البادل في لبنان.. هكذا تحوّلت إلى أسلوب حياة وقطاع تجاري مزدهر
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
لم تعد الرياضة في لبنان محصورة بالأندية التقليدية والتمارين المعتادة، إذ برزت خلال الفترة الأخيرة رياضة البادل بقوّة لافتة، لتفرض نفسها كظاهرة رياضية واجتماعية جديدة في البلاد.
هذا العام، ولا سيّما بعد صيفٍ حافل بالنشاطات، شهد لبنان انتشارًا ملحوظًا لأندية البادل، التي أخذت تتكاثر في مختلف المناطق، حتى باتت هذه الرياضة مستقلة بذاتها عن غيرها من الرياضات المشابهة كالتنس.
ولم يقتصر الإقبال على فئة محددة، فالشباب والصغار قبل الكبار وجدوا في البادل هواية أسبوعية ورياضة ممتعة في آنٍ معًا، يقضون خلالها ساعات من الحماس والتفاعل داخل الملاعب.
المفارقة أن هذه الرياضة، التي أصبحت فجأة حديث الناس ومواقع التواصل، لا يزال كثيرون يجهلون أصلها الحقيقي، رغم أنّها نجحت خلال وقتٍ قصير في أن تصبح جزءًا من نمط الحياة العصري في لبنان.
من المكسيك إلى لبنان.. قصة ولادة وانتشار
تعود نشأة رياضة البادل إلى عام 1969 في مدينة أكابولكو المكسيكية، على يد رجل الأعمال إنريكي كوركويرا، الذي ابتكرها عن طريق الصدفة تقريبًا. فقد كان يملك قصرًا واسعًا يضم ملعب تنس، لكنه أراد تعديل المساحة لتناسب حديقته الصغيرة، فقام ببناء جدران حول الملعب وأدخل قواعد جديدة تسمح للكرة بالارتداد عنها، لتولد بذلك لعبة تجمع بين التنس والسكواش في آن واحد.
أعجب أحد أصدقاء كوركويرا، وهو الأمير الإسباني ألفونسو دي هوينوس، باللعبة خلال زيارته للمكسيك، فنقلها إلى إسبانيا في أوائل السبعينيات، وتحديدًا إلى مدينة ماربيا الساحلية، حيث بدأ الترويج لها في الأوساط الراقية، قبل أن تنتشر في مناطق أخرى من البلاد.
أما الانطلاقة العالمية الحقيقية فجاءت من الأرجنتين في الثمانينيات، حين وصلت اللعبة إليها بفضل رجال أعمال إسبان. وخلال فترة قصيرة، تحوّلت إلى رياضة شعبية واسعة الانتشار، حتى أصبحت الأرجنتين وإسبانيا اليوم من الدول الرائدة في هذه الرياضة من حيث عدد الملاعب واللاعبين والبطولات.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأ الاهتمام بالبادل يمتد إلى أوروبا والعالم العربي، وصولًا إلى الشرق الأوسط ولبنان، حيث دخلت اللعبة منذ سنوات قليلة فقط، لكنها استطاعت أن تحقق انتشارًا سريعًا وتستقطب جمهورًا متزايدًا عامًا بعد عام.
قطاع مزدهر واستثمار مربح
تحوّلت رياضة البادل في لبنان اليوم إلى واحدة من أكثر الرياضات رواجًا وربحية، بعدما أصبحت قطاعًا رياضيًا وتجاريًا مزدهرًا تتزايد عائداته يومًا بعد يوم، بحسب ما أكّد أحد أصحاب النوادي لـ"لبنان 24".
ويشرح صاحب النادي أنّ هذه الرياضة لا تستهدف فئة الدخل المتوسط أو المحدود، نظرًا لطبيعتها وأجوائها الراقية التي تجذب شريحة معيّنة من الناس يرون فيها أسلوب حياة أكثر من كونها مجرّد رياضة.
ويضيف أنّ كلفتها تُعدّ مرتفعة نسبيًا مقارنة برياضات مثل كرة القدم أو السلة، خصوصًا لمن يمارسها بانتظام، ما يجعلها غير متاحة للجميع.
أما من حيث التكلفة، فيشير إلى أنّ بعض النوادي توفّر مضارب البادل مجانًا، فيما تفرض أخرى رسومًا إضافية تصل إلى نحو 5 دولارات. وتختلف كلفة استئجار الملعب من نادٍ إلى آخر، إذ تتراوح بين 30 و40 دولارًا للساعة، وقد تصل المباراة الكاملة التي تمتد لنحو ساعة ونصف إلى نحو 65 و 70 دولارًا.
ويلفت إلى أنّ الإقبال يرتفع في فصل الشتاء، نظرًا لكون العديد من الملاعب مسقوفة ومجهزة للعب في مختلف الظروف الجوية، فيما تمتد فترات الذروة عادةً من الخامسة عصرًا حتى العاشرة مساءً، حيث تكون غالبية الملاعب محجوزة بالكامل.
إذًا، لم تعد البادل في لبنان مجرّد رياضة عادية، بل أصبحت نمط حياة وأسلوبًا جديدًا للبعض، وللبعض الآخر استثمارًا مربحًا يدرّ آلاف الدولارات ويوفر فرص عمل داخل قطاع رياضي وتجاري مزدهر.
