جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-15@14:40:27 GMT

الشغب الطلابي إلى أين؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الشغب الطلابي إلى أين؟

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

بادئ ذي بدء انطلق في مقالي هذا من الآية الكريمة "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" صدق الله العظيم، وأنا بشر أخطئ وأصيب، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

ونؤكد في هذا السياق أولًا أنَّ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فإذن الأم مدرسة كما شبّهها الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته قصيدة العلم والأخلاق بالمدرسة التي متى ما كان بها إعداد جيد من كافة النواحي العملية والتربوية والتعليمية، فإنه لا محالة إنتاجها سيكون شعبا طيب الأعراق، ولما كان الأمر كذلك بالنسبة للأم، فماذا يعني الأب إذن؟

وفي هذا السياق أقول، حينما يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى المدارس ليتعلموا العلم النافع، وليزدادوا معرفة وليكتسبوا علومًا وآدابًا وسلوكيات مختلفة، فإنهم لا يرسلونهم من أجل أن يتعرضوا للضرب والإهانة والتجريح والتوبيخ والتنمر والاعتداء والإيذاء الجسدي عليهم، من قبل مجموعة طلاب، للأسف أقل ما يمكن وصفهم ونعتهم به وأن نقول عنهم، بأنهم قليلو أدب وتربية واحترام للكبير والصغير، وأنهم فوضويون ومشاغبون ومشاكسون بالدرجة الأولى في حياتهم العامة والخاصة.

أولياء الأمور حينما بعثوا بفلذات أكبادهم إلى المدارس، ليس من أجل حشد القوى تجاههم وعليهم من قبل زمرة ورهط من الطلاب أتوا من بيوتهم إلى تلك المؤسسة التربوية والتعليمية، لقضاء وقت مُعين، وهدره فيما لا منفعة منه، على حساب الأدب والأخلاق والفضيلة ودوام الاستقرار والهدوء في الصف والمدرسة.. بل إن أولياء الأمور حينما أرادوا لأبنائهم التعليم الجيد والمفيد، فنحسب أنهم قد مكنوهم أدبًا، وأشبعوهم تربية وسلوكًا، لا أن يقابل ذلك التعب وتلك الجهود، بكراهيتهم وعدوانهم وإحداث سلوكيات شاذة فيهم، وعمل شغب لهم من قبل أقرانهم الخارجين عن جادة الصواب والقانون والأدب والتعامل الحسن مع الغير، سواء داخل البيئة المدرسية والصفية، أو أينما كانوا، فإحساس أبنائنا بالأمن والأمان والاستقرار والكرامة داخل مدارسهم وخارجها، يجب أن يكون على الدوام مستمرًا وباقيًا ومعهودًا.

وحتى يصبح لدى الطالب حب للمدرسة ولزملائه بها وفي الحي الذي يسكنه، لا بُد أن يشعر قبل ذلك بالانتماء لهما وللمجموعة التي يلازمها ويصاحبها شهور طويلة.

إن الطالب حينما يخرج من بيته باتجاه المدرسة، فبمظهره وهندامه وسلوكه، يعكس أولًا تربية أهله له، ويعكس ثانيًا مستوى التقدير والاحترام والتربية لديه وفي أهله ووالديه وولي أمره وأسرته تجاه وطنه وذمته ونفسه والمجتمع والناس عامة، ولا يوجد هناك طالب مشاغب وقليل أدب، إلا إذا كانت وراؤه أسرة ووالدان ليسا مهتمين به وبتربيته، وإنهم في واد وهو في واد، ما يؤكد أنهم أيضا قليلي أدب، ولم يعرفا تربيته إطلاقا.

لقد انتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو- سواء قيل إنها قديمة أم حديثة- تصوِّر وتبث وتثبت بالدليل القاطع، الشغب والهوشات والضرابات والصراعات التي تحدث بين الطلاب، وتجد تشجيعًا وترويجًا لها من مثلهم، وتحديًا كبيرًا فيما بينهم، مما عرّض طلابًا كثيرين يتصفوا بالهدوء والعقل والصمت إلى اعتداءات متكررة، وكانوا ضحية تلك الاعتداءات السافرة والشغب المستمر من زملائهم الطلاب، نتج عنه إصابات وأذى متنوع.

