الثورة نت:
2025-12-12@22:31:49 GMT

حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته

تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT

حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته

 

 

تمر بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا بمرحلة مليئة بالأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تفرض علينا التعاطي معها بحذرٍ ووعيٍ عميق، حتى لا نُستدرج إلى مواقف وقرارات لا تخدم مصلحة وطننا وشعبنا، فنغدو أدوات في مشاريع الآخرين وأرقامًا في أجنداتهم. وقد شاءت الأقدار أن تكون بلادنا – وفي القلب منها حضرموت – في صميم هذا الصراع المحتدم بين القوى الإقليمية والدولية الساعية لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة.


إن ما تشهده محافظة حضرموت اليوم ليس حدثًا محليًا منعزلًا، بل هو امتدادٌ لصراعٍ أكبر بين أدوات قوى العدوان على بلادنا، حيث تتنافس الأطراف الممولة خارجيًا على بسط نفوذها في هذه المحافظة الغنية بثرواتها وموقعها الاستراتيجي. وللأسف، يجري توظيف أبنائنا وأرضنا في معارك لا علاقة لها بالمصالح الوطنية، بل تصب في خدمة أجندات خارجية لا ترى في حضرموت سوى موردٍ للثروة وممرٍ للهيمنة.
ومن المفارقات أن تتزامن هذه الأحداث مع ذكرى الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن بلادنا، في وقتٍ نعيش فيه شكلاً جديدًا من الاحتلال المقنّع، تمارسه قوى لا يتجاوز عمرها السياسي عمرَ البنايات السكنية في شارع المعلا ناهيك عن ناطحات السحاب في شبام أو قصور سيئون أو تريم، لكنها استطاعت – بمساعدة ضعاف النفوس – أن تبسط سيطرتها على أجزاء واسعة من بلادنا.
إن قوى العدوان والاحتلال تسعى اليوم إلى الضغط على المكونات السياسية والقبلية والعلمية وإرغامها على الاصطفاف من خلال تأزيم الأوضاع في حضرموت بعدة أساليب منها إذكاء النعرات المناطقية والقبلية، وإثارة الفتن والانقسامات، بغرض إبقاء المحافظة ساحة صراعٍ دائم، وجعل أبنائها في حالة اصطفاف دائم متوزعين بين القوى والأجندات الخارجية، بما يخدم مصالح الإمارات والسعودية الاقتصادية والعسكرية. وهي في سبيل ذلك تستغل المطالب المحقة والمشروعة لأبناء حضرموت – تلك المطالب التي نقر بعدالتها ووجاهتها – من تحسين الخدمات، وضمان العدالة، وتمكين أبناء المحافظة من ثرواتهم ومواردهم، لتجعل منها غطاءً لتحركاتها ومطامعها.
إننا نؤكد أن هذه المطالب ليست جريمة ولا خطأ، بل هي حقوقٌ طبيعية لكل أبناء اليمن، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذه الحقوق إلى أدوات ضغطٍ سياسي تُستخدم لتنفيذ مشاريع خارجية، لا تمت لمصالح الوطن بصلة.
ولأن حضرموت أرضٌ ذات تاريخٍ عريقٍ وثقافةٍ راسخةٍ، فقد كان أبناؤها عبر العصور سفراء حضارة وسلام، حملوا راية العلم والتجارة إلى أصقاع الأرض، وأسهموا في نهضات الشعوب التي عاشوا بينها. لذا فإن اختزال هذا التاريخ المشرق في صراعات آنية بين وكلاء الخارج هو إهانة لتلك المسيرة الحضارية الطويلة وخيانة لتضحيات الرواد الأوائل الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لإخراج المستعمرين من بريطانيين وبرتغاليين وعثمانيين في جنوب الوطن وشماله.
ان الصراع في البلد الواحد ليس فيه منتصر والكل فيه مهزوم والوطن هو الخاسر والرابح الأوحد فيه هو المحتل الخارجي فكفانا تدليس وتغييب لوعي الناس.
نسأل الله أن يمن على بلادنا بنعمة الأمن والايمان وأن يرد عنها كيد المعتدين.
عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد
رئيس لجنة تقييم وتطوير القوانين والتشريعات

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محافظة القدس تحذر من استهداف الاحتلال التجمعات البدوية في محيطها

حذرت محافظة القدس اليوم الخميس، من التصعيد الخطير الذي تنفذه قوات الاحتلال والمستعمرون بحق التجمعات البدوية المنتشرة في محيط المحافظة وعددها 33 تجمعًا، مؤكدة أن هذه السياسات الممنهجة تُشكّل حملة اقتلاع تدريجية تستهدف الوجود الفلسطيني في المناطق الشرقية من المحافظة.
وأوضحت المحافظة، في بيان، أن هذه السياسات تأتي ضمن إطار مخطط استعماري واسع يقوم على خنق الحياة اليومية، وتعميق معاناة المواطنين، مشيرة إلى أن ما يجري يترك آثارًا اجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة تهدد استقرار العائلات البدوية، وتضعها أمام خطر التهجير القسري الذي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.
أخبار متعلقة برصاص الاحتلال.. استشهاد فلسطيني جنوب جنين وإصابة آخر في القدسالاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيًّا في الضفة الغربيةاستشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة التعذيبونوهت بأن التجمعات البدوية الممتدة بين مخماس شمالًا وواد النار جنوبًا تواجه انتهاكات متصاعدة، تبدأ بحرمان السكان من البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتصل إلى الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وممارسة اعتداءات يومية من قبل المستعمرين تشمل مهاجمة الأهالي، وقطع خطوط المياه، وسرقة المواشي، وإتلاف محاصيل القمح والشعير.الوجود الفلسطيني المتجذروأبرزت محافظة القدس أن التجمعات البدوية البالغ عددها 33 تجمعًا، ويعيش فيها ما يزيد على 7000 شخص، تشكّل مكوّنًا أصيلًا من الهوية الوطنية والوجود الفلسطيني المتجذر، لافتة إلى أن موقعها الإستراتيجي يقع ضمن المناطق المستهدفة في مشروع "القدس الكبرى" ومخطط E1 الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى فصل القدس عن محيطها الشرقي وقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

مقالات مشابهة

  • وفد السعودية يواصل لقاء مكونات حضرموت ويجدد رفض التشكيلات المسلحة في المحافظة
  • محافظة القدس تحذر من استهداف الاحتلال التجمعات البدوية في محيطها
  • مصطفى: ما تعانيه طوباس جزء من مخططات الاحتلال لقضم الأرض
  • "اليونيفيل" تعلن تعرض دورية تابعة لها لإطلاق نار من جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان
  • انتهاكات ترافق توسع الانتقالي في حضرموت.. وتعليق سعودي
  • “يونيفيل” تعلن تعرض قواتها لإطلاق النار من قبل دبابة “إسرائيلية” بالأراضي اللبنانية
  • كيف تبدو حضرموت بعد أسبوع من سيطرة الانتقالي الجنوبي عليها؟
  • ضبط 908 كيلو لحوم ودواجن ورنجة فاسدة ومجهولة المصدر بالغربية
  • مسؤول سعودي: المملكة تطالب بخروج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة