بين الغموض والخيبة.. هل خذل فيلم المرأة في المقصورة 10 جمهوره؟
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
ربما لم تؤسس الكاتبة أغاثا كريستي لروايات الجريمة التي يمكن تلخيصها تحت عنوان "من الجاني؟" التي بدأت على الأغلب من قبلها، غير أنها وضعت قواعد هذه الروايات التي تسير على دربها الأعمال الروائية وحتى السينمائية بعدها، فيُوضع أي عمل ينتمي إلى هذا النوع في مقارنة مباشرة مع أعمال الكاتبة الإنجليزية.
فيلم "المرأة في المقصورة 10" (The Woman in Cabin 10) أحد أحدث هذه الأفلام، وهو مقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته للكاتبة روث وار، صدرت عام 2016، واقتبس الرواية للشاشة المخرج سيمون ستون، ومن بطولة النجمة كيرا نايتلي في دور الصحفية لو بلاكلوك، ويشاركها في البطولة كل من جاي بيرس، غوغو مباثا-راو، هانا وادينغهام، وكايا سكوديلاريو، إلى جانب مجموعة من الممثلين الآخرين، ويُعرض الآن على منصة نتفليكس، وفي قائمة الأعلى مشاهدة بعدد من دول العالم.
A post shared by Netflix Film (@netflixfilm)
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأنمي الياباني يواصل غزو هوليود.. "تشينسو مان" في صدارة شباك التذاكر الأميركيlist 2 of 2مهرجان الجونة يختتم دورته الثامنة بإشادة واسعة ومفاجآت في الجوائزend of listالمرأة في المقصورة 10 ونساء يُدفَعن إلى الهامش
يفتتح الفيلم بتعريف المتفرجين بالشخصية الرئيسية لو (كيرا نايتلي)، وهي صحفية تجمع بين قواعد العالم القديم والحديث، إذ تقدم قصصا أصيلة لأشخاص خارج دائرة الضوء أغلب الوقت، وتتنقل بسببها بين بلاد العالم، بل تقوم بمغامرات خطرة. وفي الوقت ذاته تطوع التكنولوجيا الحديثة بمهارة لمعاونتها على أداء هذه المهام، فتكتسب الشهرة، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية أو على الأقل كوابيس تؤرق لياليها نتيجة لما تعايشه خلال مهامها الصحفية هذه.
يركز فيلم "المرأة في المقصورة 10" بشكل أساسي على نساء يُدفعن رغما عن إرادتهن إلى الهامش. فيبدأ بالبطلة وهي عائدة من مهمة صحفية نتج عنها مقتل المصدر، وكانت امرأة باحت بأسرارها إلى الصحفية لو. وعندما تعود الأخيرة إلى مكتب الجريدة التي تعمل بها، تجد في انتظارها اجتماعا مع مديرتها، بالإضافة إلى دعوة لرحلة على متن يخت فاره، موجهة لها من امرأة ثرية، لكنها على وشك الموت نتيجة السرطان، وزوجها. تهدف الرحلة إلى الترويج لجمع تبرعات لمساعدة مرضى السرطان، وتقوم "لو" بالكتابة عن هذه الرحلة إذا قبلت الدعوة بالطبع.
إعلانتظن "لو" أن الرحلة فرصة طيبة للاسترخاء والابتعاد عن مهامها المعقدة التي قد تنتهي بجرائم قتل، غير أن ظنونها تخيب في أول ليلة لها على اليخت العملاق، عندما تستيقظ على صراخ من المقصورة رقم 10 المجاورة، ثم صوت سقوط شخص من على متن القارب. تهرع خارج مقصورتها فترى امرأة تطفو على وجه الماء.
وكما سيفعل أي شخص في موقعها، تصرخ "لو" وتطالب بوقف اليخت لإنقاذ الغريقة، غير أن الجميع حولها يخبرونها بأنه لم تكن هناك امرأة في المقصورة المجاورة من الأساس، وأن ما رأته ربما محض توهمات من عقلها المسكون بجرائم القتل نتيجة لمهامها الصحفية.
تتحول رحلة "لو" من فرصة للاسترخاء إلى لغز مخيف، لا تسعى فيه فقط لإثبات غرق امرأة، بل أيضا للتأكيد على سلامتها العقلية والنفسية بين جماعة من الأثرياء المرفهين الذين ينظرون إليها كامرأة مختلة ومفسدة للمتعة، تُزعجهم خلال رحلتهم المزمعة التي تحتفي بصديقتهم التي على وشك الموت.
