ودع خرافات الستيك.. حقائق مذهلة لطهو مثالي كل مرة
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
يحمل طهو الستيك إرثا طويلا من الخرافات والنصائح المتوارثة التي تكررت في كتب الطبخ والبرامج والمواقع. لكن الأبحاث الحديثة كشفت أن كثيرا منها غير دقيق وقد يضلل أكثر مما ينفع. فقد وضع علماء الطعام والطهاة المحترفون هذه المعتقدات تحت المجهر ليكشفوا عبر التجارب أن طرق الطهو المثلى تختلف عما اعتاد عليه الناس.
من أكثر الخرافات انتشارا في عالم الطهو الاعتقاد بأن ترك شريحة الستيك خارج الثلاجة لمدة عشرين إلى ثلاثين دقيقة يساعدها على الطهو بشكل متساو. لكن تجارب أجرتها مجلة أميركان تيست كيتشن بينت أن درجة حرارة مركز اللحم ترتفع فقط بنحو درجتين فهرنهايت خلال تلك المدة، وهو تغير طفيف لا يؤثر فعليا في توازن الطهو. لذا فإن ترك اللحم ليصل إلى حرارة الغرفة لا يحقق الفائدة المرجوة، والأجدى توجيه الجهد إلى تجفيف السطح وتتبيله جيدا وضبط حرارة المقلاة أو الشواية للحصول على طهو مثالي ومتقن.
تُعد الفكرة التي تقول إن تحمير سطح الستيك على حرارة عالية "يُغلق المسام" ويمنع تسرب العصارة من أكثر الخرافات انتشارا في عالم الطهو، رغم ما تبدو عليه من منطقية للوهلة الأولى. إلا أن الأبحاث العلمية نسفت هذا الاعتقاد تماما. فقد كشفت دراسة نُشرت عام 2011 في مجلة علوم وتكنولوجيا الطهو أن التحمير لا يحدّ من فقدان الرطوبة مقارنة بطرق الطهي الأخرى، وأن اللحم أصلا لا يملك مسامات قابلة للإغلاق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا يحذّر الخبراء من غسل "خس النعجة" تحت الماء الجاري؟list 2 of 2البصل ليس واحدا.. 4 أنواع مختلفة تضيف نكهات مميزة لمائدتكend of listما يحدث في الواقع هو تفاعل مايلارد؛ وهو تفاعل كيميائي بين الأحماض الأمينية والسكريات يتفاعل عند درجات حرارة تتراوح بين 285 و350 درجة فهرنهايت، وهو المسؤول عن اللون البني المميز للحم ونكهته العميقة. ومن أجل الاحتفاظ بأكبر قدر من العصارة، يُنصح بالطهو البطيء على حرارة منخفضة أولا، ثم التحمير السريع في النهاية، أو ما يُعرف بطريقة "التحمير العكسي" التي تمنح الستيك قشرة لذيذة وقواما طريا مثاليا.
الخرافة الثالثة: لا تقلب الستيك إلا مرة واحدةرغم شيوع قاعدة "التقليب مرة واحدة" كأحد المبادئ الراسخة في طهو الستيك، فإن خبير علم الطهو هارولد ماكجي في كتابه عن الطعام والطبخ: علم المطبخ وتقاليده يفند هذه القاعدة تماما، موضحا أن التقليب المتكرر يمنح نتائج أفضل من حيث القوام والطراوة ويمنع الجفاف. فعند تقليب الستيك بشكل متكرر، لا يتعرض أي جانب لحرارة مفرطة، مما يضمن طهوا أكثر توازنا وتوزيعا أدق للحرارة. وتشير التجارب إلى أن هذه الطريقة قد تسرع عملية الطهو بنسبة تصل إلى 30%، وتمنع احتراق السطح، وتكوّن قشرة بنية متجانسة تحول دون فقدان العصارة. لذلك، ينصح ماكجي بتقليب الستيك كل 30 إلى 60 ثانية، لتحقيق توازن مثالي بين النكهة والملمس والتحكم في درجة النضج.
