اشتدّت المعارك في منطقة شمال كردفان جنوبي السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تواجه اتهامات جديدة بارتكاب "جرائم حرب" في مخيم زمزم للنازحين في الفاشر غربي البلاد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان أن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع انفجرت قرب قاعدة الفرقة الخامسة للجيش.

وتبعد الأبيّض نحو 400 كيلومتر عن الخرطوم وتقع إلى جنوب غرب العاصمة، وفيها مطار وهي تقع عند تقاطع إستراتيجي يربط الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.

من جانب آخر، تجدّدت المعارك في بابنوسة الواقعة جنوب غرب الأبيّض وتبعد عنها نحو 400 كيلومتر. وبابنوسة هي آخر معقل للجيش في غرب كردفان.

والثلاثاء، نشرت قوات الدعم السريع لقطات فيديو تظهر مقاتلين تابعين لها داخل قاعدة الفرقة 22 مشاة، مقر قيادة الجيش في المدينة.

وكانت القوات أعلنت الاثنين "تحرير" بابنوسة بأكملها بعد صد ما وصفته بأنه "هجوم مفاجئ" لوحدات الجيش، لكن الجيش نفى أمس فقدان السيطرة على المدينة، وقال إن وحداته صدّت هجوما جديدا لقوات الدعم السريع.

واتّهم الجيش قوات الدعم السريع بشن ضربات يومية بالمسيّرات والمدفعية رغم إعلانها الأسبوع الماضي هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر من طرف واحد.

وأصبحت كردفان ساحة معركة كبرى مع سعي الجيش إلى إبعاد قوات الدعم السريع عن الطريق السريع الحيوي الذي يربط الخرطوم بدارفور.

قتلى بالفاشر

وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قتلت 4 أشخاص بينهم طفل في حي الدرجة، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تهدد حياة المدنيين.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن 160 أسرة فرت من العنف في مدينة الفاشر وصلت إلى مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض.

وأضافت المفوضية أن هؤلاء النازحين لا يملكون أي شي تقريبا وأنها قدّمت لهم مع شركائها مواد لتلبية احتياجاتهم العاجلة. وأوضحت أن مزيدا من العائلات تصل إلى النيل الأبيض وأن الاحتياجات في ازدياد مستمر.

إعلان

من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون للجزيرة، إن الفاشر تحولت إلى ساحة جريمة، مضيفة أن المنظمة الدولية بعيدة كثيرا عن تلبية احتياجات النازحين جراء المعارك. وأضافت أن هناك قرى خاضعة للحصار وأن المنظمات الدولية غير قادرة على إيصال المساعدات.

في الأثناء، ما زالت الجهود الدولية لإنهاء الحرب متعثّرة. ودعت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى تسريع الإجراءات التي تقود إلى وقف إطلاق النار في السودان، وأكدت تواصلها الدائم مع الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات لتحقيق هذا الهدف.

جرائم حرب

من جانب آخر، ندّدت منظمة العفو الدولية بما سمته "جرائم حرب" ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من العام الحالي، وذلك استنادا إلى شهادات حديثة للناجين.

وكان المخيم يضمّ قرابة مليون شخص قبل مهاجمته من قوات الدعم السريع خلال الربيع الفائت، وبحسب تقرير للمنظمة "قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمدا وأخذتهم رهائن ونهبت ودمّرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية"، وفقا لشهادات 29 شخصا بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحفيون.

وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم.

وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي".

وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار إن "هجوم قوات الدعم السريع المروّع والمتعمّد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، مرة أخرى، ازدراءهم بالحق في الحياة".

وتسبّبت الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونا، وخلفت "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحبط هجوم الدعم السريع على كردفان ويستعيد عدد من البلدات

قال محمد إبراهيم، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من الخرطوم، إن الأوضاع الميدانية في إقليم كردفان تشهد اضطرابًا شديدًا، ولا سيما في منطقة بابنوسة، التي أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها، قبل أن ينفي الجيش السوداني ذلك مؤكدًا أن ما أُعلن مجرد "فرقعة إعلامية"، مضيفا الجيش في بيان رسمي أنه ماضٍ في القتال "حتى آخر جندي"، في ظل استمرار المعارك في عدة محاور.

وأوضح المراسل، خلال مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الجيش السوداني استعاد عددًا من البلدات غرب مدينة الأُبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، فيما لا تزال الأوضاع الميدانية مضطربة في محور مدينة بارا الواقعة شمال الأُبيّض بنحو 60 كيلومترًا، وسط وصول تعزيزات عسكرية جديدة للجيش.

وفي جنوب كردفان، تتواصل عمليات عسكرية واسعة بعد استهداف الجيش مواقع تابعة للحركة الشعبية–جناح عبد العزيز الحلو، الحليف العسكري لقوات الدعم السريع، مما جعل قوات الحلو هدفًا مباشرًا للجيش، وأدى إلى اشتداد حدة الاشتباكات في هذا المحور، مع استمرار وجود قوات الدعم السريع وعناصر الحركة في المنطقة.

كما أشار المراسل إلى أن مدينة الدلنج لا تزال محاصرة من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، ما أدى إلى أوضاع إنسانية شديدة التعقيد، إذ تُمنع حركة المدنيين الذين تحوّلوا إلى دروع بشرية، الأمر الذي يثير مخاوف من استهدافهم خلال العمليات العسكرية.

وفي إقليم دارفور، تتفاقم الأزمة الإنسانية؛ إذ أفادت شبكة أطباء السودان بأن أكثر من 4 مدنيين جرى تصفيتهم على يد قوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية.

اقرأ المزيد..

أمين الفتوى يكشف حكم المراهنات الإلكترونية.. فيديو أستاذ طب نفسي: الصراخ والمبالغة بعد التحرش تضاعف صدمة الطفل بدل حمايته خبير نفسي: تخويف الأطفال قبل سن الثالثة يسبب اضطرابات أكبر من الخطر نفسه خبيرة طاقة: أكثر من شباك في أوضة واحدة يؤدي للانفصال أو تعدد الزواج لون باب بيتك مش مجرد ديكور.. خبيرة طاقة تكشف مفاجأة (فيديو) أول مصرية تقود اللوجستيات عالميًا تكشف أسرار مسيرتها وتحدياتها المهنية.. فيديو رمضان عبدالمعز: الإيمان يرفع القدر ويجلب النصر ويثبت العبد في الدنيا والآخرة أستاذ طب نفسي: طفل من بين ثمانية أطفال يتعرض للتحرش في العالم الديهي مع انطلاق معرض "إيديكس": المنطقة تمر بظروف استثنائية نشأت الديهي يكشف حقيقة نية الدولة إلغاء انتخابات مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • «العفو الدولية» تطالب بالتحقيق في هجوم «وحشي» للدعم السريع على «زمزم»
  • الجيش يحبط هجوما على بابنوسة واتهامات جديدة للدعم السريع بجرائم حرب
  • الجيش السوداني يحقق مفاجأة جنوب كردفان بعد معارك مع حلفاء الدعم السريع
  • العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في مخيم زمزم بدارفور
  • الجيش السوداني يتقدم في جنوب كردفان بعد معارك مع الحركة الشعبية
  • الجيش السوداني يحبط هجوم الدعم السريع على كردفان ويستعيد عدد من البلدات
  • الجيش السوداني: أحبطنا هجوما لـالدعم السريع على بابنوسة غرب كردفان‏
  • الجيش السوداني يحبط هجوما جديدا للدعم السريع على مدينة بابنوسة
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على منطقة “تبسة” بجنوب كردفان بعد معارك مع حركة الحلو المتحالفة مع الدعم السريع