كشف تحليل أميركي جديد حول الصراع الأوكراني الروسي، أن روسيا بدأت تتعلم من أخطائها، وأنها مع مرور الوقت بدأت عملياتها العسكرية والتكتيكية بالتحسن، كما أنها تعرفت على كيفية استغلال ميزتين رئيسيتين في الحرب، هما عدد أفرادها وقوتها النارية.

وأوضح موقع "فورين أفييرز" أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف كان أبطأ مما كان يأمله العديد من حلفاء البلاد ومؤيديها، ومع ذلك فقد أثبت الجيش الأوكراني مهارة ملحوظة في الدمج السريع للقدرات والتقنيات الجديدة في عملياته، والقتال بشجاعة وفعالية ضد عدو ذي أعداد متفوقة، ولا يكترث كثيراً لخسائره، ولا يراعي قوانين الحرب، حيث حققت تقدما تدريجيًا، وكل قطعة من الأراضي المحررة كانت بتكلفة هائلة.

مادة اعلانية

ولم تبدأ أوكرانيا في إحراز تقدم أكبر إلا بعد ثلاثة أشهر من القتال العنيف، حيث نجحت في اختراق بعض الخطوط الدفاعية الروسية الراسخة في جنوب شرق البلاد، واستعادت الأراضي في إقليمي زابوروجيا ودونيتسك.

مقتل شخصين جراء قصف صاروخي روسي على مدينة كريفي ريغ وسط #أوكرانيا #العربية طبيعةالهجوم المضاد

وقد أرجع بعض المحللين بطء وتيرة الهجوم المضاد إلى التحديات المتمثلة في التنفيذ الناجح للمناورات العسكرية المشتركة أو تنسيق المدفعية والمشاة والقوة الجوية.

وتساءل آخرون عما إذا كان التدريب الذي قدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والذي ركز على القيام بعمليات هجومية سريعة بدلاً من إرهاق الجيش الروسي من خلال الاستنزاف كان مناسباً تماماً لنوع العدو والحرب التي يخوضها الأوكرانيون.

وما زالت هناك مزاعم أن حلفاء كييف الغربيين كانوا بطيئين للغاية في توفير الأسلحة والمعدات، الأمر الذي أدى إلى تأخير الهجوم الأوكراني المضاد وسمح لروسيا بتحصين مواقعها وزرع الألغام في مساحات كبيرة من الأراضي المتنازع عليها.

واعتبر التقرير أن المؤسسة العسكرية الأوكرانية ليست قوة على غرار قوة حلف شمال الأطلسي، ويظل إرث القوات المسلحة وعقيدتها خاضعة جزئياً للمؤسسة العسكرية السوفييتية عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تنظم بها، وتعبئ، وتدعم نفسها.

ورغم أن هذا لا يشكل بالضرورة نقطة ضعف، فإنه يتطلب أن يعيد حلفاء أوكرانيا الغربيون النظر في أنواع الأسلحة والمعدات والتدريب التي قد تمكن أوكرانيا من القتال بالطريقة الأفضل التي تقاتل بها.

العرب والعالم روسيا و أوكرانيا إسقاط مسيّرات أوكرانية حاولت مهاجمة العمق الروسي معركة بطيئة ووحشية وصعبة

وتنبع التحديات التي تواجه الجيش الأوكراني من أكثر من مجرد تصرفاته وقراراته وتلك التي يتخذها حلفاؤه وشركاؤه الغربيون، بل ما يعكسه سلوك روسيا المتغير وخلال الأشهر الستة إلى التسعة الأولى من الصراع، بدا أن الكرملين لم يتعلم من أخطائه.

ولكن منذ ذلك الحين، كانت القوات المسلحة الروسية تعمل على تحسين تكتيكاتها في ساحة المعركة ولو ببطء وبتكلفة كبيرة في الأرواح والموارد.