ومع ازدياد عدد النوادي وتنوّع الفئات المهتمّة بها، يُتوقّع أن تواصل البادل توسّعها لتصبح جزءًا ثابتًا من المشهد الرياضي والسياحي في لبنان، وربما تفتح الباب أمام بطولات محلية ودولية تعزّز موقع البلاد على خارطة الرياضة العالمية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة باسيل: العدالة ليست شعارا بل اسلوب حياة والتيار يريد اعادة الثقة بالعدالة لأنها أساس الجمهورية Lebanon 24 باسيل: العدالة ليست شعارا بل اسلوب حياة والتيار يريد اعادة الثقة بالعدالة لأنها أساس الجمهورية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الریاضة فی لبنان وهذا ما هذا ما
إقرأ أيضاً:
70 لاعباً يشاركون في بطولة دبي لأكاديميات البادل
دبي (الاتحاد)
اختتمت بنجاح النسخة الأولى من بطلة دبي المفتوحة لأكاديميات البادل التي أطلقها مجلس دبي الرياضي، بالتعاون مع اتحاد البادل، وبالشراكة مع أكاديمية ورلد بادل، بهدف تعزيز الجهود لاكتشاف وتطوير المواهب الرياضية الشابة في رياضة البادل، وزيادة انتشار اللعبة بين الناشئين، ومنحهم فرصاً حقيقية للتنافس والتدريب على أعلى المستويات.
وشارك في النسخة الأولى من البطولة أكثر من 70 لاعباً ولاعبة من 14 أكاديمية من مختلف إمارات الدولة، تنافس المشاركون في أربع فئات عمرية شملت تحت 12 عاماً، تحت 14 عاماً، تحت 16 عاماً، وتحت 18 عاماً، وخاض كل لاعب سلسلة من المباريات التي تضمنت ثلاثة لقاءات على الأقل في دور المجموعات، إضافة إلى مباراتين للتأهل أو تحديد المراكز، هذا النظام ضمن لجميع المشاركين تجربة تنافسية مكتملة وعادلة.
وتميز اللاعب راشد وليد من أكاديمية الاتحاد البادل، حيث نال جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد أن قدّم مستويات ثابتة من الأداء وروحاً رياضية عالية خلال جميع مبارياته، وقدم نموذجاً يحتذى للمواهب الصاعدة في الرياضة.
وفاز فرنام كيان، وأدريان رودريغيز بالمركز الأول في فئة تحت 12 عام، وحصل مهدي عبيد، وحسن أحمد مجدي أبوزيد على المركز الثاني، وفي فئة تحت 14 عاماً، فاز الثنائي أرسيني سولوفيف، وآدم حمود بالمركز الأول، تلاهمها الثنائي فارس ناصر، وعيسى أهلي، وفي فئة تحت 16 عاماً، فاز اللاعبان راشد وليد، وماجد العبدالله بالمركز الأول، تبعهما حمدان الكوخردي، وعيسى أهلي في المركز الثاني، فيما فاز الثنائي أحمد المهيري، وراشد وليد بالمركز الأول في فئة تحت 18 عاماً، وتبعهما الثنائي حمدان الكوخردي، وحمد الكوخردي.
أكد سعيد المرّي الأمين العام لاتحاد البادل، أهمية التعاون بين الاتحاد، ومجلس دبي الرياضي، والأكاديميات الخاصة، وقال: «تعكس شراكتنا مع مجلس دبي الرياضي، وورلد بادل التزاماً مشتركاً بتنمية الرياضة بشكل مسؤول، بدءاً من القاعدة، نحن نمنح اللاعبين الصغار فرصة للتدريب والمنافسة على مستوى عالٍ، وبذلك نستثمر في مستقبل البادل على المدى الطويل في مختلف أنحاء الدولة».
وأكد أحمد سالم المهري، مدير إدارة المواهب الرياضي في مجلس دبي الرياضي، أن المجلس يضع ملف اكتشاف وتطوير المواهب في مقدمة أولوياته.
وقال إن المجلس يعمل على بناء منظومة متكاملة لاستقطاب ورعاية اللاعبين الواعدين في مختلف الألعاب.
وأضاف أن إطلاق بطولة دبي المفتوحة لأكاديميات البادل يعكس التزام المجلس بتوفير بيئة تنافسية حقيقية تمنح الناشئين فرصة لإثبات قدراتهم وصقل مهاراتهم.
وأوضح أن البطولة تتكامل مع برنامج استراتيجي شامل يستهدف تأسيس قاعدة واسعة من المواهب في دبي، كما تنضم إلى سلسلة بطولات دبي المفتوحة في كرة القدم والسلة واليد والتنس والجمباز والريشة الطائرة.
وأعرب عن سعادته بالنتائج التي حققتها النسخة الأولى، مؤكداً أن المجلس سيواصل توسيع المبادرات التي تعزز مكانة دبي مركزاً رائداً لتطوير المواهب الرياضية.
ومن جانبه، أوضح علي العارف، الرئيس التنفيذي لأكاديمية ورلد بادل: «المبادرة تهدف إلى منح اللاعبين الصغار منصة ليحلموا بشكل أكبر، في أكاديمية ورد بادل، نؤمن بأهمية جعل رياضة البادل متاحة وملهمة للجميع، وتساعدنا هذه الشراكة في تعزيز هذا الهدف عبر إعداد أبطال المستقبل من خلال الشغف والتوجيه والفرص».
جسّدت بطولة دبي المفتوحة لأكاديميات البادل خطوة مهمة نحو تأسيس سلسلة مستدامة من بطولات الناشئين في دبي، كما تعكس التزام الإمارة بأن تكون مركزاً إقليمياً لتطوير رياضة البادل عبر برامج موجهة للشباب، ومن المتوقع أن تواصل المبادرة جذب المزيد من المواهب الواعدة، وتوفير منصات أكثر اتساعاً لتأهيل أجيال جديدة من اللاعبين المتميزين.