وفي برنامج "مع تيسير"، قال ولد الوالد إن الإيرانيين جمعوا ما تبقى من هؤلاء المعتقلين مع أسرهم في أحد المعسكرات القديمة، وذلك بعد جهد كبير وإضراب عن الطعام.

وكان المجمع الذي سكن فيه هؤلاء عبارة عن سجن، لكنه لم يكن يحمل اسم السجن، وكانت البناية مكونة من 4 جوانب وُضع المعتقلون في جانب واحد كانت غرفه سميكة الجدران، لا نوافذ فيها وإنما فتحتات تهوية صغيرة.

وظل المعتقلون يعتبرون أنفسهم سجناء في بلد جاؤوا إليه ضيوفا رغم اجتهاد الإيرانيين في محاولة إثبات العكس بتوفير الأثاث والفرش وكثير من الأمور التي تخفف من وطأة البقاء في هذا المكان.

كما كان الإيرانيون -وفق ولد الوالد- يوفرون لهم الطعام بأنواع وكميات كبيرة، لكنهم كانوا يلبون طلباتهم غير الأساسية بالتدرج حتى لا تتوسع هذه المطالب، وعندما طلبوا متابعة الإعلام سمحوا لهم بمتابعة القنوات المحلية.

وهكذا، عزلت إيران هؤلاء المعتقلين عن العالم، لكنها وفرت لهم كل ما يحتاجون في الداخل وفتحت لهم عيادة في المكان، وافتتح المعتقلون مدرستين للأطفال، ونظموا دروسا لحفظ القرآن، وحاولوا بكل الطرق تغيير جوهر المكان والحياة.

وأحيا المصريون منهم شهر رمضان على الطريقة المصرية ثم أنجب بعض المعتقلين أطفالا جددا فأعدوا ولائم، ووسموا حياتهم بكثير من عاداتهم المحلية.

وضع غير معروف

وكانت مشكلة المسؤولين عن المكان -كما يقول ولد الوالد- أنهم لا يعرفون ما الذي سيفعلونه مع هؤلاء المعتقلين الذين كانوا ضيوفا على الحكومة، لكنهم سجناء في نظر القائمين على المعسكر.

في المقابل، كان المعتقلون يرون أن الإيرانيين لا يعاملونهم وفق الشرع ولا وفق الأخلاق ولا وفق القانون، لأن مصيرهم غير معروف، وحتى عندما حاكموهم أجروا لهم محاكمات صورية لكي يصبح بقاؤهم قانونيا فلا يطالب بهم أحد.

بيد أن ولد الوالد يعتقد أن إيران كانت عازمة على إبقاء هذه المجموعة عندها حتى تضمن عدم تعرضها لأي هجوم من جانب الجماعات الجهادية في المستقبل، اعترافا بمعروفها مع هؤلاء المعتقلين أو خوفا عليهم.

إعلان

وسمحت الحكومة لنساء المعتقلين بالخروج للمستشفيات رفقة ابنها الكبير أو امرأة أخرى، وكانوا يتيحون لهن وضع النقاب في طهران رغم أنه كان محظورا، كما يقول ولد الوالد.

لكن طول البقاء في هذا المجمع أدى في النهاية إلى وقوع خلافات بين المعتقلين والحراس بسبب تشدد الأخيرين في السماح للأبناء مع أمهاتهم أو منع بعض النساء من الخروج بدافع التعنت، ووصل الأمر إلى الصدام في إحدى المرات.

وفي هذه المرة، حطم المعتقلون البوابة فأطلق الحراس قنابل الغاز والدخان ودخلوا على العائلات بالسلاح، حتى لا تنفلت الأمور من أيديهم.

صدام ومماطلة

وكان ولد الوالد مسؤولا عن المعتقلين على اختلاف انتماءاتهم، ويقول إن المعتقلين تجاوزوا في هذه المرة وجلبوا الحرس إلى الصدام واستخدام القوة والرصاص للتخويف، وأغلقوا البوابات على الجميع، وتعاملوا بمنطقهم العسكري لأول مرة.

وعلى إثر هذا الصدام، نقلت الحكومة 4 من المعتقلين إلى سجن إيفين، وهو ما استدعى رفضا من بقية السجناء رغم اعتراضهم على ما قام به زملاؤهم.

وعندما رفض المسؤولون الجلوس لبحث هذه المشكلة، قرر المعتقلون الإضراب عن الطعام وزيارة العيادة، لكن الإيرانيين لم يبدوا استجابة، فأحرقوا ما يمكن إحراقه داخل السجن لإظهار احتجاجهم على ما جرى، وبدؤوا بتدمير السقوف غير الخرسانية والمصابيح الكهربائية.

ورغم ذلك واصل الإيرانيون التعنت وبقوا يراقبون كل شيء بالكاميرات، حتى جمع المعتقلون كل ما لديهم من ثياب وأضرموا النار فيها، وهنا تحركت الإدارة للتفاوض مع ولد الوالد، الذي يقول، إن السجناء لم يكونوا فعليا يملكون أدوات للتصعيد.