رغم شيوع التحذير القائل: "لا تستخدم الشوكة أبدا عند طهو الستيك"، فإن هذا الاعتقاد مبالغ فيه أكثر مما ينبغي. فأنسجة اللحم تتكوّن من حزم عضلية دقيقة تحتفظ برطوبتها داخلها، ما يجعل فقدان العصارة الناتج عن ثقب واحد أو اثنين محدودا للغاية ولا يؤثر فعليا على طراوة القطعة أو نكهتها. وتُظهر التجارب أن كمية السوائل التي قد تتسرب من ثقب صغير لا تُقارن بتأثير العوامل الأكثر أهمية مثل درجة الحرارة ومدة الطهو.
إعلانولذلك، إذا احتاج الطاهي لاستخدام الشوكة أو قطع جزء بسيط للتحقق من درجة النضج، فلن يتسبب ذلك في ضرر يُذكر، شرط أن يتم الأمر بلطف ودون تكراره كثيرا. والأجدر من ذلك هو الاعتماد على ميزان حرارة اللحوم للحصول على مستوى النضج المثالي، بدلًا من القلق المبالغ فيه بشأن ثقب بسيط في الستيك.
الخرافة الخامسة: الملح يجفف اللحم إذا أضيف مبكراالاعتقاد بأن تمليح الستيك مبكرا يجفف اللحم غير دقيق. صحيح أن الملح يسحب الرطوبة في البداية، لكن بعد نحو 45 دقيقة يبدأ تكون محلول ملحي يعاد امتصاصه داخل الأنسجة، مما يسمح بتتبيل أعمق ونكهة أوضح. كما يجفف الملح السطح الخارجي، وهو ما يعد ميزة مهمة لأن السطح الجاف يتيح تفاعل مايلارد الذي يمنح اللحم قشرته البنية المقرمشة.
التوقيت هو العنصر الحاسم: يجب أن يكون تمليح اللحم قبل الطهو بساعة على الأقل أو فورا قبل الطهو، وتجنب الفترة المتوسطة بين 10 و40 دقيقة والتي تسحب خلالها بلورات الملح الرطوبة دون إعطاء اللحم الفترة المناسبة لإنتاج المحلول الملحي و إعادة امتصاصه.
باتباع تعليمات التمليح المناسبة تكون النتيجة النهائية هي ستيك متوازن النكهة، بقشرة مثالية وعصارة داخلية محتفظة، إذا تم توزيع الملح وتجفيف السطح بعناية قبل التحمير.
الخرافة السادسة: اختبار النضج باللمس دقيقيعتقد أن اختبار الأصابع طريقة بسيطة لمعرفة مدى نضج الستيك، وذلك بمقارنة صلابته بصلابة لحم الإبهام في اليد. إلا أن هذه الطريقة غير دقيقة، لأن ملمس اليد يختلف بين الأشخاص، كما أن سمك قطعة اللحم ونسبة الدهون ودرجة الحرارة الداخلية كلها عوامل تؤثر على الإحساس بالملمس. لذا فإن الاعتماد على اللمس وحده قد يؤدي إلى إخراج الستيك قبل أو بعد الوقت المثالي. الطريقة الأدق والأكثر أمانا هي استخدام ميزان حرارة رقمي فوري، يحدد درجة النضج بوضوح: قليل النضج 120–125°F، متوسط قليل النضج 130–135°F، متوسط 135–145°F، متوسط جيد 145–155°F، وجيد النضج أكثر من 155°F. هكذا يمكن ضمان نتيجة مثالية في كل مرة.
