عليها الأمم، وتُخاض بها المعارك المصيرية.
الرسالة الأهم التي حملها الخطاب هي أن الشعوب المؤمنة بقضيتها لا تُهزم، وأن الرهان الحقيقي هو على الوعي والإيمان، لا على الأعداد والجيوش الفارغة من القيم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة السید القائد الشعب الیمنی حیث قال
إقرأ أيضاً:
القائد الذي لم ينحني .. الرواية الكاملة لاستشهاد رئيس هيئة الأركان اليمنية
في صباحٍ لم تعلنه الشمس، وعند مفترق نارٍ وسحاب، ترجل القائد. لا صوتٌ للوداع، لا صدى لخطوة أخيرة، فقط السماء تنفجُر على جسدٍ طالما مشى بثباتٍ في طرق لا يعرفها إلا أصحابُ العقيدة، وذوو البصائر، هناك، في ميدان المهمة المقدسة، خطّت دماؤه آخر سطرٍ في حكاية رجلٍ لم يكن مجرد اسمٍ في قائمة الشهداء، بل أسطورة صيغت من العزم والبصيرة، اسمه، محمد عبد الكريم الغماري.
يمانيون / خاص
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، ببيان مليء بالفخر والاعتزاز، نبأ استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة، الرجل الذي كان يوقّع بيانات الحرب بدمه، قبل أن يوقّعها بالحبر. غارة صهيونية استهدفت روحه، فارتقى كما يليق بالرجال العظماء، واقفًا في الميدان، باسلًا، لم ينكسر.
لكن مهلاً .. من هو الغماري؟ من هذا الرجل الذي حين يذكره المجاهدون، تنكسر نبرة الصوت من المهابة لا من الحزن؟ من هذا القائد الذي إذا حضر في الجبهة، صمتت البنادق احترامًا قبل أن تشتعل نيرانها تحت إشارته؟
الولادة من رحم الدين والهوية
في قريةٍ وادعةٍ من عمران، عام 1983، وُلد محمد عبد الكريم الغماري، من أسرةٍ متدينةٍ، أنجبت قلوبًا مؤمنةً لا تنكسر، نشأ في بيتٍ يرى في القيم درعًا، وفي القرآن سلاحًا، وفي الكرامة قدَراً، ما إن بلغ العشرين من عمره، حتى استلّ تكبيرة الحق من حنجرته، وانضم إلى المشروع القرآني، مضى خلفه لا بدافع الحماسة، بل بيقين العارفين المؤمنين الواثقين بالله .
لم يكن الميدان حلمًا بعيدًا بالنسبة للغماري، بل دربًا مشى عليه منذ بدايات الحرب الظالمة على صعدة، قاتل في الطلائع، سُجن، خرج، وعاد، لم تثنه الزنازين، ولم تضعف عزيمته العواصف، سلاحه إيمانٌ لا يصدأ، وخطةٌ لا تُقرأ إلا بعيون من فهموا أن الجهاد ليس انفعالًا، بل مسارٌ ممتد.
من القائد الميداني إلى صانع الردع
شيئًا فشيئًا، تحوّل الغماري من مقاتلٍ في الجبهة إلى عقلٍ يدير الجبهة، عام 2016، عُيّن رئيسًا لهيئة الأركان العامة، لكن المنصب والرتبة لم تغيّره، ظلّ ذلك القائد الذي يضع قدمه حيث يسير جنوده، والذي يرى في كل جبهةٍ محرابًا للصلاة، وفي كل معركةٍ آيةً من آيات القرآن تُترجم على الأرض.
أعاد هيكلة القوات المسلحة، ليس بالمعايير التقليدية، بل بمنهجٍ إيماني عسكري فريد. دمج الصواريخ الباليستية بالطائرات المسيّرة، وربط البحر بالبر، والسماء بالأرض، والميدان بالهدف، كان يؤمن أن المعركة مع الاستكبار لا تُكسب بالعدة فقط، بل بالنية الصادقة والعقيدة الثابتة.