وبعد هذه الواقعة، أعاد الإيرانيون اثنين من المعتقلين الأربعة الذين نقلوهم إلى "إيفين" ونقلوا اثنين إلى سجن آخر، وانتهت المشكلة رغم وجود توتر كامن في النفوس.

وبدأ المعتقلون المطالبة بالخروج أو الانتقال إلى مجمع سكني طبيعي وليس سجنا كالذي هم فيه، ورد عليهم الإيرانيون بأنهم شرعوا فعلا في بناء مكان يصلح للحياة العادية، لكنهم ماطلوا في نقلهم حتى فقدوا مصداقيتهم تماما عند المعتقلين.

وعند هذه النقطة، تم تعيين مسؤول جديد من الجيل الأول للثورة الإيرانية، وكان على معرفة دقيقة بالمجاهدين وسبق له العيش مع حركات جهادية بسبب ارتباطه بدعمها في بداية الثمانينات.

ولم يقبل الرجل بما سمعه عن حياة المعتقلين التي قال، إنها لا تعكس مبادئ الثورة التي اتهم النظام الحاكم وقتئذ بالتخلي عنها، ووعدهم بأنه سيترك منصبه إن لم يتمكن من تحسين أوضاعهم.

وفعلا، وفر هذا المسؤول كثيرا من الأمور البسيطة التي كان من شأنها أن تخفف عنهم وطأة السجن، وكان أهم ما قدمه لهم مكتبة رقمية كبيرة، لكنه استقال في نهاية المطاف عندما لمس مماطلة الحكومة في الوفاء بوعودها مع هؤلاء الناس.

بعدئد، استقبل المعتقلون وزيرا إيرانيا حاول الحديث إليهم بود، وأوضح لهم أن إيران لم تأخذهم بذنب آخرين ارتكبوا عمليات ضد دبلوماسيين إيرانيين وضد مواطنين شيعة أيضا، وهنا رد عليه ولد الوالد بأن المجاهدين أيضا لم يأخذوا على  إيران دعمها التحالف الأميركي الذي غزا أفغانستان.

إعلان

وبعد خمس سنوات قضوها في هذا المجمع، نُقل المعتقلون إلى مجمع كرج الذي انتظروه سنوات، وقد كان مسيجا كالسجون، لكنه بقي ذي طابع سكني في النهاية.

 

Published On 25/10/202525/10/2025|آخر تحديث: 20:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:46 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

هؤلاء الممنوعون من زيت الزيتون .. اكتشفهم

يعد زيت الزيتون من أكثر المواد الطبيعية المعروفه بفوائدها الصحية الكثيرة جدا ولكن ما لا يعرفه البعض أن بعض الأشخاص ممنوعين من تناوله حيث يسبب لهم مضاعفات خطيرة.

ووفقا لما جاء في موقع verywellhealth نكشف لكم من هم الممنوعون من زيت الزيتون .

من لا يجب عليه استخدام زيت الزيتون لعلاج الإمساك؟

يعد تناول زيت الزيتون لعلاج الإمساك آمنًا بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء، ولكن هناك فئات معينة لا ينبغي لهم تناوله، بما في ذلك:

الأطفال والرضع ، لأنهم لم يطوروا بعد تقنيات البلع المناسبة اللازمة لتناول السائل السميك بأمان. 

يجب على الأشخاص الذين من المفترض أن يحدوا من تناول الدهون ، حتى الدهون الصحية ، أن يتجنبوا تجربة زيت الزيتون لعلاج الإمساك حتى تتاح لهم الفرصة للتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم .

يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الزيتون أو أي شيء في زيت الزيتون تجنبه.

طباعة شارك زيت الزيتون فوائد زيت الزيتون الأطفال الرضع

مقالات مشابهة

  • عمر كمال يحكي تفاصيل تسريب أغاني محمد فؤاد.. فيديو
  • هؤلاء الممنوعون من زيت الزيتون .. اكتشفهم
  • هل يجوز أن يخص الوالد أحد أولاده بالهبة دون إخوته؟.. الأزهر يجيب
  • شعبان: الغرياني سلّم الدبيبة قائمة بـ56 موقوفًا وقدمها للبعثة… والردع: 50 من داعش و6 من القاعدة
  • هل يجوز أن يخص الوالد أحد أولاده بالهبة دون إخوته؟.. الأزهر يوضح
  • حماس : استعراض الإرهابي بن غفير لعمليات تعذيب المعتقلين تجسيد للسلوك السادي الذي ينتهجه العدو بحق أسرانا الأبطال
  • نادي الأسير: "بن غفير" يواصل حرب الإبادة داخل السجون الإسرائيلية ويدعو إلى قتل المعتقلين وتعذيبهم
  • حماس تعلق على مشاهد تعذيب المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة تستنكر حملة الاعتقالات ضد أبناء جنين