الدرس الأهم هو أن الطهو الجيد يعتمد على الفهم العلمي أكثر من اتباع النصائح التقليدية بشكل أعمى. التجارب العلمية الحديثة قدمت لنا معرفة أفضل لطهو الستيك بشكل مثالي. سواء استخدمت التحمير العكسي، أو التقليب المتكرر، أو الترمومتر لقياس درجة الحرارة، فإن النتيجة ستكون ستيك ألذ وأكثر طراوة. لا تدع الخرافات تقف في طريقك نحو الإتقان. جرب هذه التقنيات المبنية على العلم واستمتع بنتائج تضاهي أفضل المطاعم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
كيف تتعامل مع السخونية عند الأطفال؟.. خطوات سريعة وآمنة لخفض الحرارة
تعد السخونية عند الأطفال واحدة من أكثر الحالات المقلقة للأمهات، خاصة عند ارتفاعها المفاجئ ليلاً أو عدم استجابة الجسم بسرعة لتخفيف الحرارة.
أسرع طريقة لخفض حرارة الطفل في المنزلورغم أن الحمى ليست مرضًا بحد ذاتها، بل مجرد علامة على مقاومة الجسم للعدوى، فإن التعامل الصحيح مع السخونية يحمي الطفل من المضاعفات المحتملة، وفقًا لموقع «verywell health».
ويبحث الكثير من الأمهات عن أسرع الطرق لخفض حرارة الطفل في المنزل، والإسعافات الأولية الضرورية، ومتى يجب التوجه للطوارئ.
ويؤكد أطباء الأطفال أن الطريقة الأكثر أمانًا وسرعة تشمل 3 خطوات متوازية:
ـ إعطاء خافض حرارة مناسب لسن ووزن الطفل:
الباراسيتامول (Paracetamol): للأطفال فوق 3 شهور، يبدأ مفعوله خلال 40 دقيقة.
الإيبوبروفين (Ibuprofen): للأطفال فوق 6 شهور، يبدأ مفعوله خلال 20–30 دقيقة.
يمنع إعطاء الأسبرين للأطفال تمامًا لأنه قد يسبب متلازمة راي.
لا يُستخدم الإيبوبروفين للأطفال المصابين بالجفاف، القيء المستمر، أو مشاكل في الكلى.
ـ خفض الحرارة بوسائل منزلية:
خلع الملابس الثقيلة وارتداء ملابس قطنية خفيفة.
وضع كمادات فاترة على الجبهة وتحت الإبطين والفخذ.
تهوية الغرفة جيدًا دون تعريض الطفل لتيار هواء مباشر.
ـ الترطيب المستمر:
إعطاء الطفل ماء، محلول إماهة، أو رضاعة أكثر للرضع، لأن الجفاف يزيد من ارتفاع الحرارة ويفاقم الأعراض.
ـ التأكد من إعطاء الجرعة الصحيحة بحسب وزن الطفل وليس العمر فقط.
ـ الاستمرار في الكمادات الفاترة وتهوية الغرفة جيدًا.
ـ بعد 4–6 ساعات، يمكن إعطاء الجرعة التالية إذا أوصى الطبيب، مع تجنب خلط أكثر من دوائين خافضي حرارة دون إشراف طبي.
وعند وصول حرارة الطفل إلى 39.5–40 درجة مئوية أو ظهور علامات التعب الشديد:
ـ تخفيف الملابس تمامًا وترك الطفل بملابس خفيفة.
ـ وضع الطفل في غرفة بدرجة حرارة معتدلة (22–24 درجة).
ـ وضع كمادات ماء فاتر على الرأس والرقبة وتحت الإبط والفخذ.
ـ إعطاء خافض الحرارة المناسب للوزن فورًا.
ـ ترطيب الطفل بشكل متكرر بماء أو محلول إماهة.
وتعتمد سلامة الأطفال عند ارتفاع الحرارة على التدخل السريع باستخدام خافض حرارة مناسب، وسائل منزلية لخفض الحرارة، والترطيب المستمر. معرفة علامات الخطر ومتى يجب التوجه للطوارئ تساعد الأمهات على حماية أطفالهن وتجنب المضاعفات.