تقرير أميركي: روسيا استفادت من أخطائها وتتقدم بالصراع الأوكراني
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
كشف تحليل أميركي جديد حول الصراع الأوكراني الروسي، أن روسيا بدأت تتعلم من أخطائها، وأنها مع مرور الوقت بدأت عملياتها العسكرية والتكتيكية بالتحسن، كما أنها تعرفت على كيفية استغلال ميزتين رئيسيتين في الحرب، هما عدد أفرادها وقوتها النارية.
وأوضح موقع "فورين أفييرز" أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف كان أبطأ مما كان يأمله العديد من حلفاء البلاد ومؤيديها، ومع ذلك فقد أثبت الجيش الأوكراني مهارة ملحوظة في الدمج السريع للقدرات والتقنيات الجديدة في عملياته، والقتال بشجاعة وفعالية ضد عدو ذي أعداد متفوقة، ولا يكترث كثيراً لخسائره، ولا يراعي قوانين الحرب، حيث حققت تقدما تدريجيًا، وكل قطعة من الأراضي المحررة كانت بتكلفة هائلة.
ولم تبدأ أوكرانيا في إحراز تقدم أكبر إلا بعد ثلاثة أشهر من القتال العنيف، حيث نجحت في اختراق بعض الخطوط الدفاعية الروسية الراسخة في جنوب شرق البلاد، واستعادت الأراضي في إقليمي زابوروجيا ودونيتسك.
وقد أرجع بعض المحللين بطء وتيرة الهجوم المضاد إلى التحديات المتمثلة في التنفيذ الناجح للمناورات العسكرية المشتركة أو تنسيق المدفعية والمشاة والقوة الجوية.
وتساءل آخرون عما إذا كان التدريب الذي قدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والذي ركز على القيام بعمليات هجومية سريعة بدلاً من إرهاق الجيش الروسي من خلال الاستنزاف كان مناسباً تماماً لنوع العدو والحرب التي يخوضها الأوكرانيون.
وما زالت هناك مزاعم أن حلفاء كييف الغربيين كانوا بطيئين للغاية في توفير الأسلحة والمعدات، الأمر الذي أدى إلى تأخير الهجوم الأوكراني المضاد وسمح لروسيا بتحصين مواقعها وزرع الألغام في مساحات كبيرة من الأراضي المتنازع عليها.
واعتبر التقرير أن المؤسسة العسكرية الأوكرانية ليست قوة على غرار قوة حلف شمال الأطلسي، ويظل إرث القوات المسلحة وعقيدتها خاضعة جزئياً للمؤسسة العسكرية السوفييتية عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تنظم بها، وتعبئ، وتدعم نفسها.
ورغم أن هذا لا يشكل بالضرورة نقطة ضعف، فإنه يتطلب أن يعيد حلفاء أوكرانيا الغربيون النظر في أنواع الأسلحة والمعدات والتدريب التي قد تمكن أوكرانيا من القتال بالطريقة الأفضل التي تقاتل بها.
وتنبع التحديات التي تواجه الجيش الأوكراني من أكثر من مجرد تصرفاته وقراراته وتلك التي يتخذها حلفاؤه وشركاؤه الغربيون، بل ما يعكسه سلوك روسيا المتغير وخلال الأشهر الستة إلى التسعة الأولى من الصراع، بدا أن الكرملين لم يتعلم من أخطائه.
ولكن منذ ذلك الحين، كانت القوات المسلحة الروسية تعمل على تحسين تكتيكاتها في ساحة المعركة ولو ببطء وبتكلفة كبيرة في الأرواح والموارد.
وتعلم الجيش الروسي كيفية استهداف الوحدات والأسلحة الأوكرانية بمزيد من الفعالية، وكيفية حماية أنظمة القيادة الخاصة بهم بشكل أفضل، ونتيجة لذلك، أصبحت روسيا أكثر قدرة على الاستفادة من مزاياها العددية والقوة النارية، فحولت ما كان يأمل الكثيرون أن يكون دفعة هجومية سريعة إلى معركة بطيئة ووحشية وصعبة.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أوكرانيا روسيا واشنطنالمصدر: العربية
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا واشنطن
إقرأ أيضاً:
تقرير: أوكرانيا على "حافة الانهيار" وبوتين لن يتراجع
كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن الجيش الروسي بات يتقدم على جبهات القتال كافة في أوكرانيا، في وقت لن يتراجع فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مطالبه لحل الصراع.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي نشر، السبت، أن القوات الروسية حققت مؤخرا تقدما على عدة جبهات، في وقت أشار فيه بوتين، عقب محادثات مع مسؤولين أميركيين، إلى أنه غير مستعد للتراجع عن مطالبه.
وأعلن بوتين أن قواته سيطرت على مدينة بوكروفسك الأوكرانية الاستراتيجية بعد قتال استمر أشهر، لكن الخرائط العسكرية والجيش الأوكراني أكدا أن أجزاء من المدينة لا تزال محل نزاع.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بوتين يتبنى نهجا متصلبا في المفاوضات يقوم على أساس مواصلة القوات الروسية تقدمها على الأرض.
وقال المحلل العسكري في مجموعة "بلاك بيرد" الفنلندية، إيميل كاستيهلمي، إن الروس يملكون اليد العليا، وإن أوكرانيا لم تبلغ بعد مرحلة الانهيار، لكنها باتت "ضعيفة بما يكفي ليعتقد الروس أنهم قادرون على فرض مطالبهم".
وشنت روسيا هجوما واسعا استخدمت فيه أكثر من 650 طائرة مسيرة و51 صاروخا ضربت مدنا وبلدات أوكرانية منذ ليل الجمعة وحتى صباح السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين.
في الأسابيع الماضية، تقدمت القوات الروسية على محاور عدة، وباتت على مشارف السيطرة على بوكروفسك في دونيتسك، وتكاد تطوق ميرنوهراد المجاورة، كما استعادت الزخم في زابوريجيا جنوبا، واقتربت من كوبيانسك شمال شرق البلاد، وحققت مكاسب قرب سيفرسك شرقا، وفقا لبيانات المحللين والخرائط العسكرية.
ورغم أن هذه التقدمات مكلفة وبطيئة، فإن محللين ومسؤولين أوكرانيين يقولون إن بوتين ما زال بعيدا عن تحقيق أهدافه الإقليمية، وأبرزها السيطرة على كامل منطقة دونيتسك، التي تمثل جوهر إقليم دونباس.
لكن وتيرة التقدم الروسي تسارعت، إذ استولى الجيش الروسي على نحو 505 كيلومترات مربعة في نوفمبر، مقابل 267 كيلومترا في أكتوبر، بحسب منصة "ديب ستيت" المتصلة بالجيش الأوكراني.
وقال كاستيهلمي: "المستقبل يبدو قاتما للغاية بالنسبة لأوكرانيا. لا أرى مسارا واضحا للخروج".
وتظهر المؤشرات انهيارا يلوح في الأفق للقوات الأوكرانية، حيث تعاني من نقص في القوة البشرية، وغموض في مستقبل الدعم الغربي، ما دفع بوتين للحديث عن أن كييف يجب أن ترضخ قبل أن يزداد الوضع سوءا.
وأكد في مقابلة مع وسيلة إعلام هندية، أن روسيا ستواصل السيطرة على مزيد من الأراضي في دونيتسك بأي وسيلة ضرورية.
منذ سبتمبر، يقول مقاتلون أوكرانيون إن الخطوط الدفاعية في بوكروفسك بدأت تنهار من الإرهاق، وسط هجمات روسية مكثفة بطائرات مولنيا المسيرة والطائرات الانتحارية الصغيرة التي تحمل متفجرات، وهي قدرات لا تملك كييف ما يماثلها على نطاق واسع.
ويؤكد جنود أوكرانيون أن الحديث عن خطة سلام مجرد خداع، وأن روسيا ستواصل الضغط طالما تستطيع ذلك.
في موازاة ذلك، تواصل القوات الروسية الهجوم على كوستيانتينيفكا وليمان في دونيتسك.
ويقول ضباط أوكرانيون إن الهجمات الروسية في تلك المناطق مستمرة على مدار الساعة، مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة القتال خلال الشهرين الماضيين.
أما بوكروفسك، فالوضع فيها أكثر مأساوية، إذ يصف جنود أوكرانيون المدينة بأنها أصبحت مزيجا من جثث المدنيين والعسكريين من دون إمكانية لانتشالهم، وسط ضباب كثيف وروائح احتراق الفحم والبارود.
وترى موسكو في المدينة بوابة نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما من أهم المدن المحصنة التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا.
ويقول محللون إن كييف قد تكون مصممة على التمسك بالقتال في بوكروفسك لتجنب تعزيز رواية روسيا التي تتحدث عن نصر حتمي مع اشتداد زخم محادثات السلام، إضافة إلى رفع الكلفة البشرية على القوات الروسية.
في الوقت الذي كرست فيه أوكرانيا موارد كبيرة لمعركة بوكروفسك، استغلت روسيا ثغرة في جبهة زابوريجيا، وتقدمت بسرعة، واستولت على عشرات الكيلومترات، وأرسلت أوكرانيا احتياطيات إلى المنطقة لإبطاء التقدم، لكن المحللين يرون أن وتيرة التقدم الروسي هناك مقلقة.
ورغم الخسائر الفادحة، تمتلك روسيا تدفقا مستمرا من الجنود، وتخوض حرب استنزاف على نحو يشبه المفرمة، وفق قول كاستيهلمي.
وفي جبهة ميرنوهراد، يقول ضباط أوكرانيون إن الطائرات المسيرة حولت الطرق إلى مصائد موت، وإن الروس يتمتعون بتفوق عددي هائل: "إذا كان لدينا ثلاثة جنود، فلديهم ثلاثون".