القدس في القلب
حين اشتد العدوان على غزة، لم تكن فلسطين بالنسبة له نشرة أخبار، بل جزءٌ من القلب، من الهوية، من الايمان، فتح جبهات الرد من البحر الأحمر إلى باب المندب، وأدار المعارك بلغةٍ لا يفهمها العدو إلا حين تصله الصواريخ على ظهر بارجة، أو ترتطم به المسيّرات كأنها الغضب المجسد.
كان يؤمن أن الدفاع عن القدس لا يحتاج إلى جغرافيا، بل إلى قرار، وكان قراره واضحًا، خندق واحد من اليمن إلى فلسطين.
قيادة من نوعٍ آخر
الشهيد القائد الغماري لم يتخرّج من أي كلية عسكرية أجنبية، لكنه علّم جيوش الأرض كيف تُقاد الحروب بالإيمان وقوة العقيدة، لم يكن جنديًا نمطيًا، بل خبير تكتيك، يُفكك الجغرافيا، ويرتبها كما يرتب آيات الفتح في ذهنه، آمن أن الحرب علمٌ لكن نصرها من الله، وأن التخطيط سر، لكن التثبيت من فوق سبع سماوات.
القادة لم يهابوه، بل أحبوه، الجنود لم يخافوا منه، بل تأسوا به اتباعاً وتسليماً، لم يكن يعطي أمرًا إلا وكان هو أول من ينفذه، كان في مقدمة الصفوف، في عمق المعركة، عند مفترق الموت والحياة، لذلك حين سقط، لم يشعر أحدٌ أن الغياب قد وقع، بل أن البطولة تجلّت.
شهادة لا تُفني، بل تُخلِّد
حين جاءت الغارة، لم يفاجأ بها أحد، كثيرًا ما تنبأ العدو بمقتله، وكثيرًا ما صمت الغماري، كان يدير المعركة حتى في الغياب، وحتى في استشهاده اختار ألا يرحل بصخب، بل كأبٍ يُسلّم الراية ويختفي بهدوء، فجأة، صدر البيان .. استشهد الغماري، ولم تنكسر الجبهة، بل انتفضت، واشتدّت عزيمتها.
خلفه يوسف المداني، كما لو أن الغماري كان يخطّط للرحيل بعين القائد، ويُسلّم المهمة بثقةٍ بمن اختارهم، فالمشروع القرآني لا يعرف الفراغ، ولا يؤمن بالانكسار.
الدم الذي كتب العهد
دم الغماري لم يُسفك، بل كتب وثيقة عهدٍ جديدٍ بين اليمن وفلسطين، دماءه كانت الحبر الذي وُقّع به ميثاق الأمة، لن نخذل غزة، ولو فنينا من الوجود، كلماتٌ تحوّلت إلى عقيدة، وصورةٌ له وهو يبتسم وسط الغبار، تحوّلت إلى راية.
رحل محمد عبد الكريم الغماري كما يرحل القادة الكبار، جسدٌ في التراب، وروح لا تموت، لم يكن رحيله خسارة، بل ولادة جديدة لقوةٍ لم تعد تعتمد على القادة، بل على مدرسةٍ كاملةٍ أسّسها الغماري بدمه وإيمانه.
من صنعاء إلى القدس
سلامٌ على الغماري، يوم صدّق، ويوم ثبت، ويوم ارتقى، سلامٌ على روحه التي ما زالت تقاتل، وصورته التي لا تفارق الجبهات، واسمه الذي صار نشيدًا على ألسنة المجاهدين.
لقد علّمنا الغماري أن القادة لا يُصنعون في الكليات، بل في ساحات الإيمان، وأن الحرب ليست فعلًا عسكريًا فقط، بل عقيدة، ورسالة، وجهاد مستمر.
ولذلك كله .. ما زال محمد عبد الكريم الغماري حيًا، لا تسألوا عن مرقده، بل فتشوا عن فكرته، عن مبدأه، عن دمٍ ما زال يرسم خارطة النصر.