في مؤتمر الكنائس العالمي.. قداسة البابا: أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر بتاريخها العريق
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
بدأت بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي بمشاركة 500 شخص يمثلون 100 دولة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة رحب في بدايتها بالمشاركين في المؤتمر المقام على أرض مصر في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي كلمته قال قداسة البابا: "أرحّب بكم جميعًا في مصر، وفي مركز لوجوس للمؤتمرات، في هذا المكان المقدّس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي، في برّية شيهيت المقدّسة بوادي النطرون، والتي كانت إشعاع وإلهام للحياة الرهبانية، وألهمت العالم منذ القرن الرابع الميلادي".
خطورة التفسير والتعليم المنفردولفت قداسته إلى هرطقة آريوس هددت وحدة الإيمان المسيحي، محذرًا من خطورة التفسير والتعليم المنفرد، دون العودة إلى الجذور، المتمثلة في الأناجيل المقدسة وتعاليم الآباء القديسين.
وأشار إلى أن مجمع نيقية كان له أثرً بالغًا في ترسيخ الأسس اللاهوتية للعقيدة المسيحية، حيث أكد على وحدة الجوهر الإلهي بين الآب والابن والروح القدس، ووضع حدًّا للبدع التي أنقصت من ألوهية المسيح. وأسس لنموذجٍ جديدٍ في الحوار الكنسي المسكوني، إذ جمع أساقفة من شتى أنحاء العالم، وأرسى مبدأ أن الحق الإيماني يُحسم من خلال المجامع الجامعة لا الآراء الفردية.
وأكد أن مجمع نيقية المسكوني الأول يعد من أهم الأحداث المفصلية في تاريخ الفكر المسيحي واللاهوت الكنسي، إذ شكّل نقطة تحول في تحديد معالم الإيمان القويم وصياغة العقيدة الجامعة التي توارثتها الكنيسة عبر القرون.
ونوه إلى أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي يُشكّل فرصة للتأمل في أمانة الكنيسة في حفظ الإيمان النيقاوي، وتأكيد رسالتها في عالم يشهد تعددية فكرية وثقافية.
وعن الدعوة إلى الوحدة بين الكنائس المسيحية شدد قداسته على أن هدف الوحدة المسيحية هو هدف نبيل، معطيًا إجابة على السؤال الذي يعد عنوانًا للمؤتمر: أين نحن الآن ومجمع نيقية والوحدة المنظورة؟! فقال: "نحن نؤمن أن الوحدة الحقيقية هي وحدة في الإيمان ويكون واقعها أن نكون في شركة كاملة في الأسرار الإلهية "رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَ" (أف ٤: ٥)"
ونوه إلى أننا نؤمن أن الطريق إلى الوحدة ليس سهلاً، ولكن لن نصل إلى الوحدة إلا بالحوارات اللاهوتية.
وعن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال: "أدعوكم في هذا الوقت المبارك، وخلال وجودكم بيننا، أن تتعرفوا على كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، هذه الكنيسة العريقة التي تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، إيمانًا قد رُوي بدماء الشهداء عبر الأجيال، وحُفظ بأمانة عبر العصور كوديعة مقدسة تسلمناها من الآباء الأولين".
وعن مجيئهم إلى مصر قال قداسة البابا: "أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر، أرض الكرازة المرقسية، التي احتضنت الإيمان المسيحي منذ فجر التاريخ، وشهدت ميلاد الرهبنة وازدهار اللاهوت والروحانية. إن مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، ما زالت تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان الثابت والمحبة الجامعة. ومن دواعي فخرنا وسرورنا أن نرحب بكم في كنيستنا القبطية وفي وطننا مصر، التي تتشرف اليوم باستضافة هذا الحدث الهام في مسيرة مجلس الكنائس العالمي"
واختتم: "إن اجتماعنا هذا يُعد علامة مضيئة تؤكد أن مصر، ومعها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما زالت تشكل جسرًا حيًّا بين الكنائس، ومكانًا يحمل رسالة الرجاء والوحدة أمام أنظار العالم المسيحي أجمع."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز لوجوس مجلس الكنائس العالمي الكنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القبطیة الأرثوذکسیة الکنائس العالمی البابا تواضروس قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية
التقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والوفد المرافق له، والأستاذ حاتم متولي نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والوفد المرافق له بمقر الوزارة بالعاصمة الجديدة.
