بوابة الوفد:
2025-10-14@05:06:48 GMT

كتاب للبيع ليس بالكتاب وحده يعيش الإنسان

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

ليس بالورق وحده يعيش الإنسان، كما انه وفقا لما ورد بنص الكتاب المقدس أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، تلك هى المعادلة الأصعب والأعقد، فإذا كان الخبز ومعادله المادى كفيلا باستمرار وبقاء حياة المرء، فإن الكتاب المقدس أبان عن روح المعنى الذى يجب أن تتواجد ليكتمل بقاء الإنسان،ثم أتت الأحداث لتبين أن المعنى وحده والكلمة والحكمة ومفردات الكتب ليست بكفيلة لحياة الإنسان، سؤال أعادته الكاتبة الصحفية والناقدة الأدبية صافيناز كاظم للأذهان عبر طرحها لبيع مكتبتها بملبغ مليون جنيه، ذلك العرض الذى أعلنته على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الجتماعى ليعيد للأذهان مئة تساؤل وتساؤل .

..ولعل أبرز هذه الأسئلة هو: هل سئمت الكاتبة من تكدس الكتب وحاولت تبدليهم بأوراق نقدية تعينها على مواجهة الحياة ؟...هل الخبز أولا ....؟...وإن كانت الكاتبة قد تواجد لديها مصدر الرزق والكفاف فما الدافع الذى يدفع كاتبا لأن يحول وريقات الكتب إلى أوراق البنكنوت؟

درس المعلمون لتلاميذهم أن حضارتنا العربية العريقة شهدت ازدهارا للفكر والثقافة والفنون وحركة التراجم، حين كان خلفاء الدولة العباسية يزنون الكتاب بالذهب، فقدر التلامذة دور الفكر والعلم وقراطيس المعرفة، فكانت الدولة التى تزن الكتب بالذهب هى نفسها الدولة التى كانت تنثر الحب والبذور على الجبال حتى لا يجوع طير فى بلاد المسلمين، حيث كان الذهب متوفرا ووريقات البنكنوت متوفرة وبكثرة ....لكن عفوا هذا زمان مختلف أضحت ورقات البنكنوت هى الفئة الأكثر قبولا ورواجا وجذبا للعيون، فقد حدث أحد المتصوفة تلاميذه متسائلا: «لما سمى المال مالا يا مريدى ؟..غير ان المريد لم يسعفه الذهن بإجابة فرد الشيخ المربى بجوابه: «إنما سمى مالا لأن القلوب تميل إليه».

التوقيت لم يدم لساعات الذى طرحت فيه الكاتبة الصحفية الفارسية النشأة المصرية الهوى –صافيناز كاظم – عن بيع مكتبتها بمبلغ قدره «أرنب مصرى» بمصطلح لغة الانفتاح إبان عصر الرئيس الراحل للديار أنور السادات، ثم أعقب بعد ساعات أن نوارة ابنتها تدخلت فى الأمر فأثنتها عن القرار..

وقبيل اعلان الكاتبة صافيناز كاظم، كانت ثمة قضية معرفية أخرى شهدت رواجا بين الصحف ووسائل الإعلام العربية والأجنبية،  كانت القضية هى كنز الفنان حسن كامى، ليس الكنز بمصطلح الذهب والبنكنوت، بينما كان الكنز هو مكتبته المحببة الى  قلبه والتى كان يقضى فيها أغلب اوقاته، لكنه لم يبع، ولم يطرح الأمر للبيع لسبب أعلنه اكثر من مرة وبأكثر من طريقة،  أن روائح الورق وجدران المكتبة بأغلفة الكتب تحمل ريح «نجوى» زوجته وحبيبته ورفيقته، فمثلت الكتب جدران ليلى العامرية للعاشق حسن أو الشاطر حسن، فلم يبع ولم يعرض للبيع، حتى وبعد وفاته صارت الأقاويل وتدوالت المحاكم المصرية قصة بيع المكتبة لمحاميه الخاص إلا أن القدر أيضا لم يترك الإرث المعنوى ليكون مباحا بيد شخص، فمات المحامى تاركا المكتبة لتضع عليها وزارة الثقافة المصرية يدها.

