تقرير يكشف روايات وشهادات خطيرة ومأساوية لآلاف المواطنين المحاصرين من الدعم السريع في الفاشر.. تصفية سجن واعتقال
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
متابعات تاق برس- كشفت المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور في تقرير مفصل تفاصيل مأساوية خطيرة يواجهها آلاف المواطنين المحاصرين من قبل الدعم السريع عقب سيطرتها على مدينة الفاشر منذ السادس والعشرين من أكتوبر الماضي.
وأكد التقرير الممهور بتوقيع ابوبكر احمد امام
الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور ، ممارسة قوات الدعم السريع عمليات تصفية واعتقال وسجن المواطنين على اساس قبلي وعرقي.
ينشر تاق برس نص التقرير وشهادات موثقة فيه..
المقاومة الشعبية /ولاية شمال دارفور
تقرير رقم (1) حول الوضع الإنساني بالفاشر بعد سيطرة المليشيا
تشهد مدينة الفاشر أوضاعاً إنسانية شديدة الخطورة في ظلّ سيطرة المليشيا عليها، واستمرار الحصار التام، وانقطاع الاتصالات، وتعطّل الخدمات الأساسية. تتزايد الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين، فيما يعجز الأهالي عن الحصول على الغذاء والدواء أو مغادرة المدينة.
يستند هذا التقرير إلى شهادات مباشرة من داخل الفاشر، وإلى ما رصدته الفرق الميدانية للمقاومة الشعبية، إضافة إلى معلومات تم جمعها رغم الظروف الأمنية المعقدة وانعدام وسائل الاتصال.
أولاً: الوضع الإنساني العام
بعد سيطرة المليشيا على المدينة أصبح الكل اما في السجن أو تم تصفيتهم عدا بعض الأفراد الذين يستخدمونهم للأغراض الإعلامية وانهيار كامل للخدمات الأساسية و تعطل المستشفيات الرئيسية
غياب الإمدادات الطبية والكوادر الصحية بفعل الاستهداف والاعتقال مع انقطاع تام للاتصالات ما أدى إلى عزل شبه كامل للمدينة عن العالم.
ثانياً: الاعتقالات ومراكز الاحتجاز
1. الاعتقالات الجماعية
شنت المليشيا حملات اعتقال واسعة طالت:
آلاف المدنيين من منازلهم وعبر نقاط التفتيش.
الشباب والناشطين ومقدمي الخدمات العامة
أشخاص استُهدفوا على أساس الاشتباه أو الانتماء المناطقي القبلي ويتم ترحيلهم بشكل يومي الي سجن دقريس في نيالا عن طريق شاحنات كبيرة
2. سجن شالا (جنوب غرب الفاشر)
وثقت الفرق الميدانية جملة من الانتهاكات داخل سجن شالا، أبرزها:
_اكتظاظ شديد داخل الزنازين وانعدام التهوية.
_تفشي الكوليرا وسط المعتقلين دون أي تدخل صحي.
_نقص حاد في الغذاء والماء أدى إلى حالات إغماء ووفيات غير موثقة.
_منع الزيارات وإدخال الأدوية وأي وسيلة تواصل خارجي.
3. تحويل مستشفى الأطفال شرق الفاشر إلى معتقل
_احتجاز مئات المدنيين، بينهم نساء وشيوخ، بعد طرد الطاقم الطبي.
_استخدام غرف التنويم للتحقيق والتعذيب.
_منع الأهالي من الاقتراب أو معرفة مصير المحتجزين.
_توقف الخدمات الصحية للأطفال تماماً في المنطقة.
4. تحويل رعاية الأسرة والطفل إلى مركز احتجاز
استخدام المبنى كمركز ابتزاز واحتجاز.
فرض فدية مالية مقابل إطلاق السراح.
في كثير من الحالات، لا يتم إطلاق السراح حتى بعد دفع الفدية، ما يضاعف معاناة الأسر.
5. مواقع احتجاز إضافية
وثقت المقاومة الشعبية تحويل عدد من المنشآت المدنية والعسكرية لمراكز احتجاز، منها:
_المستشفى الجنوبي.
