بعد نجاح القوات الأوكرانية في تحقيق اختراق بخط الدفاع الأول للجيش الروسي، رأى البعض أن هذا التطور المهم على الجبهة من شأنه أن يقض مضجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين حذر آخرون من الإفراط في التفاؤل؛ مؤكدين أن الجبهة الروسية لن تنهار بالسرعة التي يأملها البعض.

وقال الخبير البريطاني مارك غاليوتي لصحيفة الإندبندنت البريطانية إن نجاح الهجوم المضاد في إحداث اختراق بصفوف القوات الروسية يشكل صدمة كبرى بالنسبة للرئيس الروسي الذي يراهن على صمود قواته.

وأضاف غاليوتي أن حدوث اختراق بفضل الهجوم المضاد، يثبت أن إستراتيجية الهجوم المضاد البطيء لديها فرصة كبيرة لضرب خط الدفاع الثاني للقوات الروسية، وهو أمر يقض مضجع بوتين.

كما أن حدوث اختراق كبير سيكون بمثابة رد عملي على الانتقادات الغربية، حيث قال كثيرون إن الوقت حان لكي تبدأ أوكرانيا حوارها مع روسيا إثر إخفاق الهجوم المضاد في تحقيق أهدافه المعلنة.

جاء ذلك وسط تأكيدات جنرالات أوكرانيين نجاحهم في اختراق خط الدفاع الروسي الأول بالقرب من منطقة زاباروجيا مؤخرا، في وقت كان الجميع يؤكد فيه أن الهجوم المضاد أخفق.


وصرح غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، أن قواته استعادت حوالي 1.16 ميل مربع من الأراضي الأسبوع الماضي في مدينة باخموت التي سيطرت عليها قوات فاغنر الروسية قبل أشهر بعد قتال عنيف استمر لفترة طويلة.

وذكرت الإندبندنت أن أولكسندر تارنافيسكي، العميد الذي يقود الهجوم الأوكراني في الجنوب، قال إن القوات الروسية تركز في دفاعاتها بنسبة 60% على الخط الأول، وبقية النسبة توزعها بالتساوي على كل من خطي الدفاع الثاني والثالث.

وزاد تارنافيسكي بأن روسيا تفقد بشكل مستمر أفضل جنودها؛ ما يزيد من فرص نجاح أي هجوم أوكراني "بشكل أكبر وأسرع".


هذا التفاؤل حذر منه كير جيلز الباحث البريطاني في معهد تشاتم هاوس، الذي أكد من جهته في حديث مع الإندبندنت أنه لا توجد مؤشرات على "انهيار وشيك" لخطوط الدفاع الروسية رغم النجاحات البسيطة والبطيئة التي تحققها كييف.

ويؤكد القادة العسكريون في أوكرانيا أن الروس كانوا يظنون أن الأوكرانيين لن يتمكنوا أبدا من اختراق الخط الدفاعي الأول، وقد فعلوا كل شيء لأجل ضمان ذلك، لكن قوات كييف حققت المفاجأة، وهذا ما يقلق موسكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهجوم المضاد

إقرأ أيضاً:

إغناتيوس: نهج ترامب لتحقيق السلام بأوكرانيا مبني على 3 أوهام

قال الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس إن نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعامل مع محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا فوضوي ومربك ومبني على 3 أوهام.

وأكد إغناتيوس، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن على ترامب رؤية الأمور على حقيقتها وتغيير نهجه تجاه أوكرانيا إذا كان يريد لجهوده الدبلوماسية أن تسجل في التاريخ كـ"علامة شرف" لا كـ"وصمة عار".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 أشياء عن الرئيس الروماني الجديد نيكوسور دانlist 2 of 2إعلام أميركي: شعبية ترامب تتراجع وتحالفه يتفككend of list "روسيا تسعى للسلام"

وأول افتراض خاطئ لدى ترامب، وفق الكاتب، هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى السلام، إذ لم تُظهر موسكو حتى الآن أي بوادر حقيقية تدل على رغبتها في إنهاء الحرب سلميا.

وذكر المقال أن بوتين لا يزال يُصرّ على "القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة"، وهي عبارة تدل على رفضه الكامل لاستقلال أوكرانيا ورغبته في إخضاعها مجددا للنفوذ الروسي، وفق رأي الكاتب.

"روسيا منجم اقتصادي"

وأضاف المقال أن ترامب مخطئ بافتراض إمكانية تحويل روسيا بعد الحرب إلى "منجم اقتصادي ضخم يُوفّر فرصا استثمارية هائلة للولايات المتحدة".

ولفت إلى أن هذا التصوّر يصطدم بالواقع الاقتصادي الروسي، فروسيا تعاني من الفساد وسوء الإدارة، واقتصادها قائم على تصدير الطاقة والمعادن دون تنويع حقيقي.

وفي المقابل، حسب الكاتب، نجحت أوكرانيا بتطوير بيئة ابتكار عسكرية واعدة بسبب الحرب، رغم أنها تعاني أيضا من الفساد، وهذا يفتح الباب أمام فرص استثمار في مجالات التكنولوجيا والدفاع.

إعلان "أوكرانيا ضعيفة"

وأكثر الافتراضات بعدا عن الواقع، وفق المقال، هو أن أوكرانيا باتت ضعيفة إلى حد يمكن فيه فرض شروط استسلام عليها، ويتجاهل هذا التصور الدعم الأوروبي القوي والمتنامي لكييف.

وشدد الكاتب على أن الدول الأوروبية باتت تدرك تماما أن انتصار روسيا في هذه الحرب سيعيد تشكيل موازين القوى في القارة بطريقة تهدد أمنها واستقرارها، مما دفع هذه الدول مؤخرا لاتخاذ خطوات فعلية لتعزيز قدراتها العسكرية والوقوف بحزم إلى جانب أوكرانيا.

تذبذب سياسي

ولفت الكاتب في مقاله إلى أن ترامب لم ينجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم ملموس، إذ اقترح الرئيس بداية وقف إطلاق نار محدودا يشمل البنية التحتية للطاقة والمجالات البحرية، وعند فشل ذلك طلب فريقه من الجانبين صياغة شروط كانت متباينة لدرجة حالت دون التوصل لاتفاق.

وأكمل الكاتب بأن ترامب حاول بعدها إجراء محادثات مباشرة مع روسيا دون أن يؤدي ذلك إلى نتيجة، وأخيرا قرر أمس اثنين أنه لا دخل للولايات المتحدة بمحادثات السلام وعلى أوكرانيا وروسيا حل الصراع بمفردهما.

وانتقد المقال هذا التذبذب السياسي واصفا إياه بأنه "وصفة للفشل"، ومؤكدا ضرورة تحلي ترامب بالصبر وإدراك أن الصراع لن يحل بسرعة.

ونصح الكاتب ترامب بأن يتعلم من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، الذي وصفه الكاتب بأنه "أحد أفضل صانعي الصفقات في التاريخ الدبلوماسي الحديث"، وقد قال كيسنجر إن "أي مفاوض يقنع نفسه بأن شخصيته وحدها ستؤدي تلقائيا إلى حل دبلوماسي" لن يفلح.

مقالات مشابهة

  • موقع أمريكي: التهديد الذي يشكّله “اليمنيون” على عمق إسرائيل حقيقي
  • البرهان بتلقي دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة الروسية العربية
  • الهند وباكستان تتفقان على سحب القوات إلى مواقع ما قبل النزاع
  • إغناتيوس: نهج ترامب لتحقيق السلام بأوكرانيا مبني على 3 أوهام
  • الدفاع الروسية: مقاتلة سو-34 استهدفت معقلا للقوات الأوكرانية
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن استيلاء القوات الروسية على بلدة "نوفولينيفكا" شرقي أوكرانيا
  • “الأخير قبل الهجوم”.. الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا عاجلا لسكان غزة (خريطة)
  • "الأخير قبل الهجوم".. الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا عاجلا لسكان غزة
  • الدفاع الروسية:مي-35 إم استهدفت مواقع أوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة
  • الجيش الروسي يدمر 22 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود