لبنان ٢٤:
2025-07-05@00:13:23 GMT

إقتصاد الكاش : هؤلاء هم المستفيدون

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

إقتصاد الكاش : هؤلاء هم المستفيدون

كتبت باسمة عطوي في" نداء الوطن":بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي في 16 ايار الماضي، بلغ الاقتصاد النقدي المدولر في معظمه (الكاش)، حوالى9.9 مليارات دولار في عام 2022، أي نحو نصف حجم الاقتصاد اللبناني. وهذا ما يعتبره البنك عائقاً كبيراً أمام تحقيق التعافي الاقتصادي. هذا الواقع «غير الصحي» الذي يعيشه الاقتصاد اللبناني، لم يمنع اللبنانيين من التكيف معه والتطبيع النسبي مع الازمة بالرغم من عدم تنفيذ اي اصلاحات مطلوبة من المجمتع الدولي وصندوق النقد، والدليل هو حالة القبول السلبي التي يبدونها تجاه الشلل وعدم المبالاة التي تمارسها المنظومة السياسية تجاه الانهيار القائم.

هذا المسار التطبيعي، يدفع الى التساؤل عما اذا كان اقتصاد الكاش يعود بالفائدة على فئة من اللبنانيين، ويساهم في خروجها من تصنيف «الفئات الفقيرة» الذي اطلقته «الاسكوا» على 80 بالمئة من الشعب اللبناني جراء تداعيات الازمة. المنطق الذي يقف وراء هذا التساؤل أن لبنان شهد على مدى 4 سنوات من الازمة ظهور حركة ما، وحصل تكيف من قبل مؤسسات القطاع الخاص مع الضغوط التي ولدها الانهيار، من خلال دولرة الرواتب وعدم الافصاح عن جزء اساسي منها لوزارة المالية، ما يعني أنها تصب كاملة في جيوب مستحقيها من دون دفع ضرائب، وتساهم في خلق دورة اقتصادية في عدد من المهن والقطاعات، وتؤدي الى استقرار»نسبي» ظاهري في أوضاعهم المادية. علماً ان تقرير البنك الدولي يؤكد «تباطؤ وتيرة التراجع الاقتصادي في لبنان في عام 2022. وتشير التقديرات إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 2.6 بالمئة في عام 2022، ليصل إجمالي الانكماش الاقتصادي منذ عام 2018 إلى 39.9 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي». فهل يمكن القول أن اقتصاد الكاش افاد شرائح لم يعد ممكناً احتسابها ضمن فئة الفقراء؟
يشرح الخبير الاقتصادي غسان شماس لـ»نداء الوطن» أن «اقتصاد الكاش لا علاقة له بالطبقة الميسورة أو الفقيرة في لبنان، بل يعني عدم اجراء عمليات مالية عبر البنوك، وهنا لا بد من الاشارة الى أن الاكثر فقراً لا يتعاطون في الاساس مع العمليات المصرفية، وغالباً ما كانت علاقتهم مع المصارف تقتصر على حساب توفيري يضعون فيه أموالهم».يضيف: «تأثير اقتصاد الكاش في لبنان هو أنه «يحمّي الاقتصاد»، أي أنه يسهل عمليات البيع والشراء من دون رقابة على مصادرها، وهذا لا يؤثر على الافراد الاقل حظوة بالاقتصاد اللبناني، لأنهم في الاساس كانوا يتعاطون بالكاش وعملياتهم المصرفية محدودة جداً. كما أن اقتصاد الكاش يسمح بالتلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار وهذا يؤثر جدا على الفقراء، لجهة عدم امكانية ضبط الاسعار».
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام في تركيا؟

أوقفت قوات الأمن التركية في مدينة إسطنبول، مساء الاثنين، صحفيين في مجلة "ليمان" الساخرة، بسبب رسم كاريكاتوري يسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والنبي موسى عليه السلام. وجاء توقيف رسام ذاك الكاريكاتير ورئيس تحرير المجلة ومدير تحريرها بناء على طلب النيابة العامة التي فتحت تحقيقا فيه بتهمة الإساءة إلى القيم الدينية، وسط مظاهرات شعبية واسعة خرجت للاحتجاج على الكاريكاتير الذي نشرته المجلة الساخرة، وللمطالبة بإغلاق المجلة ومعاقبة القائمين عليها.

الأوساط السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الجماعات الإسلامية، استنكرت ما قامت به المجلة، مؤكدة أن الإساءة إلى القيم والرموز الدينية لا تدخل ضمن حرية التعبير. وذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، أن السلطات الأمنية والقضائية تحركت فورا بخصوص الجريمة، وصادرت المجلة، وبدأت الإجراءات اللازمة، قائلا: "واجبنا الأساسي هو حماية ذكرى نبينا الحبيب وإرثه الثمين الذي أنار دربنا وملأ قلوبنا بالرحمة". كما صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن مرتكبي جريمة الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم سيُحاسبون حتما أمام العدالة، مشددا على أنهم سيواصلون بحزم مكافحة كل العقليات التي تحاول إثارة الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين في الداخل والخارج.

