صورة سلبية للإسرائيليين في الخارج.. ماذا وراء سلوك السياح في تايلند؟
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
عواصم - الوكالات
كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الصورة السلبية للسياح الإسرائيليين في تايلند، بعد اتهام السكان المحليين وسياح آخرين لهم بعدم احترام العادات المحلية، وممارسة سلوك متعجرف، ما أثار انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة "تيك توك".
وذكر المراسل السياسي إيتمار آيخنر أن التقرير الذي نشره الموقع الأميركي International Business Times (IBT) ركّز على سلوك السياح الإسرائيليين في منتجع باي شمال تايلند، مؤكداً أن مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت أظهرت تجاهلهم للتقاليد المحلية، والمطالبة بخدمات مجانية، وإظهار نوع من الغطرسة الثقافية، ما دفع السلطات التايلندية لاتخاذ إجراءات استثنائية.
وانطلقت موجة الانتقادات الرقمية من منشورات على "تيك توك"، حيث نشر أحد المستخدمين التايلنديين مقطعًا اتهم فيه السياح الإسرائيليين بـ"الرغبة في الحصول على كل شيء مجانًا والتصرف بلا احترام"، وحصل الفيديو على أكثر من 50 ألف إعجاب قبل حذفه من المنصة.
وفي مقطع لاحق، وصف مستخدم آخر الإسرائيليين بأنهم "متعجرفون روحانيًا"، مشيراً إلى التناقض بين خلفيتهم العسكرية ورحلاتهم الروحية إلى آسيا، وأضاف أن بلدة باي تحولت من وجهة هادئة للباحثين عن السلام إلى مكان مكتظ بسياح "وقحين ومتقوقعين على أنفسهم".
ولم تقتصر الحوادث على الإنترنت، إذ نقلت وسائل إعلام تايلندية عن تورط بعض السياح الإسرائيليين في حوادث فعلية. فوفقًا لصحيفة Globe News Bangkok، وقع في فبراير 2025 حادث تخريب داخل مستشفى في باي بعد خلاف مع طاقم الطوارئ، ما أدى إلى تغريم بعض السياح وترحيل آخرين، كما اعتُقل إسرائيليان آخران لعملهما كفنانين شوارع بدون تراخيص.
وردًا على تكرار هذه الحوادث، أصدرت سلطات الهجرة التايلندية إرشادات سلوك باللغة العبرية، في خطوة نادرة تؤكد حجم المشكلات المرتبطة بالسياح الإسرائيليين. ويشير التقرير إلى أن أعدادهم ازدادت بعد حرب 7 أكتوبر 2023، حيث سافر آلاف الجنود الاحتياطيين السابقين إلى تايلند للراحة والتعافي، ما دفع السكان المحليين لوصف سلوكهم بأنه "تجاوز الحدود المقبولة".
وتحدث أصحاب الأعمال في باي عن "توترات متكررة" مع الزوار الإسرائيليين، الذين يرفضون أحيانًا الانصياع للتعليمات، ويتجادلون مع الموظفين، ويطالبون بمعاملة خاصة. ويقول محللون إسرائيليون إن ما حدث يعكس حساسية الصورة العامة للإسرائيليين في الخارج، خاصة بين الشباب الذين أنهوا خدمتهم العسكرية.
ورغم عدم صدور تعليق رسمي من وزارة الخارجية الإسرائيلية، نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين في بانكوك أن السفارة "تتابع بقلق" موجة الانتقادات الرقمية التي قد تؤثر على سمعة السياح الإسرائيليين في آسيا.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذه العاصفة الإلكترونية ليست مجرد نقاش عابر، بل مرآة لصدام ثقافي بين سلوكيات فردية وصورة جماعية، مع تحذيرات من أن بعض مقاطع الفيديو قد تعزز صورًا نمطية يصعب محوها لاحقًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: السیاح الإسرائیلیین الإسرائیلیین فی
إقرأ أيضاً:
قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
تعد “البحيرة الزرقاء” واحدة من أغرب المناطق في العالم، وذلك لخصائصها الفريدة من نوعها، فضلا عن عدم السماح بالزوار أو السياح من الدخول إلا بعد مسح أحذيتهم وتنظيف معداتهم.
وتقع “البحيرة الزرقاء” في قلب متنزه نيلسون ليكس الوطني في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا، وتُعرف محليًا باسم Rotomairewhenua، وهو اسم من لغة الماوري يعني “بحيرة الأراضي المسالمة”.
كانت هذه البحيرة، قبل أن تكتشفها العيون الحديثة، موقعًا ذا أهمية روحية وثقافية كبيرة بالنسبة لقبيلة Ngāti Apa؛ حيث كانت تستخدم في طقوس تطهير عظام الموتى لضمان رحلة أرواحهم إلى موطنهم الأسطوري هاوايكي بعد الوفاة.
تميّزت مياه البحيرة بنقاوة بصرية استثنائية، إذ تشير الدراسات العلمية إلى أن مستوى وضوح الماء يصل إلى نحو 70–80 مترًا، مما يجعلها تُعدُّ أوضح مياه عذبة طبيعية تم قياسها في العالم — أعلى حتى من بعض العينات التي تُستخدم كمراجع للوضوح البصري في المختبرات.
ويرجع هذا الصفاء إلى طريقة تغذية البحيرة من الخارج؛ إذ تتدفق المياه من بحيرة كونستانس المجاورة عبر رواسب جليدية تعمل كمرشح طبيعي يزيل الشوائب تقريبًا، ثم تتغذى البحيرة وتفرغ نفسها بالكامل تقريبًا كل يوم، مما يمنع الركود ويسهم في المحافظة على وضوحها.
مع انتشار صور البحيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحصولها على لقب “أنقى بحيرة في العالم”.
وتزداد أعداد الزوار بشكل كبير خلال مواسم الذروة بين ديسمبر ومارس، ما يثير مخاوف البيئيين وقبيلة Ngāti Apa من تأثيرات هذا التدفق البشري على البيئة الحساسة للمكان.
امسح حذائك أولا قبل الدخولأحد أخطر التهديدات التي تواجهها البحيرة اليوم هو انتشار نوع من الطحالب الدقيقة الغازية يُعرف باسم “ليندافيا” (أو ما يطلق عليه أحيانًا مخاط البحيرة).
هذا الكائن الدقيق شق طريقه، على الأرجح، إلى نيوزيلندا عبر معدات الصيد أو المعدات الزائرة من أمريكا الشمالية، وهو موجود بالفعل في بحيرات قريبة مثل روتويتي، روتوروا وتينيسون.
ويمكن لزرقة طحالب صغيرة واحدة أن تغيّر التوازن البيولوجي في البحيرة بشكل دائم، بحسب الباحثين، لأن الطحالب تنتج مادة مخاطية تبقى أسفل السطح وتتسبب في تكوُّن طبقة من الوحل، ما يؤثر سلبًا على صفاء المياه — وهو ما قد يدمر أحد أهم عناصر جذب البحيرة.
والبشر هم الوسيلة الرئيسية لانتشار هذه الطحالب؛ فرُبُمَا تنتقل عبر أحذية الزوار أو معدات التخييم أو زجاجات المياه، ومن ثم تدخل إلى المسار المؤدي إلى البحيرة.
وبالرغم من أن هذا النوع من الطحالب لا يُعد سامًا للبشر، إلا أنه يشكل مصدر قلق بيئي كبير لما يمكن أن يسببه من أضرار في الأنظمة الطبيعية والميكروبيولوجية للمياه.
واستجابةً لهذه المخاطر، تعاونت إدارة الحفاظ على البيئة في نيوزيلندا مع قبيلة Ngāti Apa ومنظمة Te Araroa Trust لوضع احتياطات بيولوجية صارمة على طول المسار المؤدي إلى البحيرة.
وشملت هذه الإجراءات: تركيب محطات لتنظيف الأحذية والمعدات، ووضع لافتات تعليمية تُذكّر الزوار بضرورة تنظيف معداتهم جيدًا قبل الوصول إلى البحيرة.
كما يتم توجيه الزوار إلى عدم لمس الماء أو السباحة فيه أو حتى تبليل مناشفهم أو الكاميرات في المياه، وذلك لتقليل فرص نقل الكائنات الغازية إليها.