انتقادات لبرنامج تلفزيوني فرنسي عقب مقابلة مع طالبتين بسبب ارتداء العباءة
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أثارت مقابلة أجراها مقدم البرامج والصحفي الفرنسي أوليفيه تروشو مع فتاتين مسلمتين على خلفية منعهما من دخول المدرسة بسبب ارتداء العباءة؛ جدلا واسعا.
ووجه تروشو أسئلة وتعليقات ساخرة للفتاتين، خلال مقابلة عرضت في برنامج "بي إف إم ستوري" عبر قناة "بي إف إم" أمس الأربعاء.
???? "Elle m'a dit que ce n'était pas une tenue adaptée pour les cours, que c'était comme une abaya"
➡ Une lycéenne exclue de son établissement de Grande-Synthe (Nord) en raison de sa tenue vestimentaire témoigne sur BFMTV pic.
— BFMTV (@BFMTV) September 6, 2023
واعتبر نشطاء أن المقابلة التي لم تُظهر وجهي الفتاتين، عنصرية ومتحيزة ومهينة لهما، ووصف بعض المغردين المقابلة بأنها أشبه باستجواب لمتهمتين في قسم الشرطة.
ووجّه تروشو أسئلة قصيرة حول دوافع الفتاتين لارتداء الحجاب، وبينما توضح إحداهن أنها تحب ارتداء هذا النوع من الملابس الذي يتماشى مع الموضة وتشاهده عبر منصات التواصل الاجتماعي، قاطعها تروشو وتساءل "أي نوع من الشبكات هذه؟".
ونشر أنس كازيب رئيس حركة "ثورة دائمة" مقطع فيديو عبر حسابه على منصة "إكس" تحدث فيه بلهجة حادة قائلا "يجب أرشفة هذه اللقطة لأنها قذارة حقيقية، ما حدث حطّم كل الأرقام القياسية، ما حدث أنكم أخضعتم الفتاتين إلى تحقيق بوليسي جنسي وعنصري لا أكثر ولا أقل، ولا تستطيعون فعله إلا تجاه الفتيات المسلمات".
Une video pour les inspecteurs du vêtement @Olivier_Truchot et @AlainMarschall qui demandent à des gamines pourquoi elles montrent pas leurs formes dans une garde-à-vue télévisée !
Soutien à ces 2 adolescentes humiliées en direct et qui continuent de répondre ! #Abaya https://t.co/8UacAC4R2P pic.twitter.com/pfEvJ5miTl
— Anasse Kazib (@AnasseKazib) September 6, 2023
ودوّن أحد المعلقين ويدعى ريكو ساسوفي "أشعر بالخجل من البلد الذي نشأت فيه"، في حين كتب آخر "إنها ليست إسلاموفوبيا، إنما معاداة للإسلام".
J’ai honte du pays où j’ai grandi ????????♂️
— RICO SASSUFFY ???????????????? (@RicoRedu) September 6, 2023
ودوّن مانويل بومبارد المنسق العام لحركة فرنسا الأبية قائلا "لماذا ترتدي هذا الزي؟ هل الأمر مرتبط بدينك؟ "شرطة الملابس، مباشرة على قناة بي إف إم، عار حقيقي".
وكتب إلياس رمضاني صحفي التحقيقات في موقع "ميديا بارت" الفرنسي "اللقطات التي تجلب العار لمهنتنا. لا يوجد شيء صحيح على الإطلاق. واجهت صعوبة في الوصول إلى نهاية الفيديو".
وردّ أوليفيه تروشو على تلك الانتقادات، وقال إنه ليس مخطئا لأنه استعمل بالأساس تعابير تستخدمها الفتيات المسلمات واستدل بمقابلة صحفية أخرى.
وكانت المدارس الفرنسية قد أعادت عشرات الفتيات اللاتي يرتدين العباءات الإسلامية إلى منازلهن، ومنعتهن من دخول المدارس في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، الاثنين الماضي.
وأعلنت الحكومة الفرنسية الشهر الماضي أنها ستحظر العباءة في المدارس لأنها "تخالف قواعد العلمانية في التعليم" التي أدت في وقت سابق إلى حظر الحجاب الإسلامي في المدارس.
ودافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن الإجراء المثير للجدل، قائلا إن هناك "أقلية" في فرنسا "تختطف الدين وتتحدى الجمهورية والعلمانية"، مما يؤدي إلى "أسوأ العواقب"، وفق وصفه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مؤرخ فرنسي زار غزة يؤكد أن ما رآه يفوق الوصف
جان بيير فيليو، أكاديمي فرنسي ومؤرخ متخصص في شؤون الشرق الأوسط، أمضى 32 يوما في قطاع غزة بين ديسمبر/كانون الأول 2024 ويناير/كانون الثاني 2025 مع منظمة "أطباء بلا حدود" ويقدم في كتاب "مؤرخ في غزة" شهادة نادرة عن معاناة الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والتعتيم على المأساة من خلال حرمان الصحافة الأجنبية من الوصول إلى القطاع.