_مدرسة السلام ابشوك
_مباني جامعة الفاشر.
_كلية تابعة لجامعة الفاشر في الميناء البري.
_مبنى المدرعات للجيش قرب المطار.
هذه المواقع تُستخدم كمراكز للتحقيق والاحتجاز القسري في ظروف غير إنسانية.
ثالثاً: طرق التعذيب والمعاملة القاسية
استناداً إلى شهادات ناجين ومصادر محلية، تتبع المليشيا أساليب تعذيب ممنهجة، منها:
_الضرب المبرح بالسياط والعصي.
_التعليق لفترات طويلة ومنع النوم.
_الإهانات والإذلال والعنف القائم على الهوية.
_الحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة.
_تُعد هذه الانتهاكات جرائم حرب وفق القانون الدولي الإنساني.
رابعاً: المقابر الجماعية وعمليات حرق الجثث
1. مواقع المقابر الجماعية
تم رصد عدة مواقع لدفن الجثث سراً، من بينها:
_منطقة قرني شمال غرب الفاشر
تم قتل المئات من المدنيين ودفنهم غرب منطقة قرني قرب نقطة تفتيش للمليشا ف قرني
_شمال المدينة قرب عمارة المليشي المعروفة باسم عباس كريم.
_مقابر جماعية متفرقة على امتداد الطريق الرابط بين الفاشر وجبل وانا.
_غرب مقر اليوناميد السابق.
_الوادي غرب الأشلاق الجيش.
_داخل مطار الفاشر في مناطق مغلقة.
الطريق الرابط بين الفاشر وطويلة (منطقة الترتوار — الحفرة الكبيرة).
تتم عمليات الدفن ليلاً باستخدام آليات ثقيلة، مع شهادات عن نقل جثث من الشوارع ومن محيط المستشفيات بشكل مباشر إلى هذه المواقع.
2. أماكن حرق الجثث
رصدت فرق المقاومة الشعبية مواقع عدة لحرق الجثث، منها:
المنطقة شرق مستشفى الأطفال في الساحة المتاخمة له.
_شمال غرب المدينة ف منطقة قرني غرب مركز صحي للمليشا ف قرني
الموقع شرق البورصة بالقرب من منطقة الطاقة الشمسية.
شوهد دخان كثيف وروائح حرق قوية لساعات متواصلة، مع تأكيدات عن نقل جثث بسيارات عسكرية إلى تلك المناطق.
تشير هذه الممارسات إلى محاولة ممنهجة لإخفاء الأدلة والحد من توثيق أعداد الضحايا.
خامساً: أوضاع النساء المحتجزات
تواجه النساء المحتجزات أوضاعاً بالغة القسوة، وتشمل:
اعتقال نساء من منازلهن أو أثناء محاولتهن النزوح.
_احتجازهن في مواقع سرية يصعب على فرق الرصد الوصول إليها.
_اختفاء عدد كبير منهن دون معرفة أماكن وجودهن أو ظروفهن.
_تقارير عن حالات عنف جنسي أو تهديد به أثناء التحقيق.
_نقل عدد من النساء مع معتقلين آخرين إلى سجن دقريس في نيالا، حيث ظروف الاحتجاز قاسية للغاية.
:تواصل المقاومة الشعبية جمع معلومات حول أعدادهن وأماكن احتجازهن رغم المخاطر والقيود.
_خاتمة
تواجه مدينة الفاشر كارثة إنسانية شاملة تتداخل فيها الانتهاكات الأمنية، والانهيار الصحي، والحصار الكامل، مع انتشار المقابر الجماعية وعمليات الإخفاء القسري. إن استمرار هذه الأوضاع يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، ويستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والهيئات الإنسانية لوقف الانتهاكات وتوفير الحماية للسكان.
ابوبكر احمد امام
الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية/ ولاية شمال دارفور
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الدعم السريع الفاشر المقاومة الشعبیة شمال دارفور
إقرأ أيضاً:
الجيش يحبط هجوما على بابنوسة واتهامات جديدة للدعم السريع بجرائم حرب
قال الجيش السوداني إن قواته أحبطت هجوم ما سماها "مليشيا الدعم السريع" على مدينة بابنوسة، في ولاية غرب كردفان، في الأثناء اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على مخيم زمزم للنازحين في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأكد الجيش السوداني أنه لن يسمح باستغلال الوضع الإنساني غطاء لتحركات عسكرية تفاقم الأزمة، وأوضح أن إعلان الهدنة من قِبَل ما سماه "التمرد" هو مناورة سياسية للتغطية على تحركاتها الميدانية وتدفق الدعم الخارجي.
وذكر أن الدعم السريع ظل يستهدف بابنوسة بالمسيّرات، رغم هدنته التي ضلل بها الرأي العام الإقليمي والعالمي.
وفي الإطار ذاته أدان والي ولاية غرب كردفان محمد آدم محمد جايد ما وصفها بـ"الانتهاكات العرقية والجسدية" التي تعرّض لها مواطنو بابنوسة على يد قوات الدعم السريع.
ودعا جايد منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية إلى فتح تحقيق عاجل في "الجرائم المرتكبة من قبل المليشيا بحق مواطني الولاية، بما في ذلك التجنيد القسري للأطفال القُصّر"، كما دعا إلى التحقيق "في جرائم القتل والنهب واغتصاب النساء والأطفال التي لا تزال ترتكب داخل مدن وقرى الولاية"، على حد قوله.
جرائم حرب
على الصعيد الإنساني، اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها في وقت سابق من هذا العام على مخيم للنازحين في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وذكر التقرير أن قوات الدعم السريع نفذت عمليات قتل مُتعمَّد للمدنيين واحتجازٍ للرهائن، ونهب وتدمير مساجد ومدارس وعيادات طبية، خلال هجوم واسع النطاق، شنه في أبريل/نيسان على مخيم زمزم.
ودعت المنظمة إلى التحقيق في "الهجوم الوحشي" لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم، باعتباره من جرائم الحرب المشمولة بالقانون الدولي، وقالت إن "الهجوم الوحشي تسبب في فرار نحو نصف مليون شخص من المخيم يومي 13و14 أبريل/نيسان فقط".
وأضاف التقرير أن هذا الهجوم جاء في سياق الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الدعم السريع قبل أكثر من عام من أجل الاستيلاء على مدينة الفاشر، مشيرا إلى أنه وبعد السيطرة عليها أعدم الدعم السريع عشرات الرجال العُزّل، واغتصبت قواته عشرات من النساء والفتيات.
إعلانيذكر أنه في 13 أبريل/نيسان الماضي، قالت قوات الدعم السريع، إنها سيطرت على مخيم زمزم للنازحين الواقع على بُعد 12 كيلومترا من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد 3 أيام من هجمات متواصلة أسفرت عن سقوط مئات الجرحى والقتلى، وسط موجة نزوح كبيرة من المخيم، ما أثار إدانات إقليمية ودولية.
فجوة غذائية
وفي التطورات الإنسانية أيضا، أعلنت "مفوضية العون الإنساني" بولاية شمال كردفان جنوبي السودان أن الدعم الدولي للنازحين تراجع بنسبة تصل إلى 70%؛ وأشارت إلى أن هذا التراجع أحدثَ فجوة غذائية واسعة بالنسبة للنازحين. وتحاول المجتمعات المحلية سد الاحتياجات الغذائية للنازحين، وإنْ بجهودٍ محدودة.
وكانت المعارك اشتدت، أمس الثلاثاء، في منطقة شمال كردفان حيث أفاد سكان في العاصمة الأُبيّض بأن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع انفجرت قرب مقر قيادة فرقة عسكرية.
وتبعد الأبيّض، التي تضم مطارا، نحو 400 كيلومتر عن الخرطوم (جنوب غرب)، عند تقاطع إستراتيجي يربط الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.
كما تجدّدت المعارك في بابنوسة الواقعة جنوب غرب الأبيّض وتبعد عنها نحو 400 كيلومتر. وبابنوسة هي آخر معقل للجيش في غرب كردفان.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في إقليم دارفور.