الأديب والكاتب الصحفى مصطفى عبيد ذكر عبر مقاله المعنون «تركة ثقيلة على رصيف الأزبكية» أن مصير تلك الكتب التى جمعت وتملكها المبدعون تصبح تركة ثقيلة لورثة المبدع فيسعى الورثة للتخلص منها عبر الاتفاق مع أحد سماسرة الكتب فى سور الأزبكية، ثم يكون مصيرها هو العرض عالرصيف... لذا هل من المنصف أن يكون عرض الكاتبة صافيناز كاظم بالعرض غير الواقعى كونها أرادت أن تبدل ثروتها المعرفية بأوراق بنكنوت حتى لا تثقل بجثث الكتب على نفسها أو على أحبابها ....هذا هو التساؤل الأصعب فى المعادلة..

هو نفس الأمر الذى عرض له الكاتب الصحفى عادل السنهورى فى معرض مقاله الصحفى المعنون «مكتبة مشاهير مصر» قائلا:  «ثروة ضخمة من آلاف الكتب لكبار الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين انتهى بها الأمر إلى بيعها لسماسرة الأشياء القديمة سواء تحت ضغط الحاجة للمال أو لأنها أصبحت عبئا وحملا ثقيلا بمجرد وفاة صاحبها ولا يراها الورثة من الأهل والأبناء سوى جزء من مقتنيات الاب يجب بيعها. حدث ذلك مع كثير ممن نعرفهم من كبار المفكرين والمثقفين والصحفيين، وضاعت ثروات معرفية على مكتبات الدولة للحفاظ عليها وعرضها بصورة تليق بأصحابها لمن يريد القراءة والمعرفة أو البحث. للأسف أقول إن الكتاب فى هذا الزمان لم يعد خير جليس وأصبح هما ثقيلا وضيفا يتيما غير مرغوب فيه فى المنزل فيتحول برغبة الورثة إلى مشرد لقيط على أرصفة الشوارع بعد أن قضى صاحبه عمرا فى جمعه والحفاظ عليه ومصاحبته، وتصبح الأمنية أن يرثه مثقف آخر أو يحصل عليه تلامذته أو تتحول إلى مكتبة عامة».

ينتهى المطاف بالكتاب أن يكون عبئا ثقيلا على وريث المبدع أو الكاتب أو المفكر، فيصبح الهم الأكبر هو التخلص من تلك الأوراق التى تحوى الفئران وتحدث زحاما فى البيت... لذا فهل من حرج أن يعرض المبدع أو المفكر تحويشة عمره بتعبير «صلاح السنهورى» للبيع شأن كل الأشياء التى تباع وتترجم إلى أوراق من فئات البنكنوت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صافیناز کاظم

إقرأ أيضاً:

جماهير أوروبا تنتفض: "كرتنا مش للبيع".. رفض واسع لفكرة نقل المباريات خارج القارة

تزايدت موجات الرفض الجماهيري في أوروبا عقب تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، بشأن محاولات بعض الدوريات الكبرى نقل مباريات رسمية إلى الخارج، في خطوة اعتبرها كثيرون “تهديدًا مباشرًا لهوية كرة القدم” التي نشأت في شوارع أوروبا قبل أن تتحول إلى صناعة عالمية.

أزمة مالية جديدة تهدد التزامات الزمالك .. اتحاد طنجة يكشف تفاصيل تأخر القسط الأول من صفقة عبد الحميد معالي

ورغم تأكيد إنفانتينو أن الفيفا يرفض أي مساس بالمنافسات المحلية، فإن النقاش لم يهدأ في الأوساط الجماهيرية، حيث أطلقت روابط المشجعين في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا حملات إلكترونية واسعة تحت شعارات مثل “كرتنا مش للبيع” و“احموا الملاعب من العولمة”، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لفكرة أن يخوض ناديهم مباراة رسمية في مدن بعيدة مثل ميامي أو أبوظبي أو سنغافورة.