وتقدم روايته المباشرة، التي نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقتطفات منها، نظرة نادرة ومؤلمة عن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في تلك المنطقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدول الأفقر في العالم فريسة لأزمة المناخ وهذه هي خسائرهاlist 2 of 2لماذا لا يمكن إنشاء "القبة الذهبية" كما يرغب ترامب؟end of list
ويبدأ المؤلِف بالتأكيد على أنه لم ير بل لم يتصور أن يرى ما شاهده في غزة "لا شيء على الإطلاق" كان سيهيئه لتلك الصدمة المروعة، وذلك الدمار الهائل والأطلال اللامتناهية من مستشفيات مدمرة وأحياء تم محوها بالكامل من الخريطة.
ويرسم الكتاب، الذي سينشر يوم 28 مايو/أيار الحالي، صورة قاتمة للحياة اليومية بهذا القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل: مكبات نفايات مكشوفة تعج بالأطفال حفاة الأقدام، وخيام بلاستيكية بالكاد تصمد في وجه العوامل الجوية، وصرف صحي مؤقت، وتتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب النقص الحاد في المياه.
إعلانويقول فيليو إن المعاناة الإنسانية هائلة، فثلث سكان غزة، وهم صغارها الواعدون، خارج المدرسة، ويضطرون للبحث عن الطعام في مكبات النفايات والتسول في الشوارع، واحتياجات الصحة النفسية هائلة، حيث لا يخدم القطاع بأكمله سوى 4 أطباء نفسيين.
كما تواجه النساء صعوبات بالغة، مع ارتفاع معدلات التهابات الجلد وأمراض الجهاز الهضمي، ونقص حاد في مستلزمات النظافة. وقد دفعت هذه الظروف الصعبة بعض العائلات إلى تزويج بناتها مبكرا كنوع من الحماية النفسية.
ويمكن تلخيص ما جاء في هذه المقتطفات فيما يلي:
أرقام مذهلة– 87% من المباني السكنية مدمرة (كليا أو جزئيا) و1.9 مليون نازح، و80% من الشركات و2/3 من الطرق غير صالحة للاستخدام.
– 700 ألف امرأة محرومة من الحماية الصحية.
– انخفاض معدل الحصة اليومية من المياه من 80 لترا للفرد قبل الصراع مع إسرائيل إلى 9 لترات فقط، مع لترين فقط من مياه الشرب.
حياة المخيمات في ظروف معيشية غير إنسانية:خيام مؤقتة، آبار محفورة يدويا، سوء النظافة، نقص المياه والغذاء، البرد والجوع والمرض والاكتظاظ مما يؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال الذين يحتاجون جميعهم تقريبا إلى الدعم النفسي.
أما حركة حماس، التي أضعفتها الحرب واغتيالات قادتها، فهي تحتفظ بالسلطة، إذ إن مقتل يحيى السنوار وإسماعيل هنية لم يفت في عضد هذه الحركة، فما فتئت تعوض خسائرها بمجندين جدد، بحسب الكاتب.
وقد انتشر النهب والجريمة المنظمة وقانون الأقوى، وتم نهب قوافل إنسانية، بما فيها التي كانت تحت الحماية الإسرائيلية، كما يتابع الأكاديمي الفرنسي.
الصمت الإعلامي والعقاب المزدوج
يرى فيليو أن إسرائيل انتصرت في الحرب الإعلامية، في ظل حرمانها للصحافة الدولية من الوصول إلى غزة، مما ساهم في إزالة الطابع الإنساني عن الفلسطينيين، وهو ما يعني أن الضحايا قتلوا مرتين: جسديا بالقنابل، ورمزيا من خلال محو أصواتهم.
إعلانوتم حظر عمل الأونروا في غزة منذ يناير/كانون الثاني 2025، مما أدى إلى تفاقم مشكلة التسرب من المدارس.
3 طرق مسدودة تقتل غزة– المأزق الإسرائيلي: الهوس الأمني ورفض أي رؤية سياسية.
– المأزق الفلسطيني: التنافسات الداخلية، وغياب القيادة الديمقراطية.
– المأزق الإنساني: المساعدات الدولية تصبح بلا جدوى في غياب حل سياسي.
ويخلص فيليو إلى أن غزة ليست مجرد مأساة إنسانية، بل هي انهيار أخلاقي عالمي، فصمت العالم الديمقراطي أو تقاعسه في مواجهة الدمار الشامل يشكل نقطة تحول، وغزة -بذلك- تكشف عن عالم ترك لمنطق العنف واللامبالاة والوقاحة.