يقدم الفيلم منذ بدايته نساء يُدفعن للسقوط إلى الهامش، بداية من المصدر في المقال الصحفي لـ"لو" التي تُقتل نتيجة لصراحتها في حكي قصتها، ثم المرأة التي يُنكر الجميع وجودها من الأساس، بالإضافة إلى "لو" نفسها التي يشكك الجميع في صحتها النفسية والعقلية. ورغم كونها صحفية ناجحة، فإن ذلك لم يحمها من التهمة الجاهزة بالهستيريا والمبالغة التي تُلصق بأي امرأة تحاول السير عكس التيار أو الصراخ بالحقيقة في ظل محاولات حجبها.
View this post on InstagramA post shared by Netflix Film (@netflixfilm)
أغاثا كريستي وضعت القواعد وعلى الجميع الطاعةكما ذُكر في المقدمة، فإن الكاتبة الإنجليزية أغاثا كريستي هي من وضعت النسخة السائدة الآن من أسس قصص وأفلام الجريمة "من الجاني؟"، ومنها أن البطلة أو البطل يظلان في بحث دؤوب عن القاتل أو المجرم بشكل عام، الذي لا تنكشف هويته إلا في اللحظات الأخيرة قبل الختام. غير أن "المرأة في المقصورة 10" -سواء الفيلم أو الرواية- يكسر هذه القواعد عندما يتم الإفصاح عن هذه الهوية في بداية الثلث الأخير من العمل، مما يفقده الكثير من الإثارة بشكل مفاجئ، ويُشعِر المتفرج بانعدام جدوى متابعة الفيلم بعد هذا الكشف مباشرة.
أهدر "المرأة في المقصورة 10" كذلك قدرات ممثليه وممثلاته، وعلى رأسهم كيرا نايتلي وجاي بيرس، إذ لم يمنح أيّا منهما دورا حقيقيا ثلاثي الأبعاد، أو شخصية لها مزاياها ومثالبها، بل مجرد صورة مختصرة للشخصية. وحول جميع الشخصيات إلى دمى تتحرك باتجاه النهاية المحتومة، بالكشف عن الجريمة والقاتل والسبب وراءها. فالشخصيات أحادية البعد وتفتقر إلى العمق الكافي لخلق ارتباط عاطفي مع المشاهد. والسيناريو لم يمنح الشخصيات الوقت الكافي لتتطور أو تتفاعل بواقعية، مما جعل الأداء الجيد للممثلين بلا تأثير فعلي.
View this post on InstagramA post shared by Netflix Film (@netflixfilm)
حبكة غير منطقية ودراما بلا تصعيد
افتقد السيناريو المنطق الداخلي المتماسك، إذ تتحرك أحداث الحبكة لخدمة النهاية وليس العكس، فالمفترض أن تؤدي الحبكة المنطقية إلى النهاية. فعلى مدار الأحداث ظهرت الكثير من العقبات المصطنعة وغير المنطقية، بينما بدت ردود فعل الشخصيات على المستوى ذاته من الفوضى.
إعلانيبدأ فيلم "المرأة في المقصورة 10" بما يشبه الوعد الكبير، فلدينا قصة تبدو مثيرة، وجريمة قتل وشخصيات جادة، سواء الصحفية "لو" صاحبة الإنجازات أو جماعة الأثرياء المرفهين، بالإضافة إلى أماكن التصوير المميزة على متن اليخت أو الطبيعة من حوله. غير أنه يفقد الزخم عندما يتحول إلى دائرة متكررة من الشكوك والمواجهات دون تصعيد دراميّ حقيقي.
يلمح الفيلم كذلك إلى قضايا الطبقية والسلطة والصمت الاجتماعي، لكنه لا يذهب أبعد من ذلك، مكتفيا بالإشارات السطحية دون معالجة حقيقية، مما يُكمل الدائرة ذاتها من الوعود التي لم تتحقق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات بالإضافة إلى غیر أن
إقرأ أيضاً:
بالصور.. ليلة فرح لم تنَم فيها سوريا
في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من 14 عاما، امتلأت الساحات العامة في المدن السورية بمئات الآلاف احتفالا بمرور عام على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وتحت شعار "وطن واحد وشعب واحد"، رفرفت الأعلام وأضاءت الألعاب النارية سماء دمشق وحلب وحمص واللاذقية وإدلب وغيرها من المدن، وسط أجواء وُصفت بأنها الأكثر تعبيرا عن نهاية حقبة طويلة من الخوف والصمت.
وامتلأت ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق بمئات الآلاف ممن تدفقوا منذ ساعات المساء الأولى للاحتفال.
وبدت صورة جوية للمنطقة وكأنها بحر من الضوء يحيط بنصب "سيف دمشق".
View this post on Instagramولوّح الكبار والأطفال بعلم بلادهم بينما ترددت الهتافات المطالبة بـ"ثبات الحرية"، في حين أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة حتى ساعات الفجر.
وتدفقت الحشود إلى ساحة الساعة في وسط حمص، لتتحول في هذه الليلة إلى منصة مفتوحة للاحتفال.
وامتلأت السماء بشعاع الليزر والألعاب النارية بينما ردد المحتفلون أهازيج الثورة والنصر.
View this post on Instagramواستمرت الفعاليات حتى ساعات الصباح مع عروض موسيقية ومواكب شبابية حملت الأعلام واللافتات.
احتشد الآلاف في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، التي تعيش عامها الأول بدون النظام السابق بعد سنوات طويلة من الحرب والانقسام.
وأظهرت لقطات جوية الشوارع الرئيسة المكتظة بالحشود بينما رفعت الأعلام وهتف المحتفلون للحرية، وسط انتشار فرق كشفية وشبابية لتأمين الدخول إلى الساحة وتنظيم الفعاليات.
View this post on Instagramوشهدت محافظة إدلب عرضا ضخما ومسيرات طويلة ضمن مهرجان وطني أُعلن عنه قبل أيام.
وشارك في الاحتفالات آلاف الأشخاص الذين خرجوا في موكب مركزي ردد شعارات تؤكد نهاية عهد حكم الأسد. ورفرفت الأعلام فوق السيارات التي شكّلت قوافل على الطرق الرئيسة المؤدية إلى وسط المدينة.
ازدحمت ساحة العاصي في مدينة حماة بجموع المحتفلين الذين حملوا الأعلام ورددوا الأغاني الشعبية المرتبطة بتاريخ الثورة.
وتعالت الهتافات معلنة "بداية مرحلة جديدة"، بينما ازدانت الساحة بإضاءة خاصة ودوائر دبكة شعبية امتدت حتى ساعات ما قبل الفجر.
خرج سكان اللاذقية إلى ساحات المدينة للاحتفال لأول مرة بشكل علني منذ بداية الثورة، بعد عام على سقوط الأسد.
ولوّح المحتفلون بالأعلام ورددوا شعارات تطالب بوحدة البلاد واستكمال مسار العدالة الانتقالية، بينما أظهرت الصور تدفق آلاف الأهالي نحو الساحة الرئيسة وسط المدينة.
واحتشد سكان دير الزور في الساحات العامة وعلى ضفاف نهر الفرات لإحياء الذكرى، في مشهد غاب عن المدينة لسنوات طويلة بفعل الحرب والحصار والانقسام.
View this post on Instagramوخرج الآلاف في درعا، مهد الثورة السورية، في مشهد حمل رمزية كبيرة وتعبيرا عن فرحتهم بالذكرى الأولى لتحرير سوريا. ورفع المشاركون لافتات تستعيد بدايات الاحتجاجات الأولى، وسط دعوات لمواصلة مسار العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
View this post on Instagramوشاركت وفود عربية في الاحتفالات، حيث وصل الزوار من دول عربية خصيصا لحضور المناسبة.
View this post on Instagramوفي المقابل أقيمت فعاليات موازية في مدن عربية وعالمية حيث بثت ساحات عامة مباشرة الاحتفالات وسط هتافات تؤكد "وحدة المصير العربي".
View this post on Instagram View this post on Instagramوتواصلت الاحتفالات حتى ساعات الصباح الأولى، بينما أكد مشاركون أنهم ينظرون لهذه المناسبة بوصفها "الخطوة الأولى نحو إعادة بناء الدولة بعد عقود من الاستبداد"، وسط آمال واسعة بأن تحمل السنوات المقبلة استقرارا سياسيا وعدالة انتقالية وإعادة إعمار واسعة تشمل جميع المناطق السورية.
إعلان