وأكدت مجموعات جماهيرية، أبرزها رابطة مشجعي ليفربول ومانشستر يونايتد، أن أي محاولة لنقل المباريات “ستخطف اللعبة من جمهورها الحقيقي”، مشيرين إلى أن الحضور الجماهيري في الملاعب هو ما يصنع القيمة الحقيقية للدوري الإنجليزي أو الإسباني، وليس الأسواق الخارجية.

وقال متحدث باسم “مشجعي الدوري الإنجليزي” في بيان رسمي: “نحن لا نعارض تنظيم جولات ترويجية أو مباريات ودية في الخارج، لكن نقل مباراة رسمية من مانشستر إلى قارة أخرى هو اعتداء على تاريخ البطولة ومكانتها”.

وفي إسبانيا، عبّر مشجعو برشلونة وريال مدريد عن الغضب ذاته، خصوصًا بعد أن كانت رابطة “الليجا” قد اقترحت سابقًا إقامة إحدى مباريات الموسم في الولايات المتحدة. وقال أحد المشجعين في تصريحات لصحيفة “ماركا”: “من يدفع ثمن التذاكر طوال العام؟ نحن هنا في الملاعب، لا من يشاهد المباراة عبر الإنترنت من آلاف الكيلومترات”.

وتحظى الحملات الجماهيرية بدعم بعض اللاعبين السابقين والمدربين، الذين حذّروا من أن الابتعاد عن الجماهير المحلية “سيقتل روح المنافسة”. وقال المدرب الإسباني المخضرم بيب جوارديولا إن “كرة القدم لا يمكن أن تفقد اتصالها مع مجتمعها الأصلي، وإلا ستتحول إلى عرض تجاري بلا مشاعر”.

من جانبه، شدد إنفانتينو على احترامه الكامل لآراء الجماهير، مؤكدًا أن الفيفا “لن يفرض أي قرار دون مشاورة أصحاب المصلحة الحقيقيين في اللعبة”، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى “مناقشة هادئة ومتوازنة” حول مستقبل المسابقات.

ويرى محللون أن هذا الرفض الجماهيري الواسع قد يُجبر الأندية الكبرى على التراجع عن خططها التسويقية، مؤكدين أن المشجعين ما زالوا يمتلكون قوة التأثير في زمن المال والإعلانات، خصوصًا في الدوريات التي تعتمد على الشعبية المحلية في تحقيق أرباحها.

ويؤكد خبراء،  أن “معركة الجماهير” هذه ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فإما أن تنتصر فيها القيم التقليدية للعبة التي وُلدت من الشغف، أو أن ينجح رأس المال في فرض منطقه على المستطيل الأخضر.

وفي النهاية، تبدو الرسالة التي يرسلها ملايين المشجعين واضحة لا تحتمل التأويل:
“احتفظوا بكرتنا كما هي.. اللعبة لنا، وليست لمن يملك أكثر”.

مقالات مشابهة

  • الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح والمهندس محسن صلاح في عزاء شقيقة المهندس إبراهيم محلب| صور
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • «أبوظبي العقاري» يطلق رحلة رقمية متكاملة للبيع والشراء
  • القومي للمسرح يستضيف الكاتبة د. شهيرة خليل في ندوة حول مجلات الأطفال ومستقبلها
  • جماهير أوروبا تنتفض: "كرتنا مش للبيع".. رفض واسع لفكرة نقل المباريات خارج القارة
  • نقابة الإعلاميين تُدشّن مركز قياسات الرأي العام
  • الصعيد الجُوَّانى
  • استشاري علاقات أسرية: الحب وحده لا يكفي لنجاح الزواج.. ونموذج القدوة غائب عن البيوت
  • «ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية
  • اﻟﺸﺮاﻛﺎت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ.. ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﻌﺎﺋﺪ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻷﺻﻮل