لجريدة عمان:
2025-05-13@23:46:53 GMT

«إنسان» .. في مواجهة الاتجار بالبشر

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

«إنسان» .. في مواجهة الاتجار بالبشر

لم يمنع التقدم الكبير الذي حققته البشرية بمختلف المجالات العلمية والتكنولوجية في العصر الحديث من استمرار بعض الممارسات السائدة في بعض العصور الظلامية ومنها جريمة «الاتجار بالبشر»، وهي جريمة بغيضة جرّمتها الشرائع السماوية والقوانين في مختلف دول العالم، إلا أنّ بعض تمظهرات تلك الجريمة ما زالت باقية، ويمارسها القلة في مختلف دول العالم.

والغريب أن تمظهرات الاتجار بالبشر لا تقتصر على الدول الفقيرة أو تلك التي تغيب عنها القوانين المنظمة للحقوق، فهي ما زالت موجودة في الدول المتقدمة كما هي موجودة بالدول الأقل نموًا في العالم، وما زالت هذه الجريمة تقوّض أسس الحرية والكرامة والعدالة، وتجرح إنسانية الإنسان سواء من وقعت عليه الجريمة أو حتى من سمع بها.

ورغم أن دلالة مصطلح الاتجار بالبشر شهدت الكثير من التحولات عبر مختلف العصور إلا أن جوهرها ما زال باقيًا وهو «عبودية الإنسان» واستغلاله لأغراض متعددة.

وتطورت أساليب الاستغلال في العصر الحديث لتتواكب مع معطيات المرحلة ومظاهرها وأساليب الاستغلال فيها، وتتحقق مظاهر «العبودية الحديثة» في الكثير من الممارسات الشنيعة التي لا تقرها الأديان ولا القوانين مثل الاستغلال الجنسي والعمل القسري والاتجار بالأعضاء، وتفترس هذه العبودية على الدوام الضعفاء ممن يستدرجون في العادة إلى أماكن بعيدة عن أوطانهم، وتحولت هذه العبوديات الحديثة إلى تجارة تمارسها منظمات سرية إجرامية.

ورغم أن القوانين في الدول تجرّم كل ممارسات الاتجار بالبشر إلا أن المنظمات الإجرامية تستطيع إسكات أصوات الضحايا في الكثير من الأوقات بسبب الخوف والإكراه من الصدمات الجسدية والنفسية والكثير من الممارسات الإجرامية المصاحبة لهذه التجارة.

وتقوم الحكومات بأدوار كبيرة لمكافحة هذه العبودية وما يصاحبها من ظلم للإنسان وإنسانيته.. وما تتطور له مظاهرها المتجددة.

ورغم أن القوانين في سلطنة عمان تجرّم جميع مظاهر الاتجار بالبشر واستغلالهم أيًا كان نوع الاستغلال، إلا أن اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر التي تتبع وزارة الخارجية مستمرة في تنظيم حملات التوعية لرفد الوعي المجتمعي بظاهرة الاتجار بالبشر؛ وذلك لعدم الوقوع في شراكها أو التورط في القيام ببعض مظاهرها المجرمة.

وتطلق الخارجية اليوم ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر حملة توعوية تحمل شعار «إنسان».. وتهدف الحملة إلى التحذير من خطر الوقوع في جريمة الاتجار بالبشر والاستغلال إضافة إلى تدريب المسؤولين لإنفاذ قانون مكافحة الاتجار بالبشر، ومعرفة حقوق الضحايا المتمثلة في الرعاية والتأهيل.

وتبذل اللجنة جهودًا كبيرة في بناء الوعي المجتمعي بهذه الآفة التي تشير بعض الأرقام الرسمية العالمية إلى أن ضحاياها تجاوزوا الـ25 مليون إنسان في مختلف دول العالم.

إن موضوع الاستجابة للضحايا وإنفاذ القوانين عملية مهمة جدًا في سياق مكافحة هذه الجريمة ولذلك تعمل الكثير من الدول على تدريب الكوادر والجهات المختصة لتستطيع تأدية أعمالها على أكمل وجه.

وفي هذا السياق لا بد من الحديث عن أهمية التعاون بين الدول للقضاء على هذه الجريمة نظرًا لأن شبكات الاتجار بالبشر غالبًا ما تتجاوز الحدود.

ومن المهم، أيضًا، أن تكون وسائل الإعلام شريكًا أساسيًا في أي حملة لبناء الوعي المجتمعي نظرًا لقدرتها وخبرتها في الوصول إلى الرأي العام.

إن الاتجار بالبشر وصمة عارٍ في الضمير العالمي، وجريمة لا تزال نشطة حتى في أكثر دول العالم تقدمًا، وعلى الحكومات أن تعزز تشريعاتها في مكافحتها وإعطاء الأولوية لدعم الضحايا وإعادة تأهيلهم.

إن الشعار الذي اتخذته حملة اللجنة الوطنية وهو «إنسان» يحمل الكثير من المدلولات التي تستطيع أن تصل إلى الجميع، وهي مدلولات تستنهض إنسانيتنا جميعًا لنقف ونساهم في هذه الحملة لتبقى بلادنا بعيدة عن كل شكل أو مظهر من مظاهر الاتجار بالبشر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتجار بالبشر دول العالم الکثیر من إلا أن

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

رأس رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وفد المملكة العربية السعودية المشارك في أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تعقد في جاكرتا - جمهورية إندونيسيا.

وأشار رئيس مجلس الشورى في -تصريح صحفي- بهذه المناسبة أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تواصل دعمها الراسخ والمستمر لكل ما من شأنه تعزيز وحدة الصف في العالم الإسلامي، انطلاقًا من دورها الريادي ومكانتها المحورية، وحرصها الدائم على ترسيخ قيّم التعاون والتكافل؛ بما يسهم في خدمة قضايا العالم الإسلامي والعالم أجمع وتعزيز الاستقرار والتنمية.

وأكد آل شيخ الدور المحوري الذي تؤديه المجالس والبرلمانات في تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين دول العالم الإسلامي، مشيرًا في هذا السياق إلى أهمية الدبلوماسية البرلمانية في بناء جسور التواصل وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الشعوب، مشيدًا بالدور المهم الذي يقوم به اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وما يضطلع به من جهود فاعلة في دعم القضايا المشتركة.

ويضم وفد مجلس الشورى المرافق، معالي الأمين العام للمجلس الأستاذ محمد المطيري، وأعضاء المجلس اللواء علي العسيري، والدكتور عيسى العتيبي، والدكتورة بشرى الحماد، والدكتورة تقوى عمر، وعددًا من المسؤولين في المجلس.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد وقائد شرطة نيوزيلندا يؤكدان أهمية مواجهة الجريمة
  • نائلة جبر: نزور المحافظات لتوعية الشباب وعرض نماذج ناجحة للتوعية ضد الهجرة غير الشرعية
  • بسمة وهبة: عصابات الاتجار بالبشر تسرق أعضاء المهاجرين غير الشرعيين ثم تقتلهم
  • عاجل| ترامب: أنا والأمير محمد بن سلمان نكن لبعضنا الكثير من الود
  • عاجل - ترامب: أنا والأمير محمد بن سلمان نكن لبعضنا الكثير من الود
  • رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
  • رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بجاكرتا
  • أبرز 10 دول في العالم تتداول العملات الرقمية بينها دولة عربية
  • الأونكتاد تحذر: نقص النحاس يهدد مستقبل الاقتصاد الأخضر والرقمي العالمي
  • بين 136 و12 دولاراً.. تعرف إلى ترتيب ليبيا في قائمة أغلى وأرخص وجبات الغداء في مطاعم العالم!