كثير من المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري لا يتفقون مع ما جاء في بيان المجلة وما ذكر رئيس الحزب حول معنى الكاريكاتير، بل يرون أن الرسام يسخر من النبيين الكريمين، عليهما الصلاة والسلام، إلا أنهم في ذات الوقت يدافعون عن تلك الإساءة بدعوى حرية التعبير
مجلة ليمان أصدرت بيانا ادَّعت فيه بأن رسام الكاريكاتير لم يرسم النبي صلى الله عليه وسلم، بل رسم طفلا فلسطينيا قتل في قطاع غزة في قصف إسرائيلي. إلا أنها في ذات البيان ذكرت مجلة شارلي إيبدو وشبَّهت الانتقادات الموجهة إلى المجلة التركية كتلك التي وجّهت إلى المجلة الفرنسية بسبب نشرها رسوما مسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وإضافة إلى هذا التناقض، سِجِلّ المجلة يشهد أن ما ذكرته في البيان حول وجود سوء تفاهم ليس صحيحا، لأن أعدادها السابقة مليئة بالرسوم المسيئة إلى الإسلام والمسلمين. كما أن الرسام الذي رسم ذاك الكاريكاتير آراؤه ضد الإسلام والمسلمين والقضية الفلسطينية معروفة ومسجلة في منشوراته بمواقع التواصل الاجتماعي، وأنه وصف حركة حماس في إحدى تغريداته بـ"تنظيم إرهابي"، ووصف الإسلام في أخرى بــ"أكبر خازوق أكله الأتراك".

خلافا لموقف أغلبية المواطنين، دافع رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، عن المجلة المعنية، وكرر ما ذكرته المجلة في بيانها، وهاجم منتقديها، مدَّعيا بأن الرسم الكاريكاتيري الذي أثار غضبا شعبيا، ليست فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الفنان رسم الوضع في قطاع غزة، وأن محمدا الملتحي المرسوم في الكاريكاتير يشير إلى طفل صغير في غزة اسمه محمد. ومن المؤكد أن هذا التفسير الذي تم اختلاقه على عجالة بعد الاحتجاجات الغاضبة، بعيد كل البعد عن ما يشير إليه الرسم الكاريكاتيري بوضوح، وهو حرب بين اليهود والمسلمين، كالحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، وأن النبيين الكريمين محمد وموسى عليهما السلام تم رسمهما على أنهما نبي المسلمين ونبي اليهود، ولا توجد أي إشارة إلى قطاع غزة في أي مكان للكاريكاتير.


كثير من المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري لا يتفقون مع ما جاء في بيان المجلة وما ذكر رئيس الحزب حول معنى الكاريكاتير، بل يرون أن الرسام يسخر من النبيين الكريمين، عليهما الصلاة والسلام، إلا أنهم في ذات الوقت يدافعون عن تلك الإساءة بدعوى حرية التعبير، وأن تركيا علمانية وليست مسلمة، وأن غير المسلمين لا يجب عليهم احترام نبي المسلمين.كان هؤلاء يتمتعون في "تركيا القديمة" بنوع من الحصانة في إساءتهم إلى الإسلام والمسلمين، واستفزاز مشاعر المواطنين المتدينين، تحت مسمى الأعمال الفنية، ولم تتم محاسبتهم على ما يقومون به، بل وكانوا يُشجَّعون على ذلك من قبل القوى العلمانية المتطرفة التي كانت تفرض وصايتها على الإرادة الشعبية. كما خالف رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، ما ذهب إليه أوزل، فقال في تعليقه على الرسم الكاريكاتيري الذي اعتبره مسيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وملايين المواطنين، إن حرية التعبير يجب أن لا تتحول إلى وسيلة لنشر الكراهية.

إساءة المجلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعادت إلى الأذهان تلك الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، والأحداث المتعلقة بها، والنقاشات الساخنة التي دارت حولها، إلا أن جرأة المجلة التركية على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة أكبر بكثير من جرأة المجلة الفرنسية، لأنها تصدر في بلد يشكل المسلمون فيه الأغلبية الساحقة. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام والمسلمين؟".

كان هؤلاء يتمتعون في "تركيا القديمة" بنوع من الحصانة في إساءتهم إلى الإسلام والمسلمين، واستفزاز مشاعر المواطنين المتدينين، تحت مسمى الأعمال الفنية، ولم تتم محاسبتهم على ما يقومون به، بل وكانوا يُشجَّعون على ذلك من قبل القوى العلمانية المتطرفة التي كانت تفرض وصايتها على الإرادة الشعبية. ولذلك، دأبوا على استهداف مبادئ الإسلام ورموزه ومعتقد المجتمع المسلم وقيمه. ولعلهم يواجهون لأول مرة حزما من السلطات الأمنية والقضائية، كما أنهم يرجون أن تقف الدول الغربية إلى جانبهم بحجة الدفاع عن حرية التعبير، وأن يحصلوا على مزيد من التمويل الأجنبي السخي لأعمالهم الرخيصة تحت مسمى دعم تلك الحرية المزعومة؛ لأنهم بتلك الأعمال يخدمون المشاريع التي تستهدف أمن البلاد واستقرارها، وتحاول إثارة الفوضى والحرب الأهلية فيها، وتسعى إلى عرقلة الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى هدف "تركيا الخالية من الإرهاب".

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • هؤلاء المحبوسين معنيون بالعفو الرئاسي
  • هؤلاء المحبوسين معنيين بالعفو الرئاسي
  • ما جديد الردّ اللبناني على الورقة الأميركية؟
  • اقتصاد العدو يتكبد أكثر من 14 مليار دولار بسبب الحرب على إيران
  • عن ورقة الرد اللبناني... هذا ما طلبه مسؤول في حزب الله من بري!
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على الجنوب اللبناني
  • الرّد اللبناني بات جاهزاً.. ما جديد الورقة الأميركية؟
  • رئيس الوزراء اللبناني: لا استقرار في لبنان ما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية
  • من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام في تركيا؟
  • براك في بيروت الأسبوع المقبل والخماسية تواكب الردّ اللبناني