وتناول اللقاء تعزيز سبل التعاون والتنسيق في عدد من مجالات العمل، فضلا عن استعراض خطط ونتائج تنفيذ المرحلة الرابعة من مبادرة «ازرع» لموسم القمح 2025/2026، والتي تتم بالتعاون بين وزارتي التضامن الاجتماعي والزراعة واستصلاح الأراضي والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
وقدم وفد الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية عرضًا شاملًا للتقرير التنفيذي للمرحلة الرابعة من مبادرة «ازرع»، والتي تستهدف دعم زراعة 250 ألف فدان من خلال منظومة متكاملة تشمل توفير التقاوي المدعمة بنسبة 50%، وتقديم خدمات الدعم الفني والمتابعة الحقلية والمدارس الحقلية، وذلك عبر شبكة ميدانية تضم 486 فريقًا مجتمعيًا و221 خبيرًا ومهندسًا زراعيًا، حيث تم تحقيق 95% من أهداف المرحلة حتي تاريخه من خلال الوصول إلى 236.730 فدانا، وسيتم استكمال النسبة البقية خلال الأيام القليلة المقبلة قبل نهاية العام الجاري.
وتشمل المبادرة "16 محافظة" على نحو 7 محافظات وجه بحري، و9 محافظات وجه قبلي، وتعمل في 68 مركزًا، بما يشمل 1080 قرية، ويبلغ إجمالي عدد المزارعين المستفيدين من المبادرة 100.191 مزارعاً.
كما تناول العرض الرؤية المستقبلية للمبادرة، والتي تشمل التوسع في المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والفول البلدي، والمحاصيل الزيتية في الموسم الصيفي، إلى جانب دعم مشروعات الثروة الحيوانية الصغيرة وتمكين المرأة الريفية بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستوى الدخل.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي أن مبادرة " ازرع" تعد إحدي الخدمات المقدمة في المنظومة المالية الاستراتيجية للتمكين الاقتصادي، حيث تعد المبادرة بوابة للخروج والتمكين من دائرة العوز إلى التمكين والإنتاج، مشيدة بما تحقق من نتائج خلال مراحل تنفيذ مبادرة «ازرع».
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أن المبادرة حققت نجاحًا كبيرًا، وهناك استعداد لانطلاقة جديدة قريبًا تشمل التوسع في عدد من المحاصيل الزيتية مع تعزيز خطط التصنيع والتصدير بما يسهم في تحسين الدخل لصغار المزارعين، مشددة على أهمية وجود قاعدة بيانات شاملة للمزارعين لدى الهيئة القبطية الإنجيلية تغطي جميع مراحل المبادرة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن هذه القاعدة ستساعد الوزارة في رصد الأسر تحت خط الفقر وتمكينهم اقتصاديًا، مؤكدة أهمية التكامل المؤسسي بين الهيئة والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مما يضمن توثيقًا شاملًا لمراحل المبادرة.
ومن جانبه أكد الدكتور القس أندريه زكي خلال كلمته أن مبادرة «ازرع» أصبحت نموذجًا وطنيًا للتنمية الزراعية يعتمد على الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والتحالف الوطني، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة أثمرت عن تأثير ملموس على الأرض ودعم فعلي لصغار المزارعين.
وأعرب عن تقديره لوزيرة التضامن الاجتماعي على دعمها المستمر للمبادرة، مؤكدًا أن التعاون بين الوزارة والهيئة القبطية الإنجيلية والتحالف الوطني يمثل ركيزة أساسية لنجاح المبادرة وقدرتها على التوسع في محاصيل جديدة ونطاقات جغرافية أوسع.
وحضر اللقاء من وزارة التضامن كل من المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، والأستاذ أيمن عبد الموجود الوكيل الدائم،والأستاذة دينا الصيرفي مساعدة الوزيرة للتعاون الدولي والعلاقات والاتفاقات الدولية، والأستاذ هشام محمد مدير مكتب الوزيرة، والأستاذة انجى اليماني المديرة التنفيذية لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية.
كما شارك في اللقاء وفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ضم الدكتور محمد بحيري مستشار التحالف لتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ عمرو مجدي مدير إدارة الشؤون الفنية.
ومن جانب الهيئة القبطية الإنجيلية حضر الأستاذ ممتاز بشاي نائب رئيس الهيئة، والأستاذ باسم بديع المدير المالي، والأستاذة سوزان صدقي مدير التنمية المحلية لوجه قبلي، والأستاذ ماجد بولس مدير مبادرة «ازرع»، والأستاذ يوسف إدوارد مدير الإعلام بالهيئة.