وتعلم الجيش الروسي كيفية استهداف الوحدات والأسلحة الأوكرانية بمزيد من الفعالية، وكيفية حماية أنظمة القيادة الخاصة بهم بشكل أفضل، ونتيجة لذلك، أصبحت روسيا أكثر قدرة على الاستفادة من مزاياها العددية والقوة النارية، فحولت ما كان يأمل الكثيرون أن يكون دفعة هجومية سريعة إلى معركة بطيئة ووحشية وصعبة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أوكرانيا روسيا واشنطن

المصدر: العربية

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا واشنطن

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: اليمن أخطر دولة في العالم لعام 2025 متجاوزة أوكرانيا والعراق وأفغانستان

صنّف تقرير جديد صادر عن منصة «وورلد بوبوليشن ريفيو» (World Population Review) اليمن كأخطر دولة في العالم لعام 2025، متجاوزة بذلك دول مزقتها الحروب مثل أوكرانيا، العراق، أفغانستان وليبيا.

وبحسب صحيفة "إكسبرس" البريطانية، جاء هذا التصنيف استنادًا إلى البيانات الدولية حول معدلات العنف، والاستقرار السياسي، والأوضاع الإنسانية.

وأكد التقرير أن الوضع الإنساني في اليمن ازداد سوءًا عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، إذ بدأت جماعة الحوثي –بصفتها جزءًا من «محور المقاومة» المدعوم من إيران– في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر بالطائرات المسيّرة والصواريخ، إلى جانب شن هجمات ضد إسرائيل.

كما تسببت هجمات الحوثيين –التي غالبًا ما تُنفذ من قوارب صغيرة– في اضطراب حركة الملاحة الدولية وإجبار شركات الشحن الكبرى على تغيير مساراتها والإبحار عبر رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا، تجنبًا لمياه البحر الأحمر.

وقد دفع ذلك التحالف بقيادة الولايات المتحدة للتدخل في اليمن، حيث تصاعدت الضربات الجوية على مواقع الحوثيين وبنيتهم التحتية، وبلغت ذروتها في مايو 2025 عندما استهدفت غارة أمريكية مركز احتجاز للمهاجرين.

ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، حذّر المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى مجموعة «سيبيلين» للمخاطر الاستراتيجية، أوين ويليامز، من أن خطر الغارات الإسرائيلية ما زال قائمًا، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.

وقال أوين ويليامز، إن اليمن يعتبر من أخطر دول العالم نتيجة «الحرب الأهلية المستمرة، ونقص الغذاء الواسع النطاق، والتدخلات العسكرية، وانهيار البنية التحتية العامة».

وأوضح ويليامز أن حالة عدم الاستقرار في اليمن تصاعدت منذ سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء وإسقاط الحكومة المعترف بها دوليًا عام 2014.

وأشار ويليامز إلى أن «شعار الحوثيين المعروف بـ"الصرخة" يعكس توجهاتهم العدائية، حيث ينادي: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"».

وأكد ويليامز أن «التغطية الإعلامية للوضع في اليمن قد تكون تراجعت في السنوات الأخيرة، لكن الخطر على الزوار الغربيين ما زال مرتفعًا جدًا، سواء من ناحية التعرض للأذى أو الاختطاف».

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني: قصفنا منشأة كيميائية في موسكو
  • تقرير دولي: اليمن أخطر دولة في العالم لعام 2025 متجاوزة أوكرانيا والعراق وأفغانستان
  • بوتين يشكر الشعب الروسي على جمع 45 مليار روبل لدعم الحرب ضد أوكرانيا
  • قرار أميركي "بلا أساس" بشأن أوكرانيا.. وهيغسيث في موقف محرج
  • قائد الجيش الأوكراني يحذر من هجوم روسي وموسكو تتصدى لمسيّرات
  • رد فعل روسي مثير تجاه قرار ترامب بتقليص المساعدات الأمريكية العسكرية لـ أوكرانيا
  • الجيش الأوكراني يستهدف مطار عسكري في روسيا
  • منهك ومستنزف.. تقرير أميركي يتحدث عن إمكانية تخلي حزب الله عن سلاحه
  • أوكرانيا تقصف مطاراً روسياً وموسكو تعلق الطيران في مطارين
  • بهدف دعم المؤسسة العسكرية.. قيادة الجيش تتسلم دفعة مالية مقدّمة من قطر