كلنا نعلم تمام العلم أنه ينظر إلى الأسرة بأنها المحضن الذي يصدِّر للمجتمع رجالًا، ويكون ذلك بالتعاون مع المدرسة وفي مساجدنا ومقارنا الترفيهية والثقافية والرياضية، والتي هي الأخرى يقع عليها دور كبير ومهم في التربية والتعليم، واكتساب السلوكيات الصحيحة والمعلومة المفيدة، فما نشاهده اليوم ونسمع عنه من شغب متواصل ومستمر يحدث بين الطلاب، أمر مرفوض البتة وغير مقبول نهائيًا، ويجب اجتثاثه من جذوره، بتفعيل وانتهاج قوانين صارمة وحازمة، بحيث يختفي نهائيا.

المدرسة لا يقتصر دورها على تقديم المعلومات فقط، والمسجد كذلك لا يقتصر دوره على أن يكون دار عبادة، وقس على ذاك: النادي والسوق وأماكن الترفيه والقراءة والاطلاع، فتلك المؤسسات يجب أن تكون معا شريكا فاعلا في التربية والتعليم، واكتساب العادات الحميدة والتقاليد الاجتماعية والثقافية والإسلامية المترسخة والمتأصلة فينا.

ومع النداءات والمطالبات المتكررة بذلك، إلّا أنه وللأسف الشديد، هناك بعض من أولياء الأمور، أصبح ينظر إلى دور المدرسة، على أنه مقتصر على تقديم المعلومة والتدريس فقط، وكذلك نظرته إلى ما ذكر من مؤسسات وجهات أهلية ومجتمعية وإسلامية. وفي المدرسة إذا قام معلم ما بتاديب أحد الطلاب المشاغبين بالضرب البسيط، تعرض له الأب بالشكوى والانتقاد وربما المحاكمة، فأصبح المعلم عرضة للمشاكل ومقيدا بقوانين وأوامر وأنظمة كثيرة، منعته من التصرف بحزم مع الطلاب الذين يحتاجون فعليًا إلى حزم وشدة في آن واحدٍ.

إنَّ على الوالدين التعامل مع أبنائهم بأساليب تربوية صحيحة، تجعلهم منضبطين وليسوا منحرفين سلوكيًا وأخلاقيًا؛ فاتباع النظام والتمسك به وبالقوانين والتزام جانب الحزم والتأديب واستمرار التوجيه في المنزل، لا يقود الطالب إلى إحداث سلوكيات سيئة، وشغب وفوضى واعتداءات مستمرة على زملائه، ولو بالتلفظ عليهم بألفاظ سوقية وغير مرغوبة.

المعلمون رغم أنهم يقدمون المادة العلمية ويعتبرون أحد مصادرها الرئيسة، إلا أنهم أيضا ضد ظهور سلوكيات الشغب لدى الطلاب، الذي بدوره يؤدي إلى اختلال النظام في الصف والمدرسة وكذلك مجتمعنا العماني المحافظ.

إن ثمّة أسباب كثيرة تجعل الطالب مشاغبًا وقليل أدب، منها ضعف تربيته في بيته وانعدام متابعته والاهتمام به من قبل الوالدين أو أحدهما، كذلك تأثير الصحبة عليه والتي يكون معها، ومن ثم المجتمع وبيئة المسكن والمدرسة والصف وشخصية المعلم.

لهذا على من ذكروا تقع مسؤوليات مشتركة ومتعددة ومختلفة، وعلى كل منهم القيام بواجبه خير قيام، لتنحدر تلك السلوكيات المشينة من طلابنا وأولادنا وبيئاتنا، ولتختفي نهائيًا في ظل التوجيه والأدب والمتابعة المستمرة، حينها سننعم جميعنا في وطننا بالراحة وبالأمن والأمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سماسرة يتاجرون بتأشيرات الطلاب .. أولياء أمور: أبناؤنا أصبحوا سلعة لدعم الخزينة المصرية

 

كمبالا : التغيير

اتهم أولياء أمور طلاب سودانيين مقبولين بالجامعات المصرية سماسرة ومكاتب – بعضهم سودانيون – بالاتجار بتأشيرات الدراسة وابتزاز الأسر، في ظل تأخر صدور التأشيرات منذ يوليو الماضي، وغياب دور السفارة السودانية بالقاهرة.

كمبالا  _ التغيير

وقال والد إحدى الطالبات، المقبولات في الجامعات المصرية، فضل حجب اسمه، لـ(التغيير) : هناك مكاتب وسماسرة يتقاضون مبالغ تتراوح بين 2000 و2500 دولار لتسريع التأشيرة، بينما تكتفي السفارة بالمشاهدة، مضيفاً: “أبناءنا أصبحوا سلعة يدر بها المصريون العملات الصعبة، فيما يتاجر سودانيون عديمو الضمير بمستقبلهم الدراسي”.

وأوضح أن الجامعات المصرية فتحت أبوابها منذ ثلاثة أسابيع، وظل التقديم متاحاً حتى يوم أمس عبر بوابة (أدرس في مصر)، حيث يُلزم الطالب بدفع 172 دولاراً لاختيار الجامعة والكلية، ثم نحو 2000 دولار لإدارة شؤون الطلاب الوافدين قبل الحصول على الموافقة المبدئية، مبيناً أن هذه الرسوم منفصلة عن الرسوم الدراسية وتُدفع مرة واحدة فقط طوال فترة الدراسة.

وأشار إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف طالب سوداني يواجهون المعاناة نفسها في معاملات التأشيرة منذ يوليو، بينما لا تقدم السفارة أي حلول عملية.

في المقابل، أصدرت الملحقية الثقافية بسفارة السودان في القاهرة تعميماً أوضحت فيه أن الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين رصدت أخطاءً في أرقام النماذج التي تقدم بها عدد من الطلاب، مشيرة إلى ضرورة أن يكون رقم النموذج هو رقم الطلب الأساسي للدراسة في مصر، وليس رقم إعادة الترشيح أو نقل القيد أو التحويل، مع اعتماد الرسوم السابقة في حالة التصحيح.

ودعت الملحقية جميع الطلاب إلى مراجعة بياناتهم عبر رابط الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين على فيسبوك، والالتزام بالتعليمات لتسريع إنهاء إجراءات التأشيرة.

غير أن أولياء الأمور انتقدوا بيان السفارة الذي برّر تأخر تأشيرات الطلاب بوجود ” أخطاء في أرقام النماذج” ، واعتبروا التوضيح استهتاراً بمستقبل أبنائهم ومحاولة لتبرير التقصير الرسمي، مطالبين الحكومة السودانية بالتدخل العاجل لضمان مستقبل آلاف الطلاب العالقين بين جمود السفارة واستغلال السماسرة.

الوسومالتأشيرة إلى مصر الجامعات المصرية الطلاب السودانيون سماسرة مكاتب

مقالات مشابهة

  • إسطنبول.. تأخر فتح مدرسة “الملك إدريس السنوسي” يثير استياء أولياء الأمور
  • سماسرة يتاجرون بتأشيرات الطلاب .. أولياء أمور: أبناؤنا أصبحوا سلعة لدعم الخزينة المصرية
  • "حماية المنافسة": إحالة مدارس للنيابة لإجبارها أولياء الأمور على شراء الزي من منافذ محددة
  • وكيل تعليم المنوفية يشدد علي أهمية تسجيل الغياب أولاً بأول وإبلاغ أولياء الأمور
  • معلمة تتعرض للرشق بالحجارة.. ومسؤولة ترد: (عادي)
  • عبء على الأكتاف الصغيرة: أولياء الأمور يشتكون من ثقل الحقائب المدرسية
  • افتتاح المعرض الطلابي "الفن والطبيعة" بكلية التربية النوعية بالفيوم
  • اب يتقدم بشكوى ضد مدير مدرسة بعد وضرب ابنه في عمّان
  • كلية اللغة العربية بأسيوط تعقد المجلس الطلابي الأول للاستماع إلى الطلاب وتلبية متطلباتهم
  • جامعة السلطان قابوس تفتح باب الترشح في المجلس الاستشاري الطلابي